رابطة علماء المسلمين @rabetaa Channel on Telegram

رابطة علماء المسلمين

رابطة علماء المسلمين
تجمع من علماء المسلمين يساهم في توحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم من خلال تقديم حلول شرعية معاصرة
2,809 Subscribers
1,320 Photos
278 Videos
Last Updated 06.03.2025 18:36

رابطة علماء المسلمين: دورها وأهميتها في تجميع كلمة المسلمين

تأسست رابطة علماء المسلمين كجهة علمية ودعوية تهدف إلى تعزيز الوحدة بين المسلمين في ظل التحديات المعاصرة التي تواجهها الأمة. تعتبر الرابطة تجمعاً من العلماء والخطباء والمفكرين المسلمين الذين يسعون جاهدين لتقديم حلول شرعية معاصرة تعالج قضايا المجتمع الإسلامي. إنها منصة رئيسية لتبادل الأفكار الرائدة والخبرات بين العلماء من مختلف الدول، مما يمنحها دوراً بارزاً في تعزيز التفاهم والتعاون بين الجماعات الإسلامية. تستند الرابطة إلى القيم الإسلامية السامية التي تدعو إلى الوحدة والاعتدال والتسامح، وتسعى جاهدة لتوجيه الجهود نحو بناء مجتمع متماسك يتجاوز الانقسامات الطائفية والإثنية.

ما هي الأهداف الرئيسية لرابطة علماء المسلمين؟

تسعى رابطة علماء المسلمين إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من بينها تعزيز الوحدة الإسلامية وتوحيد صفوف المسلمين. هذا الهدف يتطلب العمل على إيجاد أرضية مشتركة تضم كافة الأديان والمدارس الفكرية، مما يسهم في تقليل الفجوات والانقسامات الموجودة. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الرابطة حلولاً شرعية تتعلق بالقضايا المعاصرة التي تواجه المجتمع، مثل مشكلات العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، مما يجعلها منصة هامة لتقديم المشورة الشرعية.

أيضاً، تهدف الرابطة إلى رفع مستوى الوعي الديني بين المسلمين من خلال التعليم والتوجيه. تقوم بتنظيم ندوات وورش عمل لتثقيف الناس حول المبادئ الإسلامية وأهمية الوحدة. وتعزز الرابطة أبحاث العلماء والمفكرين في القضايا الملحة، مما يسهم في تعزيز الفكر الإسلامي وتوافقه مع التغيرات العالمية.

كيف تساهم رابطة علماء المسلمين في مواجهة التحديات المعاصرة؟

تتعاون رابطة علماء المسلمين مع الحكومات والمؤسسات المدنية لمواجهة التحديات المعاصرة، مثل التطرف والإرهاب. من خلال توفير الرؤية الشرعية الرصينة، تُظهر الرابطة كيف يمكن للمسلمين أن يتبنوا منهج الاعتدال والتسامح. يتم ذلك من خلال إصدار بيانات توضح موقف الإسلام من العنف والتطرف، مما يساعد في تشكيل وعي مجتمعي يرفض هذه الآراء المتطرفة.

تعمل الرابطة أيضاً على رصد القضايا الاجتماعية والسياسية التي تؤثر على المسلمين، مثل حقوق الإنسان والحريات الدينية. من خلال إصدار التقارير والبيانات، تسعى الرابطة لتسليط الضوء على هذه القضايا ودعوة الجهات المعنية لمعالجة الوضع وبالتالي خلق بيئة إيجابية للدين والفكر الإسلامي.

ما أبرز النشاطات التي تقوم بها الرابطة؟

تشمل النشاطات البارزة لرابطة علماء المسلمين تنظيم المؤتمرات والندوات التي تجمع علماء من مختلف الدول الإسلامية. في هذه الفعاليات، يتم مناقشة القضايا الراهنة وتقديم حلول مبتكرة تتوافق مع التعاليم الإسلامية. كما تعمل الرابطة على نشر الوعي من خلال إصدار كتب ومقالات تتناول المسائل الشرعية.

