دروس الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي -وفقه الله- @dorous_dr_talbi_mohammed Channel on Telegram

دروس الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي -وفقه الله-

دروس الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي -وفقه الله-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ
2,249 Subscribers
223 Photos
368 Videos
Last Updated 02.03.2025 02:30

أهمية الأخلاق في الإسلام وتعليمها

الأخلاق في الإسلام تعد من الأسس الجوهرية التي يقوم عليها الدين؛ حيث قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: "إنما بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ". هذا الحديث يعكس الفهم العميق الذي يربط بين القيم الروحية والمعاملة الإنسانية. في الإسلام، تعتبر الأخلاق الفاضلة ركيزة مهمة لسلامة الفرد والمجتمع، وهو ما يسعى العلماء والدعاة، مثل الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي، إلى تعليم الناس وتوجيههم نحوه. تهدف دروسهم إلى تعزيز القيم الأخلاقية وتعليم الناس كيفية التحلي بها في حياتهم اليومية. إن الأخلاق تعني عدم الالتزام بالقيم الدينية فقط بل أيضاً تطبيقها، مما يسهم في خلق مجتمع أفضل.

ما هي الأخلاق الإسلامية وأهميتها؟

الأخلاق الإسلامية تعني القيم والمبادئ التي يتبناها المسلمون في حياتهم اليومية، والتي تشمل الصدق، الأمانة، الرحمة، والتسامح. تعتبر هذه القيم جزءًا لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية، حيث تعكس التوجه إلى بناء شخصية متكاملة قادرة على التعامل مع الآخرين بإنسانية.

الأخلاق ليست مجرد سلوكيات، بل هي تعبير عن الإيمان القوي بالله. كلما زادت روح الأخلاق في المجتمع، زادت معه المحبة والتعاون بين الأفراد، مما يؤدي إلى تحسين العلاقات الاجتماعية والنمو الروحي.

كيف يساهم العلماء مثل الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي في تعليم الأخلاق؟

يلعب العلماء دورًا حيويًا في توصيل رسالة الإسلام الصحيحة وتعليم الأخلاق السليمة. من خلال الدروس والمحاضرات، يقدم الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي نماذج حية للأخلاق الإسلامية، ويشجع الناس على تطبيقها في حياتهم اليومية. يُعتبر التحفيز والدعم من قبل هؤلاء العلماء أمرًا مؤثرًا في نشر الوعي الأخلاقي.

من خلال استخدام أساليب تعليمية مبتكرة، يمكّن الدكتور طالبي طلابه من فهم الأخلاق الإسلامية بشكل أعمق. يعتمد في تعليم الأخلاق على الاقتباسات من القرآن والسنة، مما يجعله أكثر تأثيرًا وقوة في نفوس المستمعين.

ما هي آثار الأخلاق على المجتمع الإسلامي؟

تؤثر الأخلاق بشكل مباشر على المجتمع، حيث تساهم في بناء بيئة صحية تسودها المحبة والتفاهم. المجتمعات التي تتمتع بأخلاق رفيعة تكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.

عندما يتحلى الأفراد بالأخلاق الفاضلة، تنخفض نسبة الجرائم والنزاعات، ويصبح المجتمع مكانًا أكثر أمانًا للعيش. القيم الأخلاقية تعزز التعاون والتسامح بين الأفراد، مما يؤدي إلى تكوين مجتمع متماسك.

كيف يمكن تعزيز الأخلاق في النظم التعليمية؟

يمكن تعزيز الأخلاق من خلال إدماجها في المناهج الدراسية وتقديم ورش عمل تتناول أهمية الأخلاق في الحياة. يشمل ذلك تعزيز القيم مثل الاحترام والإحسان، مما يساهم في تشكيل عقلية الطلاب.

تطبيق التربية الأخلاقية في المدارس يجب أن يكون تحت إشراف معلمين مؤهلين، حيث يمكنهم تقصير الفجوة بين المعرفة والفهم من خلال تحفيز النقاشات حول الأخلاق وتعزيز سلوكيات إيجابية بين الطلاب.

ما هي أبرز المبادئ الأخلاقية في الإسلام؟

تشمل المبادئ الأخلاقية في الإسلام الصدق، الأمانة، العدل، والإحسان. هذه المبادئ تُعتبر أساسيات في التعامل بين الأفراد وهي تعكس روح التعاليم الإسلامية.

كل مبدأ من هذه المبادئ يؤثر على سلوك المسلمين ويعزز قيم المجتمع. مثلاً، الصدق يبني الثقة بين الأفراد، بينما العدل يضمن حقوق الجميع، مما يسهم في تحقيق التوازن في المجتمع.

