تأملات في الأسماء الحسنى

@asmaa_allah


تأملات في الأسماء الحسنى
تم تجميعها من بعض الدروس و التفاسير و من مجموعة كتب ليدبروا آياته

تأملات في الأسماء الحسنى

26 Sep, 09:24


٥- إخباره عن نفسه بأنه النافع الضار المعطي المانع، وأنَّ من سواه لا يملك شيئاً من ذلك لنفسه ولا لغيره، قال تعالى:
﴿وَلَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ لَيَقولُنَّ اللَّهُ قُل أَفَرَأَيتُم ما تَدعونَ مِن دونِ اللَّهِ إِن أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَل هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَو أَرادَني بِرَحمَةٍ هَل هُنَّ مُمسِكاتُ رَحمَتِهِ قُل حَسبِيَ اللَّهُ عَلَيهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلونَ﴾ [الزمر: ٣٨]


٦- إخباره سبحانه عن دقة صنعه للمخلوقات، وبديع إيجاده للكائنات
قال تعالى:
﴿اللَّهُ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ قَرارًا وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُم فَأَحسَنَ صُوَرَكُم وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُم فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ العالَمينَ﴾ [غافر: ٦٤]


٧- إخباره عن حقارة الأوثان وعجزها، وأنها لا تملك شيئاً،
قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاستَمِعوا لَهُ إِنَّ الَّذينَ تَدعونَ مِن دونِ اللَّهِ لَن يَخلُقوا ذُبابًا وَلَوِ اجتَمَعوا لَهُ وَإِن يَسلُبهُمُ الذُّبابُ شَيئًا لا يَستَنقِذوهُ مِنهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَالمَطلوبُ
ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ﴾
[الحج: ٧٣-٧٤]


إلى غير ذلك من الدلائل البينات، والحجج الواضحات، التي سيقت في القرآن الكريم مبينة أن الله عز وجل هو الإله الحق المبين، وأن ألوهية من سواه كفر وطغيان، وضلال وبهتان

فقه الأسماء الحسنى
عبد الرزاق البدر

تأملات في الأسماء الحسنى

26 Sep, 09:24


۲- ذكره سبحانه لأسمائه الحسنى وصفاته العلى الدالة على كماله وجلاله وعظمته، وأنه المستحق للعبادة وحده دون سواه، ومن الأمثلة على ذلك آية الكرسي التي أخلصت لبيان التوحيد وتقريره، حيث ذكر فيها من أسماء الله الحسنى خمسة أسماء، وذكر من صفاته العظيمة ما يزيد على العشرين صفة.

ذکره تبارك وتعالى لتعدد نعمه على العباد وتوالي مننه، وفي سورة النحل - التي يسميها بعض أهل العلم سورة النعم لكثرة ما عد فيها سبحانه من النعم على العباد - أكبر شاهد على أنه المعبود بحق، ولذا ختم هذه النعم بقوله:
﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِمّا خَلَقَ ظِلالًا وَجَعَلَ لَكُم مِنَ الجِبالِ أَكنانًا وَجَعَلَ لَكُم سَرابيلَ تَقيكُمُ الحَرَّ وَسَرابيلَ تَقيكُم بَأسَكُم كَذلِكَ يُتِمُّ نِعمَتَهُ عَلَيكُم لَعَلَّكُم تُسلِمونَ۝
فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيكَ البَلاغُ المُبينُ۝
يَعرِفونَ نِعمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرونَها وَأَكثَرُهُمُ الكافِرونَ﴾ [النحل: ٨١-٨٣]


ذكره سبحانه لإجابته المضطرين وكشفه كربات المكروبين، ولا يقدر على ذلك
أحد سواه،
قال تعالى: ﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ
أَءِلَهُ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾
[النمل: ٦٢].

