أحدث المنشورات من قناة إبراهيم زكريا (@ibrahimaboanas) على Telegram

منشورات قناة إبراهيم زكريا على Telegram

قناة إبراهيم زكريا
هذه القناة على Telegram خاصة.
"إنَّ في الدنيا جنةً معجلةً، وهي معرفةُ اللهِ ومحبَّتُه، والأنسُ به والشوقُ إلى لقائه، وخشيتُهُ وطاعتُهُ

والعلم النافع يدلُّ على ذلك، فمَن دلَّه علمُه على دخول هذه الجنَّة المعجلة في الدنيا فاز بالجنة في الآخرة" ابن رجب الحنبلي
1,353 مشترك
394 صورة
652 فيديو
آخر تحديث 11.03.2025 17:03

أحدث المحتوى الذي تم مشاركته بواسطة قناة إبراهيم زكريا على Telegram

قناة إبراهيم زكريا

24 Jan, 04:50

61

"فإنّ صلاتكم معروضة عليّ"

هنا يقف الفكر.
ويخفق القلب بشدة.

هل تعرض صلاتي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراها!

وهل هي تستحق أن تعرض عليه بأبي هو وأمي وولدي ونفسي!

وهل أنا أهل لذلك الشرف وأستحقه!

هل أسمَّى باسمي هناك، يقال: يا رسول الله، هذه صلاة فلان عليك، قد اجتهد فيها طاقته.

يا رسول الله، هذه صلاة فلان عليك قد ملأها بحب إليك وشوق.

يا رسول الله، هذه صلاة فلان عليك قد صانها بإخلاص وحاطها بمتابعة!

كأني أقرأ هذا الحديث لأول مرة: "أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فإنّ صلاتكم معروضة عليّ".

اللهم اجعل صلاتَك، ورحمتَك، وبركاتِك على سيِّد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدِك ورسولك، إمامِ الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة.

اللهم ابعثه مقامًا محمودًا يَغبطه به الأولون والآخِرون.

اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
.
قناة إبراهيم زكريا

23 Jan, 20:26

86

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الدُّنْيَا دَارَ مِنَحٍ وَمِحَنٍ، وَحَذَّرَنَا مِنَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَفَرَضَ عَلَى العِبَادِ الصَّبْرَ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالحَزَنِ، وَوَعَدَ الصَّابِرِينَ دَارًا لَا يُصِيبُهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَلَا وَهَنٌ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يَعْلَمُ السِّرَّ وَالعَلَنَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَوْصَانَا أَنْ نَعْتَصِمَ بِالكِتَابِ وَالسُّنَنِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، السَّائِرِينَ عَلَى خَيْرِ السَّنَنِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ ابْتِلَاءٍ وَاخْتِبَارٍ، تَتَقَلَّبُ فِيهَا النُّفُوسُ بَيْنَ السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، لِيَمِيزَ اللَّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، وَالكَاذِبَ مِنَ الصَّادِقِ، وَالمُتَسَخِّطَ الجَاحِدَ مِنَ الصَّابِرِ الشَّاكِرِ.

وَإِنَّ إِبْلِيسَ وَجُنُودَهُ وَأَعْوَانَهُ يَسْعَوْنَ جَاهِدِينَ لِإِغْرَاقِ الإِنْسَانِ فِي الفِتَنِ، وَسَلْبِ مَا لَدَيْهِ مِنَ الإِيمَانِ وَاليَقِينِ، فَتَارَةً يُلْبِسُونَ عَلَيْهِ دِينَهُ بِالشُّبُهَاتِ، وَتَارَةً يُزَيِّنُونَ لَهُ الشَّهَوَاتِ، وَكِلَاهُمَا خَطِيرٌ؛ فَفِتَنُ الشُّبُهَاتِ تُفْسِدُ عَقِيدَةَ المُسْلِمِ وَأَصْلَ إِيمَانِهِ وَتَصَوُّرَهُ لِلحَقِّ، وَفِتَنُ الشَّهَوَاتِ تُفْسِدُ تَوَجُّهَهُ إِلَى الخَيْرِ، وَرَغْبَتَهُ فِي الطَّاعَةِ، وَتَجْعَلُهُ يُؤْثِرُ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ. وَبَيْنَ الشَّهَوَاتِ وَالشُّبُهَاتِ تَآزُرٌ وَتَرَابُطٌ؛ فَكَمْ مِنْ شَهْوَةٍ مُحَرَّمَةٍ أُخْرِجَتْ فِي قَالَبِ شُبْهَةٍ فِكْرِيَّةٍ! وَكَمْ مِنْ شُبْهَةٍ فِكْرِيَّةٍ لَمْ تُقْبَلْ إِلَّا لِأَنَّهَا تُبِيحُ شَهْوَةً خَفِيَّةً!

وَمِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِخَلْقِهِ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْهُمْ هَمَلًا، بَلْ أَنْزَلَ إِلَيْهِمُ المَنْهَجَ القَوِيمَ وَالنُّورَ المُبِينَ، فَجَعَلَ الشَّرَائِعَ مَصَابِيحَ تُنِيرُ الطَّرِيقَ لِلسَّالِكِينَ، وَمَعَالِمَ تُرْشِدُ التَّائِهِينَ، وَبَصَائِرَ لِلطَّالِبِينَ.

فَإِلَى كُلِّ مَنْ يَرْجُو النَّجَاةَ، هَذِهِ بَصَائِرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، نِبْرَاسٌ لِلْمُؤْمِنِ فِي مَوَاطِنِ البَلَاءِ، وَمِصْبَاحٌ يُنِيرُ لَهُ الطَّرِيقَ فِي ظُلُمَاتِ الفِتَنِ وَالأَهْوَاءِ، جَمَعْتُهَا مِنَ الصَّحِيحَيْنِ ضِمْنَ سِلْسِلَةِ "أَنْوَارُ الصَّحِيحَيْنِ التَّرْبَوِيَّةُ"، وَسَمَّيْتُهَا: “الأَرْبَعُونَ المُبَصِّرَاتُ بِالفِتَنِ وَالِابْتِلَاءَاتِ”؛ لِتَكُونَ قَطْرَةً مِنْ بَحْرِهَا، وَشَذْرَةً مِنْ عُقُودِ دُرِّهَا.


وَقَدْ جَاءَ الْعَمَلُ فِيهِ وَفْقَ خُطَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ حَدِيثِيَّةٍ، تَهْدِفُ إِلَى تَغْطِيَةِ مَفْرَدَاتِهِ بِشَكْلٍ مُتَوَازِنٍ خَالٍ قَدْرَ الإِمْكَانِ مِنَ التَّكْرَارِ، شَامِلٍ بِقَدْرِ المُسْتَطَاعِ لِجَوَانِبِ الْمَوْضُوعِ مَحَلَّ الدِّرَاسَةِ، وَمِنْ ثَمَّ يُمْكِنُ تَلْخِيصُ مَنْهَجِي فِي النِّقَاطِ الآتِيَةِ:



١  رَتَّبْتُ فُصُولَهُ وَأَبْوَابَهُ عَلَى مَا يَلِي: حَقِيقَةُ الدُّنْيَا وَأَنَّهَا مَحَلُّ اخْتِبَارٍ، وَأَنَّ الاخْتِبَارَ يَكُونُ بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، ثُمَّ كَيْفِيَّةُ التَّعَامُلِ مَعَ البَلَاءِ، ثُمَّ بَيَّنْتُ سُنَّةَ الِابْتِلَاءِ وَالتَّمْكِينِ، وَالفِتَنَ وَطَبَائِعَهَا وَوَسَائِلَ النَّجَاةِ مِنْهَا، وَصُوَرًا مِنْ أَخْطَرِهَا.
قناة إبراهيم زكريا