دروس الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي -وفقه الله- Telegram Channel

هل تبحث عن دروس دينية تساعدك على فهم وتطبيق الأخلاق الصالحة في حياتك اليومية؟ إذا كنت كذلك، فقد وجدت المكان المناسب! قناة التيليجرام 'دروس الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي -وفقه الله-' تقدم لك فرصة فريدة للاستماع إلى دروس قيمة وتعاليم دينية من قبل الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي بناءً على القرآن الكريم والسنة النبوية. وفقه الله. لا تضيع الفرصة للاستفادة من هذه الدروس القيمة التي تهدف إلى تعزيز الأخلاق الصالحة وتطوير النفس بما يحقق رضى الله عز وجل. انضم إلينا اليوم وكن جزءًا من هذه المجتمع الديني المثمر!

دروس الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي -وفقه الله- Latest Posts

Post image

#خطبة_الجمعة
خطبة الجمعة 29 شعبان عام 1446 الموافق 28-02-2025
بمسجد عبد الحميد بن باديس حي السعادة بولاية الوادي

" التوبة والرجوع إلى الله " 
الشّيخ الدّكتور محمّد بن سعد طالبي -وفّقه الله-


الصفحة على الفيس بوك في الرابط التالي:
🔗 https://www.facebook.com/doroustalbi81
الصفحة الاحتياطية على فيس بوك في الرابط التالي :
🔗https://www.facebook.com/dorous.dr.talbi2
القناة على اليوتيوب في الرابط التالي :
🔗https://www.youtube.com/c/dorousDrTalbiMohammed
القناة على الأرشيف في الرابط التالى:
🔗https://archive.org/details/@user_47523
الصفحة على تويتر في الرابط التالي :
🔗https://twitter.com/dorous_dr_talbi
السلسلة على الأرشيف في الرابط التالي:
🔗https://archive.org/details/friday-sermons-1440

28 Feb, 12:55
197
Post image

*((فَتْحُ ربِّ العَرْشِ فِي بَيَانِ أَصْلِ وحُكْمِ عَادَةِ القِرْشِ))*

الحمد لله ربِّ الأوَّلين والآخرين، والصَّلاة والسَّلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا أمَّا بعد:

ففي كلِّ سنة هجريَّة وبالضَّبط في شهر شعبان إذا اقتربنا من نهايته، وبدأ الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك، يكثرُ السُّؤال عن حكم عادةٍ ألِفَها النَّاس عندنا، التي يسمُّونها بالقِرْشْ، وصورتُها أن يجتمع الأصحاب والأصدقاء من رجال أو نساء، أو أن يجتمع أفراد العائلة؛ لأجل أن يتناولوا ما أحضروه من مأكولاتٍ ومشروباتٍ، ويكون ذلك في آخر ليلة من شهر شعبان أو أوَّل ليلة من رمضان احتفالاً بقدومه زعمُوا، هذا كلُّ ما أعرفه عن حقيقة هذه العادة قديمًا، وقد سألتُ بعضَ كبار السِّنِّ عن حقيقة هذه العادة وأصلها، فلم أَصِل معهم إلى شيءٍ يمكن الاعتماد عليه في بناء حكمها إلا ما سأذكره، وقد كنت كلَّما سُئلتُ عنها لا أنصح بها؛ باعتبار أنَّ الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك، بهذه الصُّورة ليس فيه سُنَّة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم له أصلاً معروفًا عند السَّلف الصَّالح، ولا عند من جاء بعدَهم من العلماء الرَّبَّانيين في القرون المفضَّلة التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ((خيرُ النَّاسِ قرني ثُمَّ الذين يلونَهم ثُمَّ الذين يلونَهم)) رواه مسلم، ولكن لمَّا كثر السُّؤال عن هذه العادة، ورأيتُ وسائل الإعلام تلمِّعها على أنَّها من إرث الآباء والأجداد الذي ينبغي إحياؤُه، كما رأيتُ إقبال الكثير من النَّاس عليها، أردت في هذا المقال بيان حقيقة هذه العادة، وبيان أصلها، وصولاً إلى بيان حكمها من الجهة الشَّرعيَّة، فاستعنت بربِّ العرْش راجيًا فضله، واستمددتُّ منه العَوْن على إيضاح أصل القِرْش مبيِّنًا حكمه، وشمَّرت عن ساعد الجدِّ في البحث والتَّحقيق، سائلا من المولى عزَّ وجلَّ الرُّشد والتَّوفيق، وقد لخصْتُ عملي في النِّقاط الآتية:

