الكاتبة رحمة طارق. @rahmatarek12 Channel on Telegram

الكاتبة رحمة طارق.

@rahmatarek12


قناة خاصة بالكتابة.

قناة الكتابة للكاتبة رحمة طارق (Arabic)

مرحبا بكم في قناة الكتابة للكاتبة رحمة طارق! هل تبحث عن مصدر للإلهام والإبداع في عالم الكتابة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فقناتنا هي المكان المثالي بالنسبة لك. تأتي هذه القناة كجزء من رحلة إبداعية تقودك نحو عالم الأدب والكتابة بأسلوب مميز وجذاب. تجد هنا مقالات تحفيزية، نصائح عملية، ودروس فنية تساعدك على تحسين مهاراتك الكتابية وتطوير أسلوبك. سوف تستمتع بقراءة محتوى غني ومتنوع يلهمك ويحفزك على الابتكار والتفكير الإبداعي. إذا كنت ترغب في الانضمام إلى مجتمع من المهتمين بالكتابة والأدب، فقم بالاشتراك الآن في قناة الكتابة للكاتبة رحمة طارق وانطلق في رحلة جديدة من الإبداع والتعلم. نحن هنا لنساعدك على تحقيق طموحاتك الأدبية وتطوير مواهبك الكتابية. انضم إلينا اليوم واستمتع بكل لحظة من رحلتك الإبداعية في عالم الكتابة! الكتب تغير العالم، ونحن هنا لنساعدك على تغييره بأقلامك الخاصة.

الكاتبة رحمة طارق.

14 Apr, 22:19


أخر قصة نزلت على الفيس. 🥹🤍
ممكن اللي لسه هيقرأها يسيبلي رأيه على بوست الفيس؟ 🤍
ليلة سعيدة. 🤍

الكاتبة رحمة طارق.

14 Apr, 22:18


- إزيك؟
- ينفع تمشي؟
كتمت ضحكتي ومثلت الجدية - إية متوتر؟
- جدًا، ينفع تمشي؟ لا مينفعش إنتِ في بيتك، خلاص هقوم أنا، السلام عليكم.
قام وقف فوقفت - استنى.. استنى بس ده أنا عندي حل.
- الحقيني بيه.
- اخرج وامشي علطول، وأنا هخرج أقولهم كل شيء قسمة ونصيب وهيبقى الرفض مني وساعتها محدش هيكلمك.
- الله! دي فكرة عظيمة بس ..
- بس إية؟
- أهلك ممكن يضايقوكِ لو إنتِ رفضتي.
- لا متخافش عليا، أنا هتصرف.
قعد مكانه فجأة فكتمت ضحكتي.
- الله! قعدت لية؟
- أصل مش معقول يعني تتنكدي بسببي.
- ملكش دعوة بيا، امشي إنت.
حط رجل على رجل ببرود وقال:
- آسف، أنا راجل شهم وميخصلنيش كده.
ضحكت ففلتت ضحكته وقعدت قصاده.
- أنا قعدت القعدة دي واتكلمت كده؟
- كل واحد وشخصيته يا سكر، المهم قوليلي إية الفستان الجميل ده؟
- حلو بجد؟
- رائع، تشيليه بقى في الجهاز علشان مش هنخرج بيه برا البيت تاني.
- نعم! ده جديد! متهزرش يا زين.
- مبهزرش يا حلو، أنا راجل د.مي حامي ومقبلش إن مراتي تلبس فستان يحليها أكتر ما هي حلوة.. آسف.
ابتسمت بيأس - أعمل فيك إية؟ ها؟ أرفضك تاني؟
ابتسم بثقة - والله لو أنا وإنتِ قولنا لا وربنا رايد يكون لينا نصيب، هيكون لينا نصيب بإذن الله. ♥️

#رحمة_طارق
#حكاوي_زين

الكاتبة رحمة طارق.

14 Apr, 22:18


أنكشه إزاي ده بس ياربي؟ يا ساتر على بوز الرجالة، طيب يارب بس يكلمني وأنا إن شاء الله هصلح غلطتي و.. اااه!
- حاسبي يا رحمة.
مسك دراعي بسرعة، بس كانت رجلي اتلوت خلاص، فجاب أقرب كرسي وساعدني أقعد عليه.
- إنتِ كويسة؟ حركي رجلك كده؟
حركتها بألم - كويسة اه.. اه، كويسة.
بص حواليه فملقاش حد في القسم غيرنا فشاور بإيده.
- طيب خليكِ مكانك، هاخدلك إذن علشان تروحي.
حاولت أقف - لا، استنى بس يا زين.. اه .. استني.
نفخ وقعدني تاني - يا ستي اقعدي مكانك إنتِ غاوية تعصبيني وخلاص! اقعدي.
- متعاملنيش بالطريقة دي ماشي؟ متتكلمش معايا أصلاً.

حطيت وشي بين إيديا فجأة وانفجرت من العياط، وأنا والله ما عارفة إزاي بس عيطت وليه؟ فلقيته مرة واحدة قعد قدامي على رجليه وقال براحة:
- طيب خلاص.. خلاص اهدي، أنا آسف.
رفعت وشي فناولني منديله - أنا مقصدش والله.
- إنت إنسان عصبي.
- ومش أمور ودمي تقيل فعلاً، عندك حق.
ضحكت فابتسم شوية وفجأة قام وقف بتوتر:
- هاخدلك الإذن و.. وهوصلك ماشي؟ هكلم عمي واستأذنه أوصلك لو معندكيش مانع.

قعدنا أنا وهو طول الطريق ساكتين هاديين، يبصله وأبصله ونرجع نبص قدامنا بسرعة كأننا مش مهتمين لحد ما قطع الصمت بسؤاله:
- رجلك كويسة؟
- أيوة الحمدلله، آسفة لو عطلتك ولغبطلك يومك.
- متقوليش كده، ألف سلامة عليكِ.

ابتسمت وكنا وصلنا عند البيت، حاسب العربية وأنا اتسندت على الحيطان علشان اتكسفت اسند على دراعه تاني.
- هتقدري تطلعي السلم؟
- متخافش، رجلي مش وجعاني أوي كده.
- خلي بالك بس.

وقف عند أول السلم، وأنا طلعت درجتين مبتسمة بس ابتسامتي اختفت لما سمعته قال فجأة بصوت مش طالع:
- هو إنتِ سمعتي عني حاجة وحشة خوفتك مني؟
لفيت بسرعة مكاني وبصتله وأنا ماسكة في السلم.
- إية! لا طبعًا إزاي تقول كده؟
- أومال لية مرفوض ها؟ لية؟
خرج صوته بعصبية شديدة المرة دي، فمسح وشه بإيده.
- آسف.. آسف، مع السلامة.
- استنى.

قعدت على أقرب سلمة ورايا، وابتسمت بهدوء.
- أنا قعدت القعدة دي من شهور مع واحدة صاحبتي سألتني بنفس الطريقة نفس السؤال، فـ لو بتسأل لية زمان، بالظروف القديمة، بالأفكار القديمة، بكل اللي كان جوايا هقولك زي ما قولتلها.. خفت، خفت من التجربة، خفت أظلمك معايا، خفت معرفش أحبك، خفت تقولي منك لله، ياريتني ما شوفتك ولا عرفتك.
قرب خطوة - كنتِ قوليلي، مكنتش هقولك كده، كان عندنا قعدة تانية وتالتة، كنتِ سبيني أحكيلك عني يمكن أعرف أطمنك، كنت ساعتها هقولك إني فرحان إني جيتلك، وإني طبعًا عارف اسمك، وعارف حاجات كتير عنك من زمان، كنت هقولك إني بحب باباكِ وبعتبره زي والدي، كنت هحكيلك حكايتي وهقربك مني بس إنتِ مدتنيش الفرصة، قفلت الباب في وشي قبل المحاولة حتى!
- ما أنا جبانة، أو كنت جبانة، أنا خفت أقرب خطوة، فـ لية أقولك وتطمني لما ممكن أهرب أسهل وأرتاح من كل ده.
غمض عينيه بزعل فكملت بخجل - بس.. بس لو بتسأل دلوقتي أنا عندي إجابة مختلفة.
- إجابة مختلفة!
- لو يعني قولتلي تاني ليه رفضتي هقولك بسبب استخارة، بسبب القضاء والقدر، بسبب أفكار غلط، بسبب ظروف غلط، بس حاجات غير مفهومة جوايا اتحكمت فيا فعمتني أشوف الدنيا صح وأقيم حياتي، وعلى الرغم كده، ده رفض أنا ممتنة له، لأنه كان نجاة بالنسبالي، كان لازم أرفضلك أمبارح علشان ألاقي نفسي النهاردة، كان لازم كل اللي حصل يحصل لإنه مقدر يحصل، كان لازم أعيش تجربة صعبة توجعني علشان أفوق نفسي، يمكن.. يمكن لو كنت وافقت عليك كنت إنت اللي تسبيني، يمكن كنت آذيك أنا لدرجة إنك تندم على اليوم اللي فكرت فيه تيجي وتحاول تبني حياة، يمكن حاجات كتير وحشة حصلت، فقضا أخف من قضا يا زين، ولعله خير.

مسحت الدموع عن وشي وأنا لسه محتفظه بابتسامتي، فابتسم وعيونه لمعت ونظرته اختلف، وفي لحظة قرب خطوة كمان وقال بصوته الحلو:
- هلت الأنوار والبشاير يا فندم، هلت يا ست الحلوين.

الحب جميل وأهو دق على بابي.
الحب جميل وأهو نصيبي جالي.
الحب جميل وميجيش إلا بدعوة اليقين لرب العالمين.
أيوة.. أيوة دعيت كتير، ما أنا برضو بنت وخلاص بحب.

- إية أخرج؟ ها؟ أخرج يا أسماء؟
شدت دراعي - يخـ.ـربيتك تعالي، هتفضحينا.
ابتسمت بتوتر - طيب خلاص خلاص، إية شكلي حلو؟ فستاني حلو؟ جزمتي حلوة؟
- إنتِ كلك حلوة، وترتيني معاكِ، اهدي بقى لما ينادوكِ.

وقفت قدام باب الصالون وقبل ما أدخل، اتنفست بقوة وحمدت ربنا على فضله ونعمته عليا، مين كان يصدق إن كان حاجة تتعاد تاني بس بنفس راضية وقلب سعيد.

مين كان يصدق إني ألاقي نفسي؟
مين كان يصدق إن قلبي يرجعلي؟
مين كان يصدق إني أحب وتتكتب ليا بداية جديدة.

الكاتبة رحمة طارق.

14 Apr, 22:18


- رحمة أنا جبتلك شغل.
- شغل؟
- عارفة شركة ".. " واحد صاحبي شغال فيها هو وابنه من زمان، ولما عرف إنك سيبتِ شغلك قالي خليها تقدم السيرة الذاتية بتاعتها في القسم اللي تحبه وهو هيوصي عليكِ.
وقفت بصدمة - إية! إنت قولت اسم الشركة إية؟ إنت بتتكلم جد يا بابا؟ بالله عليك بتتكلم جد؟

لعله خير.
وقفت قدام الشركة وأنا مش مصدقة نفسي، أنا هنا؟ أنا ممكن أشتغل في شركة زي دي؟ أنا ممكن أكون جزء من المكان الكبير ده، معقول ربنا سامعني بالشكل ده وعالم بحالي!

