التقرب الى الله سورة النساء @takarub3 Channel on Telegram

التقرب الى الله سورة النساء

@takarub3


قناة تساعدك على حفظ سورة النساء من خلال نشر وسائل مساعدة تعينك على الحفظ
https://t.me/takarub3

التقرب الى الله سورة النساء (Arabic)

عندما يتعلق الأمر بالتقرب إلى الله، فإن قراءة سورة النساء تلعب دورًا هامًا في تحقيق ذلك. تم إنشاء قناة Telegram بعنوان 'التقرب الى الله سورة النساء' بواسطة المستخدم takarub3 لمشاركة التفسير والفوائد والدروس المستفادة من سورة النساء مع المستخدمين الآخرين. هذه القناة هي المكان المثالي للبحث عن التوجيه والإرشاد الروحي عبر فهم أعمق لنصوص القرآن الكريم. سواء كنت مسلمًا جديدًا تبحث عن الإرشاد أو مؤمنًا مخلصًا يرغب في توسيع معرفته وفهمه، فإن قناة 'التقرب الى الله سورة النساء' هي المكان المثالي لك. انضم اليوم لتجد الهدوء والإلهام في تلاوة كلمات الله الكريمة.

التقرب الى الله سورة النساء

09 Nov, 00:26


تدبر الآية رقم ( 158 ) من سورة النساء

📖 (بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )

والمعنى: أن اليهود قد زعموا أنهم قتلوا عيسى - عليه السلام - وزعمهم هذا أبعد ما يكون عن الحق والصواب، لأن الحق المتيقن فى هذه المسألة أنهم لم يقتلوه، فقد نجاه الله من مكرهم، ورفع عيسى إليه،
وكان الله عَزِيزاً .
أي قويا بالنقمة من اليهود
ومنيع الجناب، لا يلجأ إليه أحد إلا أعزه وحماه.
حَكِيماً حكم علي اليهود باللعنة والغضب
وحَكِيماً فى جميع ما يقدره ويقضيه من الأمور.

﴿وكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾
ظاهِرُ المَوْقِعِ لِأنَّهُ لَمّا عَزَّ فَقَدْ حَقَّ لِعِزِّهِ أنْ يُعِزَّ أوْلِياءَهُ، ولَمّا كانَ حَكِيمًا فَقَدْ أتْقَنَ صُنْعَ هَذا الرَّفْعِ فَجَعَلَهُ فِتْنَةً لِلْكافِرِينَ، وتَبْصِرَةً لِلْمُؤْمِنِينَ

أن الله - تعالى - رفع عيسى إليه بجسده وروحه لا بروحه فقط قال بعض العلماء: والجمهور على أن عيسى رفع حيا من غير موت ولا غفوة بجسده وروحه إلى السماء.
وثبت بالأدلة من الكتاب والسنة أن عيسى بن مريم عليه السلام لم يقتل ولم يمت بل رفعه الله إليه حيا، وأنه سينزل آخر الزمان حكما عدلا في هذه الأمة فمن قال إن عيسى قد مات وأنه لا ينزل آخر الزمان فقد خالف كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأخطأ خطأ فاحشا ويحكم بكفره بعد البلاغ وإقامة الحجة عليه لتكذيبه لله ورسوله.
وهذه الايه إبْطالٌ لِما ادَّعَوْهُ مِن قَتْلِهِ وصَلْبِهِ، وهو حَيٌّ في السَّماءِ الثّانِيَةِ عَلى ما صَحَّ عَنِ الرَّسُولِ في حَدِيثِ المِعْراجِ. وهو هُنالِكَ مُقِيمٌ حَتّى يُنْزِلَهُ اللَّهُ إلى الأرْضِ لِقَتْلِ الدَّجّالِ، ولِيَمْلَأها عَدْلًا كَما مُلِئَتْ جَوْرًا، ويَحْيا فِيها أرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يَمُوتُ كَما تَمُوتُ البَشَرُ.

🔶 من هداية الآية الكريمة:

🔹 تقرير رفع عيسى عليه السلام إلى السماء ونزوله في آخر أيام الدنيا.

✔️ فوائد تدبر الآية .

◼️ من فوائد الاية ⬅️ إبطال ما ادعاه هؤلاء من قتل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ، حيث نفى قتله ثم بين أنه مرفوع إلى الله عزوجل .

◼️ ومنها ⬅️ إثبات علو الله عزوجل ، لقوله : ( إليه)
فدل ذلك على أن المرفوع إليه عال .

◼️ ومنها ⬅️ أن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حي ، لقوله: ( بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ) وهذا يقتضي رفعه بجسده كما عرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسده إلى السموات .

◼️ ومنها ⬅️ إثبات هذين الاسمين لله عزوجل وهما: العزيز ، والحكيم ، والعزيز المتصف بالعزة ، والحكيم المتصف بالحكم والحكمة ، وسبق أن قلنا إن عزة الله .

◼️ ومنها ⬅️ إثبات الحكمة لله عزوجل ، وهو أنه لا يحكم بشيء إلا لحكمة ولا يفعل شيئا إلا لحكمة ، وهذه الحكمة قد تكون معلومة للناس وقد تكون غير معلومة .

◼️ ومنها ⬅️ وجوب اقتناع الإنسان بحكم الله ورضاه بقدره ، فوجوب الاقتناع بحكمة الله لأنه إذا آمن أنه لحكمة وجب أن يقتنع به ، ولذلك كان السلف الصالح لا يقنعون النفوس عند الإشكال إلا بالنصوص كما فعلت عائشة رضي الله عنها حينما سئلت
<< ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. قالت كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ.>>
وأما الرضا بقضائه فالمراد أن يرضى الإنسان بقضاء الله , وهذا من تمام توحيد الربوبية .

