إيمان العبد باسم الله (القوي) جل في علاه يثمر فيه انكسارًا بين يدي الله وخضوعًا لجانبه، وخوفًا منه، ولجوءًا إليه وحده، وحسن توكل عليه، واستسلامًا لعظمته، وتفويض الأمور كلها إليه، والتبرؤ من الحول والقوة إلا به.
قال ابن القيم رحمه الله: "من أسمائه الملك، ومعنى الملك الحقيقي ثابت له سبحانه بكل وجه، وهذه الصفة تستلزم سائر صفات الكمال، إذ من المحال ثبوت الملك الحقيقي التام لمن ليس له حياة ولا قدرة ولا إرادة ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا فعل اختياري يقوم به، وكيف يوصف بالملك من لا يأمر ولا ينهى ولا يثيب ولا يعاقب ولا يعطي ولا يمنع ولا يعز ويذل ويهين ويكرم وينعم وينتقم ويخفض ويرفع ويرسل الرسل إلى أقطار مملكته، ويتقدم إلى عبيده بأوامره ونواهيه فأي ملك في الحقيقة لمن عدم ذلك".
إن الله تعالى كما يعظم في القلب يجب تعظيمه وتوقيره وتبجيله في الأقوال التي ينطق ويتلفظ بها العبد بلسانه الذي هو مترجم عما في الجنان من تعظيم الله تعالى بما يدل على التعظيم والتنزيه والتقديس.
ركوع العبد وسجوده في الصلاة ينبغي أن يكونا بالقلب كما هما بالجوارح، فجوارحه تركع وتسجد، وقلبه يستحضر عظمة ربه، ولسانه يصدق ذلك بقوله: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة). كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم.
علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ذكر عظمة الله تعالى مما يدفع الكروب، ويزيل الهموم، كما جاء في الصحيحين عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم).