بالفُصحى

٢:٤٤
"تنامينَ لا تدرينَ ما ليلُ ذي هوًى
وما يفعلُ التَّسهيدُ بالهائمِ الصبِّ

سَلي عن مَبيتي مَن رأى ذلكَ البَلا
فباتَ مَبيتي في عذابٍ وفي كربِ.."

- العباس بن الأحنف.

"وكنتُ أظنُّ أنَّا سوفَ نبلى
وما بيني وبينكِ لا يزولُ

فلو قوِيَت لعزَّت عنكِ نفسي
ولكنَّ المُحبَّ هو الذليلُ!"

- أبو الفضل.

"وَإِنّي لَأَستَهدي الرِياحَ سَلامَكُم
إِذا أَقبَلَت مِن نَحوِكُم بِهُبوبِ.."

- العباس بن الأحنف.

"لقد أمسيتُ وَحدي بعد فَقْدٍ
‏فليس أخٌ يُواسي، أو حبيبُ.."

"وإنِّي وإن باعدتِّني وهجرتِني
يُقرُّبُني أن ليسَ لي عنكِ مذهبُ

وأنَّكِ منِّي بالمكانِ الذي بهِ
يحلُّ سوادُ القلبِ، بل أنتِ أقربُ!"

- ذو الرمة.

"والحَمدُ للهِ على ما أَوْلَى
فَنِعمَ ما أَولى ونِعْمَ المَولى

ثُمَّ الصلاةُ بعد حَمدِ الصَّمدِ
على النَّبيِّ المصطفى مُحَمَّدِ

وآلِه الأئمَّةِ الأطهارِ
القائِمين في دُجَى الأسحارِ

ثُم على أصحابِه وعِترتِهْ
وَتابِعي مَقالِهِ وسُنَّتهْ!"

- الحريري، رحمه الله.

اللهم صلِّ وسلِّم على نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم.

"أبغي الأنيسَ فلا أرى لي مُؤنسًا
إلَّا الترددَ حيثُ كنتُ أراكِ.."

- أبو الفضل.

"ما زالَ بعدَكِ مُذ فارقتِهِ دنِفًا
يُمسي ويُصبِحُ صَبًّا ليسَ ينساكِ.."

- ابن الأحنف.

"إذا ما طَمِحتُ إلى غايةٍ
ركبتُ المُنى ونسيتُ الحَذَرْ

‏ومَن لا يُحبُّ صُعودَ الجِبالِ
‏يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بينَ الحُفَرْ."

- ‏أبو القاسم الشابي.

"فيا عجَبا للعينِ.. أمَّا رُقادُها
فعانٍ، وأمَّا الدمعُ منها فمُطلَقُ!"

- أبو الفضل.

‏أكثر ما يميّز دكان شِعر أن طلبات الكتابة (١٠ أبيات وما فوق) ما تأخذ أكثر من ساعة ونصف، أو ساعتين بالكثير
‏والعملاء يتعجّبون!

‏يعني: سعر في متناول يدك، وسرعة، وشِعر جميل ورقيق، وش تبي أكثر؟!

وقالت هند بنت أسماء بن خارجة الفزارية تتشوّق لرؤية زوجها بعد مقتله: "إني لَأشتاق إلى القيامة لأرى فيها عبيد الله بن زياد."

قال محمد العتبي يذكر ابنا له مات:

"أضحتْ بخَدّي للدموع رُسومُ
‏أسفًا عليكَ، وفي الفؤاد كُلومُ
(كلوم: جروح)

‏والصبر يُحمد في المَواطِنِ كلِّها
‏إلا عليك، فإنهُ مذمومُ.."

