لكن الأدهى، حين تكون ممن يظنون أنهم يحسنون صنعا: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا"
في قوله تعالى " الأخسرون" وليس "الخاسرون" وكأنها أعلى درجات الخسران. الغريب أن هؤلاء الأخسرون (سعوا) بمعنى أنهم بذلوا جهدًا وأرهقتهم الحياة مثلهم مثل غيرهم،* لكنه سعي قد (ضل).
ثم تذكرت قوله تعالى في سورة العصر، عن وصف الخسارة: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
وكأن القسم بكلمة دالة على الزمن، تأكيد على أن الإنسان في خسر.. لكن هناك ما قد يجنبنا هذه الخسارة في حياتنا وبعد مماتنا:
إنه (التواصي)
كلنا هذا الإنسان بلا تمييز! كلنا بمعنى جميعنا لا أحد فوق هذه الخسارة المتوقعة! وكلنا بحاجة إلى (تواصي)..
تخيل: ما الذي يحدث إذا كان هناك (تواصي) متجرد لكل ما هو في صالح الإنسان والعالم بين الناس بلا هوى أو حظ للنفس!
في أقل تقدير لن يكون من الأخسرين أعمالًا، بل إنسان يتحرى العمل الصالح بصدق.