☫ عَلِيّ المُوسَوِيّ

لعلنا لسنا اهلها لكن يقيناً هي منجية لأمثالنا ممن ضعفت سبله وقلت حيلته.

المناجاة الشعبانية بصوت عبد الحي آل قمبر
ـــــــــــــــــــــــــــ
والمناجات الشعبانية معروفة، وهي مناجاة عزيزة على أهلها، يحبونها ويستأنسون بشعبان من أجلها، بل ينتظرون مجيئ شعبان ويشتاقون إليه من أجلها وفي هذه المناجاة علوم جمة في كيفية تعامل العبد مع الله جل جلاله، وبيان وجوه الأدب التي ينبغي أن نلتزمها ونتأدّب بها عندما نسأل الله تعالى حوائجنا، وندعوه سبحانه ونستغفره... وهذه المناجاة من مهمات أعمال هذا الشهر بل للسالك أن لا يترك قراءة بعض فقراتها على مدار السنة... إن هذه المناجاة مناجاة جليلة ونعمة عظيمة من بركات آل محمد يعرف قدر عظمتها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

الميرزا جواد التبريزي قدس الله نفسه

قيمة المناجاة الشعبانية

سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: من صام من شعبان يوما واحدا ابتغاء ثواب الله دخل الجنة، ومن استغفر الله في كل يوم من شعبان سبعين مرة حشر يوم القيامة في زمرة رسول الله صلى الله عليه وآله ووجبت له من الله الكرامة، ومن تصدق في شعبان بصدقة ولو بشق تمرة حرم الله جسده على النار، ومن صام ثلاثة أيام من شعبان ووصلها بصيام شهر رمضان كتب الله له صوم شهرين متتابعين.

- عيون اخبار الرضا للشيخ الصدوق رحمه الله

يا شهرَ شعبان كلُّ الخير تُدنيهِ
وعُنصر الشر والحرمان تُقصيهِ

ويُحكى أن جماعة من العرب خرجت للصيد، فعرضت لهم أنثى الضبع فطاردوها، وكان العرب يطلقون عليها أم عامر، وكان يومها الجو شديد الحر، فالتجأت الضبع إلى بيت رجل أعرابي، فلما رآها وجدها مجهدة من الحر الشديد، ورأى أنها استنجدت به مستجيرة، فخرج شاهراً سيفه، وسأل القوم: ما بالهم؟

فقالوا: طريدتنا ونريدها، فقال الأعرابي: إنها قد أصبحت في جواري، ولن تصلوا لها ما دام هذا السيف بيدي، فانصرف القوم، ونظر الأعرابي إلى أم عامر فوجدها جائعة، قدم لها ماء ولبن حتى قويت.

فلما جنَّ الليل ، بقرت بطنه وشربت من دمه وتركته صريعا.

وفي الصباح أقبل ابن عم له يطلبه فوجده مقتولاً، وعلم أن الفاعلة هي أم عامر أنثى الضبع، فاقتفى أثرها حتى وجدها، فرماها بسهم فأرداها قتيلة.

وقد أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلاً يردده الناس حتى وقتنا هذا:

ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهلهِ
يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ امِّ عامر ِ

أدام لها حين استجارت بقـــــــربهِ
طعاماً وألبان اللـــقاح الدرائـــــــر ِ

وسمـَّـنها حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ
فـَـرَتـْهُ بأنيابٍ لها وأظافــــــــــر

فقلْ لذوي المعروفِ هذا جزاء منْ
بدا يصنعُ المعروفَ في غير شــاكر ِ

وكان النبي صلى الله عليه وآله إذا أخذ مضجعه ونامت العيون جاءه أبو طالب فأنهضه عن مضجعه وأضجع عليا مكانه ووكل عليه ولده وولد أخيه، فقال علي عليه السلام: يا أبتاه إني مقتول ذات ليلة، فقال أبو طالب:
اصبرن يا بني فالصبر أحجى
كل حي مصيره لشعوبِ
قد بلوناك والبلاء شديد
لفداء النجيب وابن النجيب
لفداء الأغر ذي الحسب الثاقب
والباع والفناء الرحيب
إن تصبك المنون بالنبل تترى
فمصيب منها وغير مصيب
كل حي وإن تطاول عمرا
آخذ من سهامها بنصيب