بالإضافة إلى ذلك، تُعقد ورش عمل تدريبية للعلماء والطلاب حول كيفية التعامل مع المواضيع المعاصرة بشكل يتماشى مع الإسلام. وتُعتبر هذه النشاطات فرصة لإعداد جيل جديد من العلماء الذين يمكنهم المساهمة بشكل فعال في توحيد الأمة.

هل هناك تعاون بين رابطة علماء المسلمين والمنظمات الأخرى؟

نعم، تسعى رابطة علماء المسلمين إلى بناء شبكة واسعة من العلاقات مع منظمات إسلامية ودولية أخرى. هذا التعاون يُساهم في تعزيز الجهود نحو تحقيق الأهداف المشتركة، مثل تعزيز السلم والأمن في المجتمعات الإسلامية. يشمل هذا التعاون تبادل المعرفة والخبرات، مما يُعزز من فعالية الرابطة في التعامل مع القضايا العصرية.

علاوة على ذلك، تتعاون الرابطة مع هيئات تعليمية ودينية لتطوير المناهج التعليمية في الأطر الدينية، مما يسهم في نشر الفكر المعتدل. يُعتبر هذا التعاون جزءاً أساسياً من استراتيجيات الرابطة في تعزيز الوحدة الإسلامية.

كيف يمكن للأفراد دعم رابطة علماء المسلمين؟

يمكن للأفراد دعم رابطة علماء المسلمين بعدة طرق، تشمل المشاركة في الفعاليات التي تنظمها الرابطة، مثل المؤتمرات وورش العمل. هذه المشاركة تعزز من التفاعل المباشر بين الأفراد والعلماء، وتساعد في نشر الوعي حول القضايا الروحية والاجتماعية. كما يمكن للأفراد المساهمة بأفكارهم ومقترحاتهم التي تساعد في تطوير أنشطة الرابطة.

أيضاً، يمكن دعم الرابطة من خلال التبرع المالي الذي يُستخدم في تمويل مشاريعها وأنشطتها. العديد من المنظمات الخيرية تساهم في دعم مثل هذه المبادرات، مما يساعد الرابطة على الاستمرار في تقديم الحلول الشرعية ودعم المجتمع الإسلامي.

رابطة علماء المسلمين Telegram Channel

تعتبر رابطة علماء المسلمين قناة تلغرامية مهمة تجمع بين علماء المسلمين من مختلف أنحاء العالم. تهدف القناة إلى توحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم من خلال تقديم حلول شرعية معاصرة للقضايا التي تواجه المسلمين في العصر الحالي. يقدم العلماء المتحدثين على القناة مقالات ومحاضرات تتناول مواضيع دينية واجتماعية وسياسية بشكل متوازن ومتعمق. تعتبر رابطة علماء المسلمين مصدرا موثوقا للمعلومات والتوجيهات الشرعية للمسلمين في جميع أنحاء العالم. إذا كنت تبحث عن توجيهات دينية ونصائح من قبل علماء معتبرين، فإن الانضمام إلى قناة رابطة علماء المسلمين على تلغرام هو الخطوة الصحيحة. انضم اليوم وكن جزءا من هذه الرابطة العظيمة التي تعمل على توحيد المسلمين وتقديم الحلول الشرعية المعاصرة.

رابطة علماء المسلمين Latest Posts

Post image

وللترمذي: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ».

وفي هذا الشهر ليلة خير من ألف شهر، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾[سورة القدر].

ولذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدم هذا الشهر، قال أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ: «قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ الله عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ» رواه أحمد.

فضل صوم رمضان

من فضائل صوم هذا الشهر ما يلي:

1/ أنه ركنٌ من أركان الإسلام، وأعظم القربات الفرائض وأركان الدين.

قال الله تعالى: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ» رواه البخاري.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» رواه مسلم. فقوله: «بعد رمضان» يدل على أنه لا صوم يعدل صوم الفريضة.

2/ تحقيق التقوى.

قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].

3/ مغفرة الذنوب:

قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري ومسلم.

أي: مصدقاً بفرضه، راجياً ثوابه. وفي صحيح الإمام مسلم حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ».