22 Jan, 16:38

107

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَى عِبَادَهُ إِلَى صِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيمِ، وَحَذَّرَهُمْ مِنَ الطُّرُقِ الْمُعْوَجَّةِ الْمُؤديةِ إِلَى نَارِ الْجَحِيمِ، وَفَتَحَ لِمَنْ شَاءَ أَبْوَابَ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَا يَقْبَلُ إِلَّا الطَّيِّبَ، وَلَا يُقَرِّبُ إِلَّا الْمُتَّقِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، نَاصِحُ الْبَشَرِ وَهَادِيهِمْ إِلَى أَكْمَلِ الطَّرَائِقِ وَأَسْمَى السُّبُلِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّاهِرِينَ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ الشَّرِيعَةَ السَّمْحَاءَ قَدْ أَحَاطَتْ بِحَيَاةِ الْمُسْلِمِ حِصْنًا مِنَ الْمَحَارِمِ، وَسَيَّجَتْ طَرِيقَ الْمُؤْمِنِ بِالْمَنَاهِي حِفَاظًا عَلَى دِينِهِ وَنَفْسِهِ وَعَقْلِهِ وَمَالِهِ وَعِرْضِهِ. وَإِنَّ مَنَاهِيَ اللَّهِ لَيْسَتْ إِلَّا رَحْمَةً بِعِبَادِهِ، فَمَا حَرَّمَ إِلَّا خَبِيثًا، وَمَا نَهَى إِلَّا عَنْ شَرٍّ يُفْسِدُ النَّفْسَ، وَيُظْلِمُ الْقَلْبَ، وَيَسْلُبُ الْبَرَكَةَ مِنَ الْأَعْمَالِ وَالْأَعْمَارِ. وَمَنْ غَفَلَ عَنْ تِلْكَ الْمَنَاهِي وَتَسَاهَلَ فِيهَا، وَاقْتَحَمَ حُدُودَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يَفْتَحُ عَلَى نَفْسِهِ أَبْوَابَ الْهَلَكَةِ، وَيُسْلِمُ قَلْبَهُ لِحَبَائِلِ الشَّهَوَاتِ حَتَّى يَغْرَقَ فِي بَحْرِ الضَّلَالِ.

وَإِنَّ الْمُنْكَرَاتِ تَبْدَأُ صَغِيرَةً فَتَعْظُمُ، فتُفتح الأبواب في بادئ الأمر فتحات ضيقة، ثم تتسع على مصراعيها فتصير سبلا مذلَّلةً لِلضَّلَالِ وَالِانْحِرَافِ. وَمِنْ ثَمَّ تَتَفَتَّحُ أَمَامَهُ أَبْوَابُ السُّقُوطِ فِي الْعَقِيدَةِ وَالْعَمَلِ وَالسُّلُوكِ.


وفِي سَبِيلِ التَّحْذِيرِ وَالزَّجْرِ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ يَرْجُو سَلَامَةَ قَلْبِهِ وَطَهَارَةَ نَفْسِهِ، جَمَّعْتُ هَذَا الْجُزْءَ مِنَ الصَّحِيحَيْنِ ضمن سلسلة أنوار الصحيحين التربوية، وَسَمَّيْتُهُ: "الْأَرْبَعُونَ الْمُنْتَخَبَاتُ فِي فِقْهِ الْمَنْهِيَّاتِ"؛ لِيَكُونَ قَطْرَةً مِنْ بحرها، وَشَذْرَةً مِنْ عُقُودِ دُرِّهَا.

