قال العلامة عبيد بن عبد الله الجابري رحمه الله تعالى رحمة واسعة:
اعلموا أيها المسلمون أنه لا يحق لكل أحد أن يتكلم في كل حادث؛ بل مشكلات النوازل ومعضلات الحوادث لا يُخول بالكلام فيها إلا من هم أهلٌ لها، وهم أهل الحل والعقد من حكام المسلمين ومن حولهم ممن أنيط بهم نصح الأمة وسياستها بالعلم والفقه، قال الله تعالى{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} .
فحاصل ماتضمنته هذه الآيه -أيها المسلمون والمسلمات - أمران :
▪️أولاً: ذم الفضوليين الذين يعرضون بالكلام فيما ليس من شأنهم ويخوضون في حوادث النوازل ومعضلات المشاكل بغير رَوِيَّة، فليس عندهم روية ولا أهلية تُسَوِّغُ لهم الحديث عن تلكم المشكلات، وكان الواجب عليهم أن يردوا ما نزل بهم مما يتوقعون فيه خوفاً أو أمناً إلى طائفتين من الناس، وهما: رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده.
فالرد إلى رسول الله: هو الرد إليه في حياته شخصياً، وإلى سنته بعد مماته -عليه الصلاة والسلام -.
وأولو الأمر: هم الحكام، أئمة المسلمين، أئمة السلطان ومن حولهم من أهل العلم، الذين جرَّبَ وليُّ الأمر خبرتهم فأكسبه ذلك ثقتَهم وأناط بهم الحديثَ في هذه الأمور المدلهمَّة، والفتن التي تعصف بالأمة بين الفَيْنَة.
▪️ثانياً: فيما تضمنته هذه الآية:
أن من لم يسلك هذا المسلك -وهو ما قدمتُ ذكره- فهو سالك سبيل الشيطان (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إلاَّ قليلاً) [النساء:٨٣].
ويزيد ماتضمنته الآية وضوحًا وتأكيداً: مارواه مسلم في صحيحه (١)، أنه أشيع في الناس: طلَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، فقام عمر رضي الله عنه وشد عليه ثيابه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(أطلَّت نسائك يا رسول الله؟ قال :لا،فنزلت الآية، فقال عمر رضي الله عنه: أنا من الذين يستنبطونه).
▪️وثَمَّة أمر آخر ثالث عن الفضول في الكلام والتعرض للأحداث افتياتاً على أولي الأمر وأهل الحل والعقد؛ وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب الصادق،
ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة.
قالوا: وما الرويبضة يا رسول الله؟
قال: الرَّجُلُ التافهُ في أمر العامَّة).
تافه لأنه عرضَ لما ليس من شأنه، فهو بهذه الفضولية وهذا التسرع منه سيُضلُّ ويَضِلُّ حتمًا، فضلاً عمَّا يُحْدِثه من صدعٍ في كلمة الأمة، وتشتيت لأمرها، وتفريق ما اجتمعت عليه.
(١) رقم (١٤٧٩).
📝 تحذير أولي الألباب من المقالات المخالفة للصواب:(٢١-٢٣).
•┈┈┈❁┈•✿❁📚❁✿•┈❁┈┈┈•
#النوازل
#المسائل_العظام
#عبيد_الجابري
#العلامة_عبيد_الجابري
#السلفية_منهج_رباني_ودعوة_نقية
تابعونا عبر 【 تيليجرام Telegram 】↪️ :
https://t.me/DawahSalafiyah