مكارم الأخلاق @dghjghghhg Channel on Telegram

مكارم الأخلاق

@dghjghghhg


من كان لله تعالى كان الله تعالى له

مكارم الأخلاق (Arabic)

مرحبا بكم في قناة 'مكارم الأخلاق' على تطبيق تيليجرام! تهدف هذه القناة إلى نشر المنشورات التربوية والأخلاقية التي تساعد على تنمية القيم الإنسانية لدى الأفراد. ستجد في هذه القناة مجموعة متنوعة من المواضيع التي تشمل السلوكيات الحميدة، وأخلاقيات العمل، والتعامل الاجتماعي الإيجابي. كما ستجد أيضا مواضيع تربوية تساعد الأهل والمعلمين على تربية الأطفال والشباب بشكل صحيح ومثالي. من خلال انضمامك لقناتنا، ستحظى بفرصة لتعزيز قيم الإنسانية لديك، وتطوير نفسك ومجتمعك بشكل إيجابي. انضم الآن واكتشف عالم الأخلاق والتربية الإيجابية!

مكارم الأخلاق

30 Dec, 17:37


من المناسب أن يسأل الإنسان من حوله حول طبيعته من جهة: الحدة أو القسوة أو جفاء الخلق، فإن الإنسان قد يكتسب طبيعة معينة وهو لا يشعر بها، وقد يكابر فينكر أن فيه تلك السلبية، والحال أنه هو السبب فى نفور الخلق منه .. ولا شك أن تقييم الآخرين -وخاصة إذا أجمعوا- تعطي صورة أدق لواقع الإنسان في التعامل الخارجي، كالناظر إلى الوادي من شاهق.. فلنحذر الملكات السلبية، فما السلوك السلبي في الجوارح إلا مرآة لما فى الجوانح!..

مكارم الأخلاق

29 Dec, 17:34


الإمام الصادق (عليه السلام):

"المؤمن دائم الذكر لله في كل حال، فإن كان وحده كان الله جليسه، وإن كان بين الناس كان الله ذكره."

مكارم الأخلاق

29 Dec, 17:07


الإحساس بالمعية الإلهية

لو تعمق في نفس الإنسان الإحساس بالمعية الإلهية المطردة في كل الحالات لما انتابه شعور بالوحدة
والوحشة أبدا، بل ينعكس الأمر إلى أن يعيش الوحشة مع ما سوى الحق، خوفا من صدهم إياه عن الأنس
بالحق.. وهذا هو الدافع الخفي لاعتزال بعضهم عن الخلق، وإن كان الأجدر بهم (تاسيا) بمواليهم، الاستقامة في
عدم التفات الباطن إلى ما سوى الحق، مع اشتغال الظاهر بالخلق.
وبما أن الإنسان يعيش الوحدة في بعض ساعات الدنيا، وفي كل ساعات ما بعد الدنيا، فالأجدر به أن يحقق في
نفسه هذا الشعور (بالمعية) الإلهية، لئلا يعيش الشعور بالوحدة القاتلة، وخاصة فيما بعد الحياة الدنيا - الذي
تعظم فيه الوحشة إلى يوم لقاء الله تعالى.

مكارم الأخلاق

28 Dec, 07:57


ويقول السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس)

في بعض دروسه الأخلاقية،

"العبادة ليست أفعالًا جامدة، بل هي تحقيق لرضا الله في كل موقف. وقد يكون رضا الله في ترك نافلة للالتفات إلى محتاج أو تحقيق عدالة."

مكارم الأخلاق

28 Dec, 07:55


يقول السيد علي القاضي قدس
"إن لم يكن عملك خالصًا لله وموافقًا لمراده في كل لحظة، فهو كالغبار الذي تذروه الرياح، لا ينفعك في الوصول إلى الله."

مكارم الأخلاق

28 Dec, 07:55


7- الومضة السابعة الأنس بالحق لا بطاعته

إن الأنس (بالله تعالى أمر يغاير الأنس (بطاعته).. فقد يأنس الإنسان بلون من ألوان الطاعة، قد تنافي رضا
الحق في تلك الحالة، كالاشتغال بالمندوب، تاركا قضاء حاجة مؤمن مكروب.. فالمتعبد الملتفت لدقائق الأمور
(مراقب) لمراد المولى في كل حال، سواء طابق ذلك المراد مراده أو خالفه.. وبذلك يختار من قائمة الواجبات
والمندوبات ما يناسب تكليفه الفعلي، بدلا من الجمود على طقوس عبادية ثابتة.

مكارم الأخلاق

27 Dec, 18:43


الأثر الذي تتركه لحظات الأنس بالحق هو من أجمل العطايا التي يمكن للعبد أن يحصل عليها. إذ تلك اللحظات تكشف عن جمال المولى المطلق، الذي ينبع منه كل جمال يمكن أن يدركه الإنسان في عالم الوجود. عندما يمنح الله العبد هذه التجربة المباركة، فهي تزرع في قلبه حبًا مقدسًا وشوقًا دائمًا لتكرار تلك اللحظات.

إن إدراك العبد بأن هذه اللحظة هي نتيجة لاستقامة ومراقبة مستمرة، يعزز رغبته في الثبات على طريق الهدى، ليس خوفًا من فقدان هذه اللذة الروحانية العظيمة فقط، بل شوقًا لدوام هذه النعمة التي لا تُضاهى بأي لذة من لذات الدنيا.

ففي نهاية المطاف، لذة الأنس بالله تعلو فوق كل ما يمكن أن تقدمه الحياة المادية من متع، وهي الدافع الحقيقي للعبد لكي يستمر في مراقبته واستقامته، طمعًا في الوصال الدائم مع الحبيب الأعظم.

مكارم الأخلاق

27 Dec, 18:39


لذة الأنس بالحق

إذا منح العبد - من قبل المولى - ساعة الأنس واللقاء ودرك الجمال المطلق الذي يترشح منه كل جمال في عالم
الوجود، لكان ذلك بمثابة زرع الهوى (المقدس) الذي يوجب حنين العبد لتلك الساعة.
ولكان علمه بأن تلك الساعة حصيلة استقامة ومراقبة متواصلة ،قبلها (مدعاة له للثبات على طريق الهدى عن
رغبة وشوق ، لئلا يسلب لذة الوصال التي تهون دونها . جميع لذائد عالم الوجود.

مكارم الأخلاق

27 Dec, 18:24


"لو مال العبد بوجهه عن المولى، مال المولى بوجهه عنه. وعندما يستحضر العبد هذه الحقيقة في جميع مراحل حياته، فإنها تكون كافية لردعه عن كثير من الأمور، حيث يخاف من أن يخسر التفاتة المولى إليه. وإذا مال المولى عن العبد، فإن استرجاع التفاتته يتطلب جهداً عظيماً، مما يجعل من الأجدر بالعبد أن يبقى دائم التوجه نحو الله."

مكارم الأخلاق

27 Dec, 03:35


الومضة الثانية من كتاب"الومضات" تتناول حالة التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بأبعادها الروحية المختلفة، والتي تتجلى في صور متنوعة تعكس أعماق النفس البشرية وهي تتفاعل مع عظمة الله وعنايته، والومضة توضح ستة أنواع من التجليات الروحية التي تصاحب هذا التوجه:

1. التجلي المقرون بالحنين:

هذا التجلي يرتبط بالشوق العميق إلى لقاء الله تعالى، وهو شوق المحب الذي يبحث عن قرب محبوبه الأعظم.

يعبر عن حالة التلهف والرجاء لرؤية وجه الله الكريم، حيث يتجاوز القلب كل ما سواه في سبيل اللقاء الإلهي.

٢. التجلي المقرون بالبكاء:

هنا يظهر البكاء كعلامة على الندم والحزن العميق على ما فرط العبد في أيامه الماضية من طاعات أو تقصير في حق الله.

هذا التجلي يعكس الشعور بالمسؤولية عن الأفعال، والرغبة في التصحيح والتقرب أكثر إلى الله تعالى.

3. التجلي المقرون بالبهت والتحير:

عند التأمل في عظمة الله وهيمنته المطلقة على عالم الوجود، ينتاب الإنسان شعور من الدهشة والتحير.

هذه الحالة تدل على إدراك محدودية العقل البشري أمام اللامحدودية الإلهية.

4. التجلي المقرون بالخوف:

الخوف هنا ليس خوفاً عادياً، بل هو خوف من مقام الربوبية، أي من إدراك العبد عظمة الله وجلاله، وخشيته من الوقوف بين يديه يوم الحساب.

هذا التجلي يدفع الإنسان إلى التقوى والانضباط في العبادة والعمل الصالح.

5. التجلي المقرون بالمسكنة والرهبة:

هنا يدرك العبد افتقاره المطلق إلى الله تعالى، فهو فقير في وجوده واستمراره وبقائه، وكل ذلك لا يتحقق إلا بفضل الله وكرمه.

هذه المسكنة تدفع الإنسان إلى التواضع والشعور بالرهبة أمام عظمة المنعم.

6. التجلي المقرون بالمراقبة:

يتميز هذا التجلي بالشعور القوي بحضور الله المستمر ومراقبته، مما يثمر لذة روحية نتيجة النظر إلى وجهه الكريم بعين القلب.

هذه الحالة تؤدي إلى اتحاد كل الصور السابقة في حالة من الطمأنينة والسكون، حيث يصبح العبد في مقام الرضا والتسليم التام لله تعالى.

🍂 جميع هذه التجليات تصب في الغاية الأسمى للتوجه إلى الله، وهي تحقيق الطمأنينة والسكون النفسي والروحي.
هذا التوجه يعكس عمق العلاقة بين العبد وربه، وتنوع الأحوال التي يمر بها السالك في طريق القرب الإلهي.

مكارم الأخلاق

26 Dec, 16:53


اليكم الومضة التالية وشرحها
ونصها:-

2- التجليات في التوجه الى الله تعالى

إن التوجه إلى الحق سبحانه يتجلى في صور مختلفة: فصورة منها تكون مقرونة (بالحنين) شوقا إلى لقائه..
وثانية مقرونة (بالبكاء) حزنا على ما فرط في سالف أيامه..
وثالثة مقرونة (بالبهت) والتحير عند التأمل في عظمته وهيمنته على عالم الوجود
ورابعة مقرونة (بالخوف) من مقام الربوبية.
وخامسة مقرونة (بالمسكنة)
والرهبة عند ملاحظة افتقار كل ممكن حدوثا وبقاء إلى عنايته الممدة لفيض الوجود
وسادسة مقرونة (بالمراقبة)
المتصلة وذلك للالتذاذ بالنظر إلى وجهه الكريم.. وعندها تتحد الصور المختلفة للتجلي، ليحل محلها أرقى صور الطمأنينة والسكون

مكارم الأخلاق

26 Dec, 16:44


جاء في الومضة المباركة عبارة
استيعاب الحب الألهي أركان القلب

فما هي أركان القلب ؟

أركان القلب التي تشير إليها الومضة يمكن فهمها من خلال السياق الروحي والمعنوي الذي تتحدث عنه. إذ إن القلب في الأدبيات الإسلامية والروحية لا يُقصد به العضو الجسدي فقط، بل هو مركز المشاعر، والإرادة، والوعي الروحي. وعليه، يمكن تقسيم أركان القلب إلى:

1- العقل (الإدراك والتفكير):
العقل يمثل الجانب الإدراكي للقلب، حيث يقوم بتحليل الأمور والتأمل في المعاني الكبرى. عندما يستوعب الحب الإلهي هذا الركن، يصبح العقل موجهًا نحو معرفة الله تعالى وتأمل آياته في الكون.

