أسأله سبحانه أن يجبركم جبرا يليق بجلال قدره وعظيم سلطانه، وأن يجزيك خير الجزاء على جهادك في ظل هذه الأوضاع وجهادك مع أبناءك
كالعادة :)
هناك العديد من النقاط التي أرغب بالتحدث معك عنها، لذلك سيكون مجزأ على عدة منشورات، أسأله سبحانه العون والتيسير
مبدئيا أنا ممن يؤمنون بقوة أن الإنسان خُلق حرا، وأن دور الوالدين ليس فرض الوصاية والاملاءات على الأولاد، بل دورهم هو الرعاية والتوجيه والإرشاد
وقد تحدثت عن هذا الأمر في احدى الاستشارات السابقة (الملكية الخاصة)
كما أنني ممن يؤمنون أن الطفل يولد ولديه عقل وفهم ووعي، لكنه في حدود خبراته المحدودة،
وأنه يتطور ويكتسب خبراته من خلال البيئة التي يعيش فيها بدءا من الأسرة الصغيرة وحتى العائلة الممتدة والجيران.
فالله سبحانه وتعالى ميز الإنسان عن الحيوان بالعقل.
وسبحان الله حتى في الغرب صاروا يتبنون تلك القناعة بعدما قاموا ببعض الدراسات على أطفال في عمر 3 شهور وعمر 6 شهور،
واكتشفوا أن الطفل يستطيع التمييز بين الشخص الشرير والشخص الطيب رغم أنه لا يملك معرفة ولا خبرات حياتية ترشده لمعنى الخير والشر، لكن الله خلق ذلك فينا بالفطرة سبحان الله
يمكنك مشاهدة ترجمة لهذه الدراسة (هنا)، انظري كيف يتعرف الرضيع على الفرق بين الخير والشر.
حينما تطلعين عليه، ستدركين سبب من أسباب سلوكيات فتاتك الصغيرة، فرغم صغر عمرها لكنها رأيت الكثير والكثير مما يصعب على شخص بالغ تحمله، فما بالك بطفلة صغيرة تعيش أجواء الحرب، وترى كيف يتعامل الناس من حولها خاصة وقد أصبحتم في مجتمع مفتوح وصعب منع أولادك عنهم أو حتى التحكم في كل ما يروه ويسمعوه.
فتاتك الصغيرة على مدار عام وهي تتشرب سلوكيات من حولك، ورغم أني لم أعش تلك الأجواء سابقا لكني سمعت الكثير من بعض ممن يعيشون هناك وكيف أن الناس لم تعد تتحمل بعض، وظروف الحرب أخرجت أسوأ ما في البعض غير الحساسية وغيرها، فتخيلي طفلة صغيرة ترى كل هذا، كيف لها أن تكون هادئة وبشوشة وتتعامل بلطف.
وكونها صغيرة لا تستطيع التحدث إلا بكلمات معدودة، فهي كمن بداخله بركان من الخوف والقلق وعدم الأمان، وكل هذا انعكس على تفكيرها وشخصيتها وسلوكها.
فهي أصبح تعاني من الحرمان العاطفي، أتمنى أن تشاهدي هذا المقطع للتعرف على الفرق بين الطفل الذي يعيش في جو هادئ وآمن وبين من يعيش في جو كله خوف وقلق وتوتر (هنا)
طيب الحل؟
الحل أن تتفرغي لها عدة مرات على مدار اليوم، تحدثي معها وحاوريها وشجعيها تتكلم حتى لو لم تفهمي كلامها
خذيها في حضنك وأنت تتحدثي معها، واخبريها أنك تحبيها وضميها إليك في حضن طويل تبثي فيها كل مشاعر الحب والحنان
افعلي هذا يوميا، عدة مرات في اليوم، كل مرة لن تأخذ منك سوى دقيقتين، وبعون الله مع مرور الأيام ستجديها أصبحت أكثر هدوء وطمأنينة بعون الله
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
🔥 تعليقات القناة للنساء فقط، وأي تعليق آخر سيتم حذفه وحظر صاحبه فورا 🔥