تأملات في الأسماء الحسنى

26 Sep, 09:22


ومن لوازم معرفته بذلك والإقرار له به أن يُفرد بالعبادة، وأن يخص وحده
بالخضوع والطاعة،

قال تعالى﴿قُل مَن يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ أَمَّن يَملِكُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَمَن يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمرَ فَسَيَقولونَ اللَّهُ فَقُل أَفَلا تَتَّقونَ * فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ فَماذا بَعدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنّى تُصرَفونَ﴾ [يونس: ٣١-٣٢]

و قال تعالى
﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ وَيولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَميعٌ بَصيرٌ۝ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ ما يَدعونَ مِن دونِهِ هُوَ الباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ العَلِيُّ الكَبيرُ۝أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصبِحُ الأَرضُ مُخضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطيفٌ خَبيرٌ۝لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الغَنِيُّ الحَميدُ۝أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم ما فِي الأَرضِ وَالفُلكَ تَجري فِي البَحرِ بِأَمرِهِ وَيُمسِكُ السَّماءَ أَن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إِلّا بِإِذنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنّاسِ لَرَءوفٌ رَحيمٌ۝وَهُوَ الَّذي أَحياكُم ثُمَّ يُميتُكُم ثُمَّ يُحييكُم إِنَّ الإِنسانَ لَكَفورٌ﴾
[الحج: ٦١-٦٦]

تأملات في الأسماء الحسنى

26 Sep, 09:16


هذا؛ وقد نوع تبارك وتعالى في كتابه الدلائل والبراهين والحجج والبينات على أنه الإله الحق لا شريك له،
وأن ألوهية من سواه باطل وضلال، وزيغ وانحلال ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ، هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج : ٦٢).

وقوله : ( ذلك ) أي : الذي بين لكم من عظمته وصفاته ما بين ﴿هُوَ الْحَقُّ) هو المعبود بحق، ولا معبود بحق سواه، الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته، ودينه حق، ورسله حق، ووعده حق، ووعيده حق، ولقاؤه وعبادته حق.

وقوله: ﴿وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ، هُوَ الْبَاطِلُ ) أي : الذي هو باطل في نفسه وعبادته باطلة من الأصنام والأنداد، ومن الحيوانات والجمادات؛
لأنها كلها مضمحلة زائلة، لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشورًا، فضلا عن أن تملك شيئاً من ذلك لغيرها، ولولا إيجاد الله لها وإمداده لها لما بقيت، فعبادة من هذا شأنه أبطل الباطل، وأضل الضلال.

ومن أنواع الدلائل والحجج التي ذكر الله في القرآن لبيان أنه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ما يلي:

۱- تفرده تبارك وتعالى بالربوبية لا شريك له، فهو الخالق وحده، الرازق وحده، المُنعم وحده، المُتصرف في هذا الكون وحده لا شريك له في شيء من ذلك، فهو الرب الحق لا شريك له.

تأملات في الأسماء الحسنى

26 Sep, 09:08


ومعنى « المبين» أي: المُبَين لعباده سبيل الرشاد، المُوَضح لهم الأعمال الصالحة التي ينالون بها الثواب، والأعمال السيئة التي ينالون عليها العقاب،
قال تعالى: «يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم»

وقال تعالى: ﴿وما كان الله لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُم حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَا يَتَّقُونَ }

ومن معاني« المبين» أي: البين أمره في الوحدانية، فهو الإله الحق المبين لا شريك له.

تأملات في الأسماء الحسنى

26 Sep, 08:51


أما اسمه تبارك وتعالى «الحق»
فقد ورد في القرآن الكريم في عشرة مواضع
﴿فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ فَماذا بَعدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنّى تُصرَفونَ﴾ [يونس: ٣٢]


وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج : ٦٢]،

وقال تعالى: ﴿ فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيم ﴾
[المؤمنون : ١١٦].

وأما اسمه: «المبين»
فقد ورد في موضع واحد مقرونا بالحق

{يومئذ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴾ [النور: ٢٥].

