«فَالقَلبُ لَوحٌ فَارِغٌ، والخَواطِر نقُوشٌ تُنْقَش فِيهِ، فَكَيفَ يَلِيقُ بِالعَاقل أن تَكُون نُقُوشُ لَوحهِ مَا بَينَ كَذبٍ، وغُرُورٍ، وخُدَع، وأَمَانِيَّ بَاطِلَة، وسَراب لاَ حَقِيقَة لهُ؟
فَأيُّ حِكمَةٍ وعِلمٍ وهُدًى يَنتَقِشُ معَ هذهِ النُّقُوش؟
وإذَا أرَاد أنْ يَنتَقِشَ ذَلك فِي لَوحِ قَلبهِ كَانَ بِمَنزِلَة كِتابَة العِلم النَّافع فِي مَحَلٍّ مَشغُولٍ بِكِتَابَة مَا لاَ مَنفَعَة فِيهِ. فإنْ لَم يُفرِّغ القَلبَ مِن الخَواطِر الرَدِيَّة لَم يَستَقِرّ فيهِ الخَواطِر النَّافِعَة، فَإنَّهَا لاَ تَستَقِرّ إلاَّ فِي مَحلٍُ فَارِغ، كَما قِيلَ:
أتَانِي هَواهَا قَبلَ أنْ أَعرِفَ الهَوىٰ.. فَصَادَفَ قَلباً خَالِياً فتَمَكَّنَا»
◂ الدَّاء والدَّواء | ابنُ القيِّم الجَوزِيَّة