Últimas publicaciones de شيخنا صالح العصيمي (@alosamimuqtatif) en Telegram

Publicaciones de Telegram de شيخنا صالح العصيمي

شيخنا صالح العصيمي
مقتطفات العصيمي
للتواصل 01096225557
1,381 Suscriptores
184 Fotos
21 Videos
Última Actualización 09.03.2025 02:41

El contenido más reciente compartido por شيخنا صالح العصيمي en Telegram

شيخنا صالح العصيمي

08 Nov, 20:45

755

ومما أنبه إليه أيضًا لما فيه من المنفعة العظيمة:

التنبيه على تـصـحـيـح الآداب، فإننا جميعًا لا نخلوا من الحاجة إلى تصحيح الأدب، فإنه بابٌ من أبواب المعاملة بين العبد وبين ربه، وبين العبد وبين غيره من الخلق.
فينبغي للإنسان أن ينظر في آدابه التي يَتَخـلَّق بها؛ فإن الإنسان إذا كان على أدبٍ جَـمّ؛ فــتـح الله عز وجل له أبواب العلم، وهيأ الله عز وجل له من شيوخه من يُِـلَـقّـنُـه العلم، ويُرضِـعُه العـلـمَ إرضـاعًـا، حتى يـرسـخ في قلبه ويستقر فيه.
وأما قليل الأدب، فإن الله عز وجل لا يجعل في قلبه علمًا.
وصلاح الأدب عنوان سعادة المرء وفلاحه، وسوء الأدب عنوان شقاء المرء وبواره، كما ذكر ابن القيم في منزلة الأدب في كتاب مدارج السالكين.
وينبغي أن يتأدب الإنسان مع أقرانه، ومعلمه، وكُتبه، ولا يتساهل في هذه المسائل.
ولمّا كان الأمر بالتعميم؛ لم أشأ كل مرة أن أقول: يا فلان افعل كذا؛ ليستفيد عموم الإخوان من هذا الأمر على وجهه.
فمن الخطأ -مثلًا- أن بعض الإخوان يأتون بكتبهم، فيقذفونها على الأرض، وهي كتب فيها آيات وأحاديث، وأقلُّ ذلك أن يضعها الإنسان وضعًا لطيفًا.
وقد دخل إسحاق بن راهويه -مع جلالته- وكان مُغضبًا أو متعبًا ومعه كتاب، فقَذَف به عند الإمام أحمد على الأرض، فقال أبو عبد الله مُغضبًا: أهـكـذا يُـفـعـل بـكـلام الأبـرار؟
فكيف إذا كان الكلام الذي تضمنته هذه الكتب ليس كلام الأبرار؛ وإنما كلامَ الجبار سبحانه وتعالى، وكلام سيد الأبرار صلى الله عليه وسلم.
فينبغي أن يتلطف طالب العلم في أدبه مع كتبه، وألا يضعها حال الدرس والقراءة على الشيخ في الأرض؛ بل تـكـون مَـحـمـولـةً بـيـن يـديـه؛ لأن هذا حـقـيـقـة تـعـظـيـم الـعـلـم، ومـن عَـظّـم الـعـلـم رجــعَ العلمُ عليه بالتـعـظـيـم، ومن لم يرفع إلى ذلك رأسًا؛ حُـرم العلم، ولم يدخل قلبَه شيءٌ منه.
ومن الأدب أيضًا: أن يحرص الإنسان على آداب الجلوس في حلقات العلم، ومن السنة فيها أن يجلس الناس فيها حِلَقًا حِلَقًا، أما التفرق والتشرذم؛ فهذا على خلاف السنة التي جاءت في أحاديث كثيرة.
وينبغي لطالب العلم أن يجلس جلسةً يجمع فيها نفسه على معلمه —[اقطعوا إرسال الجوالات يا إخوان، هذا الجوال بالذات أكثر من مرة]— ينبغي لطالب العلم أن ينتبه إلى جلسته في مجلس الدرس، فيجمع جلسته ليجمع قلبه على العلم، ولا ريب أن بعض الإخوان قد يلحقهم عذر في ألم ظهورهم أو طول الدروس، وأعلم أنا أنهم معذورون، فإن هذه الدروس قد تكون طويلةً، ولــكــن إذا كـانـت الـنـفـوس كــبـارًا؛ تـعـبـت فـي مـرادهـا الأجـسـام.
وإذا لم يصبر الإنسان على التعب والمشقة في طلب العلم، مــع أنـهــا والله لـذّةٌ عـلـى الحـقـيـقـة، فإن الإنسان إذا عَمَرَ قلبه بلذات المعارف؛ أشغلته عن كل عِلَّة.
وقد لقيت شيخنا علامة حائل رحمه الله، الشيخ سليمان السكيت، وكان رجلًا مصابًا بإدرار البول، الذي يحتاج صاحبه إلى الخروج بين الفينة والفينة اليسيرة ليقضي حاجته، فكنت إذا جلست إليه وقرأت عليه وتكلم في العلم؛ ربما جلس عندي أربع ساعات طِوال، وقال لي:
(يا صالح؛ إن معي مرض الإدرار، ولكنك إذا جئتني فقرأتَ علي في العلم؛ شَغَلَني ما أجد من العلم عما أجد من الألم).
فتأمل مزيد ما يجده الصادقون من لذات العلم التي تصرف عنهم عِلل الأبدان، فينبغي على الإنسان أن يتأدب.
واعلموا أن ما يظنه بعض الإخوان من أن هذه الآداب مزيدُ تَشَدّد وتَشَقّق وإظهارٍ للصرامة؛ كل هذا من الباطل والدَّجل، بل هذه آداب سَنِيّة، وأخلاق حميدة مضى عليها من مضى من السلف -رحمهم الله تعالى- ومن أدركنا من أهل العلم.
وليس هذا من الشدة؛ بل هذا من الحزم، والحزم: معاملة كل أحد بما يُصلحه، وطالب العلم لا يُصلحه بأن يُبْطَحَ له المجلسُ بَطحًا، ويَمدّ رجليه، ويتكئ على جنبه، ثم يَفغَرُ فاه، ويضع كتابه على الأرض، ويريد أن يطلب العلم!
والله إذا كان هؤلاء هم طلاب العلم؛ فحقيقٌ بأن يُصفَعوا على وجوههم؛ لأنهم لن يكونوا محلًّا للعلم، بل سيكونون وبالًا على العلم كما نراه اليوم، فإن من حضر المجالس على سوء الأدب، ثم صار عنده مسألة من هنا، ومسألة من هنا؛ رأيت من سوء ديانته، وعدم معرفته بالعلم؛ ما يشهد به العارفون الموقنون، وهو مسكين يظن أنه على علم عظيم.