◼️ ومنها ⬅️ إثبات الحكم لله عز وجل .

التقرب الى الله سورة النساء

09 Nov, 00:24


تدبر الآيات رقم  (  158  )     من سورة النساء
  الصفحة رقم    103
   الجزء السادس

التقرب الى الله سورة النساء

09 Nov, 00:24


تأملات قرانية من الآيه رقم 158 من سورة النساء

📖 {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }

﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إلَيْهِ﴾ فِيهِ قَوْلانِ: أحَدُهُما: أنَّهُ رَفَعَهُ إلى مَوْضِعٍ لا يَجْرِي عَلَيْهِ حُكْمُ أحَدٍ مِنَ العِبادِ، فَصارَ رَفْعُهُ إلى حَيْثُ لا يَجْرِي عَلَيْهِ حُكْمُ العِبادِ رَفْعًا إلَيْهِ، وهَذا قَوْلُ بَعْضِ البَصْرِيِّينَ.
والثّانِي: أنَّهُ رَفَعَهُ إلى السَّماءِ، وهو قَوْلُ الحَسَنِ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَإنْ مِن أهْلِ الكِتابِ إلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أقاوِيلَ: أحَدُها: إلّا لَيُؤْمِنَنَّ بِالمَسِيحِ قَبْلَ مَوْتِ المَسِيحِ، إذا نَزَلَ مِنَ السَّماءِ، وهَذا قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ، وأبِي مالِكٍ، وقَتادَةَ، وابْنِ زَيْدٍ.
والثّانِي: إلّا لَيُؤْمِنَنَّ بِالمَسِيحِ قَبْلَ مَوْتِ الكِتابِيِّ عِنْدَ المُعايَنَةِ، فَيُؤْمِنُ بِما أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الحَقِّ وبِالمَسِيحِ عِيسى ابْنِ مَرْيَمَ، وهَذا قَوْلُ الحَسَنِ، ومُجاهِدٍ، والضَّحّاكِ، وابْنِ سِيرِينَ، وجُوَيْبِرٍ.
والثّالِثُ: إلّا لَيُؤْمِنَنَّ بِمُحَمَّدٍ ﷺ قَبْلَ مَوْتِ الكِتابِيِّ، وهَذا قَوْلُ عِكْرِمَةَ.
﴿وَيَوْمَ القِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ يَعْنِي المَسِيحَ، وفِيهِ قَوْلانِ: أحَدُهُما: أنَّهُ يَكُونُ شَهِيدًا بِتَكْذِيبِ مَن كَذَّبَهُ وتَصْدِيقِ مَن صَدَّقَهُ مِن أهْلِ عَصْرِهِ.
والثّانِي: يَكُونُ شَهِيدًا أنَّهُ بَلَّغَ رِسالَةَ رَبِّهِ، وأقَرَّ بِالعُبُودِيَّةِ عَلى نَفْسِهِ، وهَذا قَوْلُ قَتادَةَ، وابْنِ جُرَيْجٍ.

لقد رفعه العزيز الذي لا يغلبه أحد على الإطلاق
فهو القوي الشديد الذي لا ينال منه أحد
فإذا كانوا قد أرادوا قتل رسوله عيسى ابن مريم
فالله غالب على أمره، وهو العزيز بحكمة.
ويقول الحق من بعد ذلك:
{وَإِن مِّنْ أَهْلِ الكتاب...}.

التقرب الى الله سورة النساء

09 Nov, 00:23


تأملات قرآنية فى الآيه رقم (  158 )  من سورة النساء
الصفحة رقم       103
  الجزء السادس
🔍🔍🔍🔍

التقرب الى الله سورة النساء

09 Nov, 00:07


📒 التفسير الميسر للآيات رقم (  158  )    من سورة النساء
📑 الصفحة رقم   103
🔳  الجزء السادس

🔆🔆🔆

التقرب الى الله سورة النساء

09 Nov, 00:06


🎥  فيديو للآيه مع التفسير الميسر  رقم (   158 )  
من سورة النساء  الصفحة رقم     103
بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد 
لمعرفة نطق الاية بطريقة صحيحة
                                  🔻🔻🔻🔻🔻🔻🔻🔻🔻

التقرب الى الله سورة النساء

09 Nov, 00:06


📖   الآيه رقم (  158  )        من سورة النساء
📃 الصفحة رقم    103

التقرب الى الله سورة النساء

08 Nov, 00:18


✴️ لمسة بيانية من الآية

🔴 (ما اللمسة البيانية في ذكر عيسى مرة والمسيح مرة وابن مريم مرة في القرآن الكريم؟

⬅️ لو عملنا مسحاً في القرآن الكريم كله عن عيسى نجد أنه يُذكر على إحدى هذه الصيغ:
▪️المسيح: ويدخل فيها المسيح ، المسيح عيسى ابن مريم، المسيح ابن مريم (لقبه).
▪️ عيسى ويدخل فيها: عيسى ابن مريم وعيسى (إسمه).
▪️ ابن مريم (كُنيته).
حيث ورد المسيح في كل السور سواء وحده أو المسيح عيسى ابن مريم أو المسيح ابن مريم لم يكن في سياق ذكر الرسالة وإيتاء البيّنات أبدأً ولم ترد في التكليف وإنما تأتي في مقام الثناء أو تصحيح العقيدة. (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) آل عمران) (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) النساء) (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) المائدة) (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) التوبة).
وكذلك ابن مريم لم تأتي مطلقاً بالتكليف (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) المؤمنون) (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) الزخرف).
أما عيسى في كل أشكالها فهذا لفظ عام يأتي للتكليف والنداء والثناء فهو عام (وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) المائدة) (ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مريم) ولا نجد في القرآن كله آتيناه البينات إلا مع لفظ (عيسى) (وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) الزخرف) ولم يأت أبداً مع ابن مريم ولا المسيح. إذن فالتكليف يأتي بلفظ عيسى أو الثناء أيضاً وكلمة عيسى عامة (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) المائدة) فالمسيح ليس اسماً ولكنه لقب وعيسى اسم أي يسوع وابن مريم كنيته واللقب في العربية يأتي للمدح أو الذم والمسيح معناها المبارك. والتكليف جاء باسمه (عيسى) وليس بلقبه ولا كُنيته.

(د.فاضل السامرائى)

التقرب الى الله سورة النساء

08 Nov, 00:15


📖(وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)
تأكيد لنجاة عيسى مما يزعمونه من قتلهم له، وبيان لما أكرمه الله به من رعاية وتشريف.
واليقين: هو العلم الجازم الذى لا يحمتل الشك
( وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) أى: وما قتلوه قتلا يقينا.
أو ما قتلوه متيقنين كما ادعوا ذلك فى قولهم إِنَّا قَتَلْنَا ٱلْمَسِيحَ أو يجعل يَقِيناً تأكيدا لقوله: وَمَا قَتَلُوهُ كقولك: ما قتلوه حقا.
أى حق انتفاء قتله حقا.

🔶 من هداية الآية الكريمة:

🔹 بطلان اعتقاد النصارى في أن عيسى صلب وقتل، أما اليهود فإنهم وإن لم يقتلوا عيسى فهم مؤاخذون على قصدهم حيث صلبوا وقتلوا من ظنوه أنه عيسى عليه السلام.

✔️ فوائد تدبر الآية .

◼️ من فوائد الاية ⬅️ أن اليهود باءوا بإثم قتل المسيح أخذا لهم بإقرارهم ، لأن الله جعل الإقرار شهادة , ولهذا نقول اليهود قتلوا المسيح وما قتلوه ، قتلوه حكما ولم يقتلوه واقعا ، قتلوه حكما لأنهم أقروا بأنهم قتلوه ولكنهم لم يقتلوا واقعا في الحقيقة ،
إذا: حكم قتل المسيح ثابت على اليهود بإقرارهم .

◼️ ومنها ⬅️ أنهم ـ أعني اليهود ـ إما أن يكونوا قد أقروا بأنه رسول وقالوا رسول الله ليعلنوا على أنفسهم أنهم فعلوا ذلك عنادا ، أو أن قول (( رَسُولَ اللَّهِ ))
هذا من كلام الله .

◼️ ومنها ⬅️ نسبة الإنسان إذا لم يكن له أب إلى أمه ، تؤخذ من قوله: (( عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ)) ٠

◼️ ومنها ⬅️ أن عيسى عليه الصلاة والسلام رسول الله ، لقوله: (( رسول الله ))
وهو آخر نبي بعث بعده محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

◼️ ومنها ⬅️ شرف عيسى عليه الصلاة والسلام ، لأنه رسول الله ، وكفى بالإنسان شرفا أن يكون رسولا لله كما كفى به شرفا أن يكون عبدا لله ، أليس كذلك ؟ بلى ، لكن الرسالة أخص من العبودية .

◼️ ومنها ⬅️ أن عيسى عليه الصلاة والسلام لم يقتل ولم يصلب ، خلافا لليهود ، والذي قال إنه لم يقتل ولم يصلب هو الله عزوجل (( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ))

◼️ ومنها ⬅️ سفاهة النصارى وقلة تمييزهم ، حيث كانوا يعبدون الصليب ويعظمونه ، ولو كانوا عقلاء لكسروه ، صليب يصلب عليه نبيهم ثم يذهبون إلى تقديسه ، لو أخذنا بظاهر الحال لقلنا هذا دليل على بغضهم لعيسى حيث قدسوا ما عذب به وهو الصليب ، لكن هم يدعون إن هذا تعظيم لعيسى عليه الصلاة والسلام .

◼️ ومنها ⬅️ تمام قدرة الله عز وجل حيث انقلب الرجل إلى مشابهة عيسى

◼️ ومنها ⬅️ فيها تأييدا للمثل القائل " من حفر لأخيه حفرة وقع فيها " فإن هذا الرجل جاء يدل اليهود ليقتلوا عيسى فقتلوه هو .

◼️ ومنها ⬅️ الإشارة إلى ذم من اتبع الظن ، وجهه ؟ أن الله نفى عنهم العلم أولا ، ونفي العلم يقتضي ثبوت الجهل ، والجهل مذموم ، فاتباع الظن أيضا مذموم ، ولكن بين الله تعالى في سورة الحجرات أن الظن بعضه غير مذموم فقال: (( إن بعض الظن إثم )) يعني وبعضه ليس بإثم ، فما هو الفرق ؟ الظن مبني على قرائن قوية ليست أوهاما أو تخيلات هذا ليس بإثم ، والظن الذي لا أصل له هذا إثم ، ولكن إذا ظن الإنسان بأخيه سوءا فهل أولى أن يحقق أو أن يتجاهل الأمر ؟ حسب الحال ، أي قد يكون من المصلحة أن نبحث حتى نصل إلى اليقين إما نفيا أو إثباتا ، وقد يكون من المصلحة أن نتجاهل ونتغافل .

◼️ ومنها ⬅️ انتفاء قتل عيسى عليه الصلاة والسلام ، وأنه لم يقتل يقينا ، لقوله: (( وما قتلوه يقينا ))
على أحد الاحتمالين ، أيهما ؟ أن اليقين هنا عائد إلى نفي القتل . فإن قال قائل: ما الذي أحوج القضية إلى أن يكون في هذا التأكيد ؟
(( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ))
ما الذي أوجب ؟ ألسنا نحن نؤمن بكلمة واحدة من ربنا عزوجل ؟ بلى ، لكن ما الذي أوجب ؟ أوجب أن اليهود لهم دعاية قوية فيما يذهبون إليه ، فمن أجل هذه الدعاية القوية قوبلوا بهذه التأكيدات التي تدل على أن اليهود لم يقتلوا عيسى ، واضح ؟ وهذا من رحمة الله ومن حكمة الله ، أما كونه من رحمته فلئلا يعلق في قلوب المسلمين شيء من هذا ، من هذه الدعاية ، وأما كونه من حكمة الله فلأجل أن يتبين الأمر كما هو حتى لا يكون ملتبسا .