معنى« الحق» أي: الذي لا شك فيه ولا ريب،
لا في ذاته، ولا في أسمائه وصفاته، ولا في ألوهيته،
فهو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه،
فهو تبارك وتعالى حق، وأسماؤه وصفاته حق، وأفعاله وأقواله حق، ودينه وشرعه حق، وأخباره كلها حق، ووعده حق، ولقاؤه حق

وقد كان النبي ﷺ يستفتح صلاته من الليل بالإقرار بهذه المعاني،
كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي ﷺ إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن،
ولك الحمد لك ملك السموات والأرض ومن فيهن،
ولك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق والنار حق، والنبيون حق، ومحمد ﷺ حق، والساعة حق،
اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت، وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت »

فقه الأسماء الحسنى
عبد الرزاق البدر

تأملات في الأسماء الحسنى

09 Sep, 10:30


https://youtube.com/playlist?list=PLLH6zw8NRnQVAR0Kkcj6enutDaSuPTCHq&si=WS2NoX88D_wg_Wo_

تأملات في الأسماء الحسنى

09 Sep, 10:27


https://youtu.be/x2oJ6w_E-Hk?si=maBYlu4r7Sr9FwTs

تأملات في الأسماء الحسنى

09 Sep, 10:26


https://youtu.be/hoMcBnxV1o8?si=T0LaWzXXSXMU37SV

تأملات في الأسماء الحسنى

09 Sep, 10:25


https://youtu.be/067AFQI1JMQ?si=fTr1wp3MU7Uum0P0

تأملات في الأسماء الحسنى

09 Sep, 10:24


https://youtu.be/EFHyhKAp-5U?si=xKe2PbKjSKpflz_C

تأملات في الأسماء الحسنى

09 Sep, 10:24


https://youtu.be/tPlMSGN2mrY?si=L1PxRkwjigrOA6he

تأملات في الأسماء الحسنى

09 Sep, 10:23


https://youtu.be/DkbXcFueh7E?si=DOKD2sOQHXXAz08w

تأملات في الأسماء الحسنى

09 Sep, 10:17


والجبار له ثلاثة معان:

الأول: بمعنى القهار، كما تقدم.

الثاني: يرجع إلى لطف الرحمة والرأفة،
فهو الذي يجبر الكسير، ويغني الفقير
وييسر العسير، ويجبر المريض والمصاب بتوفيقه للصبر وتيسير المعافاة له،
مع تعويضه على مصابه أعظم الأجر،
ويجبر جبرا خاصا قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله، وقلوب المحبين له الخاضعين لكماله الراجين لفضله ونواله، بما يفيضه على قلوبهم من المحبة وأنواع المعارف والتوفيق الإلهي، والهداية والرشاد،
وقول الداعي: اللهم اجبرني يراد به هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد ودفع جميع المكاره والشرور عنه،

وقد كان النبي ﷺ يقول بين السجدتين: اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني رواه الترمذي، وابن ماجه

الثالث من معاني الجبار : أي: العلي على كل شيء،
الذي له جميع معاني العلو:
علو الذات، وعلو القدر، وعلو القهر.

وقد كان نبينا يعظم ربه في ركوعه وسجوده بذكر جبروت الله عز وجل الدال عليه اسمه الجبار، ففي المسند، والسنن
عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال:
قمتُ مع رسول الله ﷺ ليلة،
فقام فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل،
ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ
قال: ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة،
ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك،
ثم قرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة


والجبروت لله وحده،
ومن تجبر من الخلق باء بسخط الله، واستحق وعيده،
وقد توعد جل وعلا من كان كذلك بالنكال الشديد والطبع على القلوب ودخول النار
يوم القيامة،

قال الله تعالى: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر : ٣٥]،

وقال تعالى: ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِن وَرَائه جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتِ وَمِن وَرَابِهِ، عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾
[إبراهيم: ١٥-١٧].