فقال علي عليه السلام:

أتأمرني بالصبر في نصر أحمد
فوالله ما قلت الذي قلت جازعا

ولكنني أحببت أن تر نصرتي
وتعلم أني لم أزل لك طائعاً


-مناقب آل ابي طالب
ابن شهر آشوب

لا اعتقد ان هناك شخص أثَر استشهاده في سقوط الدول كما فعل الحسين عليه السلام، الجميل ان هناك الكثير من يتلفت إلى هذه الالتفاته فهناك بعض الشبه بين موسى بن جعفر وجده الحسين من هذه الجهة، جهة التأثير بعد الشهادة.
وهذا يرجع إلى نقاطة مهمة متعلقة بابنه الرضا عليه السلام وطاغية زمانه المأمون حيث بلغت ثورات العلويين اشدها ووصلت الأمة لحدود الغليان وكان بني العباس وسلالتهم على شفى الهاوية بسبب سياستهم المستبدة والظالمة للناس ولآل محمد عليهم السلام فختار المأمون ان يرث علي بن موسى الرضا ولاية العهد لامتصاص غضبهم والمكر بهم وانقاذ ما يمكن انقاذه من الدولة العباسية ويمكن القول ان جل هذه المصيبة التي وقعت على بني العباس كان سببها شهادة الإمام الكاظم سلام الله عليه.

لا تنسون اخواننا المؤمنين اللبنانين من الدعاء.

مُلْـــــقَىً عَـــلى جِسْــرِ الرَّصَافَةِ نَعشُهُ
فِيــــــهِ الــــــمَلائِك أحدَقوا تَعــــــظيما

وَصَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ وَصِيِّ الأبْرارِ وَإِمامِ الأخْيارِ وَعَيْبَةِ الأنْوارِ وَوارِثِ السَّكِينَةِ وَالوَقارِ وَالحِكَم وَالآثارِ...

وَالمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ وَالمَقْبُورِ بِالجَوْرِ ، وَالمُعَذَّبِ فِي قَعْرِ السُّجُونِ وَظُلَمِ المَطامِيرِ..

وَالوارِدِ عَلى جَدِّهِ المُصْطَفى وَأَبِيهِ المُرْتَضى وَاُمِّهِ فاطَمَةَ سَيِّدَةِ النِّساءِ بِإِرْثٍ مَغْصُوبٍ وَوَلاءٍ مَسْلُوبٍ وَأَمْرٍ مَغْلُوبٍ وَدَمٍ مَطْلُوبٍ وَسَمٍّ مَشْرُوبٍ...

كان السندي بن شاهك الذي تولى قـ.ـتل الإمام الكاظم عليه السلام، من أحط الناس قدرًا، فقد كان بلا أب معروف، ولهذا اختاره أبو جعفر الدوانيقي ليقوم بأوقح المهمات التي كان يريدها خلفاء بني العباس، فقد شكى الدوانيقي يومًا لأحد ندمائه ضعف حُجَّابه، فاقترح عليه أخبث اقتراح ممكن،

قال له:
استخدم الوقح، يعني ممن لا شرف لهم ولا حياء، فسأله الدوانيقي ومن هؤلاء؟ فقال المستشار: أن قوما في اليمامة يُربّون الملاقيط، يعني (ممن لا أب له). ويبيعونهم كعبيد، واختيارهم لهؤلاء لرخص أسعارهم، بل أحيانا يأخذونهم من الزانيات بلا ثمن، ثم يبيعونهم بعد أن يكبروا.


