وهي قصة القاضي شُريح، أحد أشهر القضاة في العهد الأموي، الذي عُرف بحكمته وإنصافه:
قصة القاضي شُريح والخليفة علي بن أبي طالب:
يحكى أن الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجد درعه المفقود في يد رجل نصراني. فأخذها منه وذهب إلى القاضي شُريح ليحكم بينهما.
القضية:
• قال علي رضي الله عنه: “هذه درعي، وقد وجدتها عند هذا الرجل النصراني، وهي لم تُبع ولم تُهدَ.”
• فسأل القاضي شُريح الرجل النصراني عن الأمر، فقال: “إن الدرع لي وهي في يدي.”
• طلب القاضي من الخليفة علي أن يُحضر شهوداً لإثبات ملكيته للدرع.
• أحضر علي رضي الله عنه ابنه الحسن ليشهد، ولكن القاضي قال: “شهادة الابن لأبيه لا تُقبل في القضاء.”
الحكم:
• بناءً على الأدلة المتوفرة، حكم القاضي شُريح بأن الدرع تعود للرجل النصراني، لأنها في حوزته ولم يُثبت علي بالبينة أنها له.
ردة فعل النصراني:
• تأثر النصراني بشدة من عدالة الخليفة علي واحترامه لحكم القاضي،
فقال: “أما أنا فأشهد أن هذا هو حكم الأنبياء!
أمير المؤمنين يقاضيني أمام قاضيه ويحكم القاضي لي عليه!”
• أعلن النصراني إسلامه، ورد الدرع إلى علي قائلاً: “أما أنا فأشهد أن الدرع لك يا أمير المؤمنين، لقد وقعت مني في إحدى الغزوات.”
الدروس المستفادة:
1. عدالة القضاء الإسلامي: القاضي لا يُحابي حتى لو كان المتقاضون من أعلى المناصب.
2. التزام الخليفة بالقانون: علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يستخدم سلطته لفرض رأيه بل لجأ للقضاء.
3. تأثير العدالة على النفوس: العدل يمكن أن يكون سبباً في تغيير القناعات والقلوب.
هذه القصة تُظهر مدى حرص القضاة والمسؤولين قديماً على تحقيق العدالة بغض النظر عن مكانة الشخص أو ديانته 🤝