Ailia Emame

عندما كررت في منشورات سابقة أن الحوار مع الإخوة في القضايا الدينية لا يجدي نفعاً .. وأنه سينتهي بجزع الشباب وتفرقهم من حولنا جميعاً وبمختلف خطوطنا ..

فكلامي كان معتمداً على تجربة مريرة عمرها 25 سنة وربما أكثر.

الإخوة هداهم الله عادة ما يتركون الأمور الواضحة والصريحة ويتمسكون بالشبهات والظنون !!

وكأنهم -أعاذنا الله وإياهم من الزيغ- صاروا مصداق الآية (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ).

هذا الإصرار على ملاحقة الكلمات المتناثرة والقابلة لأكثر من تفسير .. وترك الكلمات الواضحة والصريحة .. كاشف عن إصرار الإنسان على رأيه وما يهوى فحسب .. وليس إصراره على الحق.

فمثلاً .. جاء أحدهم بكلام ذكره الشيخ محمد الجواهري دامت بركاته في الجزء 11 من كتابه الواضح في شرح العروة الوثقى .. وحاول بطريقة غريبة استخدام هذا الكلام للتشكيك في مصداقية مكتب السيد السيستاني دام ظله !! رغم أنه بعيد كل البعد عن هذا المعنى.

والقصة باختصار:

أن الجزء الحادي عشر من كتاب الواضح والذي صدر قبل حوالي 15 سنة تقريباً .. ذكر فيه الشيخ الجواهري كلاماً منسوباً إلى السيد السيستاني دام ظله .. وأراد استعراض كلماته والنقاش فيها .. كما هو أسلوب العلماء.

ومن الآداب العلمية في الحوزة أن تناقش الرأي بحسب الطريقة التي استدل بها صاحب الرأي.

بمعنى: لو أفتى فقيه بمفطرية السجائر مثلاً .. وكان فقيه آخر يتفق معه في نفس النتيجة .. ولكن طريقة الاستدلال لم تكن صحيحة في نظره .. فإنه مع ذلك لن يكتفي بالقول أننا متفقون بالنتيجة ويترك النقاش .. بل يناقشه بقوة في طريقته وكأنهما مختلفان في النتيجة!!

لماذا ؟ لأن الحفاظ على الطرق الصحيحة للاستدلال أهم حتى من النتائج في نظرهم .. فالنتيجة هي غاية ما يظنه الفقيه الواحد .. وأما قواعد وطرق الاستدلال فهي البنية والهيكلية الأصولية لجميع الفقهاء .. وهي التي تحافظ على دقة علم الفقه برمته.

ومن هنا لا بد أن يعرف الفقيه شكل الاستدلال وهوية القائل به حتى يرد عليه ويناقشه بشكل صحيح.

وهذا الذي حصل مع الشيخ الجواهري دامت بركاته ..

فقد وقع في يده كراس صادر من مكتب السيد السيستاني دام ظله .. يضم أسئلة حول رؤية الهلال ويشرح الاستدلال على رأي السيد دام ظله.

والشيخ الجواهري وإن كان قد اعترف في كلامه أن الكراس متفق من حيث المبنى مع رأي السيد السيستاني .. ولكنه أراد أن يناقش الاستدلالات الواردة فيه .. وهنا لاحظ تطابقاً بين طريقة استدلال السيد محمد رضا السيستاني دامت بركاته (في كتابه مناسك الحج) وطريقة هذا الكراس .. فظن أن السيد الرضا هو كاتب الكراس بحسب مباني والده دام ظله.

ومن هنا قال الشيخ الجواهري إنني عندما أريد مناقشة الاستدلال فسأعبر عنه بعبارة (القائل) لأني لا أظن أن الذي رتب الاستدلالات هو شخص السيد السيستاني دام ظله .. بل السيد محمد رضا (قال ذلك تلميحاً) فلا يسعني (من حيث الأمانة العلمية) أن أقول (قال السيد الأستاذ علي السيستاني) لأن القول لغيره وإن كانت النتيجة له.

وبعد أربع سنوات .. صدر الجزء 15 من كتاب الواضح .. وجاء فيه قول الشيخ الجواهري .. أنه وجد السيد محمد رضا نفسه ينقل عن هذا الكراس مع نسبة الكلام لسماحة السيد الوالد السيستاني حفظه الله .. مما يعني أن كاتب الاستدلالات هو شخص المرجع الأعلى دام ظله .. ومن هنا رفع يده وتراجع عما قاله في الجزء 11 بأن الكاتب شخص آخر.


هذه هي القصة باختصار .. والموضوع لا علاقة له بتصرفات المكتب .. ولا مستوى أمانته في النقل عن المرجع الأعلى !!

كان موضوعاً علمياً بحتاً غير قابل للتوظيف السياسي إلا في نفوس هؤلاء .. والمكتب هو المكتب الذي يحمل كل أعباء المرجعية .. والشيخ الجواهري يعرفه ويزوره بشكل مستمر .. ولا ينظر إليه كعصابة مافياً تسرق حضور المرجع الأعلى!!


وكم كنا نتمنى أن تقر عيوننا ببعض الطلبة وهم يطالعون الكثير من الكتب العلمية .. ولكن للأسف تبين ان بعض القراءة كانت للتصيد وإثارة الشك و( أرشفة الملفات الهجومية ) وليس للتزود من العلم .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

https://t.me/AiliaEmame1185

اجاك الثاني
هذا حتى الطرده ما تفيد وياه.

بس لا يطلع الضيف متابعني ويقراها هسه ويعتبرها طرده 😅

هاي مو ناسيها بس يمي ضيوف من يطلعون بخدمتكم