- أيوة يا بابا، أيوة أنا وصلت.
- طيب قابلتِ ابن مراد صاحبي؟
- لا، هو فين بس؟ هو قالك هيستناني ولا أنا اللي هروحله ولا إية؟ بابا أنا ماشية.
- إنتِ لسه لما بتتوتري بتقولي أنا ماشية!

مكنش بابا اللي رد عليا، كان صوت تاني، صوت مسمعتوش من مدة طويلة، صوت صاحبني في أحلامي، صوت دعيت ربنا كتير يبعد صاحبه عن بالي.. بس الظاهر إن للقدر رأي تاني!

- زين! قصدي أستاذ زين؟ إنت بتعمل إية هنا؟
ابتسم ببرود وخد التليفون من إيدي:
- أيوة يا عمي، اه قابلتها خلاص، متقلقش، طبعًا.. طبعًا، ربنا يعزك، في حفظ الله.
ناولني التليفون - اتأخرنا على الانترفيو، يلا بينا.
مشيت جنبه، أو وراه لأن خطواته سريعة جدًا وأنا مش عارفة ألاحقه.
- استنى.. استنى طيب فهميني، اقف مكانك.
قولتلها بعصبية فوقف مرة واحدة ورفع حاجبه.
- إنت بتعلي صوتك كمان!
- أنا معلتش صوتي، هو صوتي كده، ثم أنا أعليّ صوتي براحتي، أنا حرة علفكرة.
كتف دراعاته وبصلي بنظرة قوية.
- ماشي، متأسفة، بس إنت برضو غريب، إية كرسي ماشي وراك! إمتى آخر مرة شوفتيني علشان تقابلني المقابلة دي؟
- مش فاكر، يوم ما اترفضت غالبًا.
صدمني العتاب في نظرته، فسكت شوية وابتسمت ابتسامة خفيفة ومديتله إيدي - طيب ممكن نخلي على الأقل اللقاء بعد المدة دي كلها لقاء محترم وتسلم عليا؟

عرفت إني احرجته لما ودنه احرمت، فغصب عنه مد إيده وقال بطريقة مهذبة:
- إزيك يا أنسة رحمة؟
- إزيك إنت يا أستاذ زين؟

مشينا جنب بعض الطرقة الطويلة في صمت، لحد ما قطعت الصمت بسؤالي:
- ليه عاملتني بالطريقة دي؟ الموضوع كله..
- الموضوع ملوش علاقة بالموضوع اللي اتقفل، كل الحكاية إني اتضايقت إنك متعرفيش إني ابن أقرب صاحب لباباكِ، أو متضايقتش أنا مضغوط بس شوية.
- عندك حق، كان مفروض على الأقل اسأل بابا، محدش بيحب يتعامل على إنه مش مهم أو ملوش أثر.

بصلي بنظرة سريعة ومعلقش، وأنا متكلمتش تاني، كنت متوترة وقلقانة ولسه مش مصدقة إنه ماشي جنبي ومش عارفة أنا بقوله إية، ومحتاجة فعلاً أهرب من المكان كله.

- هتقابلي أستاذ محمد، هو اللي هيعمل معاكِ الانترفيو.
بصيت على الباب بقلق - ماشي، خير خير.
جيت أخبط على الباب حسيت إني اتوترت زيادة، فوقفت أخد نفسي براحة وأذكر الله، وهو ممشيش، ولما وقفت استغرب وقرب خطوة.
- إنتِ كويسة؟
ابتسمت - توتر بس، هدخل حاضر.
- توكلي على الله ومتخافيش، لو ليكِ نصيب في حاجة هتاخديها حتى ولو الدنيا كلها وقفت قصادك وقالت لا.

افتكرت جملة مشابهة قالهالي قبل كده، فهزيت راسي وهو ابتسم ومشي، وأنا توكلت على الله ودخلت.

- ماما.. يا ماما، أنا اتقبلت يا ماما، اتقبلت، اتقبلت.
مسكت دراعاتها ولفيت بيها وهي بتضحك معايا، وبتقول ما شاء الله، ولما بابا ظهر مبتسم سيبتها ووقفت قصاده.
- ابن صاحبك يا بابا ها، ابن صاحبك وصي عليا خالص.
- مين؟ قصدك زين؟
- قصدي زين! كده يا بابا تحرجني كده، أنا كنت في نص هدومي منه وأنا حتى مش عارفة العلاقة اللي ما بينكم.
لبس نظارته وقعد قدام التليفزيون:
- شكلك وحش فعلاً، أنا لو منك، أسيب الشغل.

أسيب الشغل!
ده أنا بموت من التفكير ليل نهار في الشغل، ده أنا ما صدقت نص خطوة جديدة تقرب بيني وبين الشغل، ده أنا لو أطول أفك التكشيرة اللي على وش الشغل دي أو حتى أفهم سببها كنت ارتحت وريحت قلب الشغل.

- ما تقربي إنتِ.
- هقرب أقوله إية يا أسماء بس! إنتِ متعرفيش طريقته معايا صعبة إزاي، ده قاصد يعـ..ـذبني، بيستغل إني معاه في نفس القسم وكل شوية يقول للمدير رحمة بتحب الشغل، رحمة حياتها كلها شغل في شغل، المدير بيسمع منه كأنه عامله عمل مثلاً فكل مشروع جديد يقول هنديه لرحمة، هنقول لرحمة، رحمة ذكية وتقدر ترسمله خطة جديدة!
ضحكت جامد - يا خبر! ده شايل منك أوي.
- معرفش عملتله إية بس! ما المواضيع دي بتحصل عادي، إية القمصة الفظيعة دي يعني؟ مكانتش لأ قولتها يا أخي!
- والله أنا من وجه نظري المتواضعة شايفة إنه لسه متعلق بيكِ.
بصيت عليه من بعيد بحزن - متعلق إية بس يا أسماء، ده لو يطول يرميني من الشباك كان عملها.
- هتفضلي عبيطة كده لحد امتى؟ ما هو لو إنتِ مش فارفة معاه ومش مهتم مش هيعاملك أصلاً، لا وحش ولا حلو، لكن ده متعمد يبين إنه متضايق علشان تنكشيه، ما تنكشيه يا رحمة.
- انكشه إية يا قليلة الأدب إنت؟ منكتش أنا رجالة قبل كده.

الكاتبة رحمة طارق.

14 Apr, 22:18


فضلت ماسكة إيدي وأنا فضلت مغمضة عيني لعشر دقايق، ولما دموعي خانتني ونزلت سألتني من غير ما تبصلي:
- عرفنا لية قولتي مرفوض، بس معرفناش لية مرفوض؟
- هو فيه فرق؟
- فرق ضخم، عرفنا الظروف يا رحمة، بس اللي جوا القلب فين؟ الأسباب فين؟ ولية شايفة إنه كان كتير عليكِ؟
- كان يستاهل الأحسن.
- ما أنتِ الأحسن.
- أنا مش الأحسن لأي حد.

رفعت راسي بنفسها وقالتلي بلوم:
- لما تبقى بخير هحاسبك على الجملة دي حساب شديد، لكن دلوقتي خلينا نكمل كلامنا، ممكن تفتحي قلبك وتقولي اللي حاسة بيه كله؟ هو مش خلاص اترفض وراح لحاله، مش هنتكلم عنه تاني، بس لازم نفهم كل ده حصل لية؟
- ما أنتِ مش هتفهميني.
- ما أنا مش مهم، أنا ولا حاجة، المهم إنتِ تفهمي نفسك.

سكت شوية واعترفت بكلام خارج من قلبي لسه أنا حتى مش عارفة أفهمه - يمكن رفضته علشان حسيت بالقبول اللي ياما حكتولي عنه وأنا كنت فاكرة إني عمري ما هحس بيه، يمكن رفضته علشان خفت، خفت أظلمه في حياة مش عارفة أعيشها، وخفت معرفش أحبه وأنا نفسي أحب، وخفت من التجربة، وخفت من الندم، وخفت يرجع يقولي أنا ليه حبيبتك؟ أنا ليه كملت مع واحدة مش فاهمة نفسها! منك لله ياريتني ما شوفتك ولا قابلتك، منك لله يارتني ما حبيبتك.

خلصت كلامي وبصيت في الأرض، فقالتلي بهدوء:
- ندمانة؟
- على رفضه؟
- على كل حاجة.
- تايهة أدق، حاسة إن لا المكان ولا الدنيا دنيتي، حاسة إني مسيرة، عايشة وخلاص، بصحى علشان لازم أصحى، وبشتغل علشان لازم أشتغل، وبقعد مع عرسان علشان لازم أتجوز، لكن أنا مين وعاوزة إية؟ مش عارفة.
- وأنا روحت فين؟ لو توهتي عن نفسك أفكرك بيها.

رفعت وشي ليها، فشاورت على قلبي وقالت بشويش كأنها بتحكيلي حكاية، كأنها بتسحبني من إيدي لدنيا غبت عنها بقالي سنين:
- المشكلة هنا، والحكاية هنا، إنتِ هنا يا رحمة، إنتِ إنسانة ماشية بقلبك، فاكرة لما كنتِ بتقوليلي أنا بحب أبص لقلبي وأسأله، أنا قلبي دليلي واللي يحبه بروحله، هي دي المشكلة، إنتِ توهت عنه فتاه عنك، مكنتيش زمان عايشة وخلاص كان عندك أحلام، مكنتيش زمان بتخافي كان عندك أمل، مكنتيش زمان بتقولي مفروض، كنتِ بتقولي لو مرتاحة، مشيتِ ورا عقلك لحد ما تعبك بأفكاره، حسبتيها بالورقة والقلم لحد ما باظت من كل حتة وفي الأخر توهتِ في نص الطريق، بس.. لسه فيه فرصة.
عيوني لمعت فابتسمت وضغطت على قلبي:
- إنتِ هنا، ارجعي لقلبك يرجعلك.

باست خدي وقامت علشان عارفة إني محتاجة مساحة تفكير، بس قبل ما تقوم قالتلي إنها هتاخدلي باقي اليوم أجازة، ولو محدش وافق أمشي لأني أنا محتاجة أمشي علشان أعرف ألاقيني .. ومحدش وافق ومشيت!

- رحمة! إية ده إنتِ رجعتِ بدري لية؟
- ششش، ماما فين؟
وطت صوتها - نايمة، لية في إية؟
- طيب تعالي هقولك في إية.

أخدت دش ساقع، لبست بيجامة جديدة من الجهاز - من ورا ماما طبعًا - وأخدت ملك أختي بالقوة والإجبار ودخلنا المطبخ نعمل كيكة نصالح بيها ماما.