2- الإرادة (الاختيار والتصميم):
الإرادة تمثل القدرة على اتخاذ القرارات. عندما يتغلغل الحب الإلهي في هذا الركن، تتوجه إرادة العبد نحو طاعة الله تعالى وابتغاء رضاه في كل ما يقوم به.

3- العاطفة (المشاعر والإحساس):
العاطفة هي جانب المشاعر التي تنبع من القلب، كالحب والخوف والرجاء إذا تملك الحب الإلهي هذا الركن، يصبح حب الله تعالى هو المسيطر على جميع المشاعر، بحيث يطغى على أي تعلق دنيوي.

4- الوجدان (الوعي الروحي والبصيرة): الوجدان يشير إلى الحس الروحي الذي يدرك الحقائق القلبية والمعنوية. عندما يكتمل الحب الإلهي في هذا الركن، يدرك العبد حقيقة الارتباط بالله تعالى ويعيش في حالة من اليقين والسكينة.

استيعاب الحب لجميع الأركان :

عندما يستوعب الحب الإلهي جميع أركان القلب، يكون العبد قد وصل إلى حالة من التوحيد العملي والروحي، بحيث تتوحد كل طاقاته العقلية والعاطفية والإرادية والوجدانية في سبيل الله تعالى، فلا يبقى في قلبه إلا الله أو من أحبه الله.

مكارم الأخلاق

26 Dec, 16:33


الشرح

هذه الومضة المباركة تتناول مفهوم "الحب" كأوثق عرى الإيمان وأهمها في العلاقة بين العبد وربه

وهنا عدة نقاط رئيسية:

- أوثق عرى الإيمان: يُشير هذا إلى أن الحب هو أقوى وأعمق علاقة تربط المؤمن بربه، وهو أسمى درجات الإيمان، فالحب ليس مجرد شعور عاطفي، بل هو أساس ومصدر للثقة والوفاء في العلاقة بين العبد وخالقه.

- انحسار الحجب النفسية: يشير إلى ضرورة تطهير النفس من الشوائب والآفات التي قد تحجبها عن الوصول إلى المحبة الإلهية. فالحب الحقيقي لا يظهر إلا بعد تطهير القلب من الأنانية، والذنوب، والتعلق بالماديات، بحيث يكون القلب جاهزًا لاستقبال الحب الإلهي.

- الجوهرة النفيسة: الحب الإلهي يُعتبر جوهرة ثمينة لا يقدر على حملها إلا القلوب التي طهرت وزكت، و هي أعلى درجات القابلية الروحية. فقط أولئك الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في تربية أنفسهم يستطيعون استحقاق هذه النعمة.

- استشعار الحب بين الفترة والفترة: أي أن هذا الحب ليس حالة ثابتة، بل يتجدد ويشع في قلب المؤمن بشكل متقطع، بحيث يشعر به بين فترات مختلفة من حياته. هذا الحب يكون بمثابة النور الذي يضيء طريق العبد في سيره إلى الله تعالى.

- سير العبد التكاملي: المؤمن يسير في طريق التوبة والطاعة، مدفوعًا بحب الله تعالى. ومع مرور الزمن، يزداد هذا الحب حتى يُسيطر على جميع جوانب قلبه، فلا يبقى فيه مكان لأي حب آخر سوى حب الله وأوليائه.

- المجاهدة والهدف السامي: التزام العبد بالمجاهدة الروحية والجهاد النفسي طوال حياته من أجل الوصول إلى هذه المحبة الإلهية، يعتبر أهم هدف في الحياة. فإذا توفي العبد وهو قد نال هذا الحب، فإنه يحقق السعادة الحقيقية ويُكمل هدف الخلق، ويكون من القلة الذين نالوا أعلى درجات الأجر في الآخرة.

- عدم الحاجة لديوان أو كتاب: المقصود هنا أن هؤلاء الذين وصلوا إلى قمة الإيمان وحب الله لا يحتاجون إلى شهادات أو توثيق لأعمالهم، لأن مكافأتهم ستكون في أعلى مراتب الجنة، وهي شهادة لا تحتاج إلى إثبات.

إجمالًا، هذه الومضة تبيّن أن الحب الإلهي هو أساس العلاقة بين العبد وربه، وأنه لا يُنال إلا بعد مجاهدة وتطهير للنفس، وهو النور الذي يهدي المؤمن في سيره نحو الكمال والهدف الإلهي.

مكارم الأخلاق

26 Dec, 12:38


كلام الشيخ في النقطة الاولى من الومضات نصها كما يلي:-

1- «أوثق عرى الإيمان»

إن من أوثق عرى الإيمان، هو (الحب) الذي تبتنى عليه هذه العلاقة المقدسة بين العبد وربه.. ولا ينقدح هذا
الحب في القلب إلا بعد انحسار جميع (الحجب) في النفس، ولا تمنح هذه الجوهرة - التي لا أغلي منها في عالم
الوجود - إلا للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية لتلقي هذه الجوهرة النفيسة.
وإن هذا الحب بعد اكتمال مقدماته، يستشعره القلب بين الفترة والفترة، فيكون بمثابة النور الذي كلما أضاء
للإنسان مشى في الطريق.. ويستمر العبد في سيره التكاملي بمعونة الحق - إلى أن يستوعب ذلك الحب جميع
(أركان) القلب، فلا حب إلا الله تعالى أو لمن له فيه نصيب.
ولو أمضى العبد كل حياته بالمجاهدة المضنية - ليمتلك هذه الجوهرة قبيل رحيله من الدنيا، لكان ممن ختم
حياته بالسعادة العظمى ولاستقبل المولى بثمرة الوجود، وهدف الخلقة، أولئك الأقلون عددا، الأعظمون أجرا، لا
ينصب لهم ديوان ولا كتاب

مكارم الأخلاق

26 Dec, 11:37


كثير من الاخوة قد لا يفهم بعض الومضات او يجد صعوبة في تلقيها ونحن نحاول شرحها بطريقة التفصيل وذكر الأمثلة بعيدا عن الاطالة بل نركز على اهم النقاط فيها ببيان وتوضيح وذكر بعض الشواهد والأمثلة من القرآن الكريم وكلام اهل البيت عليهم السلام وبعض العلماء بتوفيق وتسديد من الباري عزوجل.

مكارم الأخلاق

26 Dec, 11:14


الومضات هي
التي تنير بين فينة واخرى
ربوع القلوب النيرة

تبرق لتخطف ابصار النابهين
وتضيء لتاخذ بايدي اليقظين..

اشراقات واضاءات من نور قلب
يكاد يصرخ بلسانه الوجودي انه الشيخ الجليل العالم العامل حبيب الكاظمي دامت فيوضاته

مكارم الأخلاق

26 Dec, 11:13


نبدأ بشرح الومضات بهذه السلسلة المباركة

مكارم الأخلاق

02 Dec, 04:47


من لم يكن له واعظ من نفسه فإن المواعظ كلها لا تنفعه.

مكارم الأخلاق

26 Nov, 11:40


لا ينبغي للمؤمن ان ييأس في مسيرته التكاملية و بلوغ الدرجات العليا كالأولياء والصالحين
فإن الله تعالى هو الذي إذا شاء رفع الإنسان من أسفل الدرجات إلى أعلى الدرجات مثلَما نقله من عالم النطفة القذرة الى عالم الخلق البديع، وشقّ فيه السمع والبصر، وجعل له الفؤاد المدرِك.

مكارم الأخلاق

26 Nov, 11:23


من يعاني من غلبة الشهوات وكثرة الغفلات منه لا بد أن يعيش حالة من التذلل والافتقار والاستغاثة بخالقه طالباً منه أن يأخذ بيده ويسوقه الى مرضاته، كما يسوق النحلة الى خليتها. وهذا ما يجعله يتعرف على حقيقة ضعفه وطبيعة نفسه الأمارة بالسوء.

مكارم الأخلاق

22 Nov, 16:35


أن المؤمن الذي يحمل في قلبه الحب الإلهي يتحول -بلا تكلف- إلى إنسان ذاكر لربّه على الدوام، لأن الإنسان بطبعه يميل الى الغفلة، ولا يذكر ربه الإ في وقت الأزمات، ولا سبيل لتحويل الذكر المتقطع إلى ذكر دائم الا بالحب، فإن صورة المحبوب لو انتقلت من الفكر الى القلب فإنها لن تفارقه أبداً ما دام ذلك الحب كامناً فيه، وعندها يصير في ذكر دائم.

مكارم الأخلاق

21 Nov, 18:06


إِلَهِي إِنْ حَرَمْتَنِي فَمَنْ ذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُنِي، وَإِنْ خَذَلْتَنِي فَمَنْ ذَا ٱلَّذِي يَنْصُرُنِي، إِلَهِي أَعُوذُ بِكَ مِنَ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ، إِلَهِي إِنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتأْهِلٍ لِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، إِلَهِي كَأَنِّي بِنَفْسِي وَاقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ وَقَدْ أَظَلَّهَا حُسْنُ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، فَقُلْتَ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَتَغَمَّدْتَنِي بِعَفْوِك.

مكارم الأخلاق

20 Nov, 15:57


ومن الملفت في هذا الأمر أن الأنسان في مقتبل عمره لا يفكر في هموم الدنيا ومشغلاتها كأن يوكل الأمر لولي أمره، لكنه عندما يكبر فإنه ينشغل فكره في كل صغيرة وكبيرة والحال ان الذي أخذ بيده وحفظه من عثرات الحياة عندما كان صغيراً، فكيف يتركه او ينساه وقد صار كبيراً راشداً؟ لأن حاجة هذا المخلوق الضعيف لا تنتهي ابداً وعليه أن يطمئن من تدبير الرب الرؤوف له.

مكارم الأخلاق

20 Nov, 15:45


البعض عندما يكبر ويصبح ذا قوة او منصب ويشق طريقه الى معترك الحياة، ويحوز على بعض المكاسب الدنيوية، وتصبح له مكانة مرموقة بين الخلق تراه ينسى ايام صغره وما قبلها، حيث كان جنيناً في بطن أمه، وينسى أصله حيث كان نطفة لا تذكر، فمن الذي حول تلك النطفة والبويضة الى خلية ملقحة؟ واذا بها تتكاثر لتشكل خلايا متعددة لتكوّن أعضاءه؟ ومن هذا المهندس البارع الذي وزع هذه الأدوار بين الخلايا، لينمو البدن نمواً متوازناً؟

فإن الله تعالى هو رب العالمين وهو المدبر لشؤون خلقه أجمعين في كل مراحل الحياة فهو ما نساك جنيناً في بطن أمك فضمن لك الغذاء، ولم ينسك طفلاً رضيعاً فأجرى لك لبناً سائغاً بين رفث ودم، كيف ينساك كبيراً وأنت تخوض في المحن والشدائد؟ وهو الذي صورك بقدرته وكرمه في ظلمات الأرحام وأخرجك الى عالم النور بأحسن صورة ووصف نفسه عندها بأحسن الخالقين، فهو كذلك بلطفه وكرمه قادر أن يأخذ بيدك وقد دخلت معترك الحياة فهو الذي جمّل هذا الجنين القبيح الزائل كيف لا يجّمل هذه الروح الباقية ويستأصل ما فيها من موجبات القبح.