التقرب الى الله سورة النساء

08 Nov, 00:15


تدبر الآية رقم ( 157 ) من سورة النساء

📖 ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا)

ثم سجل عليهم بعد ذلك رذيلة سابعة ورد عليهم بما يخرس ألسنتهم، ويفضحهم على رءوس الأشهاد فى كل زمان ومكان فقال:
📖( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا ٱلْمَسِيحَ عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ)

( وَقَوْلِهِمْ ) أيّ اليَهُود
(المسيح) لقب تشريف وتكريم لعيسى - عليه السلام - قيل: لقب بذلك لأنه ممسوح من كل خلق ذميم.
لِمَ سُمّي بالمسيح :
• لأنّه ممسوح من الذُّنُوب وقيل: لأنه مسح بالبركة كما فى قوله - تعالى -:(وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ) وقيل لأن الله مسح عنه الذنوب
• أو لأنَّ الله أعطاهُ قُدرة بحيث يَمسح على الأبرص فيُشفى بإذن الله ، والأَكمه الذي وُلد أعمى فيُبصِر بإذن الله ، والأقرع فينبت شعره.

أى: وبسبب قولهم على سبيل التبجح والتفاخر إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، لعنهم الله وغضب عليهم، كما لعنهم وغضب عليهم - أيضا - بسبب جرائمهم السابقة.
وهذا القول الذى صدر عنهم هو فى ذاته جريمة؛ لأنهم قالوه على سبيل التبجح والتفاخر لقتلهم - فى زعمهم - نبيا من أنبياء الله، ورسولا من أولى العزم من الرسل.
( وَمَا قَتَلُوهُ )
وقولهم هذا وإن كان يخالف الحقيقة والواقع، إلا أنه يدل على أنهم أرادوا قتله فعلا، وسلكوا كل السبل لبلوغ غايتهم الدنيئة، فدسوا عليه عند الرومان، ووصفوه بالدجل والشعوذة، وحاولوا أن يسلموه لأعدائه ليصلبوه، بل زعموا أنهم أسلموه فعلا لهم، ولكن الله - تعالى - خيب سعيهم، وأبطل مكرهم، وحال بينهم وبين ما يشتهون، حيث نجى عيسى - عليه السلام - من شرورهم، ورفعه إليه دون أن يمسه سوء منهم.
بينما نحنُ نعتقد كما قال الله أنّهم كَذَبة وأنَّ عيسى هو عبد الله ورسوله وأنَّه ما قُتِل ولا صُلِب وأنّه سينزل في آخر الزمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
[والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حَكمًا مقسطًا فيَكسرُ الصَّليبَ ويقتلُ الخنزيرَ ويضعُ الجزيةَ ويفيضُ المالُ حتَّى لا يقبلَه أحدٌ ]
ويَهلك في زمانهم مِلل كُلُّها ولا يَقبل إلا الإسلام , ومسيحُ الهُدى عيسى ابن مريم هو الذِّي يقتل مسيح الضلالة الدّجال ..

ولا شك أن ما صدر عن اليهود فى حق عيسى - عليه السلام - من محاولة قتله، واتخاذ كل وسيلة لتنفيذ غايتهم، ثم تفاخرهم بأنهم قتلوه وصلبوه، لا شك أن كل ذلك يعتبر من أكبر الجرائم؛ لأنه من المقرر فى الشرائع والقوانين أن من شرع فى ارتكاب جريمة من الجرائم واتخذ كل الوسائل لتنفيذها، ولكنها لم تتم لأمر خارج عن إرادته، فإنه يعد من المجرمين الذين يستحقون العقاب الشديد.
واليهود قد اتخذوا كافة الطرق لقتل عيسى - عليه السلام - كما بينا -، ولكن حيل بينهم وبين ما يشتهون لأسباب خارجة عن طاقتهم.
ومعنى هذا أنه لو بقيت لهم أية وسيلة لإِتمام جريمتهم النكراء لما تقاعسوا عنها، ولأسرعوا فى تنفيذها فهم يستحقون عقوبة المجرم فى تفكيره، وفى نيته، وفى شروعه الأثيم، لارتكاب ما نهى الله عنه.

( وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ )
شبه لهم المقتول بأن ألقى عليه شبه المسيح فلما دخلوا عليه ليقتلوه - أى ليقتلوا المسيح - وجدوا الشبيه فقتلوه وصلبوه، يظنونه المسيح وما هو فى الواقع، إذ قد رفع الله عيسى إلى السماء، ونجاه من شر الأعداء.
والذى يجب اعتقاده بنص القرآن الكريم أن عيسى - عليه السلام لم يقتل ولم يصلب، وإنما رفعه الله إليهم، ونجاه من مكر أعدائه، أما الذى قتل وصلب فهو شخص سواه