- انتوا بتعملوا إية في مطبخي! وإية ريحة الشياط دي؟
وقفنا أنا وملك زي المذنبين جنب بعض، والصينية في أيدي.
- أصل كنا عاوزين نعمل كيكة، بس نشفت مننا شوية وقلبت بسكوت شاي.
رفعت حاجبها بدون رد فحاولت أحايلها:
- طيب جربي تدوقيها كده، هنشيلك الجزء المحروق وهتبقى جميلة مع كوباية شاي.
سابت لنا المطبخ وخرجت، فبصينا لبعض.
- إية؟ خطة الكيكة طلعت نص كم؟
- إنتِ اللي عمايلك كلها نص كم، كان لازم تزعقي معاها يعني؟ من إمبارح وهي بتعيط بسببك وقالبة علينا كلنا.
- ما أنا قولت هصالحها بالكيكة متصالحتش، أعمل إية؟
- اخرجي وراها وغلسي عليها، هي بتحب غلاستنا.

سابتني ودخلت أوضتها، وأنا خرجت ورا ماما، شفتها قاعدة رابطة دماغها فعرفت إن المهمة صعبة. قعدت جنبها فبعدت بجسمها، قربت تاني، فبعدت تاني، لحد ما الكنبة خلصت.
- ماشي، أنا هقوم من وشك خالص.
مسكت إيديها - أنا آسفة يا ماما.
شدتها مني - تخربي الدنيا وآسفة، تهدي حياتك وآسفة، تنكدي علينا وآسفة، طب طز فيكِ وفي آسفك وفي اليوم اللي ولدتك فيه.
ضحكت وحضنتها بالقوة - سجدة شكر لله إنها جات على طز، ده أنا قولت هتلسوع بالشبشب زي زمان.
- والله أعملها، ابعدي عني.
- صلي على النبي بس، أنا بنتك حبيبتك وعندي نقص في فيتامين د ومش قد اللسوعة، سماح علشان خاطري.
- ابعدي.
بوست راسها بوسات متتالية - حقك عليا، حقك عليا، حقك عليا، حقك عليا، حقك..
- باااس، خلاص سامحتك، اوعي بقي.

زقتني فاتعدلت وقعدت جنبها مبتسمة، لحد ما ضحكت
ولسعت كتفي - ينفع عمايلك السودة دي يعني؟
- لا مينفعش.
- ترفضي راجل زي ..
- ماما، مش عاوزة أتكلم في الموضوع ده، ممكن؟

الكاتبة رحمة طارق.

14 Apr, 22:18


بصتلي بضيق ومردتش فاستعطفتها:
- أنا تعبانة اوي يا ماما، بصي كده عليا، هو وشي خاسس؟
- خاسس طبعًا، ماهو لو ناكل زي الناس، فالحة بس ترمي نفسك في الشغل ليل نهار وتهملي في صحتك، بالله عليكِ كام مرة نبهت على موضوع الأكل ده؟
هزيت راسي وحطتها على رجليها:
- عندك حق، أنا فعلاً مهملة في نفسي، أنا محتاجة أقعد معاكي في البيت شوية تغذيني من أول وجديد.
- تقعدي في البيت! إزاي؟
- أنا بفكر أقدم إستقالة.

ارجعي لقلبك يرجعلك.
سألت قلبي.. راحتك فين؟ قالي استقيلي.
سألت عقلي.. الصح إية؟ قالي تعبت، مش قادر أفكر.
وأنا وقفت بينهم محتارة، بين رغبة في الراحة، وقرار مش سهل، ومحاولة لإنقاذ قلب تعبان توهت عنه وتاه عني.

جبت ورقة وقلم وقسمت الورقة نصين، على اليمين أنا مين، وعلى الشمال أنا حققت إية في الشركة على مدار تلت سنين شغل.

الجانب الشمال كان: خبرتي العملية عادية، مرتبي كويس.
والجانب اليمين كان: أنا مضغوطة، أنا تايهة، أنا آلة، أنا نسيت أحلامي، أنا بخاف من التجارب، أنا مبقاش عندي أصحاب، أنا كل حاجة فوق طاقتي، أنا الفلوس عندي ملهاش قيمة لأني مبلحقش أعمل بيها حاجة، أنا مبفكرش في بكرا لأني معنديش وقت لبكرا.. معنديش بكرا.

بصيت للجانب اليمين بحزن، قومت أصلي استخارة، صليت مرة واتنين وتلاتة وأنا مش عارفة هعمل إية، مش عارفة الصح من الغلط، مش قادرة خلاص أفكر، مش قادرة أحسب، مش قادرة أخاف.. أنا تعبت يارب تعبت.

وبعد شهر من الاستخارة والتفكير، بعد شهر من التردد وسؤال الأكبر مني، بعد شهر من محاولات البحث عن نفسي وعن راحتي وسلامة قلبي، وقفت قدام مديري وقدمت الورقة باستسلام:
- إستقالة يا رحمة! لية؟
- عاوزة أعيش يا فندم، عاوزة أعيش.

هدنة.
مساحة سلام.
عيشي يا بنت زي كل البنات.. عيشي.
- بتعملي إية يا رحمة؟
- عاوزة أتعلم أعمل بشاميل يا ماما، أقلب كتير صح؟

في فترات الهدنة ومساحات السلام بيكون عند الإنسان فرصة يعيد فيها إكتشاف نفسه من جديد.

أنا مين؟
أسماء قالتلي رحمة زمان كانت مبتقولش مفروض، كانت بتدور على راحتها، فأنا لقيت راحتي في إني أعيش حياة متوازنة، هشتغل تاني؟ هشتغل تاني أنا بحب الشغل، بس مش هروح الساعة 8 و9 و10 بليل، ولا هاخد من أيام أجازتي علشان أزود المرتب لا، هتعلم يكون عندي مساحة لنفسي، للبيت، للعيلة، لحياة طبيعية، لفطرة مشاركة الناس اللي ربنا بيها، إنت متخلقتش لوحدك، تعيش لوحدك لية؟

أنا مين؟
أسماء قالتلي رحمة زمان كانت مبتقولش عايشة وخلاص،
كان عندها حلم، فأنا دورت ليا على حلم جديد ولقيت إني عاوزة أغير التخصص العملي، عاوزة أشتغل في قسم جديد كنت خايفة أشتغل فيه أفشل.. حما.رة، كنت على الأقل أجرب، فأنا خلاص هدور على الشركة اللي فيها القسم ده وهروح لها.

أنا مين؟
أسماء قالتلي رحمة زمان كانت مبتقولش خايفة، كان عندها أمل، لما قعدت مع نفسي وقولت إزاي يكون عندي أمل بس ضحكت، لأن الإجابة بسيطة وأنا معمية عنها طول الوقت. أرجع لربنا، أخليني قريبة، اتعلم عباداته وأفهم دينه، أصلح من نفسي علشان أنا اللي محتاجة الصلاح مش ربنا اللي محتاجه، اسأل نفسي سؤال مهم؟ هو أنا مخلوقة لية؟ دوري إية في الدنيا؟ أعيش وخلاص؟

مفيش إنسان مفروض يعيش وخلاص، كلنا عندنا رسالة ودور هنأديه، اللي مش عارفه يدور عليه، واللي تاه عنه يدعي ربنا يدله، المهم إننا منعش وخلاص، المهم إننا ندور على نفسنا علشان نعرف نرضى.. علشان نعرف نعيش.

- رحمة، قومي شوفي ماما كده.
سيبت الكتاب - مالها يا بابا؟
قال وهو عامل نفسه مش مهتم - معرفش، شوفيها كده و ابقى تعالي قوليلي بتعمل إية.
دخلتها المطبخ - إنتِ كويسة يا ماما؟ في إية؟
بصت لبرا - مين اللي سألك عني؟
- بابا.
- قوليله دخلت لقيتها بتعيط وزعلانة أوي.
- لية؟ هو مزعلك ولا إية؟
- أنا اللي مزعلاه، بس مكسلة أصالحه، فقوليله علشان يصالحني هو ويجيبلي حاجة حلوة من تحت.
- يجيبلك حاجة حلوة ومكسلة أصالحه! إية يا ماما الجبر.وت ده؟ الراجل طيب والله ومش حمل العمايل ده.
قفلت البوتجاز - ماشي مفيش محشي.
- يوووه، حاضر خلاص هقوله، سامحني يارب.

في مراحل إكتشافي لكل الحاجات اللي فايتاني في الدنيا، بقت مراقبة بابا وماما من متع اليوم بالنسبالي. العلاقة الطبيعية الفطرية، هي بتحبه، وهو بيحبها، والحياة مش وردي، والمصاريف كتير، والعيشة صعبة، بس أنا وإنتِ سوا، فأنا وإنتِ هنكمل، وأنا وإنتِ هنخاف من إية؟

لما سألت ماما في لحظة ضعف هو لما بابا بلغ زين الرفض كان رده إية، سكتت شوية وقالتلي قال.. لعله خير.

لعله خير!
لسه مش فاهمة كل حاجة.
لسه محطش رجلي على طريق جديد.
لسه بتعلم أعيش حياة طبيعية.
لسه بقول الحب جميل ومعرفش النصيب جاي امتى.
لسه بفكر فيه بعد تلت شهور من الرفض ولسه مش قادرة أشيله من قلبي، ولسه بدعي ربنا يبعده عن تفكيري بس..
لعله خير.. لعله خير.

الكاتبة رحمة طارق.

14 Apr, 22:18


زي إني مدخلتش علاقات قبل كده.
زي إني عمري ما عرفت أتعامل مع راجل براحة.
زي إني خايفة أختار غلط فأعيش غلط بسبب اختياري.
زي إني حاسة إني عمري ما هلاقي حد يفهمني ويشبهني، وبالتالي عمري ما هتجوز أبدًا.
ها؟ هل ينفع أقولها الكلام ده وتفهمه؟ طبعًا لا.

كلهم شايفين إني مش مستعدة من الجواز علشان خايفة منه، خايفة من الفكرة، ومن المسئولية والحياة الجديدة. وده صح، أنا عندي الخوف ده.. بس مش ده خوفي الوحيد.

أنا.. أنا مضغوطة خالص، بشتغل كتير، بجري كتير، طول الوقت مسئوليات، طول الوقت دماغي شغالة، ودي حياتي من زمان، طول عمري مسئولة وبساعد نفسي فغصب عني مش قادرة أتخيل إني ممكن أدخل راجل حياتي يشاركني كل حياتي، أو يخفف عني، أو يقولي عنك.. عنك يا حبيبتي سيبي كل حاجة عليا ومتشليش الهم.

ياااااه، كلمة حبيبتي جميلة بشكل!
ساعات بكون نفسي أسمعها، ساعات بتخيل نفسي عروسة، وساعات بحن لكلمة حلوة تطيب بخاطري، وساعات بميل لفكرة الحب.. ما أنا برضو بنت وعندي قلب.

أصحابي كلهم يا مخطوبين، يا متجوزين، وعلى قد ما ده بيسبب ضغط عليا، على قد لما قلبي بيبتسم لما بشوف بوست، صورة، أو أسمع واحدة منهم بتحكي عن خطيبها وبتعبر عن طريقة حبه ليها.

الحب جميل، حتى لو معرفوش.
الحب جميل، حتى لو النصيب مجاش.
الحب جميل، ومنملكش منه إلا دعوة اليقين لرب العالمين.
أيوة.. أيوة بدعي كتير، ما أنا برضو بنت ونفسي أحب.

