فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ، وَإِذَا فِيهَا أُنَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ : أَعُوذُ بِالله مِنَ النَّارِ. قَالَ : فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي : لَمْ تُرَعْ.
فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ : " نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ الله لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ". فَكَانَ بَعْدُ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا.
صحيح البخاري | بَابُ التَّهَجُّدِ بِاللَّيْلِ | بَابُ فَضْلِ قِيَامِ اللَّيْلِ. 1021/1022
قوله لم ترع، أي لم تخف، والمعنى لا خوف عليك بعد هذا.
قال الإمام القرطبي: إنما فسر الشارع من رؤيا عبد الله ما هو ممدوح؛ لأنه عرض على النار، ثم عوفي منها، وقيل له: لا روع عليك وذلك لصلاحه، غير أنه لم يكن يقوم من الليل فحصل لعبد الله من ذلك تنبيه على أن قيام الليل بما يتقي به النار والدنو منها، فلذلك لم يترك قيام الليل بعد ذلك.
بتصرف من فتح الباري.