*أوَّلاً/* اعلم أخي المسلم أنَّك مخلوقٌ لعبادة الله تعالى، لقوله سبحانه ((وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلا ليعبدون))، فإنْ كُنت عاقلاً فإيِّاك أن تحيدَ عن الخضوع لله طرفة عين، بل احرص كلَّ الحرص على تحقيق هذه الغاية، بإخلاص عملك لله وحده، واتَّباعك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحده، وإيَّاك والوُلوج فيما يصرفُك عنها من الوُلوغ في المحرَّمات، أو المكروهات، أو المشتبهات، أو فضول المباحات؛ لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) رواه التِّرمذي.

*ثانيًا/* اعلم أخي المسلم أنَّ سعادتك في الدُّنيا والآخرة منُوطة، باستسلامك وانقيادك لتعاليم الكتاب والسُّنَّة، سيرًا على نهج السَّلف الصَّالح في الفهم والعمل بها، وما وجدتَّ عليه أهل زمانك فلا تدخل في شيء منه إلا بعد معرفتك لحقيقته، وتبيُّنك من حكمه، فإن كان من العبادات فليسعك ما وسع سلفك الصَّالح؛ لأنَّ ما تركوه لا خير لك فيه ولو اجتمع مَن حولك على فِعله، وما كان من العادات فخُذْ منه ما يُعينك على التَّرقي في مراتب العبوديَّة، وإلا فاهجره فإنَّه من فُضول المباحات التي لا تَعنِيك، ومن حُسن إسلامِك تركُكَ لما لا يَعنِيك هكذا علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

*ثالثًا/* اعلم أخي المسلم أنَّ نبيَّنا صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن التَّشبُّه باليهود والنَّصارى فقال ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قبلكم شِبْرًا بشبْر وذراعًا بذراع حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قلنا يا رسول الله اليهودُ والنَّصارى؟ قال صلى الله عليه وسلم فَمَن؟!)) متَّفق عليه، أي فمن يكون غيرهم، وهذا الخبر من الصَّادق المصدوق صِرْنا نراهُ في زماننا بأمِّ أعيُننا في هذا الزَّمان العجيب، فأهل زماننا - إلا من رحم ربُّك- لا يتركون شيئًا من معاصي وبدع الأمم قبلنا إلا ووقعوا فيه، بل وآثروه على تعاليم ديننا الحنِيف، وإنِّي لأعجبُ حين أرى بعضَ مَن يدَّعي العِلْم والتَّديُّن، وهو يُشاكلهم في بدعهم على ما فيها من تخليطٍ وزيفٍ وانحرافٍ، ثمَّ يُلْبس ذلك لباس الدِّين بِلَيِّ أعناق بعض النُّصوص ظنًّا منه أنَّها توافق ما ذهب إليه، وغفل عن كونها تشتمل على التَّشبُّه بمن حذَّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتِّباع سَنَنِهم، بل ونحن مأمورون بمخالفتهم كما هو معلومٌ من هدي النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذا شدَّد صلى الله عليه وسلم في حكم مضاهاتهم بقوله ((من تشبَّه بقوم فهو منهم)) رواه أبو داود.

*رابعًا/* اعلم أخي المسلم أنَّ أصلَ هذه العادة فيه تشبُّهٌ بالنَّصارى كما حكى ذلك الحافظ ابن رجب -رحمه الله- في لطائف المعارف (ص: ١٤٥) حيثُ ذكر أنَّ أصل ذلك متلقَّى من النَّصارى وكانوا يفعلونه عند قُرب صيامهم، وذكر أنَّ بعض الجهال يظنُّ أنَّ الفطر قبل رمضان يُراد به اغتنام الأكل لتأخذ النُّفوس حظَّها من

25 Feb, 11:01
242
Post image

الشَّهوات قبل أن تُمنع من ذلك بالصِّيام، ولهذا يقولون هي أيَّام توديع للأكل، وتُسمَّى تنحِيسًا اشتقاقًا من الأيَّام النَّحسات.

وهذا أشبهُ ما يمكن إلحاق هذه العادة به، كما سيأتي بيانه، ولذا لا ننصح بها أبدًا.

