نظرات في آيات متشابهات :
وفي باب تعاور الألفاظ :
قال تعالى :" وَإِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةً۬ وَحِدَةً۬ وَأَنَا۟ رَبُّڪُمۡ ( فَٱتَّقُونِ ) " المؤمنون ٥٢.
"إِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةً۬ وَحِدَةً۬ وَأَنَا۟ رَبُّڪُمۡ ( فَٱعۡبُدُونِ )" الأنبياء ٩٢.
سورة المؤمنون يغلب على جوها ذكر عقوبات طوائف من الأمم ممن عصوا الرسل، بل ان سياقات السورة مشحونة بالتهديد والتحذير من نفس مصير تلك الأمم كنحو قوله تعالى :
" فَأَخَذَتۡہُمُ ٱلصَّيۡحَةُ بِٱلۡحَقِّ فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ غُثَآءً۬ۚ فَبُعۡدً۬ا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ "(٤١)
" ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً۬ رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُۚ فَأَتۡبَعۡنَا بَعۡضَہُم بَعۡضً۬ا وَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِيثَۚ فَبُعۡدً۬ا لِّقَوۡمٍ۬ لَّا يُؤۡمِنُونَ " (٤٤)
" فَذَرۡهُمۡ فِى غَمۡرَتِهِمۡ حَتَّىٰ حِينٍ " (٥٤)
" أَيَحۡسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِۦ مِن مَّالٍ۬ وَبَنِينَ (٥٥)
نُسَارِعُ لَهُمۡ فِى ٱلۡخَيۡرَتِۚ بَل لَّا يَشۡعُرُونَ (٥٦)
فناسب ان توضع لفظة( فاتقون ) لما فيها من التحذير والتخويف والتهديد .
اما أية سورة الأنبياء فإنها جاءت بعد ما يدل على الإحسان والتفضل واللطف، كما جاء في تفضله على الأنبياء ابراهيم وموسى وداود وسليمان ويونس ولوط و ايوب وزكريا عليهم السلام ومريم وابنها المسيح عيسى عليه السلام.
فناسب استعمال لفظة ( فاعبدون ) لمن هذه صفاته وعطاياه .
ثم انظر الى خاتمة السورتين فقد ختم سورة المؤمنون فيمن كان من اصحاب الشقاء وكان من اهل الجحيم في الآيات ١٠٣ إلى ١١٧، وهذا مناسب للفظة ( فاتقون )
وختم سورة الأنبياء في من سبقت لهم الحسنى وختم لهم بالسعادة وهذا مناسب ان تختم إيتها بلفظة ( فاعبدون ) لينالوا هذا المصير وهذه السعادة .
فناسب من كل وجه، الامر بالعبادة في أية الأنبياء، والأمر بالتقوى في آية المؤمنون .
د/ فاضل السامرائي / التعبير القراني ٣١٥-٣١٧ بتصرف
📚 قناة القرآن الكريم ( تدبر ) :
https://t.me/quran_tadapr