📖(وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ)
أى: وإن الذين اختلفوا فى شأن عيسى من أهل الكتاب لفى شك دائم من حقيقة أمره.
أى: فى حيرة وتردد، ليس عندهم علم ثابت قطعى فى شأنه، أو فى شأن قتله، ولكنهم لا يتبعون فيما يقولونه عنه إلا الظن الذى لا تثبت به حجة.
ولا يقوم عليه برهان.
ولقد اختلف أهل الكتاب فى شأن عيسى اختلافا كبيراً.
فمنهم من زعم أنه ابن الله.
فقال بعض اليهود: إنه كان كاذبا فقتلناه قتلا حقيقا، وتردد آخرون فقالوا: إن كان المقتول عيسى فأين صاحبنا.
إلى غير ذلك من خلافاتهم التى لا تنتهى حول حقيقة عيسى وحول مسألة قتله وصلبه.
ولذا أكده بنفى العلم الشامل لذلك أيضا بقوله - سبحانه -:
(مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ )

التقرب الى الله سورة النساء

08 Nov, 00:14


تدبر الآيات رقم  (  157  )     من سورة النساء
  الصفحة رقم    103
   الجزء السادس

التقرب الى الله سورة النساء

29 Oct, 00:55


✴️ لمسة بيانية من الآية

🔴 (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) النساء) لماذا نُصِبت مريم؟

⬅️ هي لم تنصب وإنما مجرورة لأنها ممنوعة من الصرف للعالمية والتأنيث والممنوع من الصرف يجر بالفتحة، أعلام الإناث كلها ممنوعة من الصرف وإن كان قسم من أعلام الإناث يجوز فيها الوجهين إذا كان ثلاثي ساكن الوسط عربي غير أعجمي والأعجمي ممنوع من الصرف، هذا بالنسبة لأعلام الإناث كلها ممنوعة من الصرف بين الوجوب والجواز. إذن مريم: إسم مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف ومنها (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ (21) يوسف) مصرَ مجرورة بالفتح لأنها ممنوعة من الصرف.

(د.فاضل السامرائى)

التقرب الى الله سورة النساء

29 Oct, 00:54


تدبر الآية رقم ( 156 ) من سورة النساء

📖 ( وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا )

ثم سجل عليهم - خامسا وسادسا - جريمتين شنيعتين فقال:
📖 (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً )
تَكرير الكفر للإيذان بِتَكرُّر كفرهم حيث كفروا بموسى ، ثم كفروا بعيسى ، ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم .
وأيضاً ( وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ ) العَذراء الطَّاهرة البَتول ( بُهْتَانًا عَظِيمًا )
هنا جاءت الآية مجمَلة , لكنّ سبحانه و تعالى فصَّل في آية أخرى التي في سورة مريم , ما هو البُهتان الذي قالوه في قوله تعالى :
( يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا )

(وقولهم على مريم بهتانا عظيما)
🔴 ماذا قالوا هؤلاء اليهود ؟
قالوا أنّه ولد زنا والعياذ بالله , ولهذا الله قال تعالى :
( وَبِكُفْرِهِم وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا )
إن من أسباب لعن اليهود وضرب الذلة والمسكنة عليهم، كفرهم بعيسى - عليه السلام -، وهو الرسول المبعوث إليهم ليهديهم إلى الحق وإلى الطريق المستقيم.
وافتراؤهم الكذب على مريم أم عيسى، ورميهم لها بما هى بريئة منه، وغافلة عنه، فقد اتهموها بالفاحشة لولادتها لعيسى من غير أب.
وقد برأها الله - تعالى - مما نسبوه إليها.
فى قوله - تعالى( وَمَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَانَ ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَانِتِينَ)

وقولهم على مريم قولا بهتانا.ووصفه بالعظم لشناعته وبلوغه النهاية فى الكذب والافتراء.

✔️ فوائد تدبر الآية .

◼️ من فوائد الاية ⬅️ إثبات السبب ، لقوله: ( وَبِكُفْرِهِمْ) .

◼️ ومنها ⬅️ أن الكفر سبب للشر والفساد واللعن والإبعاد عن رحمة الله عزوجل

◼️ ومنها ⬅️ أن اليهود رموا مريم ببهتان عظيم حيث قالوا إنها زانية وأن عيسى ابن زنا ـ نسأل الله العافية ـ وهذا بهتان عظيم ، فمن قذفها بذلك بعد أن برأها الله من ذلك فهو كافر لا لقذفه ولكن لتكذيبه تبرئة الله سبحانه وتعالى إياها ، ولأنه أنكر ما أثبته الله عز وجل والله سبحانه وتعالى قال: (( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا))
فشهد الله لها بإحصان الفرج ، و كذلك لو قذف أحد من الناس زوجة النبي عليه الصلاة والسلام عائشة بما برأها الله منه يكون كافرا من وجهين:

▪️الوجه الأول تكذيب خبر الله عز وجل ، و فعندما ذكر الله القصة ذكر الإفك (( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ))
مما يدل على أن هذه القضية من أصلها كذب ، فمن رمى أم المؤمنين عائشة مما برأها الله منه فإنه كافر مكذب لله عز وجل ،

▪️وأيضا من وجه آخر أنه دنس فراش النبي عليه الصلاة السلام ، إذا كانت أم المؤمنين عائشة ـ وحاشاها أن تكون فعلت ما رميت به ـ إذا كانت زانية ـ والعياذ بالله ـ فهي خبيثة (( والخبيثات للخبيثين )) ولهذا يلزم أن يكون طعن بالرسول عليه الصلاة والسلام ، زد على ذلك أنه طعن في حكمة الله عز وجل أن يجعل هذه المرأة الزانية فراشا لأفضل البشر عنده ـ نعوذ بالله ـ طعن في حكمة الله ، هل من الحكمة أن يجعل وليه وصفيه وخليله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم يفترش امرأة زانية ؟ ليس من الحكمة ، فهؤلاء الذين يرمونها بما برأها الله منه هم كفرة لاشك .