- يالا يا رحمة.
- مش عايزة أخرج يا ماما.
- وبعدين بقى؟ احنا قولنا إية؟
- طيب دقيقة .. دقيقة واحدة وهخرج حاضر.

خرجت وقفلت الباب وراها، وأنا اتنفست بقوة ودورت حوالين نفسي بتوتر. مفيش حاجة.. اهدي.. اهدي، خطوة لابد منها، كل البنات بيحصل معاهم كده، يمكن النصيب، يمكن المرة دي غير، توكلي على الله.. توكلي على الله.

- إزيك؟
- ينفع تمشي؟
ضحك فاتوترت أكتر - عيب أقول كده صح؟ أنا أسفة والله، أنا بوظت الدنيا خالص.
- طيب اهدي .. اهدي ولو عاوزني أمشي همشي.
- لا مينفعش تمشي إنت، بس ينفع أقوم أنا، ممكن أقوم؟
- إنتِ مغصوبة؟
- مغصوبة! لا طبعًا أنا كبيرة مغصوبة إية، أنا بس.. أيوة مغصوبة، مغصوبة شوية يعني مش أوي.
- وأنا كمان.
- وإنت كمان إية؟ إنت كمان مغصوب!
- تخيلي.
- لا كذاب، إنت راجل، إية هيغصبك يعني؟
- نفس الأسباب اللي خلتك تقعدي القعدة دي وإنتِ مش راضية ولا مرتاحة.
- باباك ومامتك برضو بيضغطوا عليك عاطفيًا؟
- ليل نهار يا أنسة.. اسم حضرتك إية؟
- رحمة.. لحظة إنت قاعد معايا ومتعرفش اسمي!
- إنتِ عارفة اسمي؟
- لا.
- طيب زعلتي لية بقى؟ احنا في الأخر مغصوبين.
- أيوة صح عندك حق، كمل من فضلك.
- وقفت فين؟ أيوة كنت بقولك ليل نهار يا أنسة رحمة، وأقول يا جماعة لسه بدري، أنا مش مستعجل، يقولولي إنت كبرت، هنشيل عيالك امتى، احنا مش هنعيشلك طول العمر.
- نفس الكلام والله يا أستاذ.. قولتلي اسم حضرتك إية؟
- زين.
- نفس الكلام والله يا أستاذ زين، طيب تعرف إني كمان ملحقتش أشوف صورتك أو أعرف أي معلومة عنك؟
- لا كذابة.
- والله، ماما مدتنيش الفرصة، بدأت المناقشة بخناقة، وعيطنا احنا الاتنين، بس هي صعبت عليا فاضطريت أقولها خلاص هقعد و.. أنت بتاخدني على قد عقلي صح؟ هو أنا مش بقولك عاوزة أقوم؟ بتتكلم معايا ليه؟
- فعلاً أنا رغاي وشخصية مش أمورة، عندك حق.

ضحكت ضحكة صادقة من قلبي فابتسم.
- مساء الخير يا فندم، هلت الأنوار والبشاير.
- أنا.. أنا مش عارفة أقولك إية، أنا متوترة وبقول أي كلام.
- عادي، ما أنا كمان بقول أي كلام، بس أنا لسه عند كلامي، لو عاوزاني أمشي همشي، ولو عاوزة تقومي قومي بس هتخرجي تقوليلهم إية؟
- هقولهم.. هقولهم، بقولك إية؟ ما تقولي كلام يضايقني وأنا هعيط وهخرج منهارة وساعتها محدش هيتكلم معايا.
- طيب ما تمثلي العياط لية أضايقك أنا!
- علشان أتضايق منك فعلاً، أنا دلوقتي مش متضايقة ولو فكرت أمثل هضحك وهتقفش بالشكل ده.
- طيب إزاي بس أضايقك وأنا حابب أتكلم معاكي!
- تصدق وأنا كمان، أنا مبسوطة خالص، لا لا أنا مش مبسوطة، يادي المصيبة، بقولك إية.. أنا ماشية.
وقفني بسرعة - طيب استني.. استني أنا عندي الحل.
- إية هو؟
- اخرجي إنتِ، وأنا هخرج وراكِ أقولهم كل شيء قسمة ونصيب وهيبقى الرفض مني وساعتها محدش هيكلمك.
- الله! دي فكرة هايلة بس ..
- بس إية؟
- إنت قولت إنك مغصوب وممكن أهلك يضايقوك.
- لا متشغليش بالك بيا، أنا هتصرف.
- لا طبعًا مشغلش بالي إزاي، أنا مش عاوزاك تتنكد بسببي.
- متقلقيش، اخرجي وخليكِ ثابتة بس، وروحي على أوضتك علطول وسيبي كل حاجة عليا.
- تمام.. تمام فرصة سعيدة جدًا.
- أنا أسعد جدًا.

الكاتبة رحمة طارق.

14 Apr, 22:18


لفت حواليا - رحمة.. رحمة، أقولك خبر؟ ها؟ أقولك خبر؟
فكيت الطرحة بتعب - اثبتي مكانك وقوليلي، أنا دايخة لوحدي.
- هاتِ عشرة جنية الأول.
- مفيش عشرات، ومش عاوزة أعرف حاجة.
- يعني مش عاوزة تعرفي إن بابا قال لماما إن رحمة .. لا خلاص بقى، إنتِ مش عاوزة تعرفي، أنا ماشية.
شدتها من التيشيرت - خلاص، اقعدي هنا وقولي.
مدت ايديها - العشرة جنية؟
إديتهالها فابتسمت ومالت على ودني:
- فيه عريس جيه لبابا وهييجي عندنا قريب.
اتنفضت - عريس! عريس لمين؟ ليا أنا؟
- يعني هيكون ليا أنا؟ أنا لسه صغيرة.
- وأنا كمان لسه صغيرة، أنا مش موافقة.

قاومت النوم بفنجان قهوة تقيلة عمري ما حبيت طعمها، لكني مجبورة أشربها، زي ما مجبورة أسهر طول الليل أخلص شغل فوق طاقتي ومبيخلصش، زي ما مجبرة أسيب كل اللي في إيدي واستعد لخنا.قة جديدة مع ماما اللي دخلت أوضتي وملامحها متبشرش بالخير أبدًا:

- يعني إية مش موافقة تقعدي معاه؟
- يعني زي ما قُلت لبابا يا ماما، لأ، مش عاوزة أقابل حد.
- اسمعي يا بت إنتِ، أنا مبحبش كلمة لأ الفارغة دي، لأ دي تتقال لما تبقى تشوفيه ويشوفك ساعتها نقول معلش مفيش قبول ولا نصيب، لكن لأ لأ زي البغبغانات مش عاوزة أسمعها تاني في البيت ده.
- لا إله إلا الله، إنتِ عاوزة تخلصي مني وخلاص!
- سميها زي ماتسميها، لكن الوضع ده ميتسكتش عليه.
وقفت - هو في إية بجد؟ هي مش دي حياتي؟ مش أنا اللي هتجوز؟ مش أنا المفروض أقرر اللي يريحني إية؟
- لما تعقلي ساعتها نشوف اللي يريحك إية، لكن إنتِ شايفة اللي بتقوليه ده عقل؟ راجل ابن ناس نعرفه ويعرفنا، خبط على باب بيتنا نقوله لا من على الباب؟ نطرد الناس؟ فين الحكمة وفين العقل هنا؟
أعصابي فلتت وحسيت بصداع ضر..ب نص راسي فجأة:
- ما اللي قبله كان ابن ناس، واللي قبل قبله كان ابن ناس، وكلهم كانوا ولاد ناس، وكلهم وافقت أقعد معاهم علشان أرضيكم وعلشان مبقاش ظالمة ووحشة وبرفض النصيب ورزق ربنا، وكأن النصيب هيمشي بكلمة لأ مني! وفي الأخر إية اللي بيحصل؟ بتضغط نفسيًا، وبكون رافضة وكارهه، وبتوتر من البيت كله، وبحضر أسئلة وبفتح حوارات علشان مكونش ساكتة، علشان لازم أتكلم، ولازم أختار، وفي الأخر بخرج قلبي مقبوض زي ما دخلت، وبستخير ربنا كتير، ولما بقول لأ، لما برفض علشان ده حقي، ودي حياتي، بتقوليلي العيب فيكِ، إنتِ متسرعة، إنتِ مبتعرفيش تقيمي الناس كويس، ولما بقولك بصي لقلبي ياماما، مفيش قبول، مفيش راحة، مفيش إعجاب حتى، تقوليلي ابن ناس، عنده شقة، مستقبله كويس.. طيب أنا؟ أنا هتجوز عيلته؟ ولا أنا هحب شقته؟ ولا أنا هعيش مكانه مستقبله؟ أنا فين يا ماما؟ ردي عليا أنا فين من كل ده؟

ضر..بت المكتب بإيدي ودخلت حمام أوضتي أعيط قدام نفسي في المرايا وأنا سامعة دقاتها العالية على الباب.
- طيب خلاص.. خلاص اطلعي ونتكلم بالعقل.
- مش طالعة يا ماما، سيبيني بقى، أنا تعبت.. تعبت.
- متعيطيش في الحمام طيب، يا بت هتتلبسي.
ضحكت غصب عني وهي سمعت ضحكتي فقالت بصوت هادي: - طيب اخرجي ومش هنتكلم.. حقك عليا.

فتحت الباب ببطء وبصيتلها بلوم فشدتني من إيدي لحد السرير، وخدتني في حضنها أعيط براحتي لحد ما أهدى وقلبي يرتاح. ولما هديت مشت إيدها على راسي بحنان وقالت:
- إنتِ خايفة كده لية؟ هو الجواز بُعبع؟
مردتش فكملت - أنا مش بضغط عليكِ، أو يمكن بضغط
بس إنتِ برضو مبتريحيش قلبي وبتفهميني إنتِ عاوزة إية، وأنا أم يا رحمة.. عارفة يعني إية أم؟
رفعت وشي ليها فابتسمت - يعني أشوفك ابتسم، يعني أفكر فيكِ طول الوقت، يعني قلبي ياكلني عليكِ لما تتأخري شوية برا البيت، يعني أتعب لتعبك ويخاصمني النوم لما تسهري تشتغلي طول الليل بدون راحة، يعني د..مي يغلي وأكون عاوزة أكـ..ـسر راس مديرك لما يزعلك ويعكنن عليكِ عيشتك، يعني أنام أحلم بفرحك، وباليوم اللي تتزفي فيه لراجل يصونك ويعوضك عن تعبك، يعني مقدرش على فراقك بس أصبر قلبي وأقول خليها تعيش وتتهنى ويكون لها بيت وراجل يحميها، يعني استنى بنتك أو ابنك قبلك، وأزعل منك لو بس ترفعي عينك فيهم أو تزعليهم، يعني قلبي يطمن يا بنتي.. أنا نفسي بس قلبي يطمن عليكِ.

