وتلك النَّار - كما ذكره جماعةٌ مِن المصنِّفين في علامات يوم القيامة - نوعان:
أحدهما: نارٌ تخرج مِن أرض الحجاز، تُضيء لها أعناق الإبل مِن أرض بُصرى - هي بلدةٌ في الشَّام -؛ ثبت هذا في (صحيح مسلمٍ) مِن حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه.
وذهب جماعةٌ مِن أهل العلم - كأبي الفداء ابن كثيرٍ وغيره - إلى أنَّها وقعت في المائة السَّابعة، فأضاءت نيرانٌ عظيمةٌ في جهات المدينة، رُئي آثار لونها في أعناق الإبل في بصرى مِن أرض الشَّام، وهذا أشبه ما يُسمَّى اليوم بالبراكين، وكأنَّها انفجرت انفجارًا شديدًا، وارتفع لهب نيرانها، وتعالى دخانها حتَّى صار مَن يلي المدينة مِن جهة الشَّام يرون انعكاس ضوء النَّار في أعناق الإبل.
والآخر: النَّار الَّتي تحشر النَّاس؛ فتَسُوقهم إلى محشرهم؛ ثبت هذا في (صحيح مسلمٍ) مِن حديث حُذيفة الغفاريِّ.
وعند مسلمٍ أنَّها تخرج مِن قُعرة عَدَنٍ؛ أي مِن أقصاها، فتخرج النَّار مِن تلك المدينة وتسوق النَّاس إلى محشرهم في أرض الشَّام.
📚 شرح (أعلام السُّنَّة المنشورة لاعتقاد الطَّائفة النَّاجية المنصورة للعلَّامة حافظٍ الحكميِّ) للشَّيخ صالح بن عبد الله بن حمدٍ العصيميِّ ١٤٤٣