التقرب الى الله سورة النساء

29 Oct, 00:52


تدبر الآيات رقم  (  156  )     من سورة النساء
  الصفحة رقم    103
   الجزء السادس

التقرب الى الله سورة النساء

29 Oct, 00:52


تأملات قرانية من الآيه رقم 156 من سورة النساء

📖 {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا }

ويقول قائل: ألم يقل الحق من قبل إن (كفرهم) هو سبب من أسباب طبع الله على قلوبهم؟ إياك أن تقول إن هناك كلمة في القرآن مكررة لأن الذي يتكلم هو الله سبحانه وتعالى الذي لا ينسى شيئاً، ولا يكرر من غير داع، والكفر أيضاً على درجات، مرة يكون الكفر بالله، ومرة يكون الكفر بآيات الله، وثالثة يكون الكفر بالرسل، ورابعة يكون الكفر ببعض النبيين، وخامسة يكون الكفر ببعض الكتب السماوية.
إذن فألوان الكفر شتى. والكفر في الآية السابقة كان كفراً بآيات الله، أما كفرهم في هذه الآية فالحق يشرحه: {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ على مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً}. لقد كفروا بعيسى عليه السلام، وقالوا البهتان العظيم على مريم، هذا كفر بآيات الله وبرسول من عند الله.
وقوله الحق: (وبكفرهم) هو عطف على (نقضهم) وعلى (كفرهم بآيات الله) وعلى (قتلهم الأنبياء) وعلى (قولهم قلوبنا غلف). ونلاحظ هنا أن الحق لم يذكر الباء التي جاءت في أول الآية السابقة حين قال: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ}.
وهذا يدل على أننا أمام مناط الرحمة من ربنا سبحانه وتعالى. فقد كان يكفي ارتكابهم لأي واحدة من هذه الأعمال المذكورة لكي يطبع الله على قلوبهم، ولكنهم ارتكبوا كل الأعمال المذكورة مجتمعة، ولم يرتكبوا فعلاً واحداً منها. وهذا دليل على أن الله لا يتصيد ويحتال ليوقعهم في الكفر ولكن يحنن العباد إلى الإيمان.
لقد ارتكبوا أربعة أفعال جسيمة: نقضوا الميثاق، وكفروا بآيات الله، وقتلوا الأنبياء بغير حق، وادعوا أن الله طبع على قلوبهم.
وحين جعل هذا الأفعال الأربعة جريمة واحدة فهذا فضل ورحمة منه.
وبعد ذلك يذكر لهم جريمة أخرى: {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ على مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً} وهنا نجد أنه سبحانه قد ساوى بين قولهم البهتان على مريم وبين كل الأفعال السابقة؛ لأنهم اعترضوا على رسالة ونبوة عيسى عليه السلام وهو نبي من أولي العزم من الرسل بأشياء قد تكون ضمن الأسباب التي فتنت بعض الناس فيه، لقد خلقه الله خلقاً خاصاً. فسبحانه خلق الناس جميعاً من آدم عليه السلام الذي صوره الله من طين ثم نفخ فيه الروح، وجاء الخلق من التزاوج.
أما عيسى عليه السلام فقد خلقه الله بطريقة خاصة، فكيف كفروا به وكيف يتهمون أمه مريم عليها السلام وهي البتول؟.
ومن الجائز أن تُتهم المرأة وترمى وتوصف بكل شيء: كاذبة، سارقة، أو دميمة، لكن الاتهام في العرض: لا. والحق هنا يحدد موضوعين للكفر: قولهم البهتان على مريم وهو كفر بالله، وكفرهم بعيسى الذي جاء بميلاد على غير طريقة الميلاد العادية على الرغم من أن هذا تكريم له ولذع لليهود الذين غرقوا في المادية حتى إنهم قالوا: (أرنا الله جهرة).
بل إن الحق رزقهم برزق غيبي لا يعرفون أسبابه: في التيه رزقهم بالمن والسلوى، والمن في لون القشدة وطعم العسل الأبيض وهو شيء يقع على أوراق الشجر في بعض البيئات، والسلوى طائر يشبه السُّماني، وكانوا يأخذون المن من الأشجار ويجعلونه رزقاً يأتيهم ولا يزرعونه ولا يتعبون فيه. لكنهم قالوا: لا، نحن نريد أن نزرع نباتاً ينمو من الأرض ولا ننتظر الغيب، لأن الغيب قد يضن علينا. {فادع لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأرض مِن بَقْلِهَا} [البقرة: 61].
هم- إذن- لا يثقون بما في يد الله، ويريدون الأمر المادي، ولذلك يلفتهم الحق سبحانه وتعالى لفتة قسرية، ويأتي بأمر يناقض قانون المادة من أساسه؛ وهو ميلاد عيسى عليه السلام بأسلوب غير تقليدي، والإنسان يأتي إلى الدنيا من أب وأم، ويأتي الحق بعيسى مخلوقاً من أم دون أب، فانتقضت المادية، وهم كماديين غفلوا عن الخلق الأول: {أَفَعَيِينَا بالخلق الأول بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} [ق: 15].
إذن فلماذا الفتنة في عيسى عليه السلام؟. لقد نقض أمامهم الأساس التقليدي المادي لمجيء الإنسان إلى الدنيا من ذكر وأنثى، وجاء عيسى عليه السلام من أم دون أب. ليثبت سبحانه طلاقة القدرة وأنه جعل الأسباب للبشر، فإن أراد البشر مُسَبَّباً فعليهم أن يأخذوا الأسباب، أما سبحانه وتعالى فهو مسبِّبُ الأسباب وخالقها وهو القادر- وحده- على إيجاد الشيء بتنحية كل الأسباب.
ونعلم أن قضية الخلق دارت على اربعة أنحاء، إما أن ينشأ الشيء من وجود الشيئين، هذه هي الصورة الأولى. وإما أن ينشأ الشيء من عدم وجود الشيئين وهذه هي الصورة الثانية. وإما أن ينشأ الشيء من وجود الشيء الأول وعدم وجود الشيء الثاني، وهذه هي الصورة الثالثة، وإما أن ينشأ الشيء من وجود الشيء الثاني مع عدم وجود الشيء الأول، وهذه هي الصورة الرابعة.

