(المفاضلة بين الإسراع في تلاوة القرآن وبين تلاوته بتدبر)
بسم الله الرحمن الرحيم
من المسائل التي وقع الاختلاف فيها: المفاضلة بين الإسراع في تلاوة القرآن للاستكثار من ختماته، وبين التأني لتدبر معانيه وتفهمها.
ولعل الأقرب إلى كلام السلف وأحوالهم في ذلك التفريق بين الأزمنة والأمكنة الفاضلة وبين غيرها:
•ففي غير الأزمنة والأمكنة الفاضلة اختلف العلماء أيهما أفضل:
-فمنهم من فضّل التأني والتدبر والتفهم، لأنه الغاية من إنزال القرآن، كما قال تعالى: ﴿كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبّروا آياته﴾.
-ومنهم من فضّل الإسراع للاستكثار من الختمات، إسراعاً لا يسقط معه شيء من الحروف، لأن النبي ﷺ أثبت لكل حرفٍ منه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وفي هذا أجورٌ عظيمة.
وأصحاب هذين القولين متفقون على استحباب الأمرين، مرةً يقرأ بهذا ومرةً يقرأ بهذا، لا أن أصحاب التدبر كرهوا الإسراع، وأصحاب الإسراع استهانوا بالتدبر، لكنهم فضّلوا الإكثار من أحدهما على الآخر.
فإنه قد ثبت عن الصحابة هذا وهذا، فرُوي أنهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموهن ويعملوا بهن، ورُوي أن عثمان رضي الله عنه كان يقرأ القرآن في ركعة.
فالمستحب للإنسان الإتيان بكلا الأمرين، والبدء أول أمره بقراءة التفهم والتدبر والتفسير كما فعل الصحابة رضي الله عنهم، ثم يأتي مرةً بهذا ومرةً بهذا حسب ما يناسب حاله، فإذا وجد من نفسه إقبالاً ومن ذهنه صفاءً تأنّى وتدبّر وتفهّم، وإذا وجد منهما انشغالاً لم يدع القراءة لعدم تفهمه المعاني، بل أسرع واستكثر من الحسنات، فإنها ثابتة بمجرد القراءة ولله الحمد، وكذلك إذا أراد المراجعة والضبط، أو أراد سرعة الختم في ليالٍ أو ركعات.
•وأما في الأزمنة والأمكنة الفاضلة كشهر رمضان وعشر ذي الحجة وفي مكة، فمن الناس من حمل الخلاف الأول على هذه الحال كذلك، لكن الغالب على حال السلف الإسراع والاستكثار من الختمات، فكان قتادة يختم في رمضان كل ثلاث ليالٍ، وفي العشر كل ليلة، والأسود النخعي يختم كل ليلتين، والشافعي يختم ستين ختمة، إلى غير ذلك مما روي عنهم، فإن الأجور تتضاعف فيه، ومن الحرص الاستكثار منها.
وأما قراءة التفهم والتدبر فإنها لا بد وأن تكون سابقةً للأيام الفاضلة، فقراءة القرآن مستحبة في جميع الشهور، ولا بد للإنسان فيها من تعلم القرآن وفهمه وتدبر آياته، فإذا جاءت الأيام الفاضلة أسرع واستكثر فيها من تلاوة حروفه، لأن الغاية من التدبر إحياءُ القلب، وهذا مستحب في كل وقت، والغاية من الإسراع الاستكثارُ من الأجور، وهذا متأكد في الأيام الفاضلة.
وسرعة القراءة هذه لا يلزم منها عدم تعقُّل شيء من المعاني، فإن من تفهّم القرآن وتدبره وحفظه ثم أسرع في قراءته ظهرت له المعاني ولو إجمالاً، بخلاف من يُسرع في قراءته دون سبق فهم ولا تدبر، وجرِّب ذلك على ما تفهمه وتحفظه من قصار السور.
وإنما يقع الخلل عند من يترك القراءة إلا في الأيام الفاضلة، فإذا جاءت تحيّر وسأل: كيف أُسرع في قراءة ما لا أفهمه؟ فهذا مع تقصيره قد تُستحب له قراءة التدبر والتفهم لا الإسراع، لأنها الغاية من إنزال القرآن، وهو لا يقرؤه إلا في هذه الأيام، فيكون عليه واجبٌ لم يأتِ به، وفوّت بتأخيره الاستكثار من تحصيل الأجور والله المستعان.
فنسأل الله أن يبصّرنا ويهدينا ويرزقنا فهم القرآن وتدبره وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، وأن يصلي ويسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أروى أبا الخيل
٤ رمضان ١٤٤٦هـ
https://t.me/t_elm3
مدوّنة أروى أبا الخيل

(مقالة كل ثلاثاء)
تويتر:
https://twitter.com/t_elm2
قناة القراءة -للنساء-:
https://t.me/+womNgEZXDz00MzM0
Ähnliche Kanäle


أهمية القراءة في حياة الفرد والمجتمع
تعتبر القراءة واحدة من أهم الأنشطة التي يمكن للفرد أن يمارسها، حيث تفتح له أبواب المعرفة وتمنحه القدرة على فهم العالم من حوله. منذ العصور القديمة، كان الكتاب هو الوسيلة الأساسية لنقل المعلومات والأفكار. تؤكد الدراسات أن القراءة تساهم في تعزيز القدرة على التفكير النقدي وتوفير فرص أكبر للتواصل الفعّال. في هذا المقال، سنستعرض أهمية القراءة وأثرها الإيجابي على الأفراد والمجتمعات. سنتناول أيضًا الوسائل والطرق التي يمكن من خلالها تعزيز هواية القراءة وتجاوز التحديات التي قد تواجه الأفراد في تبني هذه العادة.
