وكانت تخدم الناس بالأجر وتطعم أيوب عليه السلام ثم إنَّ الناس لم يكونوا يستخدمونها لعلمهم أنها امرأة أيوب خوفًا أن ينالهم من بلائه أو تُعديهم بمخالطته فلما لم تجد أحدًا يستخدمها عمدت فباعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتَيها بطعام طيبٍ كثير فأتتْ به أيوب فقال مِن أين لك هذا؟
وأنكره فقالت خدمتُ به أناسًا فلما كان الغد لم تجد أحدا فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضا وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام فكشفت عن رأسها خمارها فلما رأى رأسها محلوقا قال في دعائه ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾.
البداية والنهاية لابن كثير، ج: 1، ص: 204.