___
الأمُور كُلّها وإن ڪَانت بِمشيئَة اللَّهِﷻ وإرَادته، فالمَطالبُ الدِّينية ڪَسؤال الرَّحمة والمَغفرةِ، والمَطالب الدُّنيوية المُعينة علىٰٓ الدِّين ڪسؤال العَافيةِ والرِّزق وتوابِع ذلڪَ، قد أُمر العَبد أنْ يسأَلها من رَبه طَلبا مُلحًا جازمًا، وهذا الطَّلبُ عينُ العُبودية ومَحلها.
وَلَا يتمُ ذلكَ إلاَّ بالطَلب الجَازم الَّذي ليسَ فِيه تعليقٌ بالمَشيئة؛ لأنَّه مأمُور به، وهو خيرٌ محضٌ لا ضَرر فِيه، واللَّه تعالىٰٓ لاَ يتَعاظمهُ شَيء.ٌ
۔٭وبهذا يَظهر الفَرقُ بين هَذا وبينَ سُؤال بعضِ المطَالب المُعينة الَّتي لَا يَتحقق مصلحتُها ومنفعتُها، ولا يُجزم أن حصولها خيرٌ للعَبد. فالعبدُ يسأَل ربَّه ويُعلقه علىٰٓ اختيارِ ربِّه لهُ أصلح الأَمرين، ڪالدُّعاء المَأثور: «اللَّهمَّ أَحينِي إذا ڪانتِ الحَياةُ خيرًا لي، وتَوفَني إذا عَلمتَ الوفَاة خيراً لِي» وڪدُعاء الاسْتخارة.
۔فافهَم هَذا الفَرق اللَّطيف البَديع بين طَلب الأمُور النَّافعة المَعلوم نفعها وعَدم ضررها، وأن الدَّاعي يَجزم بِطلبها ولَا يُعلقها، وبَين طَلب الأمُور الَّتي لاَ يدري العبدُ عن عَواقبها، ولَا رُجحان نَفعها علىٰٓ ضررها، فالدَّاعي يُعلقها علىٰٓ اختيارِ ربِّه الذِي أحَاط بكُلِّ شَيءٍ علمًا وقُدرةً ورحمةً ولطفًا.
⤶. العَلامَةُ عبدُ الرَّحمن السِّعدي-رحمهُ اللَّه-| القَولُ السَّديد فِي مَقاصدِ التَّوحيد .