التقرب الى الله سورة النساء

29 Oct, 00:52


تلك هي الصور الأربع لوجود شيء ما. ولم يشأ الله أن يجعل الخلق- وهو الإنسان المكرم الذي سخر له الحق كل ما في الكون- على نحو واحد؛ حتى لا يقولن أحد: إن السببية مشروطة للوجود.
بل المسبَّب هو المشروط في الوجود بدليل أنه سبحانه خلق آدم عليه السلام من غير أب ولا أم، وخلقنا جميعاً نحن من أب وأم، وخلق عيسى عليه السلام من أم دون أب، وخلق حواء من أب دون أم.
هذه هي القسمة العقلية الواضحة، فليست المسألة عنصرية موجودة، ولكن قيمة واقتدار واجد. وقدرة الحق تتجلى أيضاً أمامنا حينما تكون الأسباب موجودة كالأب والأم. لكن يشاء سبحانه أن يكون الاثنان عقيمين فهو القائل: {لِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذكور أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً} [الشورى: 49-50].
إذن فليست المسألة مدار أسباب تُوجَد، بل مسَبِّبِ يريد أن يُوجِد، وأراد الحق أن يكون مجيء عيسى عليه السلام بهذه الصورة ليلفت بني إسرائيل لعلهم يخرجون من ضلالات المادية، فأوجده من أم دون أب، فكان هذا آية على طلاقة قدرته، ولكن اليهود استقبلوا هذه المسألة استقبالاً على غير مراد الله، فكذبوا عيسى، وقد حدث التكذيب من قبل أن يتكلم عيسى بالانجيل. ووقفوا أمام رسالته بعنف، والذي يدلنا على أنهم قوم كذابون، هو رغبتهم في استمرار السيطرة الدينية لهم، وكان عندهم شريعة تقتضي الرجم للزانية، فلماذا إذن لم يتهموا مريم بالزنا عندما ولدت عيسى؟ ولماذا لم يعاقبوها حسب سريعة التوراة؟ ولماذا انتظروا إلى أن يجيء عيسى عليه السلام بالإنجيل ليقولوا: يا فاعل يا ابن الفاعلة. كان انتظارهم دليلاً على أن ميلاد عيسى عليه السلام كان آية بينة صدعتهم وصدتهم عن ذلك، فقد نطق عيسى عليه السلام بعد ميلاده ولم تتكلم مريم قطّ؛ لأن ما حدث أمر فوق منطقها، وجهزها الله لهذا الموقف؟، وأمرها بالصمت عندما يسألونها، وأن تشير إلى المولود الذي في المهد: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي المهد صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ الله آتَانِيَ الكتاب وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بالصلاة والزكاة مَا دُمْتُ حَيّاً} [مريم: 29-31].
وانبهروا انبهاراً فتت فيهم القوى، فقوى الخصومة ساعة ترى هذا لا تجد إلا الانهيار، فألحق أبلج، والباطل لجلج. إذن كان الأمر بيدهم وفي توراتهم أن من يزن يرجم، فلماذا لم يرجموا أم عيسى إذن؟. لابد أنهم صدموا بقوة جعلت موازين حقدهم تختل، المعجزة الباهرة هي كلام عيسى ابن مريم في المهد: {إِنِّي عَبْدُ الله آتَانِيَ الكتاب وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} وجعلت المفاجأة أقوى الأقوياء فيهم ينهار، وتخور قواه.
وعندما نقول هذا الكلام فليس الهدف منه تصحيح عقائد أحد، ولكننا فقط نريد أن يتضح منطق الإيمان في عقول المسلمين، أما أبناء الديانات الأخرى فهم أحرار فيما يعتقدون، والمهم بالنسبة لنا أن يكون ديننا وقرآننا متضحاً أمام أعيننا، ولا يجرؤ أحد أن يميل به.
{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ على مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً} ونحن كمسلمين نستنكف أن نقول ما قالوه من بهتان على مريم البتول، والبهتان هو الكذب الشرس. فهناك لون من الكذب قد يكون مقبولاً، ولون من الكذب غير مقبول: فأن يقول قائل عن رجل ورع: إنه شرب الخمر، والقائل يعلم أنه كاذب، فهذا كذب ثقيل شرس، يتحير ويتعجب من يسمعه؛ وهذا هو البهتان. ولم يستح ويمتنع اليهود حينما رموا مريم- الطاهرة بأمر الله- بالبهتان مع أنهم علموا أن لمريم سابقة خير واستقامة.
لقد كان ماضي مريم ناصعاً؛ لأنه جرح مريم في عرضها، ولو رجعوا إلى تاريخهم قبل ميلاد عيسى من مريم لوجدوا أن كل واحدة من بنات بني إسرائيل كانت تستشرف أن يكون النبي المولود بعد موسى من بطنها. وكانوا يعرفون أن النبي القادم من بعد موسى ستلده عذراء، وأبلغ بنو إسرائيل بناتهم بكيفية مجيء النبي القادم عيسى ابن مريم، تماماً مثل قضية البشارة برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: {فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ الله عَلَى الكافرين} [البقرة: 89].
ومن رحمة الله بمريم نفسها أن الله جعل لها التمهيدات التي تثبت لها أمام نفسها أنها بريئة، وأن العملية كلها قد تمت ب (كن) من الله، ولم يجعل الله المسألة سرّاً عن مريم فتحمل بأمر قوله: (كن) دون أن تدري، لا. بل أراد سبحانه أن تكون عملية مادية. وجاء الملك لمريم ونفخ فيها بالحمل. وعرفت هي السبب مادياً بالملك والنفخ حتى لا تتهم أو تشك بأن شيئاً قد حدث لها وهي نائمة أو غير ذلك.

التقرب الى الله سورة النساء

29 Oct, 00:52


لقد أراد الله المسألة على تلك الصورة ليجعلها أمراً يقطع الشك لديها، وهي التي بُشرت به- إيناساً لها- عندما كانت صغيرة قبل البلوغ وجاءها زكريا وهو الكفيل لها والذي يأتيها بالطعام ودخل عليها المحراب فوجد عندها الرزق وسألها: {أنى لَكِ هذا} أجابت: {هُوَ مِنْ عِندِ الله إِنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37].
لقد نطقت مريم البتول من قبل: {إِنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ومن الحساب أن يكون للمرأة زوج لترزق بالولد، ولكن الله يرزق من يشاء بغير حساب. ومن العجيب أنها في هذا القول نبهت زكريا إلى قضية كانت في بؤرة شعوره؛ ولذلك يقول الحق: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدعآء فَنَادَتْهُ الملائكة وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي المحراب أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بيحيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ الله وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصالحين قَالَ رَبِّ أنى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الكبر وامرأتي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ الله يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ} [آل عمران: 38-40].
إذن فقد شجعت مريم زكريا على أن يدعو ربه، وتلك سلسلة تمهيدية ليطمئن إحساس مريم أن ولادتها لعيسى عليه السلام إنما جاءت ب (كن) وجاء لها الحق بفاكهة الصيف في الشتاء، وعندما قالت لسيدنا زكريا: {إِنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} تنبه ودخل من هذا الباب، فدعا ربه على الرغم من علمه أن امرأته عاقر، وأنه بلغ من الكبر عتياً، ومفهوم لنا معنى قول الرجل عن نفسه إنه بلغ من الكبر عتيا؛ أي أنه لم يعد يملك القدرة على الإنجاب.

التقرب الى الله سورة النساء

29 Oct, 00:51


تأملات قرآنية فى الآيه رقم (  156 )  من سورة النساء
الصفحة رقم       103
  الجزء السادس
🔍🔍🔍🔍

التقرب الى الله سورة النساء

29 Oct, 00:48


📒 التفسير الميسر للآيات رقم (  156  )    من سورة النساء
📑 الصفحة رقم   103
🔳  الجزء السادس

🔆🔆🔆

التقرب الى الله سورة النساء

29 Oct, 00:47


🎥  فيديو للآيه مع التفسير الميسر  رقم (   156 )  
من سورة النساء  الصفحة رقم     103
بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد 
لمعرفة نطق الاية بطريقة صحيحة
                                  🔻🔻🔻🔻🔻🔻🔻🔻🔻

التقرب الى الله سورة النساء

29 Oct, 00:47


📖   الآيه رقم (  156  )        من سورة النساء
📃 الصفحة رقم    103

التقرب الى الله سورة النساء

17 Oct, 18:23


✴️ لمسة بيانية من الآية

🔴 ما اللمسة البيانية في عدم ذكر الجواب وما يترتّب على كونهم نقضوا الميثاق في قوله تعالى في سورة النساء (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155)) بينما جاء ذكر الجواب في قوله (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160))؟

⬅️ هذا فيه خلاف بين المفسرين واللغويين وفي الآية أكثر من تخريج عندهم:
· من المحتمل أن قوله تعالى (فبظلم من الذين هادوا) بدل من (فبما نقضهم ميثاقهم) فالجار والمجرور بدلٌ من قبله (فبما نقضهم) فذكر المتعلّق (حرّمنا عليهم) مثل قوله تعالى (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) الأعراف) (لمن آمن) بدل من (للذين استضعفوا)، وكذلك قوله تعالى (وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) الزخرف) لبيوتهم سقفاً بدل لقوله (لمن يكفر بالرحمن).
· الوجه الآخر أن ذكر نقض الميثاق مذكور في آيات أخرى وذّكر فيها المتعلّق (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) المائدة) فكأن الجواب في الآية أُحيل إلى ما ذُكر في آيات أخرى.
· الوجه الآخر أنه يُحذف للتعظيم وهذا ورد كثيراً في القرآن كما حذف جواب القسم في أوائل سورة ق (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1)). جواب الشرط يُحذف في القرآن كثيراُ كما في قوله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآَنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) سبأ) وقوله تعالى (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) الانشقاق) (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) الأنفال) وذلك حتى يذهب الذهن كل مذهب وهذا أمر عظيم فهناك من يستدعي العقوبات ولمّا قال تعالى لعنّاهم اللعن ليس قليلاً، فالأمور التي ذكرها تعالى تستدعي من العقوبات وغضب الله تعالى ما يضيق عنه الكلام فكل العقوبات في حق هؤلاء قليلة.
ويمكن أن تحتمل جميع المعاني السابقة وهذا من باب التوسع في المعنى إلا إني أميل للتعظيم وإن كان البدل وجهاً نحوياً وارداً.

(د.فاضل السامرائى)

◼️ لمسة بيانية اخرى من الآية

🔴 (وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ (155) النساء) قف وتأمل آيات الله تعالى واجعل قلبك صندوقاً يحوي آيات من القرآن ويعيها حتى لا يختم الله سبحانه وتعالى على قلوبنا ويجعلها مغلقة كما ختم على قلوب من كفروا فقال تعالى عنهم (بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ). والطبع هو إحكام الغلق بحيث لا ينمكن أمر من ولوج ذلك الشيء إلا بعد إزالة ذلك الشيء المطبوع به وكذلك طبع القلب هو إحكام إغلاقه بحيث لا يدخل إليه خير ولا يخرج منه خير ولا معروف.

(ورتل القرآن ترتيلاً)