ما هي الفوائد المعرفية للقراءة؟
توفر القراءة للإنسان مجموعة واسعة من الفوائد المعرفية. فهي تعزز الفهم العام وتساعد على اكتساب معلومات جديدة في مجالات مختلفة. من خلال قراءة الكتب والمقالات، يمكن للفرد تطوير مهاراته اللغوية وزيادة مفرداته. كما تساهم القراءة في تنمية القدرات التحليلية، حيث يتعلم الشخص كيفية تقييم المعلومات والتمييز بين الحقائق والآراء.
علاوة على ذلك، تؤدي القراءة المنتظمة إلى تحسين التركيز والذاكرة. فعندما يقرأ الفرد نصوصًا معقدة، يتعين عليه تذكر تفاصيل وأفكار معينة لفهم النص بشكل كامل. هذا التحفيز الذهني يساعد على إبقاء العقل نشطًا ويعزز من القدرات المعرفية بشكل عام.
كيف تؤثر القراءة على الصحة النفسية؟
تشير الأبحاث إلى أن القراءة لها تأثيرات إيجابية على الصحة النفسية. تعتبر القراءة وسيلة فعالة للهروب من الضغوط اليومية، حيث يمكن أن تقدم للعقل لحظات من الاسترخاء. الأشخاص الذين يقرأون بانتظام يميلون إلى الشعور بالسعادة والرضا أكثر من أولئك الذين لا يخصصون وقتًا للقراءة.
في حالات معينة، يمكن أن تساعد القراءة في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق. الاستخدام العلاجي للكتب، المعروف باسم 'العلاج بالقراءة'، يعتمد على فكرة أن القصص والشخصيات يمكن أن تمنح القارئ شعورًا بالتواصل مع الآخرين وتعزيز الإيجابية.
ما هي أهمية القراءة في تطوير الثقافة لدى الأفراد؟
تلعب القراءة دورًا حيويًا في تطوير الثقافة لدى الأفراد. الفهم العميق للثقافات المختلفة والأحداث التاريخية يأتي غالبًا من الكتب والمقالات. من خلال قراءة الأعمال الأدبية والتاريخية، يمكن للشخص أن يكتسب رؤية شاملة حول الأساليب المختلفة للحياة والأسس الثقافية المتنوعة.
علاوة على ذلك، تشجع القراءة على تبادل الأفكار والتواصل بين الثقافات المختلفة. فهي تمنح الأفراد فرصة للتفكير النقدي حول قضايا عالمية وتساعدهم في تطوير وجهات نظر موسعة حول العالم من حولهم.
ما هي أساليب تشجيع الأفراد على القراءة؟
هناك عدة طرق يمكن من خلالها تشجيع الأفراد على القراءة، تبدأ من توفير بيئة ملائمة للقراءة. إنشاء مكتبة منزلية مريحة وملهمة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، تقديم كتب تناسب اهتماماتهم يمكن أن يزيد من حماسهم للقراءة.
أيضًا، يمكن تنظيم فعاليات قراءة جماعية مثل نادي الكتاب، حيث يجتمع الأشخاص لمناقشة كتاب معين. مثل هذه الأنشطة تعزز من التجربة الاجتماعية وتخلق شعورًا بالانتماء، مما يحفز الأفراد على الانخراط في القراءة بشكل أكبر.
كيف يمكن التغلب على العقبات التي تواجه محبي القراءة؟
تتضمن العقبات الشائعة التي تواجه الأفراد في ممارسة القراءة ضيق الوقت والتشتت الذهني. لتجاوز ذلك، يمكن للأفراد تخصيص وقت محدد يوميًا للقراءة، حتى وإن كان لبضع دقائق فقط. تحديد هدف بسيط مثل قراءة فصل واحد يوميًا يمكن أن يكون نقطة انطلاق رائعة.
أيضًا، ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من تشتت الانتباه البحث عن أوقات هادئة ومكان مناسب للقراءة. الابتعاد عن العوامل المشتتة مثل الهواتف الذكية أو التلفاز يمكن أن يساعد في تحسين التركيز وجعل تجربة القراءة أكثر إمتاعًا.
مدوّنة أروى أبا الخيل Telegram-Kanal
تعتبر مدونة أروى أبا الخيل قناة تلغرامية رائعة تقدم مقالات ملهمة وجذابة بشكل أسبوعي. بإدارة المستخدم t_elm3، تُنشر مقالة جديدة كل ثلاثاء تدعوك لتأمل وتتأمل. يُعد شعار المدونة 'خذ ما صفا ودع ما كدر' مبدأ يرافق قارئ المقالات في رحلة التأمل والنمو الشخصي. يمكنك أيضًا متابعة أروى أبا الخيل على سناب شات وتويتر عبر الروابط التالية: سناب شات: https://www.snapchat.com/add/t_elm1 تويتر: https://twitter.com/t_elm2 إذا كنت امرأة تبحث عن المزيد من القراءة والاستمتاع بنقاشات ثرية، يمكنك الانضمام إلى قناة القراءة المخصصة للنساء على تلغرام عبر الرابط: https://t.me/+womNgEZXDz00MzM0 لن تجد مكانًا آخر يقدم لك هذا النوع من المحتوى الثقافي والروحاني بشكل مثير وملهم كما تفعل مدونة أروى أبا الخيل. انضم اليوم وابدأ في رحلة تأملك الشخصي!