وَقَدْ جَاءَ الْعَمَلُ فِيهِ وَفْقَ خُطَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ حَدِيثِيَّةٍ، تَهْدُفُ إِلَى تَغْطِيَةِ جَمِيعِ مُفْرَدَاتِهِ بِشَكْلٍ مُتَوَازِنٍ مُتَقَارِبٍ، لَا حَيْفَ فِيهِ وَلَا تَفْرِيطَ، خَالٍ قَدْرَ الْإِمْكَانِ مِنَ التَّكْرَارِ، شَامِلٌ بِقَدْرِ الْمُسْتَطَاعِ لِجَوَانِبِ الْمَوْضُوعِ مَحَلِّ الدِّرَاسَةِ، وَمِنْ ثَمَّ يُمْكِنُ تَلْخِيصُ مَنْهَجِي فِي النِّقَاطِ الْآتِيَةِ:

رَتَّبْتُ فُصُولَهُ وَأَبْوَابَهُ عَلَى مَا يَلِي: أَخْطَرُ الْمَنَاهِي الْعَقَدِيَّةِ، وَأَشَدُّ الْمَنَاهِي الْعَمَلِيَّةِ، وَأَبْشَعُ الْمَنَاهِي الْمَالِيَّةُ، وَأَشْهَرُ الْمَنَاهِي اللِّسَانِيَّةُ وَالسُّلُوكِيَّةُ.


حَرِصْتُ أَنْ يَكُونَ مُنْطَلَقُ الدِّرَاسَةِ هُوَ الأَحَادِيثُ النَّبَوِيَّةُ فَقَطْ.

قَسَّمْتُ هَذَا الجُزْءَ إِلَى أَبْوَابٍ – وَهِيَ المَقْصُودَةُ بِالأَرْبَعِينِيَّاتِ -، وَذَكَرْتُ تَحْتَ كُلِّ بَابٍ حَدِيثًا وَاحِدًا أَوْ اثْنَيْنِ عَلَى الأَكْثَرِ، مَعَ عَدَمِ مُزَاحَمَةِ النَّصِّ بِالتَّعْلِيقِ، لِيَبْقَى جَوُّ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ وَرُوحَانِيَّتُهَا، وَتَأْثِيرُهَا فِي النُّفُوسِ.

انْتَخَبْتُ مِنَ الصَّحِيحَيْنِ مَا يَتَنَاسَبُ مَعَ عُنْوَانِ الكِتَابِ، ثُمَّ رَتَّبْتُهَا كُلٌّ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ.

لَمْ أَسْتَوْعِبِ النُّصُوصَ النَّبَوِيَّةَ المُتَعَلِّقَةَ بِالمَوْضُوعِ، وَلَمْ أَشْتَرِطْهُ، وَإِنَّمَا اقْتَصَرْتُ عَلَى ذِي الدَّلالَةِ الكَافِيَةِ عَلَى المُرَادِ، مُتَجَنِّبًا لِلتَّكْرَارِ وَالإِطْنَابِ.

اكْتَفَيْتُ بِذِكْرِ الرَّاوِي الأَعْلَى لِلْحَدِيثِ دُونَ ذِكْرِ بَاقِي الإِسْنَادِ، ثُمَّ سقتُ المتن، وذكرتُ تَخْرِيجَهُ فِي الهَامِشِ بِذِكْرِ اسْمِ الكِتَابِ وَرَقْمِ الحَدِيثِ فَقَطْ.

قُمْتُ بِضَبْطِ الكِتَابِ ضَبْطًا لغويا.

بينتُ معانيَ الكلمات الغامضة التي وردت بالروايات وتحتاج إلى بيان أو إيضاح

وَفِي الخِتَامِ:
أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ هَذَا العَمَلَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ كُلَّ قَارِئٍ وَمُتَدَبِّرٍ، وَأَنْ يَكُونَ نُورًا يُحْيِي اللهُ به القُلُوبَ وَيُثَبِّتُ به النُّفُوسَ.
وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

كَتَبَهُ
أَبُو أَنَسٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا.
قناة إبراهيم زكريا

