" وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم "
ويقول ربُ العزة :
" فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا "
يُقال " في كل شـر خير كثير "
ويقال " ربّ ضـارة نافعة "
بين طيات تلك الألام ، وفي زعزعات الظروف
وصوارف الأيـام المنهكة ، وفي تواتر الأحداث السيئة
لا يغيب عن عقلك ..
أن كل هذا يحدث بتدبير الله وبأمر الله وتحت رعاية الله
لا يتبادر إلى ذهنك مهما عصفت بك الأيام
أنك في طيّ النسيان
أو أن الله لا يأبى بدموعك وحزنك وتلافيف أوجاعك
مادمت تعيش في كنف الغايةِ التي وجدت من أجلها
قائماً بما أمر الله مجتنباً ما نهى عـنه ..
" فلا تهنوا ولا تحزنوا " [ وأنتم الأعلون ]
كل هذه المكاره ، ما قُدرت إلا لعلم الله السابق
أن هذه الحاله " تُناسبك " في زمن معين تحت ظرف معين
ربما تتسأل كيف أرضى وأنا تحت مشنقة الألم
أو تحت أزيز السوء تتخطفني الأوجاع ..؟
إن تبادر إلى ذهنك هذا السؤال
فأنا يدور في خلدي سؤال ..
هل غيرت حالة السـخط من ظروف الأيام ؟
هل أصلحت تجاويف الروُح
هل عالجت صنوف الألم ؟
لا .. أرضى بما قدر الله لك يهنّ عليك العبور ..
يقول الله جلّ وعلا " ولو بسط الله الرزق لعبادهِ لبغوا في الأرض ولكن ينزلُ بقدر ما يشاء إن الله بعباده خبيرٌ بصير "
يقول أحد العارفين بالله عن هذه الأية
أن الله قدر لأحد العباد حالة الغناء .. لعلمه السابق أن هذا أنفع له في دينه ودنياه وأنه لو كان فقيراً لفقد دينه
وقدر لعبده الأخر " الفقر " لعلمه السابق أنها هذه الحاله
أصلح له ولو أغتنى لبغى في الأرض ..
ختام الأيـة " إن الله بعباده خبيرٌ بصير "
الأ يكفيك أنهُ خبير بك يعلم حالك ، تفاصيل أوجاعك
وأسم الله الخبير
" يعني علم الله التـام بأمر السرّ والعلانية "
وبصير " يراك ولا تغيب عنه طرفة عين "
هل يوجد أحد من الخلق!
اعتنى بك هذه العناية التامه ..
هل قدرنا هذه العناية حق قدرهـا ؟