مكارم الأخلاق

20 Nov, 12:36


يقول آية الله الشيخ مصباح اليزدي (قد)

إنّ الله تعالى رؤوفٌ رحيمٌ عطوفٌ بالعباد، لدرجة أنه ينشر رحمته فوق رؤوسهم بمجرد التفاتهم إليه، ويحيطهم بعنايته بمجرد أن يبذلوا أدنى جهد للارتباط به، ويغمرهم بإحسانه ونعمته وفضله اللامتناهي.

مكارم الأخلاق

19 Nov, 16:38


و من الدلائل على فضل الله تعالى علينا أن جعل لنا الخلود الأبدي في الجنة، مقابل سنوات الطاعة القليلة، وقد يسلم الكافر للحظات ثم يموت وإذا به يعيش الخلود في الجنة. والا فإن الله تعالى كان بإمكانه أن يجعل فترة التنعم في الجنة مساوية لسنوات الطاعة في الدنيا ثم يحيلنا الى العدم. فما أعظم هذا الفضل والكرم؟

نعم هو الكريم المتفضل الذي يعطي الكثير بالقليل، وهو الذي من عظيم كرمه يعطي حتى من لم يسأله تحنناً منه ورحمة فكيف بمن سأله و تضرع اليه وقرع باب كرمه وجوده،

فلو اننا قصدنا كريم من كرماء الدنيا لما ردنا ولو فعل فإنه لا يقبل منه ولعد خروجاً عن مقتضى الكرم والإحسان!

فـ يا خير مرجو ويا أكرم مدعو و يا من لا يرد سائله ولا يخيب آمله
استجب لنا ما سألناك وما لم نسألك انّك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير برحمتك يا ارحم الراحمين

مكارم الأخلاق

19 Nov, 16:17


ولهذا قلنا هنا ان ربّ العالمين هو الذي يتحبب إلى عباده بما يوجب لهم الخجل حقيقةً من هذا التودد مع انه الغني عنّا، نعم انها العلاقة العظمية التي هي اعظم العلاقات في الكون انها علاقة الخالقية والمخلوقية، فكل صانع يحب ما أبدعه من الصنع فالعجب كل العجب من هذا الأنسان كيف يواجه هذا التحبب والحنان بالتبغض و العصيان فيا اسفاه وواخجلتاه منك يارب مني ما يليق بلؤمي و منك ما يليق بكرمك.

مكارم الأخلاق

19 Nov, 15:58


هذه الأم التي لا تتحمل أنين و لدها فكيف بأنين العبد لربه خوفاّ وخشيةً منه او رغبةً وشوقاً اليه وخصوصاً اذا كان في جوف الليل

إن رأفة الله تعالى بعباده لا يمكن لأحدنا أن يتصورها، وما نراه من حنان الأمهات الرواحم ليس إلا شعبة من فيض حنانه جلّ وعلا
بل هو من جعل تلك الرحمة و الغريزة في قلوب الأمهات إتماماً للمسيرة البشرية على وجه الأرض
ولهذا فإنه يحب الخير لعباده، ولا يرضى لهم الكفر والعصيان.

ولكن نحن بماذا قابلنا هذا اللطف والرحمة والحنان؟ هل بحب وعرفان؟ ام بتبغض ونكران؟

مكارم الأخلاق

18 Nov, 15:46


قد يدعو العبد ربه بعبارات بليغة وفي حالة من التضرع والافتقار والمسكنة، ولكن مع أبواب مغلقة بوجهه وإعراض من الرب عنه والعياذ بالله تعالى من هذه الحالة
كما لو كانت له ذنوب تحبس دعاءه مثلاً او احدى موانع الإجابة وعليه فإنه يحتاج اولاً الى طرق جادّ لتلك الأبواب لتفتح له، ثم يطلب حاجته.

و مما يفتتح به تلك الأبواب هي التوبة الصادقة والتخطيط الجاد مع التسليم والتوكل المطلق والانتقال الى ما يريده الله تعالى لا الى ما نريد.

مكارم الأخلاق

14 Nov, 17:29


أن من يتأمل في أدعية الصديقة فاطمة عليها السلام وكلماتها يجد أنها كانت مستغرقة في الحب الإلهي، بحيث إنها لا تطلب الإ الله تعالى واليكم بعض ما ورد في هذا الجانب
في حديث طويل نذكر محل الشاهد فيه
«..... عندما أوحى الله عز وجل إليها: فقال يا فاطمة سليني أعطك، وتمني علي ارضك
فتقول: إلهي أنت المنى وفوق المنى...»
أي أن غايتي ومناي هو أنت وحدك لا شريك لك.

وجاء في قصة زواجها أنها بعدما اعطت القميص الجديد للسائل في ليلة زفافها نزل جبرائيل وقال يا رسول الله إنَّ الله يقرؤك السلام، ويقول: اقرأ فاطمة السلام و قل لها تطلب ما تشاء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة يا قرة عيني اطلبي ما شئت فقالت: (ما الحاجة الّا النَّظر الى رحمة الملك العلاَّم في دار السلام).

كما نجد في ادعيتها أنها تعيش هموم الناس فتدعو لجيرانها، ولا تدعو لنفسها.

نعم هي سيدة نساء العالمين في عبادتها وتبتلها وانقطاعها إلى ربها فقد كانت تتورم قدماها، وكانت اعظاؤها ترتعد من خيفة الله تعالى.
وكانت تحيي الليل بالدعاء والعبادة

مكارم الأخلاق

14 Nov, 11:22


نعي على الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام


لسماحة الشيخ الجليل باقر الايرواني حفظه الله تعالى

مكارم الأخلاق

13 Nov, 16:50


ان التأمل في ما قاله الأئمة عليهم السلام في حق جدتهم الصديقة فاطمة عليها السلام له من سبل معرفة منزلتها ولكن انّا لنا معرفتها وقد شبهت بليلة القدر في خفاء منزلتها، ولكن مع التأمل في ما ورد في حقها و في أقوالها وأفعالها وكنوزها الفاطمية من الأدعية والأعمال المتصلة بعالم الغيب يكشف عن بعض منزلتها وقدرها عند الله تعالى وعند نبيه وأوصياءه

مكارم الأخلاق

10 Nov, 13:55


العبد الابق هو العبد الغافل عن مولاه وسيده البعيد عنه وهو العاصي المذنب وكلنا كذلك عباد آبقون.

ولكن ماذا علينا!؟
المسارعة في العودة اليه مصراً على طرق باب رحمته، باكياً ومستشفعاً بأوليائه، كالطفل الذي أغضب أمه، وخرج متشاغلاً بلهوه، ولعبه ولما أخذه الحنين الى دفء أحضانها، شرع ينظف بدنه مما علق به من الأقذار، متوجهاً الى الدار حتى اذا وصل تعالى صراخه وبكاؤه، وهو يطرق الباب، وإذا بهذه الأم تفتح له وتأخذه بين أحضانها.

الأم لا تتحمل انين ولدها
فكيف بمن هو احن منها.

مكارم الأخلاق

09 Nov, 18:20


البعض وصل الى مرحلة الأنس الثابت بالعبادة كاستئناس الطفل بمحالب أمه فيعانقها معانقةً، وهذا كاشفٌ عن استعداده الدائم للطاعة والعبادة حتى لو عاش ابد الدهر
وعليه فإن الله تعالى بفضله وكرمه سيشمله بالثواب والجزاء الأبدي، وقد يوجب له إطالة العمر فيتوفى وهو في أعلى سلم التكامل.

مكارم الأخلاق

09 Nov, 07:56


ولهذا فإن من نعم الله تعالى الكبرى على بعض خواصه أنه يستيقظ لقيام الليل من تلقاء نفسه وان كان مرهقاً وقد سهر ليله، وكأنّ هناك ملكاً يوقظه،

فإن اولياء الله تعالى طوال النهار ينتظرون قدوم الليل بشوق كبير لما يرونه من التجليات الإلهية التي هي من اهم الهبات في عالم الوجود فلا ينتابهم ضيق في حياتهم لأن لذة الوصال تنسيهم ألم كل فراق ولو كان ذلك الفراق عند اهل الدنيا عظيماً.

ولهذا ينبغي للمؤمن ان يسأل ربه ان ينبهه لبركات اسحاره لتنكشف له الحجب المانعة من القرب، وليسأل نفسه ما الذي جعل اولياء الله يتركون لذة النوم وينتظرون الليل بشوق حتى ان احدهم كان ينادي اين الملوك وابناء الملوك من هذه الذة ؟!

مكارم الأخلاق

08 Nov, 17:25


هل لاحظتم ايها الأحبة كم من الملفت في كثير من الآيات والأحاديث دعوة الله تعالى الينا
نعم هو الذي يدعونا اليه مراراً وتكراراً و في كل مناسبة وفي كل وقتٍ و حين
ان هذا لمن الملفت حقاً اذ مع عظيم سلطانه وعظمته، وسعة تفضله علينا و غناه عنّا يدعونا اليه بإصرار منه مع ان هذا الإصرار مما لا يتعارف صدوره من العباد مع بعضهم البعض، بل لا يعد مقبولاً لديهم،
و لكنه استعمل ذلك مع خلقه تحنناً وتكرماً؛ لأن نجاتهم لا تكون الإ بالتوجه نحو الكمال المطلق .

مكارم الأخلاق

07 Nov, 11:42


لتكون عبداً شكوراً محافظاً على إدامة النعم و نموها وبركتها.

ينبغي ان تشكره فوراً على ما يهبك من نعمه المادية والمعنوية، وخاصة بعد منحة الإقبال الروحي، فعليك ان تسجد ولو لدقائق معدودة شكراً لله تعالى على تلك النعمة، وقد كان المعصوم عليه السلام يبادر الى السجود فور تذكره لنعمة ما، ولو كان في مكان غير مناسب كالطريق مثلاً وكأنّ تأخير السجود لا يناسب نعم الله تعالى المسرعة إليه، وما تقتضيه من الشكر.

مكارم الأخلاق

06 Nov, 11:41


ستكون هذه الأبحاث بإذنه تعالى منتقاة من كلمات العالم الكامل والولي الصالح سماحة المربي الشيخ حبيب الكاظمي (حفظه الله تعالى) بمزيج من التصرف والتوضيح، والشرح.

مكارم الأخلاق

05 Nov, 18:01


مكارم الأخلاق pinned «سنبدأ بحوله تعالى بسلسلة من الأبحاث حول العلاقات مع كل من ١-العلاقة مع النفس ٢-العلاقة مع الخالق ٣-العلاقة مع العبادة ٤-العلاقة مع المخلوق (المجتمع) ٥-العلاقة مع أهل البيت ع ٦-العلاقة مع الأسرة ٧- العلاقة مع الشيطان او قل بدل العلاقة التعامل مع...»

