عندما يفسح الله لنا في الأجل تنضج نفوسنا وتبدو لنا الحياة بصورة أوضح
تنكشف لنا معالم في ماضينا
في سلوكنا في علاقاتنا في مشاعرنا
تشف أرواحنا بمرور الزمن ...فتصقل مرآة رؤيتنا
في لحظة الحقيقة تلك
يشتعل في القلب ألم حارق يلاحق ذكرياتنا
لماذا فعلنا ولماذا قلنا؟
كيف تصرفنا بهذا الغباء!
كيف كنا بهذه الوقاحة والبلادة والقسوة!
أين وعينا حين كنا نخاطب أحبتنا وأصدقاءنا بهذه اللغة!
كيف نستعيد ماضينا
لقد فات الآن
رحل كثيرون وتغير كثيرون ولم يعد هناك فرصة لإعادة مشاهد إخفاقنا لتصحيحها
ندم ...
من رحمة الله بنا
أنه جعل هذا الألم توبة
تغسل أقذار ماضينا .... تمحو عثراتنا .... تخلصنا من ملاحقة بؤس ماضينا....
في صحيح البخاري
﴿إِلّا مَنْ تابَ وَآمَنَ﴾ [الفرقان: ٧٠] الآيَةَ، قال مُجاهِدٍ : إلّا مَن نَدِمَ.
في سنن ابن ماجة
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قِيلَ لَهُ : أَنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " النَّدَمُ تَوْبَةٌ " ؟ قَالَ : نَعَمْ "
أيما لحظة شعرت فيه بانقباض قلبك وحسرة تسري في جوفك عن موقف كان مع أبيك مع أمك مع إخوتك مع أهلك وأولادك مع أصدقائك
فهي لحظة التوبة وعبودية التطهير
لا تنزعج أنت في مراسم الغسل والنقاء.