فكان السندي بن شاهك من هؤلاء، وأمه اسمها (شاهك) من بلاد السند، فنُسب إليها، وقد ربّاه بنو العباس على القسوة والشدة إلى درجة أنه كان قد نُصب - في حقبة- قاضيًا، فكان إذا جاء أحدهم متقاضيا أعطى الحق للمدعي فورًا بلا بينة، وتلك ممارسة من ممارسات سياسة إذلال الشعوب وقهرها.

قال الذهبي 14: 185: «كان ذميم الخُلق، سندياً يجعل القول قول المدعي».

وعندما تردد كل من عيسى بن جعفر والي البصرة وعم هارون، ووزير هارون الفضل بن الربيع، ووزيره الآخر الفضل بن يحيى عن قتل الإمام الكاظم، سلّمه الفاجر هارون إلى ابن شاهك فقتله. فكافأه أن أعطاه ولاية دمشق.

وعندما أراد ابن شاهك قتل الإمام وهو الذي يحظى باحترام كبير بين الناس، نقله إلى مكان واسع، وهيء له فرشًا وثيرًا، ثم جمع ثمانين من وجهاء بغداد، فأدخلهم على الإمام وهو معهم، وقال لهم ما فحواه أن الرجل ليس كما سمعتم من أنه مضيق عليه، ويُعاني في السجن، إنما ننتظر قدوم هارون من الرقة ليناظره. فأسألوه عن صدق ما أقول.

فقال الإمام الكاظم: أما ما ذكر من التوسعة وما أشبه ذلك، فهو على ما ذكر، غير أني أخبركم أيها النفر، أني قد سُقيت السم في تسع تمرات، وإني أحضر [احتضر] غدًا، وبعد غد أموت.

فنظر الجمع إلى السندي بن شاهك فإذا هو يرتعد ويضطرب مثل السعفة.

وبسبب حقده على آل البيت، فقد اختار صف الأمين بعد أن اختار المأمون الإمام الرضا وليا للعهد، فلما انتصرت جيوش المأمون، وأُعـدم الأمين اختفى ذكر ابن شاهك الحرام من على صفحات التاريخ، وبقيت ذكرى إجرامه وتاريخه النـ.ـجس.

هشام قول الله (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) جرت في المؤمن والكافر والبر والفاجر. من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به، وليست المكافأة أن تصنع كما صنع حتى ترى فضلك، فإن صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء .

وصية العقل للإمام الكاظم عليه السلام

قال زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري للإمام الرضا عليه السلام : « إني أريد الخروج عن أهل بيتي ( يقصد أهل قم ) فقد كثر السفهاء فيهم ! فقال له الإمام الرضا عليه السلام : لا تفعل فإن الله يدفع البلاء بك عن أهل قم ، كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بقبر موسى بن جعفر عليه السلام »

-رواه شيخنا الاجل نزيل الروضة الكاظمية المفيد رحمه الله / الاختصاص ٨٧

لا السِجنُ يَحجُبُهُ ولا السَجانُ
نارُ الكَليمِ ونورُهُ صِنوانُ

موسى إبنُ مَدرَسَةِ الخَليقَةِ جَعفَرٍ
ناءَت لِشُكرِ صَنيعِهِ الأزمانُ

يا كاظِماً لِلغَيظِ آيَةُ حِلمِهِ
لِلواهِبين مَحَجَةٌ وَبَيانُ

يا واهِبَ الأحرارِ أيَ بَصيرَةٍ
يَومَ النِزالِ إذا إلتَقى الأقرانُ

تِلكَ السَلاسِلُ حَولَ جيدِكَ أُحكِمَت
هِيَ حِكمَةٌ يَعنو لَها لُقمانُ

لَو لَم تَكُن بابَ الحَوائج ما سَعى
قَصداً وأصبَحَ بابُها الِحرمانُ

يا راهِباً لِبَني العُلى مِن هاشِمٍ
بِكَ فاخَرَت أهلُ السَما عَدنانُ