تنبيهات في ختام برنامج الدرس الواحد الثالث.
في آخر مجلس الدرس المتمم للثلاثين: (وصية نافعة لعموم أهل العلم والإيمان، للعلامة فيصل آل مبارك).
الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي
وفقه الله وسدده وأحسن إليه.
شيخنا صالح العصيمي

04 Nov, 14:58

707

ثم إنني لا يفوتني التنبيه في خاتمة هذا الدرس على أمور يحسن التنبيه عليها:
منها: أن الشكر مرسل إلى كل واحد منكم، فإن هذه النعمة ما كانت لتكون علينا جميعا إلا باجتماعنا على الخير، فإن المتعلم له نفع على المعلم؛ بحضوره وسؤاله وعنايته وحرصه.
وإذا رآى المعلم حرص المتعلم كان ذلك أدعى لأن يعتني بالتعليم، وأن يحرص على التفكر في المسائل؛ لينتفع من يحضر إليه.
ووالله إنه لَيَشُقُّ على النفس أن يحضر الإنسان من بلدٍ بعيده، ثم تُقرأ هذه الكتب بدون عنايةٍ بتحرير مسائلها، والإشارة إلى فوائدها، على الوجه الذي يناسب الحال.
فأسأل الله عز وجل أن يَشكر لكم عملكم، وأن يبارك في سعيكم، وأن يجعل هذه المجالس خيرًا لكم في الدنيا والأخرى، وأن يزيدكم علما وفضلَا وصلاحًا ونبلًا.


تنبيهات في ختام برنامج الدرس الواحد الثالث.
في آخر مجلس الدرس المتمم للثلاثين: (وصية نافعة لعموم أهل العلم والإيمان، للعلامة فيصل آل مبارك).
الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي
وفقه الله وسدده وأحسن إليه.
شيخنا صالح العصيمي