‏وقال البهاء زهير في رثاء صديقٍ له:

‏"هنيئًا لهُ قد طابَ حيّا وميّتًا
‏فما كان محتاجًا لتطييبِ أكفانِ

‏كريمُ المُحيّا باسمٌ متهلِّلٌ
‏متى جئتَهُ لم تلقَهُ غيرَ جَذلانِ

‏وما الناسُ إلا راحلٌ بعد راحلٍ
‏إلى العالم الباقي من العالم الفاني

‏وإلا، فأينَ الناس من عهد آدم
‏ومن عهد نوح بعده وإلى الآنِ؟"

‏وقالت عائشة التيمورية رحمها الله في رثاء ابنتها توحيدة:

‏"قد كنتُ لا أرضى التباعُدَ ساعةً
‏كيف التصبُّرُ والبِعادُ دهورُ؟

‏أبكيكِ حتى نلتقي في جنّةٍ
‏برياضِ خُلدٍ زيّنَتْها الحُورُ.."

وقال محمود سامي البارودي في رثاء زوجته:

‏"قد كدتُ أقضي حسرةً لو لَم أكن
متوقِّعًا لُقياكِ يوم مَعادِي.."

من المصائب التي حلّت بابن نباتة فَقدَه لزوجته فرثاها قائلا:

"هجرت بديعَ القولِ هجرَ المباينِ
فلا بالمعالي لا ولا بالمعاينِ

وكيفَ أُعاني سجعةً أو قرينةً
وقدْ فقدتْ مني أجلَّ القرائنِ

ثَوَت في مهاوي التُّربِ كالتبرِ خالصًا
فحققتُ أنَّ التربَ بعضُ المعادنِ

فواللهِ ما أدري لحُسنِ خلائقٍ
تسحُّ جفوني، أمْ لخلقِ محاسنِ

دفنتُكَ يا شخصَ الحَبيبِ، ولَو بدا
لعينيك حالي، خلتَ أنك دافني

كلانا على الأيامِ باكٍ وإنَّما
أشدُّ البلا بينَ الحَشا كلُّ كامنِ

إلى اللهِ أشكو يومَ فقدِكِ إنهُ
عليَّ ليومِ الحشرِ يومُ التغابنِ

وكنتُ أخافَ البينَ قبلكِ والنوى
فأصبحتُ لا آسى على أثرِ بائنِ

كأنكِ بادرتِ الرحيلَ تخوُّفًا
عليَّ منَ الحُزنِ الذي هوَ فاتني

فَديتُكِ، مَن لي مَن سناكِ بلمحةٍ؟
وينزلُ بي منْ بعدها كلُّ كائنِ

أأنسَى قوامًا أتقَفَ الحسنُ رمحهُ
فما فيهِ من عيبٍ يُعدُّ لطاعنِ

ووجهًا حكى عن حسنهِ كلُّ مقمرٍ
ولحظًا روى عن طرفهِ كلُّ شادنِ

فوا أسفًا حتى أُوسَّدَ في الثرى
ويدني الرَّدى منَّا مقيمًا لظاعنِ

ويا ليتَ شِعريَ في القيامةِ هَل أرى
محاسنَها ما بينَ تلكَ المواطنِ

رشاقةً، فذاكَ القدُّ فوقَ صراطهِ
ودينارُ ذاكَ الخدِّ بينَ الموازنِ

سَقَتكِ غوادي المزنِ، إنيَ ظامئٌ
إلى التربِ طوعًا للزمانِ المحارنِ

شكوتُ زمانًا خانَ بعدَ أحبَّتي
وبالغَ في العدوى وبثَّ الضغائنِ

فلو طابَ لي طابَت حياتي بعدهمْ
وكنتُ أُلاقيهمْ بطلعةِ خائنِ.."

- ابن نباتة.

رثائيةٌ بديعة، سأنشرها بعد قليل ..

"ذادَ الكَرى عَن مُقلَتَيكَ حِمامُ
‏لَبّاهُ شَوقٌ ساهِرٌ، وَغَرامُ

حيرانُ، مَشبوبُ المضاجعِ، لَيلُهُ
‏حربٌ، وليلُ النَّائمينَ سَلامُ.."

- أحمد شوقي.