4/ عِظَمُ الثواب:

وتأمل هذه القصة لتعلم ذلك: عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله رضي الله عنه أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ –بالأندلس- قَدِمَا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ إِسْلَامُهُمَا جَمِيعًا، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ الْآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنْ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ:«مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ»؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً»؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ، وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ» ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» رواه ابن ماجه.

وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فممن أنا؟ قال: «من الصديقين والشهداء» رواه ابن حبان،وابن خزيمة، والبزار.

5/ دخول الجنة.

06 Mar, 15:10
27
Post image

ففي الصحيحين عن طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله رضي الله عنه قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ، حَتَّى دَنَا فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنْ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ». فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لا، إلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ». قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَصِيَامُ رَمَضَانَ». قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ. قَالَ: «لا، إلا أَنْ تَطَوَّعَ». وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّكَاةَ، قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لا، إلا أَنْ تَطَوَّعَ». فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَالله لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلَا أَنْقُصُ. قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ». وفي رواية لهما: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا».

الترهيب من الفطر بدون عذر في رمضان

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَان» رواه الشيخان.

فمن ترك صوم رمضان فقد ترك ركناً من أركان الإسلام.

وروى أبو يعلى في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: «عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان. والحديث صححه الذهبي، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 48)، والمنذري في الترغيب والترهيب برقم (805)، وضعفه الألباني في السلسة الضعيفة (94).

وقال الذهبي رحمه الله: “وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض (أي بلا عذر يبيح ذلك) أنه شر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال” [في الكبائر، ص: 64].

وقد ذهب بعض السلف إلى كفر من لم يصم رمضان وإن لم يجحد وجوبه.

الترهيب من التقصير في رمضان

وهذا مما يُستدل له بحديث الحاكم في المستدرك، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احضروا المنبر»، فحضرنا، فلما ارتقى درجة قال:«آمين»، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال:«آمين»، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال:«آمين»، فلما نزل قلنا: يا رسول الله، لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه؟ قال: «إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: آمين، فلما رقيت الثانية قال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين، فلما رقيت الثالثة قال بعد من أدرك أبويه الكبرُ عنده أو أحدَهما فلم يدخلاه الجنة، قلت: آمين».

وما ذاك إلا لكثرة ما يغفر الله لعباده فيه، فمن قام رمضان أو صامه أو قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً فهومغفور له، فمن قصر فلم يتعرض لنفخات ربه فيه فهو المغبون الخاسر، ومثل هذا الدعاء لا يرد؛ فإنه صدر عن الأمينين عليهما الصلاة والسلام، وزمانه ساعة الجمعة المباركة، ومكانه منبر نبينا صلى الله عليه وسلم، فكيف يُرَدُّ دعاء هذا شأنه؟

اللهم تقبَّل صيامنا وقيامنا، واجعلنا من عتقائك من النار.

اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

06 Mar, 15:10
35
Post image

وعند أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ». وما ذكر الصائم إلا لعلمهم بعظم أجره. ومثله في الدلالة على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار» رواه البخاري.

وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنَّ ريح الصائم عند الله أطيب من المسك أخبر به يحيى بن زكريا عليه السلام قومه لما أمره الله بخمس كلمات أن يبلغهن وأن يعمل بهن، قال لهم: «وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي عِصَابَةٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ فَكُلُّهُمْ يُعْجِبُهُ رِيحُهَا، وَإِنَّ رِيحَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» رواه الترمذي.

والصائمون من أهل المغفرة، قال تعالى: ﴿وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:35].

ومن الشفاعات الثابتة يوم القيامة شفاعة الصيام، قال نبيُّنا صلى الله عليه وسلم: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، فَيُشَفَّعَانِ» أخرجه أحمد.

والصوم وقاية من النار، فعنْ جَابِرٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّمَا الصِّيَامُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنْ النَّارِ» رواه أحمد، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصيام جنة وحصن حصين من النار» رواه أحمد والبيهقي. وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله إِلَّا بَاعَدَ الله بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» رواه البخاري ومسلم، وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله جَعَلَ الله بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» رواه الترمذي.

