وأنت أيّها المُوفَّق؛ لا تَظُنّ أنّك قد تنال القرآن بجودَةِ حفظٍ أو حدّةِ ذكاء أو قوّةِ ذاكرة، إنّما توفيقٌ من الله أدركك، ورحمةٌ أصابتك، فأحدِث لهذه النّعمة شُكرًا، واصدُق المعاملة.
واعلم أنّك بحاجةٍ إلى عونِ ربّك، فلا تَتَّكِل على نفسك، فإن فعلت وُكِلتَ إلى ضعفٍ وعجز، وكَم مِمَّن نال الدّرجات العالية بسبب افتقاره إلى ربّه ودوام التَّضرُّعِ له، ومن أسمائه ﷻ " الفَتّاح " فَسَله واضرَع إليه أن يفتح عليك في حفظ كتابه ويجعلك من أهله العالِمين العامِلين.
وأعيد؛ لا تتّكِل على نفسك فَتَهلَك. "