قال تعالى:
﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ (النمل: 22)
أيها المؤمن، انظر كيف يعلمك القرآن أن تكون صاحب يقين لا تابعًا للظنون! إنها آية ترسم منهج البحث والتحقيق، وتغرس فيك روح المسؤولية، فلا تتحدث إلا بعلم، ولا تنقل إلا ما تثبت من صحته، فالمؤمن شعاره اليقين لا التسرع، والتحقق لا العشوائية.
✨ الهدايات القرآنية ✨
🔹 ضرورة التثبت من الأخبار قبل تصديقها ونقلها – من قوله ﴿بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾، فليس كل ما يُسمع يُنقل، بل المؤمن لا يتحدث إلا بعلم يقيني.
🔹 أهمية المبادرة والبحث عن الحقائق وعدم الركون إلى الجهل – من قوله ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾، فالمسلم يسعى للمعرفة ولا يكتفي بما يقال له.
🔹 التواضع عند تقديم المعلومة والاعتراف بفضل الآخرين – فالهدهد رغم اكتشافه الجديد لم يقلل من شأن سليمان عليه السلام، بل خاطبه بأدب، مما يعلمنا أن العلم لا يعني التعالي.
✨ صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي ✨
📌 منهج علماء الحديث في التحقق من صحة الروايات – لم يقبلوا أي حديث عن النبي ﷺ إلا بعد التثبت من سنده ورجاله، تحقيقًا لمنهج ﴿بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾.
📌 ابن الهيثم في البحث العلمي – لم يكتفِ بالنظريات، بل كان يعتمد على التجربة والبرهان، وبهذا أسس علم الضوء والبصريات، مقتديًا بمنهج "أحطتُ بما لم تُحِط به" في البحث والتدقيق.
📌 نعيم بن مسعود في غزوة الأحزاب – لم يعتمد على معلومات غير مؤكدة، بل استخدم ذكاءه في التفريق بين الأحزاب، مما يعكس أهمية التثبت من الأخبار قبل اتخاذ أي موقف.
✨ تطبيقات حياتية ✨
✅ لا تنشر أي خبر قبل التأكد من صحته – لأن المؤمن لا يكون أداة لنقل الإشاعات، بل ميزانه في الأخبار هو ﴿بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾.
✅ كن مبادرًا في طلب العلم والبحث عن الحقائق – فمنهج المسلم ليس التقليد الأعمى، بل الاقتداء بالهدهد الذي بحث وتحقق ثم تحدث.
✅ تواضع عند تقديم المعرفة ولا تزكِ نفسك بها – كما فعل الهدهد، فقدّم المعلومة بأدب دون انتقاص لمقام سليمان عليه السلام.
✦ دروس للحياة ✦
"الكلمة أمانة، فلا تتحدث إلا بعلم، ولا تنقل إلا ما تحقق من صحته، وكن باحثًا عن الحقيقة، متثبتًا في أمورك، متواضعًا في علمك، فهكذا يكون المؤمن الناجح."
✍️ د.إسماعيل السَّلْفي
📢 للمتابعة تلجرام:
https://t.me/nh607