ابتسمت بحب وحضنتها بقوة، فعيطت هي المرة دي.
- يا حبيبتي يا ماما! أنا آسفة والله، أنا عارفة إني تعباكِ معايا، خلاص بالله متعيطيش كده.. خلاص يا ماما هقعد معاه.. خلاص بقى.
رفعت راسها ومسحت وشها - هتقعدي بجد؟ إنتِ حلفتِ.
ضيقت عيني - شوف الأمهات وعمايلهم، دلوقتي العياط خلص صح؟ طب والله شكلك عاوزة تخلصي مني.

هي دي ماما
طيبة وحنينة وبتحبني أوي أوي، بس مش فاهماني كويس.
أو يمكن أنا اللي مبعرفش أعبر كفاية، أنا.. أنا جوايا كلام كتير مبعرفش أقوله، جوايا حاجات كتير بتكسف أعبر عنها.

الكاتبة رحمة طارق.

14 Apr, 22:18


وصلت لباب الصالون وقبل ما أخطي خطوة واحدة لبرا، وقفت مع نفسي لحظة وسألتها.. إنتِ فعلاً عاوزة تمشي؟
لفيت راسي وبصتله، ولقيتني بدون إرادة رجعت قعدت قدامه تاني من غير ولا كلمة.
- الله! رجعتِ لية؟
- رجعت علشان.. علشان مش معقول يعني تساعدني وبعدين تتنكد بسببي، لا أنا ميخلصنيش كده.
هز راسه بفطنة - ربنا يكرمك، أنا برضو مكنتش عارف هتصرف إزاي بس، فمناسبة شهامتك معايا أنا عندي إقتراح.
- إقتراح إية؟
- إية رأيك نمشي القعدة عادي، تسأليني واسألك، ولو مرتحناش ننفذ خطتنا.. ها موافقة؟
- تفتكر لو عملنا كده، ممكن.. ممكن يكون لينا نصيب؟
- لو أنا وإنتِ قولنا لا وربنا رايد يكون لينا نصيب، هيكون لينا نصيب بإذن الله.

هزيت راسي وابتسمت ابتسامة خفيفة وفتحت ورقة كنت طول الوقت مخبياها في كف إيدي. رفعت عيني له لقيته بصلها باهتمام فسميت الله وقولت بهدوء:
- أنا نساية فكتبت في الورقة دي كل الأسئلة والمواضيع العامة اللي ممكن نتناقش فيها وقولت لو قدرت اسأل هسأل وأنا دلوقتي عاوزة اسألك.. مستعد يا أستاذ؟
ريح ضهره لورا وبابتسامة ثقة قال:
- مستعد يا أنسة.. السؤال الأول؟

ودني وجعتني من صرختها، وبصيت حواليا بإحراج.
- اسكتِ واقعدي.
- مرفوض! مرفوض يا رحمة!
اتنهدت بتعب وفتحت اللاب بنص تركيز.
- ممكن نشتغل ونتكلم بعدين؟
- رفضتيه لية؟
- مفيش نصيب يا أسماء.
- مفيش نصيب إزاي بس! أنا مش قادرة أصدق، إنتِ مشوفتيش نفسك من إسبوع كنتِ مبسوطة إزاي؟ مش فاكرة كلامك عنه؟ مسمعتيش نبرة صوتك وإنتِ بتوصفيه؟ نسيتي لما قولتيلي إنك مرتاحة بس هتاخدي وقتك في التفكير ولسه هتقعدوا مع بعض تاني؟ كل الكلام ده راح فين؟ فجأة كده وبين يوم وليلة بقى مفيش نصيب!
- أنا عندي شغل مش هيستنى مناقشتنا، هخلصه ونتكلم.
قفلت اللاب على إيدي وقبل ما أعترض شدت دراعي.
- قومي معايا حالاً.

قعدنا جنب بعض على سلم جانبي في الشركة، وبدأت هي الكلام بإنفعال كبير:
- احكي.
- ما أنا حكيت قبل كده يا أسماء.
- أنا عاوزة أسمع تاني، عاوزة كل التفاصيل، احكي من أول القعدة لحد وصلنا لكلمة مرفوض.
- حاضر.. حاضر بطلي عصبية.
رفعت حاجبها فابتسمت ابتسامة خفيفة مخرجتش من قلبي وبصيت قدامي وبدأت أحكيلها:
- بعد ما خرجت من القعدة كنت فعلاً طايرة، كنت حاسة إني خفيفة، إني فراشة، كنت عاوزة اتكلم واتكلم واتكلم لأن بقالي سنين متكلمتش، وعاوزة أحضن ماما، وعاوزة أعمل حاجات كتير فايتاني، وعاوزة أكلمك واسألك لو أنا وافقت كده أنا خلاص بقيت عروسة؟ طيب هما العرايس بيعملوه إية بعد الموافقة؟

تجاهلت نظرة الحزن في عيونها وافتكرت كلامه يومها:
- قعدت طول اليوم أفتكر كلامنا ونقاشنا، مكنش فيه كلام عننا كتير، معرفتش عنه إلا اسمه ووظيفته وباقي الكلام كان عن المواضيع العامة، عن رأيه وفكره وثقافته ووعيه، كأني مكنتش في قعدة جواز أنا كنت في مناقشة لطيفة مع شخص مريح حابة أسمعه.

ابتسمت فابتسمت وسندت خدي بإيدي:
- كنت عاوزاه يتكلم كتير، بس كنت بتكلم أكتر منه، كنت رغاية معاه، كل شوية اسأله وأناقشه في أي فكرة تيجي في بالي وهو محسسنيش خالص إنه زهق، كان بيرد سؤالي بسؤال، كان يتكلم مرة ويسمعني مرتين، وكان بيديني وقتي وكان.. كان جميل!

اتنهدت بألم - كنت شايفاه جميل ككل، جميل في ملامحه، جميل في كلامه، جميل في فهمه وطولة باله، جميل لدرجة إنه كتير عليا أوي يا أسماء.
- كتير عليكِ! يعني إية كتير عليكِ؟
غمضت عيني ومعرفتش أرد، فتجاهلت ومكررتش سؤالها:
- وبعدين؟ وبعد الرضا والقبول؟
- قولت لنفسي خلاص هبدأ حياة جديدة، وطلبت من ماما اسبوع هادي أفكر فيه واستخير، وبعدها ممكن نقعد مع بعض تاني ونعرف تفاصيل عن حياة بعض أكتر، وفعلاً بدأت أصلي وأفكر بس ..
- بس إية؟
- بس مفيش وقت، أنا دايمًا معنديش وقت لنفسي، فجأة شغلي باظ واتخصم مني تلت أيام والحجة عدم تركيزي، فجأة ماما جالها هوس بيه فبقت تسألني عن رأيي ليل نهار وتتكلم عنه بمناسبة وبدون مناسبة ولما تعبت وقولت كفاية كده اتخا.نقت معايا خنا.قة مشوفتش زيها والحجة قلة أدبي ومخصماني لحد دلوقتي، وبقى ده الحال، ضغط.. ضغط، خنا.ق.. خنا.ق، فبقيت غصب عني عصبية أوي، ومش متحملة كلمة من حد، واتقلب اسبوع التفكير من اسبوع سعدي لاسبوع الهم والغم، ولما زاد الضغط أوي، ولا عرفت أخلص شغلي، ولا عرفت أرد على ماما فاض بيا فقولتلها لأ، خلاص لأ، أنا مش قادرة أكمل بالشكل ده، أنا مش عاوزة أتجوز ولا عاوزة أدخل في علاقات، أنا مش عاوزة حاجة خالص، أنا عاوزة بس أنام.. أنا عاوزة أنام يا أسماء.

رميت راسي على كتفها بتقل الدنيا كله وغمضت عيني فحضنت إيدي بإيدها وضغطت عليها بحب.
- أخذلك إذن وتروحي؟
- لا أنا عاوزة أفضل كده شوية.. خليكِ متمشيش.

الكاتبة رحمة طارق.

12 Apr, 21:07


على الفيس بوك. 🩷

الكاتبة رحمة طارق.

09 Apr, 22:59


قصة الليلة، ليلة سعيدة. 🩷

الكاتبة رحمة طارق.

09 Apr, 22:59


- أية هي.
شد ايدي وحط في صباعي خاتم.
- زين.. انت.. انت بتعمل أية؟
- حلمك بين ايديكي.
رجعت خطوة لورا - يالهوي أنت .. أنت العميل؟
قرب خطوة - أنا الأعمى.
- زين أقف مكانك.
قرب خطوة كمان - تتجوزيني؟
- اتجوز مين!
- تتجوزيني أنا ؟
- ازاي يعني؟
- ابسطهالك، مأذون، اتنين شهود، وكام زغروطة.
- زين أنت بتقول أية بس انا ..
- بطل الحلم بيقول أنه بيحب صاحبة الحكاية، وبيسألها، موافقة تكمل حياتها معاه؟
سكت شوية وبعدها بلحظات ابتسمت وقلت بهمس:
- صاحبة الحكاية بتسأل بطل الحلم وبتقوله عاوز أميرة بشعر أحمر ولا أصفر تليق بزين بيه؟
- حبيب صاحبة الحكاية مش عاوز غير واحدة بعيون بتقول بتحبك.
- وعيون بتقول بحبك دي تشبه اية؟
- تشبه عيونك أنتِ. ♥️

#رحمة_طارق
#حكاوي_زين

الكاتبة رحمة طارق.

09 Apr, 22:59


- هضايقك لو اقتحمت خلوتك يا زين بيه؟
كان واقف باصص للسما وسرحان، في جنينة قاعة معمول فيها حفلة لشركة باباه الي هو مديرها، بمناسبة أنه مر 30 سنة على إنشائها. جَريت فستاني الطويل ووقفت جنبه فلف وبصلي.
- حضرتك تعرفيني يا هانم؟
مديت ايدي - ومين ميعرفش البشمهندس زين أشطر معماري في مصر.
مد أيده وحضن ايدي وابتسم ابتسامة دبلوماسية.
- دا من ذوقك، أتشرف بحضرتك يا.. ؟
شديت ايدي برقة - اسمي مش مهم.
- اومال أية المهم؟
- سؤال غريب بيلح عليا، ازاي تسيب حفلة زي دي، وتقف لوحدك بالشكل دا؟
- واضح انك مرقابني كويس.
ذكي، لماح، واثق من نفسه، بس مش أشطر مني.
- طبيعي، صاحب الحفلة دايما بتحاصره الاضواء.
اتنهد - الاضواء بتخنقني.
- الأضواء ولا الناس؟
- تفرق؟
- طبعًا، لان لو كان اختيارك الناس فأنا كدا مصدر إزعاج ليك، وأنت سايبني اتكلم من باب المجاملة مش أكتر.
- لا أبدًا بس ..
وسكت وانا أحترمت سكوته، عدت دقيقة بينا لحد ما قطع الصمت فجأة وقال :
- الي هقوله دلوقتي دا جنون بالنسبة لشخص انطوائي زيي مش بيعرف يتكلم كلمتين على بعض مع الجنس اللطيف لكن .. أنا.. أنا..
ابتسمت - بتفكر في بنت؟
- عرفتِ ازاي؟
- العيون فضاحة.
ارتبك وضحك ومسح عرق وهمي من على وشه.
- للدرجاري باين عليا اني واقع؟
- باين عليك إنك لطيف.
- متشكر.
- مش واخد على المجاملات من الجنس اللطيف؟
- يعني و.. لحظة هي دي مجاملة؟
- يمكن اه ويمكن لا، وعلشان تعرف لازم تكون تبص حواليك كويس، تترجم كل فعل وحركة، وتربط الخيوط ببعض، جايز مثلا الي بتفكر فيها تكون عيونها حواليك وانت مش واخد بالك.
بص حواليه فهزيت راسي بيأس، وفتحت شنطتي وخرجت منها مدلية صغيرة.
- اتفضل، دي هدية مني ليك، تفكرك بيا، وبإن ست خطفتك من وسط تفكيرك وقالتك إنك لطيف في يوم.
مسك المدلية - مصباح؟
- مصباح زي مصباح علاء الدين، بس للأسف مفيهوش جني، أنت الجني الحقيقي وانت الي تقدر تقرب من احلامك خطوة بخطوة لحد ما تحققها.. سهرة سعيدة.

