Publicaciones de Telegram de منصور الحذيفي

من أخطر ما في وسائل التواصل تطبيع المنكر.. وأن تصبح المعصية حرية شخصية، والمخالفة الصريحة للدين وجهة نظر.. أو تسمى انفتاحاً وتحرراً، فكثرة ملابسة المنكر وأهله المجاهرين به تسوّغه وتُطبّعه حتى في النفوس التي كانت في يومٍ من الأيام أبعد ما تكون عن ذلك! وكثير من الناس لا يقبل في واقعه أن يرى المنكرات أو يخالط أهلها، لكنه في هذه المواقع لا يتحرج من ذلك، ولا تنفر نفسه منه، خاصةً مع الاعتياد.. نسأل الله لنا ولكم العافية.

ليلة جمعة
وعلى بُعد ساعات من خير الشهور
اللهم بلِّغنا ووفقنا
ولا تحرمنا بسوء ما عملنا

طولُ العِشرة يحُضُّ الكريم على الوفاء والصبر والإحسان، ويُجرِّئ اللئيم على الاستهانة والمبادرة بالإساءة.

كثيرٌ من سعةِ الصدر لا يأتي إلا بالتمرس بالمصاعب، ومعاناة الظروف القاهرة، وتراكم التجارب والأخطاء، وتجرُّع عواقب العجلة والغضب، فليس الطبع ولا القناعة هما المُؤثِّرَين الوحيدين في ذلك، وإن كان لهما أثرٌ كبير فيه..
والحكمة هي مزيجُ كلِّ ذلك، أو لِنقُل: ثمرته.

كلما رأى المؤمنُ الفتن تزداد في هذا العصر وتحاصر العباد تعرَّفَ أكثر على معنى الفرار الذي هو عين الانتصار! وهو المذكور في قوله تعالى (ففِرُّوا إلى الله..).

كان ذلك الكاتب صامتاً طوال الوقت، أخرس، بل لقد يبدو متبلدَ الإحساس تجاه المواقف والسهام التي تنوشه.. كان لا يحسن تصفية حساباته إلا على الورق! ولا ينتقم من واقعه إلا بأن يغرس في أحشائه سِنَّ قلمه، ولا يغدو ساحرَ البيانِ مِنطيقاً إلا حين يجوس على مكتبه بين الألفاظ والمعاني!

من أصعب الأمور في هذه الحياة أن تنشَأَ تنشِئةً عاطفية، تربِطُ -رغماً عن عقلك- هناءك ورضاك عن نفسك برضا الآخرين عنك، وعليك فيما بقيَ من عمرك أن تسخّر كل جهودك لتتحرر من هذا الارتباط النكِد!

حتى أروع الكتب، قد نجد فيها عشرات الصفحات الجالبة للملل، لكن حين نصل لمواطن الجمال فيها نجدها جرعاتٍ مكثّفة من الفائدة والمتعة، فلا مفرّ إذن من الصبر حتى ونحن نتعامل مع أجمل الأشياء والأحداث.. لنغنمَ ثمارَها ونتزوّد من عطاءاتها، وأيضاً فإن الملل ليس قريناً لعدم الاستفادة، فكثيراً ما يكون كالدواء المُرّ؛ نتجرّعه بصعوبة بالغة، وفيه -بإذن الله- الشفاء وحسن العاقبة.

رغبة الإنسان في القوة وسعيه الحثيث في امتلاك الإرادة، ثم ضعفه وانهزامه عند كثيرٍ من منعطفاتِها= من أشدِّ عذابات الدنيا، فيا لتلك الرغبة الجامحة الراغِمة!

توقّف عن وضع نفسك دائما موضعَ الضحية..
‏هذا لا يزيدك إلا ضعفاً وتحطُّما!