"العاقل من ترك الاعتراض على الأئمة، لأنهم قد مهّدوا مذاهبهم، ونقّحوا أدلتهم، واستنبطوا الأحكام من الكتاب والسنة بعد بذل الجهد مع ذكاء القرائح.
ورُبّ دليل مرجوح عند مجتهد راجح عند آخر، ورُبّ حديث صحيح عند قوم ضعيف عند آخرين.
والموجب لاجتهاد الأئمة ومخالفة بعضهم بعضا إنما هو: تعارض الأدلة، وورود الأحاديث من طرق مختلفة بمعان مختلفة، كما مر في هذه المقدمة، فالسعيد من سلّم وقلّد مَن شاء ولم يتكلم".