شَرحُ "إقتِضاء الصّراطِ المُستَقيم"، لِلشّيخِ مُحمّد بنِ صالِحٍ العُثَيمين رَحِمَهُ ﷲُ.
فَرَضَ ﷲُ عزّ وجلّ علىٰ خَلقِهِ أن يَسألوهُ في كُلِّ رَكعَاتِهِم، أن يُنعِمَ عَلَيهِم بِالهِدايَةِ إلىٰ صِراطِهِ المُستَقيمِ، الّذي هو صِراطُ الأنبِياءِ وأتباعِهِم، لا صِراطُ قَتَلَةِ الأنبِياءِ، ولا المُفتَرينَ علىٰ ﷲِ ورُسُلِهِ، وهـٰذا أصلٌ عظيمٌ في وُجوبِ مُخالَفةِ الكُفّار، إلاّ أنّ كَثيراً منَ أدعِياءِ العِلمِ اليَومَ، لبّسوا علىٰ النّاسِ، فصارَ التَشبُّهُ بِهِم مطلَبًا شَرعِيًّا، فتراهُم لا يُسارِعونَ إلىٰ إحياءِ لَيلةِ الميلادِ، ورأسِ السّنةِ فَحسبُ، بل يَنفرونَ منَ التّشبُهِ بِالصّالِحينَ، ولا يأبَهونَ لِعيدِ الفِطرِ ولا عيدِ الأضحىٰ، وقد عقَدَ الشّيخُ العُثَيمينُ رَحِمَهُ ﷲُ قبلَ ثلاثينَ عامًا في مَسجِدِهِ بِمَدينَةِ "عُنَيزةَ" مَجالِسَ شَرَحَ فيها كِتابَ "اقتِضاءِ الصّراطِ المُستَقيم"، لِما رأىٰ مِن بَوادِرِ الانحِرافِ الّتي لم يَتَفطّن لها الكَثيرُ حينَها، لاسِيَما في ذاكَ المُجتَمَعِ المُحافِظِ، والفِتنَةُ إذا أقبَلَت، لا يَعرِفُها إلاّ العالِمُ البَصيرُ…
مُؤسّسةُ الشّيخِ.القَصيم.
4200دج