04 Nov, 12:37

648

وهذه المسألة مسألةٌ طويلة الذَّيل، وقع الخبط فيها عند المتأخِّرين بين رواية الحديث الضَّعيف وبين العمل به.
فالأوَّل اتَّفق الحفَّاظ الكبار على رواية الحديث الضَّعيف في فضائلِ الأعمال، والزُّهد، وأبواب الخير، ليس بينهم اختلافٌ في ذلك؛ كما بيَّنه الحاكم في (معرفة علوم الحديث) وغيره مِن أهل العلم.
فيجوز أن يُروى الحديث الضَّعيف في فضائلِ الأعمال؛ لكن يأتي العبد بما يبرئ ذمَّته:
إمَّا بأن يسوق إسناد الحديث كاملًا…
أو يعبِّر بعبارةٍ لا تدلُّ على الصِّحَّة، فيقول: (يُروى)، أو (قِيل)، أو (جاء في بعض الآثار)، ونحو هذه العبارات المشعرة بالتَّوقُّف فيه…
وأمَّا مقام العمل بالحديث الضَّعيف فهذا مقامٌ آخرُ غير رواية الحديث الضَّعيف.
والعمل بالحديث الضَّعيف جرى إعمال السَّلف له في أبوابٍ، وتركه في أبوابٍ أخرى باعتبار القرائن الَّتي تحفُّ به.
ولذلك أورد الفقهاء والمحدِّثون الأحاديث الضَّعيفة في كتب أحاديث الأحكام.

الأمالي على شرح الأربعين النَّوويَّة للشَّرنوبيِّ ١٤٢٩
شيخنا صالح العصيمي

04 Nov, 12:37

665

الصَّحيح عدم جواز العمل بالحديث الضَّعيف في فضائلِ الأعمال ما لم يقترن بما يدعو إليه؛ كموافقته قولَ صحابيٍّ، أو اتِّفاقَ الأئمَّة، أو انعقادَ إجماعٍ عمليٍّ عليه، فحينئذٍ يُعمل به على وجه كونه تابعًا لما هو ثابتٌ بنفسه.
وأكثرُ المصنِّفين في أبواب الأحكام إذا رَووا الأحاديث الضَّعيفة يريدون هذا المعنى، فإنَّهم لا يذكرون فيها حديثًا ضعيفًا مطَّرحًا بالكلِّيَّة، وإنَّما يروون فيها حديثًا ضعيفًا اقترن به ما يدعو إلى العمل به، وهذا صنيع أبي داودَ السِّجستانيِّ وأبي عيسى التِّرمذيِّ خاصَّةً، ولا سيَّما الثَّاني؛ فإنَّ أبا عيسى التِّرمذيَّ سمَّى كتابه (الجامع)، وفي تمام اسمه: (وبيان ما عليه العمل)، فقَصَد تبيين العمل، فرُبَّما أورد حديثًا ضعيفًا ثمَّ ذكر أنَّ العمل عليه؛ تنبيهًا إلى جريان عمل الأمَّة بموافقة هذا الحديث الضَّعيف، وحينئذٍ يكون هذا الحديث ضعيفًا مِن جهة الرِّواية قويًّا مِن جهة الدِّراية.
فضعْفه مِن جهة الرِّواية: توهين نسبته إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وتقويته مِن جهة الدِّراية: كونه منجَمِعًا إليه اتِّفاقٌ أو إجماعٌ دعا إلى العمل به.
ومِن الغلط الجاري عند المتأخِّرين إسقاطهم العمل بالأحاديث الضَّعيفة مطلقًا، فولَّد ذلك فيهم تبديع أشياءَ ثبتت الآثار على خلاف هذه الدَّعوى مِن التَّبديع؛ كالَّذي ذكرناه قريبًا أنَّه لم يصحَّ في توجيه المحتضَر إلى القبلة وجعْله على اليمين حديثٌ، لكن روى عبد الرَّزَّاق في (مصنَّفه) عن ابن جُرَيج قال: "قلت لعطاء: أرأيتَ حُروفَ الميِّت إلى الكعبة على يمينه، أسُنَّةٌ هو؟، فقال: سبحان الله! ما رأيت أحدًا يعقِل يترك ميِّته مِن ذلك".

شرح الأربعين النَّوويَّة برنامج أصول العلم ١٤٣٣-١٤٣٤
شيخنا صالح العصيمي

03 Nov, 12:45

594

العلم الشرعي
الكتاب
والسنة
شيخنا صالح العصيمي

03 Nov, 12:44

798

ثم حَثَّ بالنظر على كتب شيخ الإسلام، وكتب تلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى.
ويُلحَق بهذه الكتب المحثوث عليها بالإجماع:
- كتب الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى، فإنها عظيمة النفع.
- وكتب أئمة الدعوة النجدية، من عهد الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى يومنا هذا، الذي فيه بقاياه، ممن سار على طريقتهم: العلامة صالح بن فوزان الفوزان، فإن كُتُبَه من أنفع الكتب، وقد ظهرت له ولله الحمد شروحٌ على عدة متون مهمة لا يوجد لغيره شرح عليها.
ومن أنفع كتبهم أيضًا:
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية، وكتاب الدرر السنية في رسائل وفتاوى أئمة الدعوة الإصلاحية النجدية؛ فإن هذه كتبٌ نافعةٌ للطالب جدًّا.