مكارم الأخلاق

05 Nov, 17:50


سنبدأ بحوله تعالى بسلسلة من الأبحاث حول العلاقات مع كل من

١-العلاقة مع النفس
٢-العلاقة مع الخالق
٣-العلاقة مع العبادة
٤-العلاقة مع المخلوق (المجتمع)
٥-العلاقة مع أهل البيت ع
٦-العلاقة مع الأسرة
٧- العلاقة مع الشيطان

او قل بدل العلاقة التعامل مع...

مكارم الأخلاق

02 Nov, 05:28


الثالث: ان يستوحش من الخلق انساً بالله تعالى لأن المؤمن اذا أنس بألطاف الله، وذاق طعم حلاوة ذكر الله، يلزمه الوحشة من مفارقة هذه الحالة فلا يرضى بمفارقتها.

وهذه من نعم الله سبحانه ان يلزم قلبك هذه الحالة وتنشغل بها وكما عن أمير المؤمنين ع «ان بدنه مع أهل الدنيا، وقلبه، وعقله معاين الاخرة» وهذه الحالة المقدسة هي المطلوبة بالذات والأصالة وما دونها ثانياً وبالعرض، وان كان اصل شغلك بها و اصل التفاتك اليها، فلا تزال مستوحشاً من هذه الضميمة الثانية ، وتريد التفرغ لما هو مطلوب منك بالاصالة، لأنها هي المقصود منك اولاً وبالذات والى غيرها ثانياً وبالعرض.

وكما قال أمير المؤمنين ع «حزنه في قبله وبشره في وجهه».
اي أن هذه الوحشة من الخلق في قلبه لا تظهر على جوارحه،
فمن الضروري كتمان هذه الحالات المقدسة عن الخلق.

فما لم تتم لك هذه الحالة، وهي كون الغالب عليك الاشتغال بالله، والوحشة عمّن سواه، ولو كان من أوثق أخوانك، فلا تقدر على جعل معاشرتك للخلق ذريعةً الى القرب من الله لكون الغالب عليك الميل الطبيعي، وحظ النفس من الأنس بالجنس البشري، فتصير عبداً للنفس ترضى لها وتغضب لها، وتخرج عن شرف العبودية لله تعالى.

مكارم الأخلاق

02 Nov, 03:19


اصلاح النفس

مكارم الأخلاق

01 Nov, 17:15


الأمر الثاني: هو مراعاة حقوق الخلق في الله فإن مراعاة حقوق الخلق في الله مراعاة لحق الله تعالى كما أن اهمالها اهمال لحق الله تعالى.

اولا عليك بالاستعانة بالله العظيم على اداء تلك الحقوق العظيمة التي يلزمك معرفتها واتقانها، واذا عجزت عنها كان اعترافك بالعجز قائماً مقام القيام بها اذ لا يكلف الله نفساً الا وسعها.

وذلك لأن تلك الحقوق عظيمة جدا
فأحدها أنهم يقولون: (علي ولي الله) وكل من يقول هذه الكلمة الشريفة كيف يمكنك القيام بحقه؟:. بل كيف يمكنك معرفة حقه؟.. بل كيف تتصور حقه؟

هيهات هيهات فإن حق من يعترف بهذه الكلمة تابع لحق من يعترف به ومنسوب اليه وهو علي عليه السلام وحقه تابع لحق رسول الله صلِّ الله عليه وآله وحق رسول الله تابع لحق الله تعالى، وكيفةيمكن القيام بحق الله تعالى وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لأبي ذر : «إن حقوق الله جل ثناؤه أعظم من أن يقوم بها العباد. وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أمسوا وأصبحوا تائبين.»

لأنه منتسب الى علي عليه السلام و منتسب الى الله تعالى وكلما اشتدّ انتسابه إليه عظم حقه لديه
حتى ورد انه حتى لو قتل ابيك وولدك ان تسامحه وتغفر له، فكيف بما دون ذلك.؟!.

ولو فديت له نفسك لكان قليلا في حق من هو منسوب إليه وهو أمير المؤمنين عليه السلام ومنسوب الى الله تعالى اذ انه عبده ومخلوق له.

ولقد اجاد الشاعر بقوله:-
انا للعالم عاشق حيث منه الكون اجمع

وأنت اذا تسامحت مع محب أمير المؤمنين فالله أولى بمسامحتك، وأن يغفر لك كل ذنب إكراماً لمحبتك الى أمير المؤمنين عليه السلام، فإنّ الله أشد حباً منك لأمير المؤمنين عليه السلام حتى لو كان مقصرا مع أمير المؤمنين بل هنا سيكون احترامك لأمير المؤمنين أعظم

فهذه أحد الحقوق العظيمة
وانى لك القيام به

فكيف اذا انظم الى ذلك انه من ذرية علي عليه السلام او كونه من زائريه، او مجاوريه، او من خدام حضرته، او اسمه اسمه او اسم أحد أولاده او كونه يسمى بما يدل على الانتساب إليهم، عبد الأمير او عبد الحسين؟

واذا اضيف الى ذلك حق الرحمية وحق المجاورة، وحق المرافقة، وحق الدعاء، وحق تعليم القران ، او تعليم حرف من العلم، او كمال من الكمالات، او كونه أكبر منك سناً، او كونه مجتهدا لك، او اماما لك في الجماعة، أو كونه محسنا الى بعض أرحامك، او الى بعض جيرانك، او كونه سائلا عنك، او طالباً، او محسناً بك الظن، او نحو ذلك مما اشتملت عليه رسالة الحقوق لمولانا علي بم الحسين وكلها حقوق عظيمة جدا عند اهل البيت عليهم السلام.
وانت مسؤول عنها يوم القيامة

فأنى لك بالخلاص منها والعذر عنها

فهذه حقوق عظيمة كيف يمكنك الاعتذار عنها في ذلك الكوقف العظيم؟.. فقد ورد أن العاطس يعطس فلا يسمت فيطالب بحقه يوم القيامة فيقضى له.

ولهذا عليك الاعتراف والاقرار والاذعان بالتقصير لهم فيكون همك استعفائهم، والاعتذار منهم والمبالغة غي ما يمكنك من الإحسان اليهم، رجاء ليعفو الله، ويرضيهم عن بعض الحقوق،

فعليك يا اخي ان تنظر الى الخلق بهذه العين حتى يسهل عليك سلوك سبل الله، وهذا هو الأمر الثاني


اما الثالث و الأخير يأتي ان شاء الله تعالى

مكارم الأخلاق

01 Nov, 06:04


تتمة ان الملاحظ لبعض الاخوة المبتدئين تراه يستغرق في الاخرين بما يوجب له الذهول عن الله تعالى كما لو اراد اصلاح ذات البين فيتوغل في ذلك وكأنه احد المتخاصمين، فيقسو في القول او يستمع ما لا يجوز له الاستماع وهكذا

اذ لا خير ولا راحة الا في الاقبال على الله تعالى، والتوجه اليه وبذلك يسهل كل شيء من مهمات الدنيا والاخرة فإن كل تعب وهم وغم وشدة إنما يترتب على الغفلة عن الله تعالى والإدبار عنه.

هذا ما يتعلق بالأمر الأول من الأمور التي تلزم من يريد الطريق الى الله تعالى

مكارم الأخلاق

31 Oct, 14:27


فإذا عرفت ان الخير كله عند الله، فإذا عاشرت الخلق وباشرتهم فليكن ذلك طلباً لما عند الله، وابتغاء لرضا الله، بإن يكون همك الاحسان إليهم، وادخال النفع عليهم، « فإنّ الخلق عيال الله، واحبّ الخلق الى الله من أدخل النفع على عيال الله».. كما في اخبار اهل البيت.

ومن منا لا يريد ان يكون احب الخلق الى الله تعالى وكلن عليك ايضا ان تتقن هذه المقدمة بأن تعلم ان انتفاعك منهم بهذا الطريق أعظم من نفعك لهم حيث انك بسببهم توصلت الى ان تكون احب الخلق الى الله، فلا تطلب منهم نفعا غير هذا.

ثم وطن نفسك كذلك على تحمل الاساءة منهم، وعدم مكافأتهم بها، وهذا أول إحسان منك إليهم.

ثم وطن نفسك كذلك على ان لا تقتنع بذلك بإن تكافئ الاساءة باحسان منك وهذه سجيتهم عليهم السلام. بل توطن نفسك على ان تتمنى ان يسيء اليك احد ثم تحسن إليه، حتى تتوصل بسببه الى تحصيل فضيلة الإحسان الى من اساء اليك. فتتأسى بالنبي واهل بيته الاطهار ع.

ثم اعلم ان الله تعالى بكرمه وغناه هو من يكافئك بالاحسان وانت في مقام الاساءة والطغيان فإنه هو من أمر بالاحسان الى المسيء وهو اولى بالأمورين من انفسهم..

فإنه تعالى انما أمرك بالإحسان الى من اساء اليك، لينبهك على أنك ان فعلت ذلك فأنا اولى بذلك منك، وانت احوج الى إجراء هذه المعاملة معك.

ونفعك من هذه المعاملة أعظم النفع
ولهذا فإنك لو نظرت بعين البصيرة لرأيت ان إسائت الاخرين توصلك الى مقامات رفيعة وعالية فهي تستحق الشكر عليها ولذا انت قابلها باباحسان فهذه سجيت اهل البيت الاطهار عليهم السلام.

واذا وصلتك هدية منهم ممن عاشرتهم فهذه نعمة غير مرتقبة وصلت اليك، فاقبلها منهم وان لم تكن محتاج اليها فإن قبولها احسان منك فإن ردها يكدر خواطرهم، وهو اساءة إليهم وقد وطنت نفسك على ترك الاساءة إليهم. وأنت مأمور بذلك.

فان كانوا يتوقعون منك ان تردها عليهم فردها عليهم من باب الهدية الجديدة وان كان مرادهم ان بأحسن منها فاقبلها منهم وكافئهم بالأزيد، وهو الإحسان إليهم،، لا تظهر انك فهمت ذلك بل اجر الأمر على ظاهره، فهو إحسان منك إليهم.

واعلم اخي العزيز ان العمدة في الاحسان الى الناس ليس هو ببذل المال، فإنا رأينا كثيراً من الناس يبذلون المال ويستتبعون به الأذى والمن وتكدير للخواطر وان كان أصل قصدهم الإحسان في أول الأمر.

فإذا لردت ان تقضي حاجة الى اخيك المؤمن على وفق طريقة اهل البيت فإنهم قالوا صغرها لتكبر، وعجلها لتهنأ، واكتمها لتظهر.

واذا لم يكن كذلك فلا تقع الحاجة تامة بل تكون ناقصة مكدرة، وربما تكون أذية على صاحب الحاجة. وعادة الخلق انهم اذا قضوا حاجة فإنهم يخلون بهذه الأمور الثلاث.

فلا يتم في اعمالهم قضاء حاجة على وجهها، وهذا هو الغظيم حيث انعم يتجؤغون مرارة الانفاق ولا يترتب عليه ادخال السرور على قلب المؤمن.

والبعض منهم يعد اخاه بالحاجة ثم يماطل بها فيبقى يتجرع مرارة الانتظار الذي هو اشد من القتل، ثم يتجرع مرارة اليأس من الحاجة. فيكون اثمها أعظم من نفعها.
وكذا عادة البعض فإنهم لا يصغرونها، ويظهرون انهم قد فعلوا معهم احساناً عظيماً، بحيث يتوقعون ان يترك العبودية لله عزوجل ويصير عبدا لهم.!