وبعد ما مشيت كام خطوة وقفني صوته المصدوم.
- أنتِ.. أنتِ البنت.. البنت الي كانت تايهه !
لفيت راسي وابتسمت ابتسامة أنيقة.
- صاحبة الحكاية قربت خطوة كمان.
- استني.. استني من فضلك.
جريت وقولت بصوت عالي - الحلم مش هيتحقق بين يوم وليلة، أتعب شوية يا جميل.
_____

خلصت الميكب ووقفت قدام مراية الحمام في حَمام شركته. رتبت شكل يونيفورم الساعي عليا، رفعت شعر البروكة البني في كحكة عالية، اخدت صينية القهوة وكأني ساعي في شركته، الموضوع كان بسيط وسهل، محتاجش مني أكتر من 300 جنية، وطلب رقيق من سيدة أعمال أنيقة من بنت صغيرة لسه بقالها شهر في الشركة، فتخرج هي تجيب الطلب وتسيب لبسها.. وألبسه أنا، وكأني اتشبهت بمولان، المحاربة القوية الي بتتخفى في لبس رجالي وتدخل الجيش علشان تنقذ عيلتها، أنا كمان بحارب.. بحارب لأجل قلب وحيد لسه مش فاهم أني حواليه في كل مكان.

- القهوة يا فندم، اي خدمة تانية؟
- حطيها هنا من فضلك.

حطيتها بهدوء، وبصيت لملامحه، غرقان في الشغل، رافع أكمام قميصه، لابس نضارة نظر، وبين حواجبه 111، زي عادته كل ما يفكر في حاجة يهرب من تفكيره بالشغل، خمس سنين مراقبة مش حاجة هينة على ست زيي.

- فيه حاجة؟ واقفة عندك لية؟
ارتبكت ومسكت الصينية - لا أبدًا، بعد اذنك.
- لحظة واحدة.
اتجمدت مكاني، قولته أن العيون فضاحة ونسيت افكر نفسي، لفيت ببطء وبصيت للأرض.
- تحت أمرك.
- لو تعبانة ومش قادرة تقفي ممكن تاخدي باقي اليوم اجازة.
مفهمتش قصده أية غير لما اخدت بالي أني اتخضيت منه لدرجة اني وقفت اترعش قصاده، وهو افتكرني دايخة !
انا الغيبة، أنا بس كنت محتاجة اشوفه عن قرب النهاردة، أقوله جملة ويرد عليها، مش أكتر، مكانش ينفع أقف أكتر من حاجة.

- حاضر يا فندم، شكرا لحضرتك.
وقبل ما اخرج من مكتبة سمعته بيقول.
- اسمك أية؟
ابتسمت ورفعت عيني - بص لوش القهوة يمكن يفكر بيا.

وقبل ما يستوعب جملتي أو يفهم اني انا بظهرله في كل مكان، كنت خرجت من الشركة، من باب خلفي، محدش يعرفه غير شركائه في الشركه.. شركائه وبس.

_______

- نتنافس؟
قولتها بصوت واثق وانا باخد من أيده مسدس الرماية.
- أنا أنافس بنت؟
ضحكت بسخرية - أية؟ خايف تخسر؟
مسك المسدس التاني ودخل الكابينه بتاعته فدخلت الي جنبه، ثانية واتنين والتالته سمعته بعدها بيقول.
- والي هيخسر يتحكم عليه بأية؟
- كل طلقة برا الهدف بسر هقوله ليك والعكس، موافق؟
مردش، بس سمعت في لحظة صوت الطلقة الأولي وهي دايرة الهدف بالظبط، ابتسمت وضربت طلقة برا الهدف بكل ثقة.

الكاتبة رحمة طارق.

09 Apr, 22:59


سمعت صوته العالي - مكنتش متوقع منك كدا بعد الثقة دي كلها.
- أول سر، من كام سنة قصيت شعري الطويل الأسود في لحظة غضب من نفسي ومن ساعتها وأنا حاسة اني فقدت جزء كبير مني كإنسانة، وبعد ما فقت اخدت القرار اني هعافر وهفوز أو هخسر، ومهما كانت الخسارة، مش هعذب نفسي او هلومها في المقابل أبدًا.. لانها فعلا عملت الي عليها، بس هو الي مشافش، هو الي أعمى.
- هو مين؟
- دورك، أضرب.
وفي لحظة كان ضرب، وفي الهدف بالظبط، فمسكت المسدس، وضربت لتاني مرة برا الهدف.
- سر تاني.
- وانا صغيرة تيتة كانت بتحكيلي قصص أميرات ديزني، وكانت شيفاني أميرة منهم، على الرغم من شكلي العادي، على الرغم من حياتي البسيطة، لكن هي كانت مؤمنه بدا، لحد ما في يوم من الأيام وقعت في حب شخص قريب مني، وقررت أسمع نصيحة جدتي وأشوف نفسي أميرة.
- وبعد كدا، أية الي حصل؟ الي بتحبيه حبك؟
بصيت للحاجز الي ما بينا بحزن.
- دورك، اضرب يلا.
وضرب وللحظ السعيد، مكانتش في الهدف.
- قولي سر.
- أنا كمان حبيت بنت.
المسدس اتهز في أيدي، وصوتي أتوتر.
- قريبة منك؟
- هقولك حكايتها لما أخسر تاني، دورك.
مسكت المسدس بغضب وضربتها في الهدف بالظبط.
- أخيرًا.
ميلت راسي من ورا الحاجز وقلعت السماعات.
- يمكن انا الي كنت عاوزة أخسر، يمكن أنا الي كنت محتاجة أتكلم واخدتها حجة.. بس انا عمري ما كنت فاشلة أبدًا.
قلعت جاكت البدلة، وحطيت المسدس على جنب.
- أنا مقصدش اضايقك.
ابتسمت وبصتله - عارفة، أنا الي مضغوطة شوية.
- لية؟
- بفكر في شعري، يا ترى اقصه تاني ولا اديله فرصة كمان؟
- شعرك ؟ شعرك ماشاء الله برتقالي وحلو وطويل، تقصيه ليه؟
لمسته بسخرية وقربت من الباب.
- عندك حق دا شعري فعلا، شعر واحدة بتحب الرماية، والمحاربة والمجازفة والتمرد، بس يا ترى لو كنت واحدة تانية، صاحبة شعر اسود قصير وحياتي كلها روتين في روتين، وشغل في شغل كنت ممكن أسيب شعري يطول ولا اكتفى بالمعافرة في طريق حلم لسه ملوش نهاية؟
- أنا مش فاهم حاجة.
- انت خريج أية؟
- هندسة.
- طب ما تدور حواليك، يمكن اسم كليتك يفهمك حاجة يا هندسة، واه بالمناسبة، اتفضل.
مسك القلم - أية دا؟
- هدية، تِذكار من أميرة لسه عايشة بحودايت جدتها.
- متشكر لكن.. أية المناسبة؟
- انت فوزت النهاردة، هدية بمناسبة الفوز وعلشان متنسانيش يا بشمهندس زين.

وقبل ما يفكر بشكل سليم او حد يسألني عرفتِ اسمي ازاي كنت مشيت من المكان كله.. وانا حاسة اني رجعت كام خطوة لورا.
_____

في قصة الأميرة والوحش، بيلا وقعت في غرام قلب الوحش، وعمت عيونها عن هيئته، كانت بتقرب منه وهي مسحوره برقته، بطيبته، بطريقته الطفولية الي بيعبر بيها عن نفسه، ولاني مفرقش حاجة عن بيلا غير أنها حبت وحش شايفها وانا لأ، فقررت ابعتله كتاب وأكون ساعي الغرام لقلبه.

- كتاب لية أنا؟
هزيت راسي - ايوة يا فندم.
مسكه - متشكر، تمنه كام؟
- دا هدية يا فندم.
- هدية؟ من مين؟
- من شابة صغيرة، دفعت تمنه وسابت لنا عنوانك.
سكت شوية - متعرفيش شكلها أية؟
- طب ما تفكر أنت في شكل يليق بيها، واه بالمناسبة، فيه جواب في نص الكتاب، لو مهتم يعني تعرف هي مين.

وسيبتله الكتاب والجواب وقلبي ومشيت. كان مكتوب في الجواب : " طول ما انت فاكر أن الحلم هيفضل حلم، عمرك ما هتلاقيني، مفيش أميرة هتخرج من كتاب اساطير تقع في حبك، الأميرة الحقيقة هي الي هتناسب قلبك، ولو حلمي كان حقيقي وانت فعلا الأمير المناسب ليا، هتلاقيني قصادك، فتح عينك وغمضها هتلاقيني. "
وكانت دي آخر محاولة مني في اني اقربله، خلاص الحكايات خلصت ومفيش أميرة منهم تشبهني.
_____

- هو فين؟ حصله أية أنطق؟
- وقع عليه لوح خشب في الموقع يا هانم.
- يخربيتك وانتوا كنتوا فين؟ وهو فين دلوقتي؟
- حصل فجأة والله، في مستشفي ".. "

رميت التليفون في أي حتة ومسكت شنطتي ووصلت المستشفى، وقفت قدام مراية الاسانسير، بشعري القصير، بوشي الحقيفي وملامحي الطبيعية، بلبسي العادي بس مش مهم انا لازم أطمن عليه.

- ادخل.
فتحت الباب ببطء ودخلت - زين، أنت كويس؟
فتح عينه و اتعدل على السرير - رحمة !
- حمدلله على سلامتك.
- الله يسلمك لكن.. عرفتِ ازاي؟
- من الناس في الموقع، أنت ناسي أننا شغالين في مجموعة واحدة.
- فيكِ الخير، اتفضلي، تعبتي نفسك والله.
- لا اتفضل فين، أنا سيبت الفرع فجأة وجيت على مالا وشي أطمن عليك، بس الحمدلله انت كويس، حمدالله على سلامتك.
- لحظة واحدة.
قلبي دق فجأة، معقول عرفني.
- نعم.
- شنطتك، نستيها.
بصيت للشنطة الي سيبتها اول ما دخلت على التربيزة.
- اه فعلا.. كنت هنساها.. معلش مرتبكة شوية.
- لا براحتك، خدي وقتك.

ابتسمت واخدت الشنطة وخرجت بسرعة وانا حاطة ايدي على قلبي، وهربت من المكان بسرعة.