22 Jan, 12:23

99

ما تيسر من سورة السجدة
قناة إبراهيم زكريا

22 Jan, 11:36

104

اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك

وتحول عافيتك


وفجأة نقمتك

وجميع سخطك
قناة إبراهيم زكريا

21 Jan, 13:43

117

لا تبرحوا أماكنكم
قناة إبراهيم زكريا

20 Jan, 18:10

135

وقد أتاحه المؤلف -جزاه الله خيراً- للنشر الإلكتروني.
قناة إبراهيم زكريا

20 Jan, 16:25

166

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْمَوْتَ حَقًّا، وَالْقِيَامَةَ مَوْعِدًا، وَالْجَنَّةَ ثَوَابًا، وَالنَّارَ عِقَابًا، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ جَاءَنَا بِبَيَانٍ شَافٍ لِمَا نَحْنُ مُقْبِلُونَ عَلَيْهِ، وَخَطَّ لَنَا سَبِيلَ النَّجَاةِ الَّذِي يَتَوَجَّبُ أَنْ نَسِيرَ عَلَيْهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ،،،

فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ مَمَرٍّ لَا دَارُ مُسْتَقَرٍّ، وَالْمَوْتَ حَقٌّ لَا مَهْرَبَ مِنْهُ وَلَا مَفَرَّ، وَهُوَ بَدَايَةٌ لِرِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ مَا مِنْ عَوْدَةٍ بَعْدَهَا، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ آتٍ لَا مَحَالَةَ.

وَأَهْلُ الْإِيمَانِ يَتَسَابَقُونَ إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ؛ إِلَى دَارِ النَّعِيمِ الْأَبَدِيِّ، وَالرَّاحَةِ الَّتِي لَا تُوصَفُ، وَالْجَمَالِ الَّذِي لَا يُمَاثَلُ، إِلَى نُورٍ يَتَلَأْلَأُ، وَرَيْحَانَةٍ تَهْتَزُّ، وَنَهْرٍ مُضْطَرِبٍ، وَقَصْرٍ مُشَيَّدٍ، وَحُورٍ حِسَانٍ، مَقْصُورَاتٍ فِي الْخِيَامِ، وَوِلْدَانٍ مُخَلَّدُونَ، تَقِرُّ بِهِمُ الْعُيُونُ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ.

وَيَفِرُّونَ مِنْ عَذَابِ الْجَحِيمِ، مِنْ نَارٍ لَا تَنْطَفِئُ، وَعَذَابٍ لَا يُطَاقُ، وَزَفِيرٍ لَا يُحْتَمَلُ، وَأَحْزَانٍ لَا تَنْقَضِي، وَسَقَمٍ لَا يَبْرَأُ، وَأَغْلَالٍ لَا تُفَكُّ، وَعَطَشٍ لَا يَجِدُونَ الرِّيَّ بَعْدَهُ ، مِنْ نَارٍ لَا يُرْحَمُ فِيهَا بُكَاؤُهُمْ، وَلَا يُجَابُ دُعَاؤُهُمْ، وَلَا تُقْبَلُ تَوْبَتُهُمْ، مِنْ ذُلٍّ دَائِمٍ وَهَوَانٍ لَا يَنْقَطِعُ.

وَلِأَهَمِّيَّةِ الْوُقُوفِ عَلَى تِلْكَ الْحَقَائِقِ الْعَظِيمَةِ، جَمَعْتُ هَذَا الْجُزْءَ مِنَ الصَّحِيحَيْنِ ضِمْنَ سِلْسِلَةِ (أَنْوَارُ الصَّحِيحَيْنِ التَّرْبَوِيَّةُ)، وَسَمَّيْتُهُ: "الْأَرْبَعُونَ الزَّاخِرَةُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ"؛ لِيَكُونَ قَطْرَةً مِنْ بَحْرِهَا، وَشَذْرَةً مِنْ عُقُودِ دُرِّهَا.

