ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية".
هذا الحديث الشريف يلقي الضوء على أهمية معرفة الإمام في حياة المؤمنين، حيث تُعد هذه المعرفة ركناً أساسياً من العقيدة التي تُنجي الفرد من الانحراف وتوجهه نحو الفلاح في الدنيا والآخرة.
التأملات :
أولاً: ضرورة معرفة الإمام كشرط للإيمان.
معرفة الإمام ليست مجرد معلومة دينية تُضاف إلى سجل المعارف، بل هي ركن من أركان العقيدة التي لا يكتمل إيمان المسلم بدونها. تشير الرواية إلى أن الجهل بإمام الزمان يُعتبر سبباً للموت الروحي والانحراف عن منهج الهداية، مما يجعل معرفة الإمام أمراً بالغ الأهمية للمؤمن.
ثانياً: الإمام المهدي محور النجاة في الغيبة الكبرى
في زمن الغيبة الكبرى، يكون الإمام المهدي (عجل الله فرجه) غائباً عن الأنظار لكنه حاضر في قلب المؤمنين وعقولهم، إن معرفته والتعلق به تمنح المؤمنين القوة للصمود أمام الفتن والتحديات، فالارتباط الروحي بالإمام يعزز من ثبات العقيدة ويحمي من الانحرافات التي قد تجر المؤمن بعيدًا عن الصراط المستقيم.
ثالثاً: المعرفة العملية وليست النظرية.
تجاوزت الأحاديث والروايات مفهوم المعرفة النظرية إلى المعرفة العملية التي تتجلى في الالتزام بأخلاق وسلوك الإمام وتطبيق تعاليمه في الحياة اليومية، فالانتظار الحقيقي للإمام هو في تطبيق مبادئه والعمل بنهجه، مما يعكس معرفة حقيقية به.
إرشادات مستوحاة من التأملات:
المعرفة وسيلة للثبات في الدين: من عرف إمام زمانه لن يضل، وسيبقى ثابتاً على دينه مهما كثرت الفتن.
الارتباط الروحي بالإمام يحصن النفس: معرفة الإمام تخلق في قلب المؤمن حباً ورغبة في الاقتداء به، مما يحميه من الانحرافات.
من عرف إمامه عمل بوصاياه: المعرفة الحقيقية تستدعي العمل بما علم، فتجعل المؤمن يعيش حياة تنسجم مع تعاليم أهل البيت (عليهم السلام).