سَيّدِي : لَقد جَعَلكَ اللَّهُ كَآبَائِكَ وَأَولَادِكَ الطَّيِّبِينَ مَنَارًا عَلىٰ مَرِّ العُصُور ،مُهَيمِنًا عَلىٰ التَّارِيخ، تَبَقىٰ وَيَرحلُ الحُكَّام وَالمُلُوك، وَتَنقَضِي الدُّهُور وَالأَعوَام، وَتَمضِي الأَجيَال، فَالأَجيَالُ ...
تَصدَحُ وَاعيَتكَ فِي مَسَامعِ الدَّهرِ بِأَذَانِ الإِيمانِ الرَّاشِد وَالقِيَمِ الفَاضِلة، وَتطلُّ فِي كُلِّ حِينٍ كَإِطلَالةِ الفَجرِ بَعدَ اللَّيلِ البَهِيمِ، لِتُضِيءَ الحَياةَ وَتَملَأهَا عبقًا وَرُوحًا، وَتَنفُخُ فِي النَّاسِ مَعانِي الهُدَى وَالرُّشد، وَتَكشِفُ زَيفَ المُبطِلِينَ وَتقضْ مَضاجِعَ الظَّالِمِين، وَتوقِظُ العُقُولَ الغَافلَةُ وَالقُلُوبَ الجَامِدَةُ وَالنُّفُوسُ الرَّاكِدَةُ، وَتوجَّهُ القُلُوبَ إِلىٰ قِبلَةِ الحَقَّ وَرَايةِ الصّدق .
صَلَّى اَللَّهُ عَلَيكُم أَهلَ بَيْتِ اَلنُّبُوَّةِ، وَمحطُّ الوَحيَّ وَمَهبطُ المَلائِكَةِ، وَورَثةُ الأَنبِيَاءِ وَتَتمّةُ الأَوْصِيَاء .
أَسْأَلُهُ سُبحَانَهُ أَنّ يَهدِي بِهُداكُم جَمِيع خلقِهِ، وَيُعلِي شَأْنُكُم بِمَزِيدٍ مِنَ العُلُوِّ وَالرّفعَة، وَأَن يَشكرَ لِزُوَّارِكُم مَسعَاهُم إِلَيكُم، وَيُكرِمَهُم فِيكُم بِزَادٍ مِن الإِيمَانِ وَالصّلَاحِ وَالثَّبَاتِ وَالفَضِيلةِ، وَقَضاءِ الحَاجَاتِ وَسَدَادِ الخطوَاتِ، وَيَجعَلَهُ ذُخرًا لَهُم فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ .
وَأَن يُعَجِّلَ فِي إِنجَازِ وَعدِهِ بِدَولَتِكُم بِالإِذْنِ بِظُهُور البَقِيَّةِ البَاقِيَةِ مِنكُم، الإِمَامَ المَهدِي -عَلَيهِ السَّلَام- ؛ لِينشرُ رَايَاتِ الهُدَى وَالعَدلِ فِي البَسِيطةِ كُلَّها، وَيَجعَلَنا مِنْ خِيَارِ شِيعَتِكُم، وَمَوضَع رِضَاهُ سُبحَانهُ وَرِضَاكُم، وَيُوَفِّقَنَا لِلشَّهَادَةِ بَينَ يَدَيهِ، إِنَّهُ عَلىٰ كُلَّ شَيءٍ قَدِير ».
- السَيّد مُحَمَّد بَاقِر السّيستَانِيّ .