وكذلك لا يخفونها عن الناس حتى تقترب من الإخلاص وتبعد عن الرياء، وتكون من قبيل العمل الخالص الذي في الحديث «عليك اخفاؤه وعلي اظهاره»

بل يظهرونها لجميع الخلق، ويذلونه في جميع العالم فهذه عادة الخلق المنحوسه،.

فعلم مما ذكرنا ان ليس الاحسان عمدته بذل المال وانما هو ان لا تكدر خاطره وهذه من الأمور المهمة التي ينبغي ان يلتفت اليها السالك الى الله تعالى.

مكارم الأخلاق

30 Oct, 17:49


كيف نسلك الطريق الى الله تعالى


ان السالك سبيل الله والمتوجه لما عند الله يجب عليه أمور رئيسية مهمه وتعتبر اساس الطريق والمسلك، ومن عرفها سهل له الطريق والا انقطع به ورجع الى الخلف وانتكس.

وقد ذكرها صاحب كتاب الطريق الى الله تعالى ونحن ذاكروها اجمالاً ومن ثم نفصل الكلام حولها.

الاول: ان تعلم ان الخير كله عند الله، ولا يلتمس الخير الا عنده، ولا يطلب من سواه.

الثاني: ان يراعي حقوق الخلق في الله، فإن مراعاة حق الخلق في الله مراعاة لحق الله، كما أن اهمالها إهمال لحق الله.

الثالث: ان يستوحش من الخلق انساً بالله فإن العاقل يلزمه ان يكون مقبلاً على شأنه، حافظا للسانه عارفاً بأهل زمانه، مستوحشا من أوثق اخوانه.

هذه الثلاث الرئيسية وغداً نفصل الكلام حولها بأذنه تعالى. مبتدئين بأولها.

مكارم الأخلاق

30 Oct, 16:55


واخيرا فأن طريقة اهل البيت عليهم السلام بأن تعرف ان الدنيا ليست شيئاً في نفسها وان تخرجها من قلبك واذا عرفت الدنيا وحقيقتها عند اهل البيت ع بأنها ليست شيئاً يطلب، ولا مما يصح أن يتوجه اليه القصد تم لك الطريق وكنت عليه واصبح توجهك وقصدك في ما يرجع الى الله ويطلب قهرا.

نعم اذا اتفق انه صدر منك بعد ذلك شيءٌ لا لله سبحانه بل لمقتضى الطبع، او لميل النفس او لمخادعة الشيطان فهذا مما لم يكن داخلا تحت قصدك، ولا مندرجا تحت إرادتك وعزمك، بل اشبه شيءٍ بالكلام الذي يقع منك غلطاً او سهوا ونسيانا او خديعة،

فيتاتى منك حينئذ التوبة الصادقة والاستغفار الصادق المتواصل، حيث انك دائما عازم على عدم العود في الأثم، وعلى الإستمرار على الطاعة

فإن الزلل الحاصل من الغفلة او السهو لا ينبغي ان يبعث على اليأس في نفس السالك فإن القلب كثير التقلب بطبيعته، والله تعالى يحب التوابين وقد ورد ان المؤمن كالسنبلة التي تميل أحياناً وتقوم أحياناً اخرى.. ومن المعروف عند أهل المعرفة ان حركة العبد التكاملية بعد كل إنابةٍ وتوبة قد تشتد لتكون سبباً لتعويض المراحل التي خرسها عند الغفلة او الشهوة.

فلسان حال السالك ( اللهي إنك تعلم أني وان لم تدم الطاعة مني فعلا جزما فقد دامت محبة وعزما)
وهذا المعنى يتوقف على خروج حب الدنيا من القلب.

مكارم الأخلاق

30 Oct, 16:17


ولهذا رأينا بعض الإخوان الذين انقدح في نفوسهم من الاقتصار على هذه العبادات المألوفة وقد قصر نظره اليها فقد رأيناه وجربناه واختبرناه وتأملنا في حاله فوجدناه مستلزما للبلادة، وقلة الفطانة، ولهذا من الضروري معرفة ان طريق القرب غير منحصر بتلك العبادات المألوفة.


ومع هذا فالواجب على من يريد الإقبال على الله تعالى أن يخرج هموم الدنيا من قلبه فهو المطلوب بالاساس، فلا يفرح بشيء منها اتاه، ولا يحزن على شيء منها فاته، ويتدبرها وينظر الى فنائها وزوالها، وسرعة تقلباتها، وعدم دوامها على حال، فالعاقل لا يليق به أن يتوجه الى هذا الشيء الذي لا يستقر على حال، بل هي في الحقيقة لا شيء.

قال امير المؤمنين (عليه السلام) «لو كانت الدنيا من ذهب والآخرة من خزف لاختار العاقل الخزف الباقي على الذهب الفاني» كيف والأمر على العكس اي ان الدنيا خزف فان والاخرة ذهب باقٍ.

واما الجاهل فلكونه ضريرا يرى أمر الدنيا عظيما وأمر الآخرة حقيرا، وربما يخطر من تدليس الشيطان بباله القاصر وذهنه الفاتر أن النقد خير من النسيئة فيختار الدنيا على الآخرة، ولا يعلم لعميان قلبه ونقصان بصيرته أن النقد خير من النسيئة إذا كان مماثلا لها في الكمية والكيفية، وليس الأمر ههنا كذلك إذ هذا النقد لا قدر له أصلا ولا وزن له قطعا عند هذه النسيئة على أن أصحاب الايمان وأرباب العرفان لكثرة عبادتهم وشدة رياضتهم يجدون نقدا من الفيوضات الإلهية والإشراقات الربانية مالا يرضون بعوض واحد منها أخذ الدنيا وما فيها.

وتأمل قوله لَا یَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ﴾

هذا دليل على أن حتى الكفار غير منعمين في الدنيا لأن حقيقة النعمة الخلوص من شوائب الضرر العاجلة والآجلة، ونعم الكفار مشوبة بالآلام والتبعات والعقوبات، فهذا المعنى كمن قدم بين يدي غيره حلاوة من عسل فيها السم، فهو وإن استلذ آكله لا يقال أنعم عليه؛ لأن فيه هلاك روحه.

مكارم الأخلاق

30 Oct, 15:48


اذن معنى "ملعون من ترك دنياه لاخرته"

اي هي الدنيا التي يُتوصل بها الى الآخرة ، ولا تتم أمور الأخرة الى بها، وهي في الحقيقة من الاخرة، وتركها ترك الاخرة، والدنيا المذمومة هي التي لا يقصد بها التوصل، ومنها فضول العيش..

فالدنيا التي هي واجبة لانها موصلة الى الاخرة كذلك هي بأذن الله جعل الخوض فيها مفيداً للفطانة وزيادة وتقوية في المعرفة والبصيرة.

ولهذا جاء في روايات التجارة واستحبابها بأنها نصف العقل وتزيد في العقل وانها تسعة اعشار الرزق

ويؤيد تلك الروايات أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد اتجر قبل البعثة الى الشام، وغيره من الأنبياء والمرسلين .

فاقتضت الحكمة الإلهية ان تكون هذه الكمالات مفرقة في العالم وأنها شائعة ومتداولة بين الناس وليست منحصرة في محاريب العبادة، ولهذا أمرنا ان ناخذ الحكمة ولو من اهل النفاق او المجانين كما في الخبر.
وجاء ايضا عنهم (عليهم السلام)(خذوا العلم من أفواه الرجال).

وهذا هو مقتضى الجمع بين التكاليف العبوديّة في كل المجالات، فإن الجامعية في العمل بالشريعة من مواصفات السالك الصادق، بخلاف من يريد ان يسلك بطريق واحد او يطير بجناح واحد.

ولهذا فأن الخلل الذي يوجبه التقصير في تحصيل أمر المعاش من موجبات توزع البال والتشتت وهذا يوجب له التثاقل الى الأرض.

فالكمال كل الكمال إنما هو اكتساب من أقوالٍ وأفعالٍ او معاملات، او تجارب، حتى ورد عنهم (عليهم السلام) «إن العقل حفظ للتجارب وخير ما جربت ما وعظك وان التجربة علم مستفاد»

مكارم الأخلاق

30 Oct, 14:11


آخر نقطة مهمة نشير اليها قبل الدخول الى كيفية الطريق الى الله تعالى و هي ان طريق القرب الى الله تعالى غير منحصر بالعبادة المعلومة من الصلاة والصيام والزيارات والادعية وتلاوة القران والتعلم والتعليم، ونحو ذلك هذه جيدة موصلة، لكن ان تعلم ان طريق القرب غير منحصر بها بحيث تعتقد ان كل ما خرج عن ذلك هو تضييعاً للعمر في ما لا فائدة به كما يظنه الكثير من اخواننا الصلحاء فإن هذا قصور واشتباه..

فترى البعض يلخص الطريق بمجموعة من الاوراد والأذكار، ناسيا ان الدين ليس من مقولة الأفاظ وانما هو المعاني السامية من المعرفة والبصيرة والمعاملة. وليس الذكر والدعاء الا كاشفاً عن تلك المعاني الباطنية، ومن هنا فإن مراد الله تعالى من عباده هو تقوية البصيرة لكي يطيعوه بالبصيرة التامة، والمعرفة الكافية، وان كل ما له دخل في تقوية البصيرة وزيادة الفطانة فهو داخلٌ في مراد الله تعالى ومطلوبٌ له، بل يكون طلبه له وحثه عليه آكد من غيره.

فمن اقتصر على العبادات من الصلاة والصيام وتلاوة القران واستعمال الأدعية والزيارات وقصر نظره عنها يغلب عليه الجمود، وتقل فطانته.

بخلاف من يمارس الأعمال من تجارة ونجارة وطب وعندسة وصنعة وتعلم الاداب ومحاورة الخطاب والنكت المستحسنة للسؤال والجواب ويضيف ذلك الى عباداته وأوراده وعلمه وتعليمه، هو الرجل كل الرجل، نعم الرجل، والوجدان والاختبار لذلك أعظم شاهد

فكلما سرحت نظرك في تعلم شيءٍ من الصناعات المحسوسة، فتح اللهُ لك بابا من العلم في المعقولات،
والأصل في ذلك ان الله سبحانه قد ربط المحسوسات بالمعقولات والأمور الأخروية بالأمور الدنيوية

لهذا فإن الأمور الدنيوية مقدمة للأمور الأخروية وقد جعل الله تعالىالأمور الأخروية لا تتم الأ بالأمور الدنيوية فإن الدنيا التي بها يتوصل الى الاخرة محسوبة من الاخرة ولا تدخل في مذام الدنيا ولذا ورد ( ملعون من ترك اخرته لدنياه ملعون ملعون من ترك دنياه لاخرته...)

ونوضح ذلك اكثر بعد الصلاة ان شاء الله تعالى

مكارم الأخلاق

29 Oct, 17:09


وكذلك لا بد لك اخي الكريم من التروي في العمل والتدبر فيه قبل الإقدام او الإحجام فإنك تحتاج في ذلك الى بصيرةٍ وتسديدٍ من الله تعالى وتوكل عليه، فلطالما فوتنا على انفسنا المنافع العظيمة، نظراً لعدم ترقب الفرص التي تمر مر السحاب، فالعمل في الغالب يقتضي مدة وملهة حتى يتأتى ايقاعه على الوجه المطلوب وانه منبعث عن داعي الأخلاص ولكن مع ان كل شيء أخرته فللشيطان في نظرة، وللتأخير فيه افات، وفيه يخشى الفوات فإن قطف الثمار في وقتها من هموم السالك فكم من الخسارة ان يستيقظ الزارع بعد موسم القطاف، أو أثناء الموسم وقت ذبول الحصاد.