*خامسًا/* فإنْ قال قائل: أليس الأصل في اجتماع الأصحاب والأصدقاء أو أفراد العائلة للأكل والشُّرب هو الإباحة؟ بل قد يُشرعُ ذلك لما فيه من تَقوية صِلة الرَّحم، وأوَاصِر المحبَّة بينهم؟

*الجوابُ:* بلى هو كما قُلت، لكن لماذا حدَّدتموها بهذا الزَّمان بالضَّبط؟ ولما لم تجعلوا اجتماعكم في يوم آخرَ لاشتباهَ فيه؟ كما لا تشبُّه فيه؟ وحينئذ لن يمنعكم أحدٌ ما دُمتم مجتمعين على غير معصية الله تعالى.

*سادِسًا/* وإن قال قائل: هذه مجرَّدُ عادةٍ ألِفَها النَّاس ولا محظُور فيها، فلماذا تمنعون منها؟ مع أنَّ الأصل في العادات الحِلُّ والإباحة؟

*الجواب:* نعم كونُها من العاداتِ لا إشكال فيه، لكن من المعلوم أنَّ العادات لها أصلٌ تعودُ إليه، فما هو الأصل الذي ترجع إليه عادةُ القِرْشِ؟ وما هو الدَّافع على فِعلها؟

أنا أجزمُ - بعدَ بَحْثٍ وتَحَرٍّ - أنَّك لن تجدَ لها أصلاً ترجع إليه، إلا ما كان عليه النَّصارى، وقد نُهينا عن التَّشبُّه بهم، وأضف إلى ذلك أنَّه لا دافع لها إلا الجهل والتَّقليدُ الأعمى، ولذا لا يشتغلُ بها إلا الجُهَّال وأربابُ الجهالة، حتَّى يجعلوها جزءًا من الدِّين، خاصَّة وأنَّها ارتبطَت بعبادة الصِّيام، وبشهر رمضان الذي صيامُه ركنٌ من أركان الإسلام، وهذا يجعلها إلى البدعة أقرب منها إلى العادة، وإلى الآن وأنا أكتب هذه الكلمات ما علمتُ أنَّ أحدًا من عُقلاء المسلمين المحبِّين للكتاب والسُّنَّة، يشتغل بإحياء هذه العادة، فضلاً عن علمائهم؛ لأنَّ العلماء والعُقلاء يسعَون في تحقيق العبوديَّة لله تعالى، لإيقانهم أنَّ الخير كلَّ الخير في استقبال رمضان إنَّما يكون باتِّباع تعاليم الكتاب والسُّنَّة، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنَّ الشَّرَّ كلَّ الشَّرِ في مخالفة هديه والابتداع في الدِّين، وهو القائل صلى الله عليه وسلم ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ)) متَّفق عليه، فكيف إذا علمنا أنَّ لهذه العادة أصلاً عند النَّصارى وهم يفعلونها عند قرب صيامهم، كما يفعل أهل زماننا تمامًا من فعلها في آخر ليلة من شهر شعبان أو في أوَّل ليلة من رمضان، هكذا حذوَ القذَّة بالقذَّة، ويؤكِّد هذا أنَّ ابن رجب -رحمه الله- لمَّا ذكرها قال بأنَّها كانت تفعل توديعًا للأكل وهذا عينُ ما سمعتُه من بعض كبار السِّنِّ وهو يقول عن تلك الليلة: "اليَوْمُ القِرْشْ وَغُدْوَى طَوْيَانْ الكَرِشْ"، أي اليوم نأكل ونُكثر من الأكل؛ لأنَّنا غدًا سنشتهيه ولا نستطيعه؛ لأنَّنا سنكون صيامًا لرمضان، وهذا القول دليلٌ على أنَّ أصلها هو التَّشبُّه بمن كانوا قبلنا، وهو لوحده كافٍ في الزَّجر عنها، والتَّحذير منها؛ فالله تعالى -يا أمَّة الإسلام- لم يفرض علينا الصِّيام ليُعذِّبنا ويحرمنا من الأكل الذي نشتهيه، وإنَّما فرضَ علينا الصِّيام لغايةٍ عظيمةٍ لو يدركُها النَّاس، ألا وهي تحقيق التَّقوى التي هي لأهل الإيمان خير لباسٍ، كما قال سبحانه ((يا أيُّها الذين آمنوا كُتب عليكم الصِّيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتَّقون))، وقال ((ولباس التَّقوى ذلك خير))، فاللَّهم اجعلنا من الصَّائمين القائِمين القانِتين المتَّقين.

