لكن الغريب في القصص التي نعيشها أنها تضيق إذا اقتربت من النهاية، تضيق وتعود إلى الصور الأولى التي لمعتْ في عينيك أيامَ البدايات.. هذه الصور التي تذكّرك بدهشتك القديمة، وضحكتك القديمة، وحنّيّتك القديمة.
أقول دومًا أنه ربما على القصص أن تبدأ من النهاية. من أشدّ النقاط ضيقًا، حتى تتسع وهي تعود إلى الخلف. ربما بهذه الطريقة نتحايل على الذاكرة التي تعذّبنا في النهايات باللحظات القليلة الأشدّ ألمًا.
أتذكر هذه الجلسة في الصورة في أول شهر قدمتُ فيه إلى هذه البلاد. أتذكر هذا الشاي، وأتذكر هذا الدرس الذي أدرسه أيضًا. أتذكر هذه البلكونة، أتذكر هذا الشتاء شديد البرودة. وأتذكر بالطبع سومر الذي لم يمتحن بعدُ مشاعرَ قلبه.