فلا يكون تاخير الطاعة عجزا وكسلا وحرصا على المال وانما لأجل التروي والاتقان فهو مطلوب ومحبوب ولهذا اجعله مقرونا بالتوكل على الله تعالى في ان يعينك على اخلاص المشيئة فيه، وإيقاعه على الوجه محبوب وجالب لرضاه. كالعبودية له تعالى. فالغرض من الطاعة العبودية وهو الوجه المطللوب بالاساس.

فإذا انت قرنت الطاعات بالتوكل على الله تعالى بتركها في حالة الرخصة الذي هو جالبا لمحبته كما تقدم في بعض الحالات، وتأخيرها لأجل الاتقان لتقع على الوجه المحبوب الخالص المطلوب الجالب لرضاه، وتقديمها حتى لا يكون عجزاً وكسلاً وحباً للمال ليبقى في اليد اكثر مدة.. فأنت في كل الاحوال هذه محسن متعرضاً لمحبة الله تعالى و ما على المحسنين من سبيل

فإذا كنت متعرضاً لمحبة الله تعالى في تلك الحالات في تأخيرك، وتقديمك، وفعلك، وتركك، تم لك السير الى الله تعالى بسلوك محبته وطاعته بلا انقطاع، وحشاه حشاه ان ينقطع من انقطع اليه وقرع بابه.

مكارم الأخلاق

29 Oct, 16:09


تقبل الله تعالى اعمالكم حقيقة الصلاة من اجمل ما في الدنيا ان اتقناها بخشوع وان نعيش فيها محضرية الله تعالى واننا بين يديه وهو اقرب الينا من أفكارنا وخواطرنا ومثلها مثل النهر الذي نغتسل فيه كل يوم خمس مرات.

المهم نرجع الى مطلبنا وهو ما هو الوجه الذي نلاحظه عند وقوفنا عن الطاعات؟ وهذا الوجه ان فهمته واتقنته يفتح لك باب من المعرفة والبصيرة
وهو ان تعلم ان الله تعالى يحب الأخذ برخصته، كما يحب الأخذ بعزائمه، بمعنى ان الله تعالى بكرمه وفضله يجعل تركك للعبادة المستحبة جالباً لمحبته سبحانه مع انك في مقام الترك لها ومع ذلك سيكون تركك لها سبباً لقربه ومحبته وذلك في مقام اذا خشيت على نفسك الملل والضجر والنفرة عن الطاعة - كما هو حال الكثير من الطباع البشرية حيث يستثقلون الطاعة لكن بكرمه تعالى وفضله يكون تركها جالبا لمحبته بالعرض لأنه تعالى يحب الأخذ برخصته.

فعلى هذا يكون العبد متعرضاً لمحبته تعالى في فعله وتركه، إن هذه لنعمة عظيمة ولفوز كبير فلمثل هذا فليعمل العاملون.

لهذا ورد ان الامام الحسن (عليه السلام) اذا عرض له امران كلاهما رضى الله أختار اسهلهما على نفسه
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يختار أشدهما على نفسه

فالامام الحسن ع من باب أن الله يحب أن يؤخذ برخصته كما يحب ان يؤخذ بعزائمه، ومن باب قليل تدوم عليه خير من كثير مملول منه
ومن قولهم (عليهم السلام) ان هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق. وايضا ورد عنهم ع اذا اضرت النوافل بالفرائض فرفضوها.

ومن باب مخادعة النفسةبالجلب الى طاعة الله.
واما امير المؤمنين (عليه السلام) فمن باب مخالفة النفس الذي هو مفتاح البركات لأن زمام السيطرة على النفس لا يتم الا من خلال لجامها وسوقها الى ما لا تحب وهذه من قواعد السير الى الله تعالى التي لا تنخرم.

وعليه فالخطوة الاولى هي تطويع النفس ومخادعتها بالجوارح والجوانح لجلب عزم الإرادة فإن عزم الإرادة افضل زاد الراحل الى الله تعالى.*اللّهم وقد علمتُ أنّ أفضلَ زاد الراحل إليكَ عزم إرادة*
الامام الصادق (عليه السلام)

مكارم الأخلاق

29 Oct, 14:31


وهنا نكتة مهمه لا بد من ذكرها في طريق السير الى الله تعالى، فبعد ان علمت ان السير اليه واجبٌ عقلا ونقلا، وبلا انقطاع فاعلم ان ذلك انما يتم لك بأن تلاحظ عند وقوفك عن الطاعة وجها اخر من وجوه الطاعة

وما هو هذا الوجه؟ سنذكره بعد الصلاة انش

مكارم الأخلاق

28 Oct, 06:17


مقدمة اخرى لسؤال بحثنا ومن ثم ندخل الى صميم البحث ان شاء الله تعالى

اعلم يا اخي ان كل شيء يهون بالنظر الى ما فوقه، وما هو أشد منه، بل يضمحل ويفنى، كالذي تشوكه شوكة فيلدغه عقرب، فلا ريب أن الشوكة تكون عنده نسيا منسيا، ولا ذكر لها عنده بوجه من الوجوه، فالباري تعالى قد قهر كل شي من الاشياء بوجود ما فوقه.

فإنك اذا نظرت الى من هو اشد منك ايماناّ وطاعةً وعبادةً واخلاصاً فإنك سترى عملك ذنباً وتقصيراً يحتاج الى الاعتذار والاستغفار منه وستستحي من نسبته الى نفسك فضلاً عن افتخارك وعجبك به.

انظر الى عظمة أمير المؤمنين ع وشدة بأسه وبطشه وبلوغه في كل كمال أقصاه ومنتهاه كيف يتصاغر عند ذكر محمد ص ويقر على نفسه بالعبودية حيث يقول (انا عبد من عبيد محمد) ص

وهذه قاعده محسوسة في سائر الممكنات والموجودات، فإذا ادرت ام تهون عليك الدنيا وشدائدها فانظر الى ما هو أشد وأصعب، وتأمل ان لو ما أضيف الى ما انت فيه شدة اخرى مما خو اشد عليك كيف كنت تصنع، فحينئذ يهون عليك ما أنت فيه بالنسبة الى ما هو فوقه، وترى تلك الحالة نعمة فتقول:

الحمد لله الذي لم يشدده علي ولو شاء لفعل

وكذلك اذا أردت ان يهون عليك استحسان ما يتفق لك من الاعمال الحسنة، بحيث تخلص من الابتهاج و العجب والافتخار فانسبه الى ما هو فوقه من الأعمال الحسنة مما يعملها من هو فوقك، ومن هو أحسن منك.
او أنك اذا ترقيت عن المقام الذي انت فيه، فإنك ترى ذلك العمل ذنباً وتقصيراً يحتاج الى الاعتذار، وتستحي من نسبته الى نفسك، فضلاً عن افتخارك وابتهاجك به.

وانت اذا اعتدت هذه الحالة بتوفيق من الله تعالى لك سرت الى الله الكريم بلا انقطاع اذ ليس لمحبته غاية ولا نهاية، لأنك كلما تدرجت الى مقام الاخلاص والعمل شاهدت مقاما اعلى وابهى واسنى وأرفع وليس هناك نهاية لتلك المقامات...

ولهذا السالك حتى الواصل لا يقف في سيره الى الله تعالى وان كان واصلا لانه ليس هناك نهاية لمقامات الكمال والانقطاع اليه. ولهذا حتى المعصومين عليهم السلام ورد انهم يتكاملون في كل ليلة جمعة يزدادون بالقرب والكمال.

مكارم الأخلاق

27 Oct, 14:02


ونزيد الجهة الثانية وضوحا اكثر
بأن أعمالنا كل يوم وكل صباح وكل مساء تعرض على النبي وعلى الائمة خصوصا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه فما كان منها حسنا سرهم حتى قال أهم: والله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسر بالحاجة يقضيها المؤمن لأخيه من صاحب الحاجة. ولا شك ان النبي وآله هم اقطاب العالم فالعالم كله رعية عندهم فمن ادخل السرور على سلطان العالم فقد أثر في الرعية كلها سرورا تبعا لسرور الملك و السلطان فيضج العالم بالدعاء لهذا العبد المحسن سرك الله كما سررتنا.

والعكس كذلك

ولهذا ورد ان من يقول:( اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات) ان جميع المؤمنين والمؤمنات يشفعون له.

فإذاً قد ظهر لك سريان تأثيرك في كل العالم وكونك متعلق القدرة الإلهية ومظهر العظمة الربانية

فكيف يسوغ لك اليها المسكين فلتتك وتغافلك،


ولقد صدق مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول:

دواؤك فيك وما تشعر * وداؤك منك وما تُبصر وتحسب أنّك جرم صغير* وفيك انطوى العالم الأكبر وأنت الكتاب المبين الذي*** بأحرفه يظهر المُضمَر

ولئن أهملت نفسك فما ربك بمهمل لك قال الله تعالى:- «أيحسب الأنسان ان يترك سدى)»

فتيقظ أيها الغافل.. والحظ هذه الجهة الثانية التي صرت بها انسانا زاذا لا سمح الله اخترت ان تكون شيطانا معرضا عن ربك فقد اضعت توجه العناية الإلهيّة اليك زافسدت العالم وكدرت قلوب الانبياء والملائكة وضجت الأرض الى الله من مشيك عليها والسماء من استظلالك بها.

وورد ان الأرض تضج من بول الأغلف أربعين صباحا... وهو فعل مكروه من المكروهات فكيف بك؟

والخلاصة فأنت مبارز لله تعالى وجميع من هو ملك لله تعالى أعداء لك، فأين تذهب عن ملكه وجميع مخلوقاته تطلب الإذن منه بالانتقام منك، فأنّى بمقاومتها كلها، وانت الضعيف الحقير ومن يؤويك وقد بارزدته وحاربته، فلا مفر لك منه الا اليه (ففروا الى الله... الاية)

وكل من خاف من احد هرب منه الا الخائف من الله فانه يهرب اليه

يقول الامام الصادق عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى انه يقول( لا اطلع على قلب عبد فأعلم فيه حب الإخلاص لطاعتي و ابتغاء وجهي إلا توليت تقويمه و سياسته).

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله عز وجل قال

(إذا علمت أن الغالب على عبدي الاشتغال بي نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي، فإذا كان عبدي كذلك فأراد أن يسهو حلت بينه وبين أن يسهو، أولئك أوليائي حقا أولئك الابطال حقا أولئك الذين إذا أردت أن أهلك أهل الأرض عقوبة زويتها عنهم من أجل أولئك الابطال).


وبالجملة ان هذا العالم مرتبط بعضه ببعض فقد وورد في الحديث ان العبد اذا حمدالله شمله دعاء من كل المصلين لأن المصلين يقولون:(سمع الله لمن حمده)

فانظر كيف ارتبط العبد بكل المصلين في العالم ودخل تحت دعائهم بكلة واحدة كذلك من عمل عملا بإتقان فإنه يظخل تحت دعاء النبي صلى الله عليه وآله حيث قال (رحم الله من عمل عملا فأتقنه).