*سابعًا وأخيرًا/* اعلم أخي المسلم أنَّ ممَّا دفعني للبحث عن أصل هذه العادة وبيان حقيقتها وحكمها، أنَّ هناك أناسًا تجدُهم يروِّجون لهذه العادة جهلاً أو تجاهلاً، كغيرها من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، ويقولون إنَّ عادة القِرْشْ بدأت تفقد بريقَها عند الجيل الجديد ولا بدَّ للجيل القديم أن يورِّثها لجيل اليوم؛ لأنَّ فيها شيئًا من التَّكافل الاجتماعي بين طبقات المجتمع، إلى غير ذلك من التَّبريرات الباردة للبدع المحدثة، وهذا والله من العجب العُجاب أن لا يُنادى الجيل الجديد إلا لإرْث التًّافه من الأمور من الجيل القديم، أوليس في المحافظة على الصَّلوات الخمس أكبر باب للتَّكافل الاجتماعي، ولكن أين الذين يحثُّون الجيل الجديد على المحافظة على هذا الإرث العظيم؟، وأين الكثير من وسائل الإعلام التي تتغنَّى بإحياء التُّراث؟ أليس تُراث سلفنا الصَّالح هو أعظم تراثٍ ينبغي الاهتمام به وإحياؤه، حتَّى يكون لفلذات أكبادنا قدوات صالحة في شتَّى المجالات، بدلاً من صناعة قدوات تافهةٍ في الغناء والرَّقص واللَّهو واللَّعب، وللعادات والتَّقاليد الخالية من روح العبادة، بل ربَّما تدعوا إلى ما ينافي تعاليم ديننا الإسلامي، كما هو مشاهد في وسائل الإعلام، ويتناقله النَّاس عبر وسائل التَّواصل الاجتماعي.

25 Feb, 11:01
273
Post image

*وخلاصةُ القَول أن نقُولَ:* عادةٌ لا أصل لها في شرعِنا الإسلاميِّ الحنيف، ولا في ما مضى عند سلفِنا الصَّالح من أهل القرون المفضَّلة، بل نصَّ أهل العلم على أنَّ لها أصلاً عند من حرَّفوا دينهم، وجعلوا فيه رهبانيَّة ابتدعوها ما كتبها الله عليهم، ومع ذلك قد حذَّرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من اتِّباع سنَنِهم والتَّشبُّه بهم، فكيف يليق بمُسلم هو ساعٍ للتَّرقِّي في مراتب العبوديَّة أن يُشغل نفسه بمثل هذه العادة، التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي أقلُّ أحوالها أن تكون من التَّوسع في فضول المباحات التي سبق أنَّها لا تَعنِي مَن هو حريصٌ على تحسين إسلامه، فكيف بها وهي إلى البدعة والتُّرَّاهات والخُزعبلات، أقرب منها إلى العادات التي الأصل فيها الحِلُّ والإباحة، ولذا فإنِّي لا أنصح بها، بل وأحذِّر منها إبراءً للذِّمَّة، ونصحًا لمن يريد اتِّباع السُّنَّة.

وفي الختام أنصحُ نفسي وإخواني بما نصح به ابنُ رحب -رحمه الله- كلَّ مسلمٍ في لطائفه (ص: ١٤٦-١٤٧) -بتصرُّفٍ- حيثُ قال: الحذر الحذر من البدع والمعاصي، فكم سَلبت من نِعم؟ وكم جَلبت من نِقم؟ وكم خرَبت مِن ديارٍ؟ وكم أخلَت ديارًا من أهلها فما بقي منهم ديَّار؟ وكم أخذت من العُصاة بالثَّار؟ وكم مَحَت لهم مِن آثار؟ وصدق من قال:

يا صاحبَ الذَّنب لا تأمَن عواقبَه ☆ عواقبُ الذَّنب تُخشى وهْيَ تُنتظَرُ

فكلُّ نفسٍ ستُجزَى بالذِي كسَبت ☆ وليس للخلْق مِن دَيَّانِهم وَزَرُ

هذا ما تيسَّر لي الاطِّلاع عليه، والعِلم به ممَّا يتعلَّق بهذه العادة، وقد سبكتُه وحرَّرته فيما هو بين يديك الآن، لك غُنمُهُ وعليَّ غُرمُهُ، فإن أصبتُ في بيان أصل تلك العادة، وحقيقتها وحكمها، فالفضل والمنَّة لله وحده المنَّان، وإن أخطأت وجانبتُ الصَّواب فمن نفسي والشَّيطان، وأسأل الله تعالى العفو والغفران، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم.

*كتبه أخوكم ومحبُّكم في الله أبو حذيفة محمد بن سعد طالبي السُّوفي، في ليلة الأحد ٢٩ من شهر شعبان ١٤٤٥ هجري، الموافق ١٠ مارس ٢٠٢٤ ميلادي.*

25 Feb, 11:01
360