وَقَدْ جَاءَ الْعَمَلُ فِيهِ وَفْقَ خُطَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ حَدِيثِيَّةٍ، تَهْدُفُ إِلَى تَغْطِيَةِ جَمِيعِ مُفْرَدَاتِهِ بِشَكْلٍ مُتَوَازِنٍ مُتَقَارِبٍ، خَالٍ قَدْرَ الْإِمْكَانِ مِنَ التَّكْرَارِ، شَامِلٌ بِقَدْرِ الْمُسْتَطَاعِ لِجَوَانِبِ الْمَوْضُوعِ مَحَلِّ الدِّرَاسَةِ، وَمِنْ ثَمَّ يُمْكِنُ تَلْخِيصُ مَنْهَجِي فِي النِّقَاطِ الْآتِيَةِ

١ رَتَّبْتُ فُصُولَهُ وَأَبْوَابَهُ عَلَى مَا يَلِي: الْمَوْتُ وَمَا بَعْدَهُ، وَالْقَبْرُ وَمَا فِيهِ، ثُمَّ أَهْوَالُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ شَوَّقْتُ النُّفُوسَ إِلَى الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا، ثُمَّ النَّارُ وَبَعْضُ عَذَابِهَا، ثُمَّ خَتَمْتُ بِمُقَارَنَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَأَصْنَافِ أَهْلِهِمَا وَالطُّرُقِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَيْهِمَا.

٢ قَسَّمْتُ هَذَا الْجُزْءَ إِلَى أَبْوَابٍ (وَهِيَ الْمَقْصُودَةُ بِالْأَرْبَعِينِيَّاتِ)، وَذَكَرْتُ تَحْتَ كُلِّ بَابٍ حَدِيثًا وَاحِدًا، مَعَ عَدَمِ مُزَاحَمَةِ النَّصِّ بِالتَّعْلِيقِ، لِيَبْقَى جَوُّ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ وَرُوحَانِيَّتُهَا، وَتَأْثِيرُهَا فِي النُّفُوسِ نَاصِعًا صَافِيًا.

٣ لَمْ أَسْتَوْعِبِ النُّصُوصَ النَّبَوِيَّةَ الْمُتَعَلِّقَةَ بِالْمَوْضُوعِ، وَلَمْ أَشْتَرِطْهُ، وَإِنَّمَا اقْتَصَرْتُ عَلَى ذِي الدَّلَالَةِ الْكَافِيَةِ عَلَى الْمُرَادِ، مُتَجَنِّبًا التَّكْرَارَ وَالْإِطْنَابَِ.

٤ اكْتَفَيْتُ بِذِكْرِ الرَّاوِي الْأَعْلَى لِلْحَدِيثِ دُونَ ذِكْرِ بَاقِي السَّنَدِ، ثُمَّ سُقْتُ الْمَتْنَ، وَذَكَرْتُ تَخْرِيجَهُ فِي الْهَامِشِ بِذِكْرِ اسْمِ الْكِتَابِِ وَرَقْمِ الْحَدِيثِ فَقَطْ.

٥ قُمْتُ بِضَبْطِ الْكِتَابِ ضَبْطًا لُغَوِيًّا، وبَيَّنْتُ مَعَانِيَ الْكَلِمَاتِ الَّتِي وَرَدَتْ بِالرِّوَايَاتِ وَتَحْتَاجُ إِلَى إِيضَاح.

وَفِي الْخِتَامِ

نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يجعلَ هَذَا الكتابُ
مِفْتَاحًا لِلْقُلُوبِ، وَنُورًا لِلْبَصَائِرِ، وَسَبِيلًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَسَبَبًا فِي النَّجَاةِ مِنَ النَّارِ .

وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ إِلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ، وَإِلَيْهِ الْمَآبُ وَالْمَعَاد.

وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

كَتَبَهُ: أَبُو أَنَسٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا.
قناة إبراهيم زكريا

20 Jan, 04:50

146

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَعَرَّفَ إِلَى خَلْقِهِ بِجَمِيلِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَتَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ بِعَظِيمِ آلَائِهِ وَإِنْعَامِهِ، فَصَارَتِ القُلُوبُ بِنُورِهِ تَهْتَدِي، وَالنُّفُوسُ لِعَظَمَتِهِ تَتَعَبَّدُ فَتَرْتَقِي. نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ حَمْدًا يُجَاوِزُ أَمْوَاجَ البِحَارِ، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا يَفُوقُ عَدَدَ قَطْرِ الأَمْطَارِ.

وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، الوَاحِدُ القَهَّارُ، يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، المُصْطَفَى المُخْتَارُ، خَيْرُ مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ وَدَلَّ النَّاسَ عَلَيْهِ لَيْلَ نَهَارَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الأَطْهَارِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الكَمَالِ، مَنْعُوتٌ بِنُعُوتِ الجَلَالِ، لَا يُحَدُّ كَمَالُهُ، وَلَا يُحَاطُ جَلَالُهُ وَجَمَالُهُ، وَلَا يُحْصِي أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ ثَنَاءً عَلَيْهِ، تَعَالَتْ عَظَمَتُهُ وَجَلَّ شَأْنُهُ.

وَلَا شَيْءَ أَنْفَعُ لِلْعَبْدِ مِنْ إِقْبَالِهِ عَلَى اللَّهِ، وَاشْتِغَالِهِ بِذِكْرِهِ، وَتَنَعُّمِهِ بِحُبِّهِ، وَإِيثَارِهِ لِمَرْضَاتِهِ؛ بَلْ لَا حَيَاةَ لَهُ، وَلَا نَعِيمَ وَلَا سُرُورَ وَلَا بَهْجَةَ إِلَّا بِذَلِكَ.

وَلِذَا كَانَ العِلْمُ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ يَعْصِمُ -بِإِذْنِ اللَّهِ- مِنَ الزَّلَلِ، وَيَفْتَحُ لِلْعِبَادِ أَبْوَابَ الأَمَلِ، وَيُثَبِّتُ الإِيمَانَ. فَإِذَا عَرَفَ العَبْدُ رَبَّهُ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَاسْتَحْضَرَ مَعَانِيَهَا أَثَّرَ ذَلِكَ فِيهِ أَيَّمَا تَأْثِيرٍ، وَامْتَلَأَ قَلْبُهُ بِأَجَلِّ المَعَارِفِ وَالأَلْطَافِ.

فَأَسْمَاءُ العَظَمَةِ تَمْلَأُ القَلْبَ تَعْظِيمًا وَإِجْلَالًا لِلَّهِ، وَأَسْمَاءُ الجَمَالِ وَالبِرِّ وَالإِحْسَانِ وَالرَّحْمَةِ وَالجُودِ تَمْلَأُ القَلْبَ مَحَبَّةً لَهُ، وَشَوْقًا إِلَيْهِ، وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَهُ، وَحَمْدًا وَشُكْرًا لَهُ، وَأَسْمَاءُ العِزَّةِ وَالحِكْمَةِ وَالعِلْمِ وَالقُدْرَةِ تَمْلَأُ القَلْبَ خُضُوعًا وَخُشُوعًا وَانْكِسَارًا بَيْنَ يَدَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَأَسْمَاءُ العِلْمِ وَالإِحَاطَةِ وَالمُرَاقَبَةِ تَمْلَأُ القَلْبَ مُرَاقَبَةً لِلَّهِ فِي الحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ، فِي الجَلَوَاتِ وَالخَلَوَاتِ، وَحِرَاسَةً لِلْخَوَاطِرِ عَنِ الأَفْكَارِ الرَّدِيئَةِ وَالإِرَادَاتِ الفَاسِدَةِ، وَأَسْمَاءُ الغِنَى وَاللُّطْفِ تَمْلَأُ القَلْبَ افْتِقَارًا، وَاضْطِرَارًا، وَالْتِفَاتًا إِلَيْهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحَالٍ.

فَسُبْحَانَ الَّذِي مَا طَابَتِ الدُّنْيَا إِلَّا بِمَعْرِفَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ، وَمَا طَابَتِ الآخِرَةُ إِلَّا بِعَفْوِهِ، وَأَلَذُّ مَا فِي الجَنَّةِ رُؤْيَتُهُ.

