◂ الركيزةُ الأولى : اختيارُ الزَّوجةِ الصَّالحة
إِنَّ مِن أَوَّل الركائز في التربية اختيار الزّوجة الصالحة، وهذه الرّكيزةُ تكونُ قبلَ أن يُرْزقَ الوالدان بالأولاد، فعليكَ أن تجتهدَ في اختيارِ زوجةٍ معروفةٍ بالاستقامةِ والصَّلاحِ والتقوى؛ لأنَّها ستكون عونًا لك على تربيتِهم، وتأديبِهم، وتنشئتِهِم التنشئةَ الصالحة، وحتى لو لم تُعِنِ الزوجة الصالحة زوجَها على تربية الأبناء فإنها لن تكونَ ضررًا عليهم في دينهم وأخلاقهم.
ولهذا جاء الحثُّ من نبيِّنا الكريم ﷺ على اختيار المرأة ذات الدِّين فقال: { تُنكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالها، ولحسَبِها، وجمالها، ولِدِينِها؛ فاظفَرْ بذاتِ الدينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ }
وصحَّ عنه ﷺ أنه قال: { مَن رزَقَهُ الله امرأةً صالحةً فقد أعانَهُ على شَطْر دينه، فَلْيَتَّقِ الله في الشَّطر الباقي }.
ولهذا كانت الزوجةُ الصالحةُ من أعظم أسباب السَّعادة في الدُّنيا، كما أخبر بذلك نبيُّنا ﷺ فقال: { مِنْ سعادةِ ابنِ آدمَ المرأةُ الصَّالحة }.
وإنَّما كانت المرأةُ الصَّالحةُ جُزءًا مِن سعادةِ المَرءِ؛ لأنَّ فيها صفاتٍ لا تتوفّر إلا في الصَّالحة من النِّساء، كالإخلاص والنّصح والصِّدِقِ، والأمانِةِ، والوفاءِ، وحفظِ المالِ، واحترامِ الزَّوج، وصِيانِةِ العِرْضِ، وحُسْنِ التَّربية للأولاد.
ثمَّ إنَّ صلاحَها ينعَكسُ على الأبناءِ غالبًا؛ لشِدَّة مباشرتها لهم، وعنايتها بهم، وتوجيهها المستمر لهم، وهذا أيضًا مِنْ جُملة السَّعادة التي يجعلها الله عَزَّ وَجَل في الزَّوجة الصالحة.