وروى أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ:
يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما، وأذنان يسمع بهما، ولسان ينطق به، فيقول: إني وكلت بثلاثة بكل جبار عنيد، وبكل من ادعى مع الله إلها آخر، والمصورين

نعوذ بالله من النار، ومن سخط الجبار، ونعوذ به سبحانه من منكرات الأخلاق الأهواء والأدواء، إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء.

فقه الأسماء الحسنى
عبد الرزاق البدر

تأملات في الأسماء الحسنى

09 Sep, 10:17


ومن آثار الإيمان بهذا الاسم
أن يكون ذل العبد الله وحده،
لا يلتجئ إلا إليه، ولا يحتمي إلا بحماه، ولا يلوذ إلا بجنابه، ولا يطلب عزه إِلَّا منه
{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) [فاطر: (۱۰) ،

وكلما كان العبد أعظم تحقيقا لذلك كان نيله للعزة أمكن
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: ۸].

والعزة بمعنى القهر هي أحد معاني الجبار،
فإن من معاني الجبار أي: أنه القاهر لكل شيء، الذي دان له كل شيء، وخضع له كل شيء،
فالعالم العلوي والسفلي بما فيهما من المخلوقات العظيمة كلها قد خضعت في حركتها وسكناتها، وما تأتي وما تذر لمليكها ومدبرها،
فليس لها من الأمر شيء، ولا من الحكم شيء، بل الأمر كله لله،
والحكم الشرعي والقدري والجزائي كله له، لا حاكم إلا هو، ولا رب غيره، ولا إله سواه.

وليس معنى هذا أن العبد مجبور على فعل نفسه بل الأمر كما قال الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: ٢٩]،
وقال سبحانه: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّنَهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَنَهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ
خَابَ مَن دَسَّهَا ﴾ [الشمس : ٧-١٠].


فقه الأسماء الحسنى
عبد الرزاق البدر

تأملات في الأسماء الحسنى

09 Sep, 10:17


العزيز الجبار

وقد ذكر هذان الاسمان معاً في قوله تعالى:
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الحشر : ٢٣]،

ولم يرد اسم الجبار في القرآن إلا في هذه الآية،
وأما العزيز فقد ورد في القرآن ما يقرب من مائة مرة.

و «العزيز» أي: الذي له جميع معاني العزة،
كما قال سبحانه: ﴿إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) [يونس: ٦٥]،
أي: الذي له العزة بجميع معانيها، وهي ترجع إلى ثلاثة معان كلها ثابتة لله عز وجل على التمام والكمال.

المعنى الأول: عزة القوة، وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات وإن عظمت،
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)
[الذاريات: ٥٨]،
وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ) [فصلت: ١٥]،
وقال تعالى: ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) [البقرة: ١٦٥]،
وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: ٥٢]،
وقال تعالى:{مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج : ٧٤].

المعنى الثاني: عزة الامتناع فإنه الغني بذاته فلا يحتاج إلى أحد، لا يبلغ العباد ضره فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه،
بل هو الضار النافع، المعطي المانع، منزه سبحانه عن مغالبة أحد، وعن أن يقدر عليه، وعن جميع ما لا يليق بعظمته وجلاله من العيوب والنقائص،
وعن كل ما ينافي كماله، وعن اتخاذ الأنداد والشركاء،
قال الله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: ۱۸۰-۱۸۲]،

وقال تعالى: ﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الروم: ۲۷]،

وقال تعالى: ﴿ قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم
بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [سبأ: ٢٧].


المعنى الثالث: عزة القهر والغلبة لجميع الكائنات، فهي كلها مقهورة لله
خاضعة لعظمته منقادة لإرادته، ونواصي جميع المخلوقات بيده، لا يتحرك منها
متحرك، ولا يتصرف متصرف إلا بحوله وقوته وإذنه،
فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن،
ولا حول ولا قوة إلا بالله

﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قدير
تُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾
[آل عمران: ٢٦-٢٧]. }

1,584

subscribers

230

photos

60

videos