وهو من أسباب دخول الجنة، ففي الجنة بابُ الريَّان لا يدخل منه إلا الصائمون، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ » رواه البخاري ومسلم.

ولما جاء أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم يقول له: يَا رَسُولَ الله مُرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، قَالَ له: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ» فقال: يَا رَسُولَ الله مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ:«عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ» رواه أحمد.

وعند مسلمٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا»؟ قَالَ أبو بكر: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً»؟ قَالَ أبو بكر: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا»؟ قَالَ: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنَا. فَقَالَ: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ».

فضل شهر رمضان

هذا الشهر شهر خير وبركة، كثير من النصوص دلت على ذلك، فمن ذلك:

أنَّ الله اختاره لإنزال القرآن الكريم، وكفى بذلك فضلاً، قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾[البقرة: 185]. وما ذكر الله شهراً باسمه في القرآن سوى رمضان، ولا منافاة بين كون القرآن نزل في ليلة القدر، وبين نزوله مفرقاً منجماً؛ فقد نزل جملة واحدة فيها إلى بيت العزة في سماء الدنيا، وقيل: بدأ نزوله فيها، والأول أولى.

ومما جاء في فضائله حديثُ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ» رواه الشيخان.

06 Mar, 15:10
21
Post image

الصوم: فضائل وآداب

بقلم فضيلة الشيخ د. مهران ماهر عثمان

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛ فإن إدراك شهر رمضان نعمة تستوجب منَّا شكر الله تعالى، وهذه بعض النقاط المهمة التي تتعلق بهذا الشهر المبارك.

تعريف الصوم

الصوم لغة: الإمساك.

وفي الشرع: “الإمساك عن شهوتي البطن والفرج في جميع النهار بنية” [الشرح الكبير للشيخ الدردير].

أو قل: التقرب لله تعالى بالإمساك عن المفطِرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

فضل عبادة الصوم

قال الله تعالى شاهداً بخيريَّة الصوم: ﴿وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:184]. وثبت في سنن الترمذي، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلك على أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ» قَالَ: ثُمَّ تَلا: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [السجدة/16].

وقد جعله الله تعالى في كثيرٍ من الكفَّارات؛ لما له من أثرٍ كبيرٍ في إصلاح النفس وتقويم السلوك.

قال ربنا سبحانه: ﴿وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما﴾ [النساء: 92].

وقال: ﴿لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون﴾ [المائدة: 89].

وقال: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبالَ أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام﴾ [المائدة: 95].

وقال: ﴿والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير (3) فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم﴾ [المجادلة: 3-4].

والصوم يحمل على ترك المعاصي. فالصائم يمتنع عما هو حلال بأصله، فيمتنع عنه امتثالاً لأمر الله، وهذا يسهل عليه أن يمتنع عما حرم بأصله. فتجد الصائم يتوضأ لصلاته قد أعياه الظمأ، فيدخل الماء في جوفه، ثم يلفظه وهو أحوج ما يكون إليه؛ إرضاءً لربه. فالصوم عبادة تزكو النفوس بها ، وتتسامى به الأرواح، ومن سمت روحه وطهرت نفسه لم تأنس بمعصية الله. ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليه الشاب الذي لا يقدر على الزواج؛ لما يحققه من العفاف، فعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» [البخاري ومسلم]، والوجاء: رضُّ الخُصيتين، والمراد أنه قامع للشهوة، فهو يكبح جماح الشهوة، ويكسر حدتها، وتخبو به ثورتها. قال ابن كثير رحمه الله -في قول الله تعالى: ﴿وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ﴾ [الأحزاب:35]-:” ولما كان الصوم من أكبر العون على كسر الشهوة -كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب… » -ناسب أن يذكر بعده: ﴿وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ﴾، أي: عن المحارم والمآثم إلا عن المباح” [تفسير القرآن العظيم (6/ 420)].

والصوم يُثاب أصحابُه بلا حساب لقول الله تعالى في الحديث القدسي: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ» [البخاري ومسلم]، ولا غرو في ذلك؛ فهو عبادة قائمة على الصبر، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر:10]. وعند الترمذي قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصوم نصف الصبر».

06 Mar, 15:10
26