ولا شك ان دعاء النبي مستجاب
ومن ادركته الرحمه نجى من الهلكة.

ومن في هذا العصر يتمنون ويشتاقون ان يكونوا مع النبي حتى تدركهم منه دعوة، ويتخيلون ان هذا أمر قد فات ولا تدارك له، وهو اشتباه، فإن تعرضهم لدعاء النبي يدخل في باب اتقان العمل.

وكذلك ورد ان من يصوم يوما من شعبان ايضا يدخل تحت دعاء النبي بقوله (شعبان شهري رحم الله من أعانني على شهري)

وهناك عناوين اخرى شريفة هي داخلة تخت دعاء النبي فمن شاء ادخل نفسه فيها.

انظر الى نفسك يا اخي كيف عرضك الله تعالى لرحمته بالدخول لتلك الغناوين الشريفة وانت بغفلتك تريد ان تدخل نفسك تحت عناوين خبيثة!؟.

فإنه من كدر مؤمنا من المؤمنين كدر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثم عليا عليه السلام ثم الائمة ثم العالم كله. فيدعوا عليك العالم كدرك الله كما كدرتنا.

فيا أخي.. شأنك عظيم وخطرك جسيم وانت بين حالتين في كل أطوارك وأحوالك: إما أن تقبل على الله تعالى واما ان تعرض عنه تعالى

فإن أقبلت عليه اقبل هو عليك، وان اعرضت عنه اعرض عنك وأعرض لإعراضه عنك كل شيء، وانت بينهما لا تنفك عنهما.

فيا من هو على المقبلين مقبل وبالعطف عليهم عائد مفضل اقبل علينا بفضلك ورحمتك ولا تعرض عنا بجودك وحلمك يا ارحم الراحمين.

مكارم الأخلاق

27 Oct, 13:07


مقدمة اخرى للأجابة عن سؤال بحثنا و هي :-

(بيان فقر الانسان وعجزه ومدى اتباطه بهذا العالم)

هناك جهتين لا بد من الاتفات اليها وهي:-

الاولى :- ومن حيث انفسنا وابداننا وذواتنا فنحن من هذه الجهة في منتهى الفقر والغفلة والمسكنة وزائلون فانون مضمحلون لا قدر لنا ولا قيمة ولا اعتداد بنا ولا مبالاة ولا احتفال بنا بل لسنا شيئا مذكوراً من التراب والى التراب.

والجهة الثانية:- حيث اننا مع حقارتنا وصغرنا منتمون ومتعلقون بالقدرة الألهية لأننا مظهر قدرته وعظمته الربانية، ومخلوقون لهذا الخالق العظيم ومن هذه الجهة اصبحنا مرتبيطن بكل العالم من العرش الى الثرى، ومن السماء السابعة العليا الى الأرض السفلى وما بين المشرق والمغرب وجميع أقطار الأرض.- كما لو كان رجلا لديه اولاد كثر فكلهم مرتبطون به وبمملكته وكالملك الذي يرعى شؤون رعيته فكلهم مرتبطون بعظهم ببعض بلا فرق لديه مثلا.

وعلى هذا يتضح لنا ان ما نفعله بأنفسنا من خير او شر يتأثر به جميع العالم ان خيرا فخير وان شرا فشر..!

وهذا هو السر في تأثير بعض الاولياء في الأمور لأن العبد اذا صار محبوباً لمولاه فإن شؤون ذلك العبد كلها محبوبة لديه.

ويدل على هذا ما جاء عن صادق ال محمد (عليه السلام) «ما من مؤمن إلا وله مثال في العرش، فإذا اشتغل بالركوع والسجود ونحوهما فعل مثاله مثل فعله، فعند ذلك تراه الملائكة عند العرش ويصلون ويستغفرون له، وإذا اشتغل العبد بمعصية أرخى الله تعالى على مثاله سترا لئلا تطلع الملائكة عليها» وهذا معنى(يا من أظهر الجميل وستر القبيح).

اي ان لك مثالا تحت العرش يعمل مثل ما تعمل، فإن فعلت قبيحاً ألقى الله على مثالك سترا وغطاه، لئلا تفتضح عند اهل العرش.

مكارم الأخلاق

21 Oct, 22:54


ثم بعد ذلك نأتي الى مقدمة اخرى في بيان ان الله تعالى خلقنا للسعادة الدائمة، أعدها لنا وأعدنا لها.
من حيث ان الإنسان خُلق للحياة الدائمة والعيش السرمدي، وعمر الاخرة لا نهاية له، وقد جعل الله تعالى هذه الدنيا مزرعة الاخرة، ورتب الجزاء في الاخرة على الأعمال في هذه الدنيا، فكان تأهل العباد لتلك السعادة الأبدية بهذه الأعمال الدنيوية البسيطة كما تقدم

فإن الاتفات الى قصر العمر في الحياة الدنيا مقابل الحياة الدائمة والعيش السرمدي وإن اللامحدود يتحدد سعادةً وشقاءً بهذا العمر المحدود، مما يجعل كل آن فيه يقابل اللامحدود وهذه من دواعي اليقظة والحركة للسالك مما يجعل العبد إلى موجود حريص على كل لحضةٍ من حياته، أضف إلى حرصه لانتفاء أفضل الأعمال التي يملأ بها هذا الوقت القصير، الذي سيحدد مصيره الأبدي في الجحيم او النعيم..!

ولهذا فإن من رحمته تعالى وكرمه اللامحدود ولطفه العظيم جعل اعمالنا غير منقطعة بانقطاع اعمارنا

ولهذا مثلا جعل أنّ من سنة سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة، والعكس كذلك.

وكذلك من رحمته تعالى وكرمه وجوده مثلا جعل من أحكامه ان الوالدين شركاء مع أولادهما فيما يعملون من أعمال الخير بمقتضى رحمته تعالى.

وكذلك مثلا جعل ثواب بعض الأعمال أن يخلق ملائكة يعبدون الله الى يوم القيامة، ويكون ثواب عبادتهم لصاحب العمل.

وكذلك خلق لنا ليلة واحدة تعادل خير من الف شهر

وجعل تفكر ساعة بمنزلة عبادة ستين سنة.

وجعل مبيت ليلة عند أمير المؤمنين (ع)، تعدل عبادة سبعمائة سنة

وجعل قضاء حاجة المؤمن يعدل عبادة تسعة آلاف سنة، صائماً نهارها قائماً ليلها.

وجعل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، قائمة مقام صيام الدهر.

كل ذلك كرماً وتعطفاً منه على عباده المؤمنين، ولكي يؤهلهم لأن يصلوا الى رتبة استغراق عمر الدنيا بالطاعة، حتى يكون لهم شوق وانجذاب للتأهل بهذه المراتب النفيسة. وهذا نوع من الجذب الألهي لعباده.

ثم ان هناك باب عظيم وهي النية التي هي خير من العمل فجعل نيات المؤمنين أن لو خلدوا في الدنيا لداموا على طاعتهم لله عزوجل، فأثابهم على ذلك ثواب الدائمين على طاعته، وجعل جزاءهم على هذه النيات الخلود في الجنة. وكما ان عكس ذلك نية الكفار.

اذن ان اعمالنا مبنية على الدوام لا الانقطاع.

مكارم الأخلاق

21 Oct, 12:00


بعد ان ذكرنا ان تهذيب النفس والتخلق بالأخلاق الكريمة مقدم على كل شي فإن قوام هذا المعنى ونظامه إنما هو الجلوس على بساط الاستقامة ومجانبة الإفراط والتفريط اي بمعنى ان تتقرب الى الله تعالى بما تيسر لك من الطاعات، واجتناب ما يكرهه من السيئات

بأن تجعل بناء أمرك على عدم المسامحة والمماهلة في جزئي ولا كلي اي كل ما تعلمه راجحا من الأمور المعلومة الرجحان اجعل همك في فعله، ولو كان جزئيا بسيطا في نظرك، وكل ما تعلمه بعدم الرجحان فاجعل همك في تركه واجتنابه وان كان جزئيا بسيطا في نظرك.

فلا تجعل بناء أمرك على التسامح والتساهل لا في جزئي ولا كلي بل ليكن امرك مبنيا على الضبط والإتقان.

وإياك ان تتعلق بالإكثار من الأعمال من دون ملاحظة الضبط والاتقان فإن أمراً واحدا تتقنه وتضبطه وتوقعه على وجهه على وفق الوضع المراد ينتج الألوف من الأعمال الحسنة لأن الهدف من الأعمال المتقنة هو تحقيق العبودية الشاملة لله رب العالمين.. فالفعل الكثير الذي لا يحقق الهدف لا قيمة له، كما لو كان رياءً أو مزاحما لواجب اهم، او موجبا للغرور والعجب، أو داعياً لنفرة النفس من أصل الطريق.

فعلينا ان نوطن انفسنا على عدم المسامحة والمساهلة لا في جزئي ولا كلي فهذه الجزئيات والأمور البسيطة من الشرع عن المواظبة عليها وترك التسامح والتساهل فيها تفيد الترقي والوصول الى المقامات الرفيعة العالية، فإن الله سبحانه قد جعلها بإذنه مفاتيح تلك الخزائن، ومن قبض مفاتيح الخزائن بيده استغنى وفاز فوزا عظيماً.

نعم لا اقول لك انه لا يقع منك الاخلال بجزئي ولا بكلي حتى تستعظم هذا المعنى وتقول: أنى لي به، وانا انا

بل اقول لك لا تجعل بناء امرك على الاخلال بجزئي مسامحة ومساهلة فأما اذا وقع منك الإخلال بأمرٍ لغلبة الهوى او مخادعة النفس والشيطان، فذلك أمر اخر و ذلك من شأن غير المعصوم،

أذن المقصود هو توطين النفس على عدم المسامحة والمساهلة.

مكارم الأخلاق

21 Oct, 03:00


نواصل تكملة البحث ان شاء الله تعالى قريبا

مكارم الأخلاق

19 Oct, 16:10


ويزيد هذا المعنى وضوحاً التأمل في هذه الشواهد المباركة منها قولهم عليهم السلام «لا تستحقروا طاعةً فربما كان رضا الله تعالى فيها .. ولا تستحقروا معصيةً فربما كان سخط الله فيها»

وكذلك في الحديث القدسي يقول رب العزة سبحانه: «إنّ من تقرب إليّ شبراً أتقرّب إليه ذراعاً»

فإذا هو سبحانه يدنو الى من دنا منه ويدعو الى نفسه من أدبر عنه، فكيف بمن أقبل إليه وقرع بابه؟!.


سبحانك ربي ان الراحل اليك قريب المسافة وإنك لا تحتجب عن خلقك الا ان تحجبهم الاعمال دونك.!

مكارم الأخلاق

19 Oct, 15:51


وأصل هذا المعنى وبيانه
ان تعلم ان الله تعالى برحمته الواسعة ولطفه العظيم وكرمه اللانهائي... طلب منا أمور كلية عظيمة وجليلة، ولكن جعل مفاتيحها أمور صغيرة وبسيطة جدا فمن استعظم الأمور الموصلة اليها و تهاون عنها، فاته ما أريد منه وكان ذلك من أعظم الامتحان له...

