سبحانه العظيم القوي القادر على ما يشاء، الممتنع عن الذل والقهر، الذي قهر خلقه على ما يريد، فلا غالب لأمره، ولا معقب لحكمه، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن؛ بما يجعل العبد يذل ويخضع لجبروته سبحانه وتعالى.
قال ابن كثير رحمه الله: "القاهر الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه".
قال السعدي رحمه الله: "فإنه لا توجد الوحدة والقهر إلا لله وحده، فالمخلوقات وكل مخلوق فوقه مخلوق يقهره؛ ثم فوق ذلك القاهر قاهر أعلى منه، حتى ينتهي القهر للواحد القهار، فالقهر والتوحيد متلازمان متعينان لله وحده".
قال ابن القيم رحمه الله: "القهر المطلق مع الوحدة فإنهما متلازمان، فلا يكون القهار إلا واحدًا؛ إذ لو كان معه كفؤ له فإن لم يقهره لم يكن قهارًا على الإطلاق، وإن قهره لم يكن كفؤًا، وكان القهار واحدًا".