يُقال أن درجات التعافي تنتهي عند مرحلة النسيان، ولا ينسى المرء جراحه، فما بالك بأنواع أخرى من الجِراح الجماعية التي طُبّقت بأساليب مُتقنة هدفها أن تظل في ذاكرة المرء حتى بعد أن يُشفى!. لقد عمِلوا على ترسيخ الألم في منهج حياتنا، واستهدفوا الذكريات الجميلة لسحقها وتحويلها إلى أحلام عابرة، سلبوا منا أبسط درجات الأمان كي نفرّ بعيدًا؛ ثم طالبوا بنا من كل القارّات كي يسلبونا ما أخدناه معنا من بقايا الأمنيات والكرامة.
يتعافى الحرّ من آلامه ومن كل ما مرّ به؛ إلا ذكرياته.
يقولون علينا أن نتجاوز، تُرى كيف؟ هل تزول المشاهد الصارخة بالتضحيات والعذاب عن أذهاننا إذا تجاوزنا؟
أقل ما كان يمكنهم فعله كي يلحقوا بركب الشرفاء هو أن يعتذروا عن ما ساهموا به ولو بكلمة، لكن مـن ذا الذي يعتذر ويندم؟، سيبقى الذليل يُناطح جباهنا بقرون متكسرة ومتهالكة، بينما نحن -أصحاب هذه القضية- لا نزال ننبش الأرض باحثين عن عظم مفقودينا.
31.12.2024