📖 (بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )
والمعنى: أن اليهود قد زعموا أنهم قتلوا عيسى - عليه السلام - وزعمهم هذا أبعد ما يكون عن الحق والصواب، لأن الحق المتيقن فى هذه المسألة أنهم لم يقتلوه، فقد نجاه الله من مكرهم، ورفع عيسى إليه،
وكان الله عَزِيزاً .
أي قويا بالنقمة من اليهود
ومنيع الجناب، لا يلجأ إليه أحد إلا أعزه وحماه.
حَكِيماً حكم علي اليهود باللعنة والغضب
وحَكِيماً فى جميع ما يقدره ويقضيه من الأمور.
﴿وكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾
ظاهِرُ المَوْقِعِ لِأنَّهُ لَمّا عَزَّ فَقَدْ حَقَّ لِعِزِّهِ أنْ يُعِزَّ أوْلِياءَهُ، ولَمّا كانَ حَكِيمًا فَقَدْ أتْقَنَ صُنْعَ هَذا الرَّفْعِ فَجَعَلَهُ فِتْنَةً لِلْكافِرِينَ، وتَبْصِرَةً لِلْمُؤْمِنِينَ
أن الله - تعالى - رفع عيسى إليه بجسده وروحه لا بروحه فقط قال بعض العلماء: والجمهور على أن عيسى رفع حيا من غير موت ولا غفوة بجسده وروحه إلى السماء.
وثبت بالأدلة من الكتاب والسنة أن عيسى بن مريم عليه السلام لم يقتل ولم يمت بل رفعه الله إليه حيا، وأنه سينزل آخر الزمان حكما عدلا في هذه الأمة فمن قال إن عيسى قد مات وأنه لا ينزل آخر الزمان فقد خالف كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأخطأ خطأ فاحشا ويحكم بكفره بعد البلاغ وإقامة الحجة عليه لتكذيبه لله ورسوله.
وهذه الايه إبْطالٌ لِما ادَّعَوْهُ مِن قَتْلِهِ وصَلْبِهِ، وهو حَيٌّ في السَّماءِ الثّانِيَةِ عَلى ما صَحَّ عَنِ الرَّسُولِ في حَدِيثِ المِعْراجِ. وهو هُنالِكَ مُقِيمٌ حَتّى يُنْزِلَهُ اللَّهُ إلى الأرْضِ لِقَتْلِ الدَّجّالِ، ولِيَمْلَأها عَدْلًا كَما مُلِئَتْ جَوْرًا، ويَحْيا فِيها أرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يَمُوتُ كَما تَمُوتُ البَشَرُ.
🔶 من هداية الآية الكريمة:
🔹 تقرير رفع عيسى عليه السلام إلى السماء ونزوله في آخر أيام الدنيا.
✔️ فوائد تدبر الآية .
◼️ من فوائد الاية ⬅️ إبطال ما ادعاه هؤلاء من قتل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ، حيث نفى قتله ثم بين أنه مرفوع إلى الله عزوجل .
◼️ ومنها ⬅️ إثبات علو الله عزوجل ، لقوله : ( إليه)
فدل ذلك على أن المرفوع إليه عال .
◼️ ومنها ⬅️ أن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حي ، لقوله: ( بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ) وهذا يقتضي رفعه بجسده كما عرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسده إلى السموات .
◼️ ومنها ⬅️ إثبات هذين الاسمين لله عزوجل وهما: العزيز ، والحكيم ، والعزيز المتصف بالعزة ، والحكيم المتصف بالحكم والحكمة ، وسبق أن قلنا إن عزة الله .
◼️ ومنها ⬅️ إثبات الحكمة لله عزوجل ، وهو أنه لا يحكم بشيء إلا لحكمة ولا يفعل شيئا إلا لحكمة ، وهذه الحكمة قد تكون معلومة للناس وقد تكون غير معلومة .
◼️ ومنها ⬅️ وجوب اقتناع الإنسان بحكم الله ورضاه بقدره ، فوجوب الاقتناع بحكمة الله لأنه إذا آمن أنه لحكمة وجب أن يقتنع به ، ولذلك كان السلف الصالح لا يقنعون النفوس عند الإشكال إلا بالنصوص كما فعلت عائشة رضي الله عنها حينما سئلت
<< ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. قالت كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ.>>
وأما الرضا بقضائه فالمراد أن يرضى الإنسان بقضاء الله , وهذا من تمام توحيد الربوبية .
◼️ ومنها ⬅️ إثبات الحكم لله عز وجل .