فَمَحَبَّتُهُ وَمَعْرِفَتُهُ قُرَّةُ العُيُونِ، وَلَذَّةُ الأَرْوَاحِ، وَبَهْجَةُ القُلُوبِ، وَنَعِيمُ الدُّنْيَا وَسُرُورُهَا. بَلْ لَذَّاتُ الدُّنْيَا القَاطِعَةُ عَنْ ذَلِكَ تَنْقَلِبُ آلامًا وَعَذَابًا، وَيَبْقَى صَاحِبُهَا فِي المَعِيشَةِ الضَّنْكِ.

وَفِي مُحَاوَلَةٍ لِنَيلِ شَرَفِ الحَدِيثِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جَمَعْتُ هَذَا الجُزْءَ مِنَ الصَّحِيحَيْنِ ضِمْنَ سِلْسِلَةِ "أَنْوَارُ الصَّحِيحَيْنِ التَّرْبَوِيَّةُ"، وَسَمَّيْتُهُ: "الأَرْبَعُونَ المُنْتَقَاةُ فِي التَّعْرِيفِ بِاللَّهِ".

وَقَدْ جَاءَ العَمَلُ فِيهِ وَفْقَ خُطَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ حَدِيثِيَّةٍ، تَهْدِفُ إِلَى تَغْطِيَةِ مَفْرَدَاتِهِ بِشَكْلٍ مُتَوَازِنٍ، خَالٍ قَدْرَ الإِمْكَانِ مِنَ التَّكْرَارِ، وَشَامِلٍ بِقَدْرِ المُسْتَطَاعِ لِجَوَانِبِ المَوْضُوعِ مَحَلِّ الدِّرَاسَةِ، وَمِنْ ثَمَّ يُمْكِنُ تَلْخِيصُ مَنْهَجِي فِي النِّقَاطِ الآتِيَةِ:

١- رَتَّبْتُ فُصُولَهُ وَأَبْوَابَهُ عَلَى مَا يَلِي: ثَمَرَاتُ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَبَرَكَاتُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ الكَلَامُ عَنْ تَرْبِيَةِ النَّبِيِّ ﷺ أَصْحَابَهُ بِالأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، ثُمَّ جَوْلَةٌ مَعَ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ بَيْنَ الجَمَالِ وَالجَلَالِ، ثُمَّ خَتَمْتُ بِبَيَانِ أَنَّ المَعْرِفَةَ تُثْمِرُ إِحْسَانَ العِبَادَةِ.
قناة إبراهيم زكريا

19 Jan, 19:36

118

••
🌙 برنامج مفاتيح رمضان
في سنته الثانية ١٤٤٦

⭐️ من دروس: الشَّيخ د. صالح العصيمي - وفَّقه الله.

📚 وفيه خمسة مفاتيح:

🔑 المفتاح الأول: شرح «فضل صيام رمضان وقيامه»

🔑 المفتاح الثاني: شرح «فضائل شهر رمضان»

🔑 المفتاح الثالث: شرح «مقاصد الصَّوم»

🔑 المفتاح الرابع: تطريز «فصول في الصِّيام والتَّروايح والزَّكاة»

🔑 المفتاح الخامس: تطريز «شرح حديث قنوت الوتر»

🗓 البداية: يوم السبت ٢٥ رجب ١٤٤٦، الموافق ٢٥ / ١ / ٢٠٢٥.

مدته: شهر.

📝 شهادة إنجاز للمختبرين في الكتب.

#⃣ جوائز للفائقين.

المميزات:

ضبط أحكام رمضان قبل دخوله؛ للعمل بعلم وبصيرة.

قراءة خمسة كتب مع شروحها خلال شهر واحد فقط.

يستغرق البرنامج نصف ساعة فقط في اليوم، مع يومين للراحة والاستدراك كل أسبوع.

✈️ للتسجيل: اشترك بقناة البرنامج على تلجرام:

https://t.me/MAFAATEH