الكاتبة رحمة طارق.

09 Apr, 22:59


- يا كابتن .. لو سمحت .. لوسمحت.
وقف وخد نفسه - بتكلميني أنا؟
- أيوة .. أيوة أنا تايهة.
- تايهه!
هزيت راسي بسرعة وقلق، فبصلي من فوق لتحت وضم حواجبه.
- تايهه ازاي وأنتِ في السن دا ! وفي مكان زي دا ؟
- الحقيقة أنا أصلا مش من هنا، من محافظة تانية ومعرفش حاجة برا حدود المكان الي عايشة فيه، وجيت هنا علشان أقابل واحدة صاحبتي عرفتها من على الفيس من سنة والحقيقة دي.. دي اول مرة أسافر فيها.
- وصاحبتك هي الي وصفتلك العنوان دا ؟
- مش عارفة.
- نعم ! أنتِ بتهزري ؟
اتخضيت ورجعت لورا - أنا أسفة خلاص مش عاوزة حاجة، بعد اذنك.
وسيبته وجريت بسرعة لقدام.
- استني يا انسة، استني يا بنتي .. هفضل اجري وراكي كدا؟
وقفت واخدت نفسي - متجريش، وعلفكرة أنا مش عاوزة مساعدة من حد.
- أنا أسف.
بصيت لبعيد بس اخدت بالي من ابتسامته.
- ها سماح؟
- سماح خلاص.
- عظيم، فهميني بقى حكايتك أية؟
- الحكاية إني كنت المفروض اقابل صاحبتي عند كافية معين قريب من المكان دا، وللأسف الورقة الي فيها عنوان الكافية واسمه ضاعت، ولما قررت اسيبها على الله وادور في كل الكافيهات الي في المكان دا، اكتشفت إن معادنا فات وحتى لو دورت ولقيت الكافية مش هلاقيها هي نفسها.
- طب مجربتبش لية تتصلي بيها؟
- أصل.. أصل أنا نسيت تليفوني في البيت.
بصلي شوية وبص السما واتنفس بصوت عالي، فعضيت على أيدي بخوف، لحد ما هدي فجأة وقال بهدوء :
- جيتي على القاهرة بالقطر؟
- أيوة.
- لو وصلتك للمحطة تاني، تعرفي ترجعي محافظتك؟
- اه، اه أعرف.
- طب يلا تعالي.

ركبت معاه عربيته الي كانت مركونه جنب بيته الي اكتشفت أنه كان بيجري حواليه لما وقفته في الشارع.
وصلنا المحطة، فوقف معايا قصاد الباب.

- متأكدة إنك هتعرفي ترجعي؟
- متخافش والله هعرف.
- تمام، عاوز أقولك حاجة قبل ما أمشي، نصيحة صغيرة تفتكريني بيها.
ابتسمت - اتفضل.
- أنتِ النهاردة عملتِ أغبى تصرفات ممكن تعملها بنت في حياتها.. نزلتي من بيتك من غير تليفون، سافرتي محافظة تانية، قررتي تقابلي بنت متعرفيهاش وجه لوجه لأول لوحدك، وقفتي راجل غريب وقولتيله انك تايهه في شارع شبه مهجور، وثقتي فيه وركبتي معاه عربيته، تعرفي لو كان غيري شافك بالحالة دي وخصوصا يعني أنتِ ..
قاطعته بهدوء - جميلة تقصد؟
- جميلة جدًا، جميلة بشكل مبالغ فيه، وجمالك في اللحظة دي كان ممكن ينهي علي حياتك، فاهمة كلامي؟
سكت شوية وبصيت حواليا.
- ممكن نقعد على الاستراحة دي دقيقة من فضلك؟
مستنتش رده وقعدت، فقعد جنبي بعد كام ثانية.
- فاهمة انك مستغرب تصرفاتي لكن.. ممكن احكيلك حكاية صغيرة؟
- حكاية! وهنا؟
- محطة القطر مينفعش يتقال فيها حكايات؟
- مش قصدي لكن ..
- اسمعني يمكن تعجبك.
هز راسه - اتفضلي.
- كان ياما كان، في زمن يشبه زمنا، عاشت بنت تحلم بحلم واحد، حلم ملازمها طول الوقت، مش بيغيب عن بالها، فضلت سنة كاملة تحاول وتجتهد مع نفسها علشان تنسى ومتعرفش، وسنتين تتلهي في مشاغل الحياة، سنتين زيهم تتعلق بالحلم من جديد، لحد ما في يوم من الايام، صحيت من النوم، وقررت ترمي خوفها على جنب وتكسر حواجز الواقع، وتبني لنفسها هيئة جديدة علشان تقرب من الحلم خطوة.
- وقربت؟
بصيت لعيونه وابتسمت - قربت.
- وبعد كدا، حصلها أية؟
وقفت - صدقني معرفش، بس اوعدك لو عرفت هقولك.
- أنتِ صاحبة الحكاية؟
- وبالنسبة لتصرفاتي، اعتبره جنون لحظي وراح لحاله.
- مين صاحبة الحكاية؟
اتجاهلت سؤاله وطلعت ورده.
- دي هدية مني ليك، تفكرك بيا، وبأن مجنونه من زمن تاني مرت على حياتك يوم.
ابتسم وخدها - ولو ماتت الوردة؟
- ازرع غيرها.
- مش هتبقى زي الوردة دي.
- مش مهم الوردة، المهم الذكرى.
- طب وباقي الحكاية؟
- لو كان ليها باقي، هتعرفه لوحدك، ادي بس لنفسك الفرصة.
وقبل ما امشي ناداني - لحظة .. أنتِ اسمك أية؟
- فكر في اسم يليق بيا.

وسيبته ومشيت ومبصتش ورايا، وبعد وقت قصير كنت وصلت لاوضتي، وقفت قدام المراية، قلعت بروكة الشعر الأصفر الطويل جدا، ومسحت الميكب التقيل من على وشي بالراحة وقلعت الفستان البينك وغيرت هدومي، واخيرا رجعت لشكلي الطبيعي ... وكان ياما كان، أميرة صغيرة عايشة في كوخ بعيد، قررت في يوم تتمرد وتخرج للعالم علشان تشوف المصابيح وتحقق حلمها، وحققت الحلم.. أما أنا فأخدت صورتها وحلمت زيها، وأخيرًا وبعد سنين طويلة قربت من الحلم خطوة.. قربت منه خطوة.

____

بعد أسبوع، قعدت على السرير وفتحت الشباك الصبح بدري، بصيت للعصافير وابتسمت، ليه ملاقيش عصفورة تاخدله جواب من جوباتي فيِحن قلبه ليا؟ لية ملاقيش خاتم سليمان أو مصباح علاء الدين يحققلي أمنيتي.. لحظة .. مصباح علاء الدين؟

الكاتبة رحمة طارق.

09 Apr, 22:59


_____

فات شهرين ومحصلش أي جديد، حكايات الأميرات مكنش ليها أي نتيجة، مجرد محاولات فاشلة من بنت يائسة من حب من طرف واحد وقررت المجازفة.
خمس سنين وانا أعرفه، خمس سنين وهو قدام عيني، في الشعل، في اجتماعات المجموعة في الفرع الرئيسي بتاعه، في الحفلات والمناسبات الرسمية. طبيعي مش بنت صاحبة باباه، مش ماسكة فرع شركة زيه، مش بشمهندسة زيه، مش حياتي روتين في روتين وشغل في شغل زيه، طب لية انا حبيته وقربت منه وهو مقربش.

الباب خبط فرديت بهم - ادخل.
بيقولوا ساعات الي بنفكر فيه بنلاقيه قصادنا، بس بالشكل دا؟ مستحيل.
- زين !
- كل ما هتشوفيني هتتوتري كدا؟
ابتسمت ووقفت - لا ابدا، اتفضل.

دخل بخطوات واثقة زي عادته، بدلة كحلي وقميص أبيض، وشعر مبسب ونظرات بنات وراه في كل حته، ودمي أنا يتحرق عادي.

- تشرب أية؟
- خليها بعدين، كنت جيلك بخصوص المشروع الجديد.
لبست النضارة بشكل عملي - احنا كان عندنا اجتماع بكرا.
- عندي شوية اقتراحات جديدة، وكنت قريب من الشركة قولت نتناقش فيها النهاردة أفضل.
مسكت القلم - طب اتفضل معاك.
- اول عميل عاوز فيلته دورين، وعاوز أوضة من الاوض تتصمم على هيئة مكتبة ضخمة.
- مكتبة؟ هو العميل قارئ؟
- تقريبا مش هو، لكن مراته.
- تمام.
- عندنا مشكلة في لون اوض الاطفال.
- لية هو مقالش؟
- لا، قال إنه مش بيفهم في التفاصيل دي ومراته هي الي بتفهم.
- طب ما نسألها.
- عامل ليها الفيلا مفاجأة، وطلب مني أستعين بذوق ست شاطرة في الموضوع دا.
- اممم، ممكن لون اوض البنات روز والولاد لبني مثلا كألوان أساسية، ونبعت له ديكورات مختلفة يختار منهم باقي التفاصيل.
- تمام كدا ناقص حاجة واحدة.
- أية هي؟
- بصراحة العميل دا صديق مقرب ليا، فطلب مني اساعده في أني أفكر معاه في طريقة يفاجئ بيها مراته بالفيلا.
- وهي الفيلا دي مهمة بالنسبالها؟
- مهمة جدًا جدًا، تقريبا كدا حلم حياتها.
فكرت شوية - مثلا يلبس حلو، ويروح لها، ويفتح أيدها ويحط في أيدها مفتاح الفيلا ويقولها حلمك بين ايديكي.
- أنتِ شايفة كدا؟
- أنا مش شايفة أفضل من كدا.
- وهو كذلك.
أتكلمنا في باقي التفاصيل وبعد ما خلصنا وصلته لباب المكتب وقبل ما افتح الباب وقف قدامه ورفع عينه ليا.
- الي عنده حلم قريب منه مش بيلف حواليه، الي عنده حلم بيمد أيده وياخده غصب عن عين أي حد.
- حلم!
- وحشتيني يا صاحبة الحكاية.
رجعت خطوة لورا وبصيت لعيونه ومن نظرة واحدة فهمت أنه فهم كل حاجة.
- ومين قالك اني صاحبتها، شعري القصير؟ ولا نبرة صوتي؟ ولا وجودي حواليك طول الوقت ولا..
- نظرة عينيكِ الي مبتتغيرش في كل لقاء، وكأنك بتقربي مني بنظرة، بتسلمي عليا بنظرة، بتحضنيني بنظرة.. بنظرة واحدة بس يا صاحبة الحكاية.
- زين.. زين أنا ..
- أنتِ اتكلمتي كتير الايام الي فاتت، سبيني النهاردة أخد الفرصة الي كنتِ بتشاوريلي عليها، أنا النهاردة مش جاي أقولك أنا كشفت أو عرفت الحقيقة، أنا النهاردة جاي أقولك على سر جديد.
- سر !
- اه، سر صغير عن وجه نظر بطل الحلم في صاحبة الحكاية.
- وأية هي وجه نظره؟
- الحقيقة إن بطل الحلم منبهرش بشعر ربانزل ورقتها، ولا أنوثة ياسمين وجمال فستانها، ولا حرك قلبه ريحه قهوة مولان، ولا ربط خيوط الحكاية بمرسال الحب في كتاب بيلا.. لكن فيه حاجة واحدة بس الي حركت قلبي.
- حاجة أية؟
- صاحبة الحكاية قالتلي اخر مرة فتح عينك وغمضها هتلاقيتي قصادك، ويوم الحادثة، غمضت عيني مشوش، تايه، مش فاهم ولا مدرك التفاصيل، ولما فتحتها شفت أميرة خرجت من كتاب أساطير، سرقت قلبي وهربت من تاني.
اتوترت، صوت نَفسي عليّ وحسيت اني هقع قصاده.
- الكلام دا معناه خطير على عقل واحدة زيي غرقان في الحكايات يا زين.
- الكلام دا معناه اني بحبك.
الدنيا سكتت، العالم هدي، العصافير غَنت، القدر رسملي اللحظة بمنتهي الحُب.
- حبيتك لانك أنتِ، لأنك رحمة، لأنك طبيعية وجميلة بملامحك العادية وشعرك القصير وتوترك الملحوظ وعقلك الي بينسى كل حاجة طول الوقت، حبيتك في اليوم الي قررتي فيه ترمي أحلام الاميرات بعيد عنك وتجري عليا بدون كدب، بدون تمثيل، بمشاعر حقيقة، بنظراتك حب وخوف.. حبيتك لما شوفتك على طبيعتك، ومفيش اسم لاق بيكِ غير رحمة يا رحمة.
دمعة واحدة نزلت على خدي - طب ما أنا موجودة بقالي خمس سنين حواليك.
- حواليا مش جنبي، خمس سنين وأنتِ ساكته وبعيد، لا في يوم قررتِ تقربي، ولا انا في يوم رفعت عيني فيكي.
- يعني الغلطة غلطتي؟
- لأ مش غلطتك ولا غلطتي .. هو نصيبنا بدأ من اللحظة دي، ودلوقتي باقي حاجة واحدة بس.