و من توسل بتلك الأمور الجزئية، اوصلته الى تلك المطالب النفسية الكلية فهو لم يأتي الأ الجزئي البسيط مع انه أوصله إلى الكلي النفيس الكثير وذلك من أعظم السعادات له.

مكارم الأخلاق

19 Oct, 14:31


ثانيا: ان السير الى الله تعالى فيه قواعد وضوابط تعد عناصر اساسية ومساعدة للسير اليه تعالى ومع ملاحظتها تعين على كسب الأخلاق بسهولة ويسر لا بتكلف وعسر

فإن النبي (ص) جاء بالشريعة السمحة السهلة، يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر وأنه ما جعل علينا في الدين من حرج ففتح لنا ابواب اليسير وسد عنا ابواب العسير لنسلك الطريق اليه سبحانه.

مكارم الأخلاق

19 Oct, 14:21


اولا: ان تهذيب النفس والسير الى الله تعالى واجب و مقدم على كل واجب و أهم من كل لازم ومع ذلك هو مفتاح كل خير والمنبع لكل حسن، والجالب لكل ثمرة والمبدأ لكل غاية.

مكارم الأخلاق

19 Oct, 14:16


كيف نسلك الطريق الى الله تعالى ؟

سيكون بحثنا الاتي حول هذا السؤال.

مكارم الأخلاق

18 Oct, 18:55


.. دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجل اسمه مجاشع #فقال :
يا رسول الله كيف الطريق إلى معرفة الحق ؟ #فقال صلى الله عليه وآله :
معرفة النفس . #فقال : يا رسول الله فكيف الطريق إلى موافقة الحق . #قال : مخالفة النفس . #فقال : يا رسول الله فكيف الطريق إلى رضا الحق ؟ #قال : سخط النفس . #فقال : يا رسول الله فكيف الطريق إلى وصل الحق . #قال : هجر النفس . #فقال : يا رسول الله فكيف الطريق إلى طاعة الحق ؟ #قال : عصيان النفس . #فقال : يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذكر الحق ؟ #قال : نسيان النفس . #فقال : يا رسول الله فكيف الطريق إلى قرب الحق ؟ #قال : التباعد من النفس . #فقال : يا رسول الله فكيف الطريق إلى انس الحق ؟ #قال : الوحشة من النفس . #فقال : يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذلك ؟ #قال : الاستعانة بالحق على النفس . ؛

مستدرك وسائل الشيعة ج11

مكارم الأخلاق

16 Oct, 16:30


ان الله تعالى يريد منا تقوية البصيرة لكي نطيعه بالبصيرة التامة، والمعرفة الكافية، وان كل ما له دخل في تقوية البصيرة وزيادة الفطانة فهو داخلٌ في مراد الشارع ومطلوبٌ له، بل يكون طلبه له وحثه عليه آكد من غيره.

فمن اقتصر على العبادات من الصلاة والصيام وتلاوة القران والتعلم والتعليم واستعمال الأدعية والزيارات وقصر نظره عنها يغلب عليه الجمود، وتقل فطانته.

بخلاف من يمارس الأمور ببيع وشراء، ويتعلم الاداب ومحاورة الخطاب والنكت المستحسنة وكلما سرحت نظرك في تعلم شيءٍ من الصناعات المحسوسة، فتح اللهُ لك بابا من العلم في المعقولات والأصل في ذلك ان الله سبحانه قد ربط المحسوسات بالمعقولات والأمور الأخروية بالأمور الدنيوية

لهذا فان الأمور الدنيوية مقدمة للأمور الأخروية فإن الدنيا التي بها يتوصل الى الاخرة محسوبة من الاخرة ولا تدخل في مذام الدنيا ولذا ورد ( ملعون من ترك اخرته لدنياه ملعون ملعون من ترك دنياه لاخرته...)

مكارم الأخلاق

16 Oct, 14:35


اعلم يا اخي المؤمن انك اذا نظرت الى من هو اشد منك ايماناّ وطاعةً وعبادةً واخلاصاً فإنك سترى عملك ذنباً وتقصيراً يحتاج الى الاعتذار والاستغفار منه وستستحي من نسبته الى نفسك فضلاً عن افتخارك وعجبك به.

انظر الى عظمة أمير المؤمنين ع وشدة بأسه وبطشه وبلوغه في كل كمال أقصاه ومنتهاه كيف يتصاغر عند ذكر محمد ص ويقر على نفسه بالعبودية حيث يقول (انا عبد من عبيد محمد) ص

وانت اذا اعتدت هذه الحالة بتوفيق من الله تعالى لك سرت الى الله الكريم بلا انقطاع اذ ليس لمحبته غاية ولا نهاية.

ولأنك كلما تدرجت الى مقام الاخلاص والعمل شاهدت مقاما اعلى وابهى واسنى وأرفع وليس هناك نهاية لتلك المقامات...

مكارم الاخلاق

مكارم الأخلاق

14 Oct, 17:33


عباد الرحمن لا ينتابهم ضيقٌ في الحياة اذ انهم متنعمين بلذة التجليات الإلهية - التي هي من اهم الهبات في عالم الوجود - فلا يكاد ينتابهم ضيق في الحياة بكل مراراتها، لأنّ لذّة الوصل تنسيهم ألم كلّ فراق ولو كان ذلك الفراق عند اهل الدنيا عظيماً.

مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق

13 Oct, 13:23


‏الصّديق المِثالي هو الّذي يحيي ذِكر الله تعالى في القلبِ بالنظر إلى سيمائه ويكون كلامَه سببا لزيادة علومكم...

اية الله الشيخ مصباح اليزدي

مكارم الأخلاق

08 Oct, 19:05


https://youtu.be/d_8JD_t_82o?si=B_JggrBUldV3Jf_1

مكارم الأخلاق

08 Oct, 02:37


سورة يس

الشيخ محمد تقي بهجت (قدس)

مكارم الأخلاق

08 Oct, 02:32


الشهيد السيد حسن نصر الله (قدس) خطبة قصيرة عن الدنيا والرضا والقناعة ، عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال : #من_قنعت_نفسه، أعانته على النزاهة والعفاف.

مكارم الأخلاق

04 Oct, 04:43


كتاب اسرار الزيارة
الشيخ حبيب الكاظمي

مكارم الأخلاق

03 Oct, 12:15


رسالة الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الى الشيخ الجليل المفيد رضوان الله تعالى عليه

نص الرسالة

للأخِ السّديد، والوليّ الرشيد، الشيخِ المُفيد، أبي عبدِ الله محمّدٍ بنِ محمّدٍ بنِ النعمان ـ أدامَ اللهُ إعزازَه، مِن مستودعِ العهدِ المأخوذِ على العباد.
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم،
أمّا بعد، سلامٌ عليكَ أيّها الوليّ المُخلِصُ في الدين، المخصوصُ فينا باليقين، فإنّا نحمدُ إليكَ اللهَ الذي لا إلهَ إلّا هو، ونسألهُ الصّلاةَ على سيّدنا ومولانا ونبيّنا محمّدٍ وآله الطاهرين، ونُعلِمُك - أدامَ اللهُ توفيقَك لنُصرةِ الحق، وأجزلَ مثوبتَك على نطقِك عنّا بالصّدق - أنّه قد أذنَ لنا في تشريفِك بالمُكاتبة، وتكليفِك ما تؤدّيهِ عنّا إلى موالينا قبلَك، أعزّهم اللهُ بطاعتِه، وكفاهُم المهمَّ برعايتِه لهم وحراستِه، فقِف ـ أيّدكَ اللهُ بعونِه على أعدائِه المارقينَ مِن دينِه ـ على ما أذكرُه، واعمَل في تأديتِه إلى مَن تسكنُ إليهِ بما نرسمُه إن شاءَ الله.
نحنُ وإن كنّا ثاوينَ بمكانِنا النائي عن مساكنِ الظالمينَ، حسبَ الذي أراناه اللهُ تعالى لنا منَ الصّلاحِ ولشيعتِنا المؤمنينَ في ذلك، ما دامَت دولةُ الدنيا للفاسقين، فإنّا نحيطُ عِلماً بأنبائِكم، ولا يعزبُ عنّا شيءٌ مِن أخبارِكم، ومعرفتُنا بالذلّ الذي أصابَكم مُذ جنحَ كثيرٌ مِنكم إلى ما كانَ السّلفُ الصالحُ عنهُ شاسعاً، ونبذوا العهدَ المأخوذَ وراءَ ظهورِهم كأنّهم لا يعلمون.
إنّا غيرُ مُهملينَ لمُراعاتِكم، ولا ناسينَ لذكرِكم، ولولا ذلكَ لنزلَ بكُم اللأواء واصطلمَكم الأعداءُ، فاتّقوا اللهَ جلّ جلاله، وظاهرونا على انتياشِكم مِن فتنةٍ قد أنافَت عليكم، يهلكُ فيها مَن حمَّ أجلهُ، ويحمى عنها مَن أدركَ أمله، وهيَ أمارةٌ لأزوفِ حركتِنا، ومباثّتكم بأمرِنا ونهينا، واللهُ مُتمٌّ نورَه ولو كرهَ المُشركون.
اعتصموا بالتقيّةِ مِن شبِّ نارِ الجاهليّة، يحششها عصبٌ أمويّة، يهولُ بها فرقةٌ مهديّة، أنا زعيمٌ بنجاةِ مَن لم يرُم فيها المواطنَ، وسلكَ في الطعنِ مِنها السّبلَ المرضيّةَ، إذا حلَّ جُمادى الأولى مِن سنتِكم هذه، فاعتبروا بما يحدثُ فيه، واستيقظوا مِن رقدتِكم لِما يكونُ في الذي يليه.
ستظهرُ لكُم منَ السّماءِ آيةٌ جليّة، ومنَ الأرضِ مثلُها بالسويّة، ويحدثُ في أرضِ المشرقِ ما يُحزنُ ويقلق، ويغلبُ مِن بعدُ على العراقِ طوائفُ عن الإسلامِ مراق، تضيقُ بسوءِ فِعالِهم على أهلِه الأرزاق، ثمّ تنفرجُ الغُمّةُ مِن بعد ببوارِ طاغوتٍ منَ الأشرار، ثمّ يُسترُ بهلاكِه المُتّقونَ الأخيار، ويتّفقُ لمُريدي الحجِّ منَ الآفاق ما يؤمّلونَه منهُ على توفيرٍ عليهِ منهم واتّفاق، ولنا في تيسيرِ حجّهم على الاختيارِ منهم والوفاقِ شأنٌ يظهرُ على نظامٍ واتّساق.
فليعمَل كلُّ امرئٍ مِنكم بما يقرّبُ به مِن محبّتِنا، ويتجنّبُ ما يُدنيه مِن كراهتِنا وسخطِنا، فإنّ أمرَنا بغتةً فجأة، حينَ لا تنفعُه توبةٌ، ولا يُنجيه مِن عقابِنا ندمٌ على حوبة، واللهُ يُلهمُكم الرشدَ، ويلطفُ لكُم في التوفيقِ برحمتِه.

مكارم الأخلاق

01 Oct, 17:15


فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُود..

1,182

subscribers

374

photos

182

videos