اللهم أحيِني بالعمل، وأشغلني بالخير الذي ترضاه، لا تحرمني الحركة والأثَر، وبارك لي بالوقت، لا أريد فراغًا فأذبل ولا ميلًا فأضيع، ولا ضَعفًا فألين، ولا خوفًا فأُحبط، بل ثبات الرّاسيات، وأرني الحقّ حتى أرى وخُذ بيدي وضعني على بداية طريقٍ تحبّه فأُحِبّه وأسير فيه وأموت عليه.
ما زالت المجازر، ما زال الخذلان، ما زال الدّم لا يتوقّف في هذه المدينة المَكلومة.. ما زالت فكرةُ التّهجير في أوج المُحاولات لتطبيقها، وما زال الجميع صامتًا، وما زِلنا نَنزِف، نموت، وكأن الحَرب للتوّ بدأت، وإلى الله المُشتكى.
أدعوكَ كما أمَرت، وأحاولُ ما استطعت، بما فتحتَ به عليَّ أن أُحسِن في عبادَتي لك، وإن قابلَنيَ ما رجَوته منك، فمن قديمِ فضلِك عليّ، وإن لم يقابلنيَ لحكمةٍ منك؛ فتكفيني السَّكينةُ التي قد أنزلت، كلُّ منعٍ منكَ هو عينُ الرِّضا، وكلُّ توفيقٍ مُنِحتُهُ عائدٌ لكرمِك، ولا فضلَ لي. آمنتُ أن لا إلٰه إلا الله.
صلوات ربي وسلامه على الضّحوك القَتَّال، عبد الله ورسوله وسيد ولد عبده، من عزّ مُهاجِرًا وطاب سيِّدًا وإمامًا ومَتبوعًا ومُقَدّمًا وشهيدًا، وعلى آل بيته أهل الشرف والنّدى، وعلى أصحابه الغُرّ الميامين أنصار هذا الدين وليوث العدا، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم وقوع الواقعة.
الأحوال المعيشيّة لأهل غزّة تتطلب وقفة جادة من أبناء الأمة في النّصرة بالمال وسد الحاجات، وهذا واجب لا شكّ فيه على كل قادر. ويُتحرى في إيصال ذلك: الثقات من أهل الفضل والصدق المشهود لهم بالخير والأمانة -وما أكثرهم- ويُجتَنَب أصحاب الشبهة ولو كانوا ذوي شهرة وصوت عالٍ.