:
مِن أدعيةِ أهلِ البيتِ الّتي تشتمِلُ على مضامين واضحةٍ في طلبِ تعجيلِ الفَرَجِ والانتقامِ لمُحمّدٍ وآلِ مُحمّد "صلواتُ اللهِ عليهم": أحدُ الأدعيةِ الّتي تُقرأ في نهارِ شهرِ رمضان، حيثُ نقرأ في هذا الدُعاء هذه العبارات:
(يا أحدُ يا صَمَدُ، يا ربَّ مُحمّدٍ، اغضب اليومَ لِمُحمّدٍ ولأبرارِ عِترتِهِ، واقتل أعداءَهُم بَدَداً، وأحصِهِم عَدَداً، ولا تَدَع على ظهرِ الأرضِ مِنهم أحداً، ولا تغفِر لهُم أبداً..)
هذا المضمون (أن نطلُبَ مِن اللهِ تعالى أن يغضبَ لِمُحمّدٍ وآلِ مُحمّد وأن ينتقِمَ لهُم مِمّن ظَلَمُهم) تكرّرَ كثيراً في رواياتِ أهلِ البيتِ وفي زياراتِهم وأدعيتِهم الشريفةِ، كما في هذه الروايةِ لإمامِنا الصادقِ على سبيلِ المِثال:
يقولُ إمامُنا الصادق"صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّ مِن حُقُوقِنا على شِيعتِنا أن يَضعُوا بعد كُلِّ فريضةٍ أيديهِم على أذقانِهِم ويقولوا ثلاثَ مرّات: يا ربَّ مُحمّدٍ عجِّل فرَجَ آلِ مُحمّد، يا ربَّ مُحمّدٍ احفظ غَيبةَ مُحمّد، يا ربَّ مُحمّدٍ انتقِم لابنةِ مُحمّد)
[مكيال المكارم]
هذا المضمون حين ندعو بأن يغضبَ اللهُ لِمحمّدٍ وآلِ محمّدٍ وأن ينتقِمَ لهم مِمّن ظَلَمُهم..أحاديثُ العِترةِ تُخبِرُنا بأنّ مِيعادَ استجابةِ هذا الدُعاء تتحقّقُ في جُمعةِ الظُهورِ.. بعد أن يَخِرَّ محمّدٌ وآلُ مُحمّدٍ سُجّداً بين يدي اللهِ تعالى في الملأِ الأعلى ويدعون بهذا الدُعاء، كما تُبيّنُ لنا الروايةُ التاليةُ والّتي يُحدِّثُنا فيها إمامُنا الصادق عن مراسمِ ومناسكِ ومُقدّماتِ الاحتفالِ الّذي سيُقامُ في السماءِ الرابعةِ في ليلةِ الجمعةِ التّي تسبِقُ يومَ الظُهورِ الشريفِ لإمامِ زمانِنا
✸ يقولُ إمامُنا الصادق "صلواتُ اللهِ عليه":
(إذا كان ليلةُ الجمعةِ أهبطَ الربُّ تبارك وتعالى مَلَكاً إلى السماءِ الدنيا..فإذا طلع الفجر، نَصَبَ -هذا المَلَكُ- لِمحمّدٍ وعليٍّ والحسنِ والحُسين منابرَ مِن نُورٍ عند البيتِ المعمور، فيصعدون عليها، ويجمعُ لهم الملائكةَ والنبيّينَ والمُؤمنين، ويفتحُ أبوابَ السماء،
فإذا زالت الشمس، قال رسولُ الله:
"يا ربِّ ميعادُكَ الّذي وعدتَ في كتابِك" وهو هذه الآية: {وعَدَ اللهُ الّذين آمنوا مِنكُم وعمِلُوا الصالحاتِ لَيستخلِفنّهُم في الأرضِ كما استخلف الّذين مِن قبلِهِم..} ويقولُ الملائكةُ والنبيّونَ مِثلَ ذلك،
ثمّ يخِرُّ مُحمّدٌ وعليٌّ والحسنُ والحسينُ سُجّداً، ثُمّ يقولون:
يا ربِّ اغضب فإنّه قد هُتِكَ حريمُكَ وقُتِلَ أصفياؤكَ وأُذِلَّ عِبادُكَ الصالحون.. فيفعلُ اللهُ ما يشاءُ وذلك وقتٌ معلوم)
[البحار:ج52]
هذه الروايةُ لا تتحدّثُ عن كُلِّ ليالي الجُمُعات.. وإنّما تتحدّثُ عن ليلةِ الجُمعةِ الّتي يكونُ في صبيحتِها بدايةُ ظُهورِ إمامِ زمانِنا.. والّتي إذا ما جمعنا بين الروايات فإنّها تكونُ ليلةَ الجُمعة ليلةَ التاسعِ مِن شهرِ مُحرّم،
فالإمام بحسبِ الرواياتِ سيظهرُ في يوم الجُمعة أوّلاً لأوليائهِ وأنصارِهِ وخواصِّ أصحابِهِ وذلك في التاسع مِن المُحرّم.. هذه بدايةُ الظُهور،
مع مُلاحظة أنّ الإمام قد التقى ببعضِ أصحابِهِ قبل يومِ الجُمعة..ولكنّه سيلتقي بأنصارِهِ جميعاً في المسجدِ الحرامِ يومَ الجُمعة (التاسع مِن المُحرّم)
أمّا الظهورُ العامُ لإمامِ زمانِنا والّذي سيُوجَّهُ لجميعِ العالَم سيكونُ في اليوم الّذي يليه وهو يومُ عاشوراء (يومُ السبت) كما يقولُ إمامُنا الجواد: (كأنّي بالقائمِ يومَ عاشوراء يومَ السبتِ قائماً بين الركنِ والمقام، بين يديه جبرئيلُ يُنادي: البيعةُ للهِ..فيملؤها عدلاً كما مُلئت ظُلماً وجورا)
[البحار: ج52]
• قولُهُ: (بأنّ جبرئيلُ يُنادي؛ البيعةُ للهِ) هذا هو الشِعارُ الّذي يُطلِقُهُ جبرائيل في مراسمِ البيعةِ المهدويّةِ بين الرُكنِ والمقام في المسجدِ الحرام،
فظُهورُ إمامِنا سيكونُ في سنةٍ فرديّةٍ قمريّةٍ هِجريّةٍ بحسَبِ الحسابِ المُتعارفِ عليه بين الناس..لأنّ الأئِمّةَ ساروا على هذه الطريقةِ وسار الأمرُ في الغَيبةِ الأُولى هكذا واستمرَّ في الغَيبةِ الثانية هكذا أيضاً
الظُهورُ العام للجميع سيكونُ يومَ السبت -كما مر- العاشر مِن مُحرّم والّذي يُوافقُ بحسبِ التقويمِ الشمسي (يومَ النيروز)..إنّه يومُ الخَلاص يومُ البيعةِ لله،
في هذا اليوم (وهو السبت) ستبدأُ جحافلُ الإمامِ وقوّةُ الإمامِ بالحركةِ مِن جهةِ مكّةَ باتّجاهِ المدينة،
أمَّا يومُ الجُمعةِ فإنّ الإمامَ سيظهرُ لِكُلِّ أصحابهِ..لأنّه قبلَ يومِ الجُمعةِ قد ظهر لِبعضِهِم.. أمّا جميعُ أنصارِهِ فسوف يلتقي بهم يومَ الجُمعة، وتبدأُ الخُطُواتِ الأُولى ليومِ الظُهورِ العالمي في يومِ الجُمعة (يوم تاسوعاء)