الكاتبة رحمة طارق.

22 Mar, 20:38


ردًا على الأسئلة:
هنكمل تنزيل القصص بعد رمضان بإذن الله حتى نتفرغ للعبادة كما يجب، وكل سنة وانتوا طيبين. ♥️

الكاتبة رحمة طارق.

09 Mar, 19:01


قصة الليلة، ليلة سعيدة. 💙

الكاتبة رحمة طارق.

09 Mar, 19:01


ازاي الإنسان يكون عايش عمره يتمنى حاجة، وفي لحظة يتغير عقله وتفكيره، يتسلب منه حق التمنى، حق الحب، ويكون مبسوط، ويكون خايف، ويكون مرعوب بالشكل دا !

فضلت ماشية في العيادة، راحة جاية بفرك في ايدي بخوف .. يارب سلم سلم، خلاص أنا بحبه وأول لما أشوفه هقوله بحبك، مش هتديله حتى فرصة ينطق، يعبر، يتنفس حتى، يرجع بس بالسلامة وأشوفه واقف سالم ومبتسم، ينادي عليا بس وانا هعترف بكل حاجة.
- رحمة.
- بحبك.
قطع تفكيري ورسم اللحظة وخد دور الراوي من جديد.
سلب مني الاعتراف الاول بكل إرادتي الحرة.
- أنا.. انا قصدي..
- الله يسلمك.
- بالظبط دا قصدي.
- وحشتيني.
- ودا يجوز قصدي.
- وبحبك.
- ودا .. مولاي !
- مولاكِ لف وتاه، شمس غابت وليل حضر، والحكاية حكمت عليه أنه يخبط على بابك ويقولك إن القلب مال، والغريب وقع بإرادته الحرة في حب أميرة التمني.♥️

#رحمة_طارق.
#حكاوي_زين.

الكاتبة رحمة طارق.

09 Mar, 19:01


- أهلا بأميرة التمني، نورتِ القصر.
رفعت راسي زي الطلقة - زين !
- نورتي قصرنا المتواضع.

رجعت خطوة لورا، كنت هقع بس هو سند دراعي، بصتله عن قُرب، نفس الملامح، نفس الابتسامة، لكن الهيئة والنظرة غريبة.. الهيئة هيئة أمير، والنظرة نظرة ملك !
- أنت ولي العهد !!
- وساعات بيقولوا عليا غريب.

اتنفضت وبعدت عنه وبصيت في الأرض تاني، حاسة إن كل حاجة بتتحرك بسرعة، صور، ملاحظات، لقا وحكايات، ازاي مخدتش بالي من طريقته في الكلام؟ من مشيته وطريقه أكله؟ أزاي.. ازاي قدر يضحك عليا ويستهزأ بيا بالشكل دا !

- رحمة.
رديت من غير ما ارفع راسي - تحت أمرك.
- تحت أمري !
- طلباتك أوامر طبعا يا سمو ولي العهد.
- ارفعي راسك.
رفعتها وانا ملامحي متجمدة، مبتسمة ابتسامة بسيطة وقاسية مش بتدل على خير إطلاقا.
- بتتكلمي كدا لية؟
- بعتذر لو كلامي سبب لسموك أي إزعاج.
- بطلي سموك دي.
- طب أخاطب سموك بأية؟ بمولاي؟ بسيدي؟
- رحمة كفاية.
- حاضر، الي تؤمر بيه.

فضلنا ساكتين، بنتبادل نظرة قوية، حتى لو كان ولي العهد، ملوش الحق أنه يلعب بمشاعري، ملوش حق أبدًا.
- مكنتش فاكر إن اللقا هيبقى بالشكل دا.
- يمكن حسبتها غلط يا مولاي.
- قصدك أية؟
- قصدي إني محتاجة افهم سبب وجودي في قصر سيادتكم، بعد اذنك طبعا.
- محتاجة سبب؟
- لكل لقا سبب.
- اللقا نصيب.
- دا كلام حكايات، خلينا نقف على أرض الحقيقة لحظة.

ملامحه انزعجت، وانا هديت شوية، غمض عينيه وقال بصوت قوي :
- أنا عينتك طبيبة بدوام يومي في عيادة القصر.
- طبيبة !
- عندك مانع؟
- أيوة طبعا أنا مش موافقة.
- دا أمر ملكي، مفيش فيه مناقشة.
غمضت عيني واخدت نفسي عميق، فتحتها وقولت بهدوء غريب عليا.
- أقدر أباشر العمل من امتى؟
- من بكرا.
- وليكن يا مولاي، تسمحلي انصرف؟
- مش عاوزة تقولي حاجة؟
- دا أمر ملكي، المناقشة فيه لا تجوز.
هز رأسه - اتفضلي مع السلامة.

لو كان هو البطل، فأنا صاحبة الحكايات.
لو كان هو القوة، فأنا القلب.
لو كان هو ولي العهد، فأنا الراوي وعندي أنا تبدأ الحكاية وتنتهي.

- ارفع رجلك، أيوة بالراحة.
عملته جبيرة، وكتبتله وصفة الدوا، على الرغم من كل حاجة عبثية ومؤلمة حصلت ليا، لكن الحسنة الوحيدة هنا اني بقيت طبيبة بحق وحقيقي، إني رجعت أمارس شغفي من جديد.

- الطبيبة فاضية شوية؟
وقفت - سمو الأمير هنا، أتفضل يا مولاي.
اتجاهل سلامي البارد ودخل.
- لايق ليكِ دور الطبيبة.
- لايق عليك ملابس الملوك.
- كنت من أيام غريب.
- دي أيام عبثية، نصحتي ليك، انساها يا مولاي.
- كرهتيني للدرجة دي !

حروف بسيطة قادرة تلمس وجع الحقيقة وتضغط عليه بكل قوة، كرهته؟ لا، هل أقدر على كرهه؟ برضو لا.

- صعب الجواب؟
- مفيش سبب أكرهك علشانه
- اومال لية بتعامليني بالشكل دا؟
- هل قصرت في احترام سموك؟
زعق - أنا مكنتش معاكي أمير.
زعقت - بس أنت دلوقتي أمير.
- تفرق معاكي أمير من غريب؟
- تفرق معايا كداب من صادق، هل عندك مبرر للكذب هتقدر تضحك بيه عليا المرادي يا مولاي؟

بعد آخر مناقشة مشي، سابني تاني في نص الطريق ومشي، فضلت اسبوع بمارس شغلي، بصحى الصبح، بروح العيادة، بتمشي في بستان القصر، ببص على بلكونة جناحه الملكي الي عرفتها من رئيسة الخدم.

عجيب الزمن دا، سمعنا في الحكايات إن الشاب هو الي بيوقف تحت الشباك، هو الي بستنى طلة حبيبته مش العكس أبدًا.. شهريار مطلعش في حكاوي ألف ليلة وليلة بس، شهريار حقيقة لا تُنكر، مغرور وأناني وبيلسب قلوب الفتيات، وانا قلبي مش استنثناء .. حكمتك يارب.

- لسه مروحتيش؟
كنت قاعدة جنب حوض زرع في البستان، كنت حاسة بخطواته حواليا فمتفاجئتش بوجوده.
- مش عاوزة اروح دلوقتي.
- زهقانة؟
- تعبانة.
- من أية؟
- منك.

معرفش كنت صريحة بالشكل دا لية، لف رأسه وبصلي، وانا ابتسمت ابتسامة حزينة وسكت.
- انا عرفت انك غيرت في الدستور، وخليت للستات حق في العمل.
- مش علشانك لوحدك
- عارفة.
- أنا مش أناني.
- عارفة أنت كداب بس.
ضحك فضحكت وبصيت لبعيد.
- يوم ما اتجرحت كنت مسافر في مهمة سرية لمملكة تانية، طلع علينا حراس مملكة معايدة، قتلوا الحراس وكانوا عاوزين يخلصوا مني، بس انا هربت وانتي عارفة الباقي.
- كان ممكن تقولي.
- مكنش ينفع.
انفعلت فجأة بيأس - هي بجد كل حاجة كانت كدبة؟ كل الكلام؟ كل المشاعر؟ كله كدب في كدب؟
- لو كان كلامنا كدبة مكنتيش هتبقى هنا النهاردة.
سكت فقال بهمس - مش عاوزة تصدقيني؟
- ومش عاوزة أكدبك.. عارف أنا.. أنا مروحة.

وقفت بسرعة وقبل ما أمشي سمعته بيقول :
- أنا قائد الجيش الي بيجهز
لفيت بسرعة - انت هتحارب؟
- أيوة.
- لية؟ لية مفيش حد غيرك؟ انت ممكن كدا يحصلك حاجة؟ قصدي إنك ممكن تتأذى و.. ممكن متروحش.
ابتسم - متخافيش.
سكت واتنفست بسرعة وحاولت اكتم دموعي معرفتش، طاقة دموع انفجرت فجأة وغرقت وشي.
- ادعيلي.
- هترجع منصور بإذن الله.
- للقا نصيب يا رحمة؟
- للقا نصيب يا زين.