جاء في السنة النبوية عشرات الألفاظ القصد منها تعظيم الله تعالى كلفظ التكبير والتسبيح والحمد، فقال صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده).
المتأمل في أفعال المشركين يجدها كلها نابعة من عدم تعظيمهم لله تعالى في قلوبهم، كما قال تعالى: (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ...) الآية. فإن من أدرك عظمته جل وعلا ما عدل به أحدا من خلقه لا في الحب ولا في التعظيم والإجلال، ولا في الطاعة والاتباع، ولا في التعلق والرجاء، ولا في الخوف والخشية، ولا في الذكر والمراقبة ونحو ذلك.
قال تعالى: (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا) .. فالله جل وعلا لعظمته لما تجلى للجبل جعله مدقوقًا مفتتًا، ولذا قال موسى عليه السلام بعد ما أفاق من غشيته: (سبحانك) أي تنزيها لك وتعظيما عما لا يليق بجلالك.
قال السعدي رحمه الله: (وأن الله هو العلي) بذاته فوق جميع مخلوقاته الذي علت صفاته أن يقاس بها صفات أحد من الخلق، وعلا على الخلق فقهرهم. (الكبير) الذي له الكبرياء في ذاته وصفاته، وله الكبرياء في قلوب أهل السماء والأرض.
قال الجصاص: الذكر على وجهين أفضلهما: الذكر القلبي، وهو الفكر في عظمة الله وجلاله وقدرته وفيما في خلقه وصنعه من الدلائل عليه وعلى حكمه وجميل صنعه، والذكر الثاني: الذكر باللسان بالتعظيم والتسبيح والتقديس.