تطريز (وصية نافعة لعموم أهل العلم والإيمان، للعلامة فيصل بن عبد العزيز بن فيصل آل مبارك رحمه الله)
للشيخ صالح بن عبد الله العصيمي، برنامج الدرس الواحد الثالث.
شيخنا صالح العصيمي

01 Nov, 13:32

670

(والتَّكرار).
الأصل دائمًا في ما كان على زِنَةِ: (تَفْعال) من المصادر؛ أن يكون مفتوحًا.
إلا: (تِذكار) و(تِبيان) اتفاقًا.
و(تِلقاء) في قول أكثر أهل العلم.
ووراء ذلك عدة ألفاظ فيها خلاف، لكنها قليلة لا تزيد عن ثمانية ألفاظ.
فكل ما جاء على هذا البناء؛ الأصل فيه الفتح.

تطريز (وصية نافعة لعموم أهل العلم والإيمان، للعلامة فيصل بن عبد العزيز آل مبارك)
للشيخ صالح العصيمي، برنامج الدرس الواحد الثالث.
شيخنا صالح العصيمي

15 Oct, 07:01

1,505

• *حماية الشَّريعة للتَّوحيد جاءت على ثلاثة أنواعٍ*:
1️⃣ أوَّلها: حماية نفعٍ؛ وذلك بإمداد القلب بالأسباب الَّتي تقوِّي التَّوحيد وتنمِّيه فيه.

2️⃣ وثانيها: حماية دفع؛ وذلك بإحراز القلب مِن غوائلِ الشِّرك وحبائله وحسْم موادِّه وسدِّ الذَّرائع الموصلة إليه.

3️⃣ وثالثها: حماية رفعٍ؛ وذلك بالإرشاد إلى الأسباب الَّتي يُدفع بها ضدُّ التَّوحيد إذا وقع.
وهذا بابٌ عظيمٌ إذا تأمَّله العبد وقف على قدر عناية الشَّريعة بالتَّوحيد.

💎وأنا أضرب لك مثلًا بعبادة الحلف، فإنَّ الله سبحانه وتعالى ونبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم حموها بهذه الأوجه الثَّلاثة:

🟢 فأمَّا حماية النَّفع فذلك في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿واحفظوا أيمانَكم﴾ [المائدة: ٨٩], وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ولا تجعلوا اللَّهَ عُرضةً لأيمانكم﴾ [البقرة: ٢٢٤]؛ فإنَّ الإرشاد إلى حفظ اليمين وعدم التَّساهل بها يُمِدُّ القلب بقوَّةٍ تمنع العبد مِن التَّهاون في ذلك.

🔵 وأمَّا حماية الدَّفع ففي قوله صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في (الصَّحيح) -: “لا تحلفوا بآبائكم"؛ فنُهي العبد عن هذه الغائلة ليُدفع عنه ما يُضعِف توحيده.

🔴 وأمَّا حماية الرَّفع فذلك ما ثبت في (الصَّحيح) أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “مَن حلف باللَّات والعُزَّى؛ فليقل: لا إله إلَّا الله”؛ فهذا إرشادٌ إلى ما يُرفع به ضدُّ التَّوحيد لمَّا وقع.

📚 شرح (القول السديد في مقاصد التوحيد للشيخ عبد الرحمن ابن سعدي) للشيخ صالح بن عبد الله العصيمي
شيخنا صالح العصيمي

30 Sep, 09:21

856

ولمَّا أدرك السَّلف أنَّ المقصود مِن أمارات يوم القيامة هو الإيقاظ والاستعداد لها لم يكن شائعًا في لسانهم تقسيمهم علامات يوم القيامة إلى علاماتٍ صغرى وعلاماتٍ كبرى؛ فهذا لم يَكد يُعرف إلَّا متأخِّرًا بعد القرون الفاضلة، ولعلَّه بعد المائة الخامسة أو السَّادسة؛ لأنَّ المقصود مِن ذكر هذه الأشراط والعلامات في القرآن والسُّنَّة هو الاستعداد لذلك اليوم، وتصييرها علاماتٍ صغرى وكبرى يحمل النُّفوس على الاستهانة بما عُدَّ مِن العلامات الصُّغرى، فلا يُبالون بها ويتهاونون بها، فإن كانت هذه العلامات لم تظهر حَمَلهم ذلك على التَّوسُّع في الرَّجاء ومدِّ آمالهم في استدامة الحياة، وإن كانت قد ظهرت رجع ذلك عليهم بالقنوط والإياس وذمِّ زمانهم.
وهذه معانٍ منقوصةٌ مغلوطةٌ ينبغي تجافيها، فالحياة الطَّيِّبة لا تكون مع وجودها.

📚 شرح (أعلام السُّنَّة المنشورة لاعتقاد الطَّائفة النَّاجية المنصورة للعلَّامة حافظٍ الحكميِّ) للشَّيخ صالح بن عبد الله بن حمدٍ العصيميِّ ١٤٤٣
شيخنا صالح العصيمي

28 Sep, 03:10

855

فذكر أن سفيان كان يقول: (الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص. فقال له أخوه إبراهيم بن عيينة، -وهو أصغر منه- : يا أبا محمد؛ لا تقل: ينقص، فغضب..).
لأن جماعة من الاوائل امتنعوا عن لفظ النقص لا معناه، فهم يؤمنون بالمعنى؛ أن الإيمان ينقص؛ لكنَّ اختيار اللفظ الذي يدل على هذا امتنعوا منه، فكانوا يقولون: (الإيمان يتفاضل)، منهم مالك بن أنس في أحد قوليه،ثم أطبق أهل السنة على قول: (الإيمان يزيد وينقص).
فأولئك الذين وقع منهم الامتناع عن لفظ النقص في الإيمان: لا ينكرون حقيقة النقص، وإنما ينكرون اللفظ المُعبَّر به عن تلك الحقيقة، وفرقٌ بين كون المتكلم ينكر اللفظ والحقيقة، أو ينكر اللفظ دون الحقيقة.
وهذا يقع في كلام جماعة من المتقدمين، يتوهم منه من يتوهم؛ أنهم يُخالفون طريقة غيرهم، فينسِب إلى السلف قولين أو ثلاثة في الاعتقاد، وأقوالهم إذا رُدَّ بعضها إلى بعض في تلك المسألة؛ صارت في مساق واحد.
وفهم كلام السلف في أبواب الاعتقاد خاصة، والعلم عامة؛ يحتاج إلى آلة؛ أعظمها كمال المعرفة بطرائقهم رحمهم الله تعالى.
وهذه لا تتأتّى في مبتدئ الطلب، ولا توسطه، ولا انتهائه أيضا؛ بل مع حصول مَلَكَةٍ راسخة في العلم، فإذا حصلت تلك الملكة الراسخة؛ قَدِر المتكلم في العلم أن يؤلف بين كلام السلف، ولم يُمكنه حينئذ أن ينسُب إلى السلف أنهم يقولون بهذا وهذا.
فإذا قال متكلم: إن أهل السنة لهم في القول بالزيادة والنقص، لهم قولان:
أحدهما: القول بأنه يزيد وينقص.
والقول الثاني: القول بأنه يزيد ولا ينقص، وذكر كلام مالك وغيره، صار كلامه صحيحًا أم غير صحيح؟
صار كلامه غير صحيح؛ لأن مالكًا لم يمنع حصول النقص، وإنما منع اللفظ، ولذلك قال: (الإيمان يتفاضل)، والتفاضل: حصول التفاوت، والتفاوت تكون حقيقته بالزيادة والنقص، لكن مالكًا وغيره امتنعوا من هذا لأجل عدم وروده في خطاب الشرع.
والصحيح أنه واردٌ في خطاب الشرع، في قوله صلى الله عليه وسلم في النساء: (ما رأيت من ناقصات دين وعقل أذهب للب الرجل الحازم..)الحديث.
فذكر النبي صلى الله عليه وسلم نقص الدين، وهذا هو حقيقة نقص الإيمان.
وأشار إلى هذا مُستنبَطًا من هذا الحديث جماعة، منهم أبو داود السجستاني في بعض نُسخ سننه، فإنه ترجم عليه بذلك، والترمذي في جامعه، في جماعة آخرين رحمهم الله.

التعليق على أصول السنة للحميدي
برنامج الدرس الواحد في الحرمين
الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي