[البقرة: ٨١]
ثم ذكر تعالى حكمًا عامًّا لكل أحد، يدخل فيه بنو إسرائيل وغيرهم، وهو الحكم الذي لا حكم غيره، لا أمانيهم ودعاويهم بصفة الهالكين والناجين
فقال: ﴿بلى﴾؛ أي: ليس الأمر كما ذكرتم، فإنه قول لا حقيقة له، ولكن:
﴿من كسب سيئة﴾؛ وهو نكرة في سياق الشرط؛ فيعم الشرك فما دونه، والمراد به الشرك، هنا بدليل قوله: ﴿وأحاطت به خطيئته﴾؛ أي: أحاطت بعاملها فلم تدع له منفذًا، وهذا لا يكون إلا الشرك، فإن من معه الإيمان لا تحيط به خطيئته، ﴿فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾؛ وقد احتج بها الخوارج على كفر صاحب المعصية، وهي حجة عليهم كما ترى، فإنها ظاهرة في الشرك، وهكذا كل مُبْطِل يحتَجُّ بآية أو حديث صحيح على قوله الباطل؛ فلا بد أن يكون فيما احتج به حجة عليه.
- تيسير الكريم الرحمن (السعدي)
🌷🌷🌷