قناة | بَيــان. @byan_alsamaa Channel on Telegram

قناة | بَيــان.

@byan_alsamaa


حروف مقلّة أرجو نفعها.

- @b_alanzi21_bot

قناة | بَيــان (Arabic)

تمتلك قناة بَيــان على تطبيق التيليجرام اسم مستخدم @byan_alsamaa، وتقدم محتوى منوعا ومفيدا للقراء. تعتبر هذه القناة مكانا مثاليا للبحث عن الحروف المقلّة التي تحمل في طياتها الكثير من النفع والفائدة. ستجد في هذه القناة تحفيزا للاستمرار في قراءة الحروف وتنمية فهمك ومعرفتك باللغة العربية. فرصة ممتازة لاستكشاف عوالم جديدة ولتطوير قدراتك اللغوية. من يمكنه الاستفادة من هذه القناة؟ الإجابة بسيطة، الجميع! سواء كنت طالبا يبحث عن مواد دراسية إضافية، أو مهتما بتعلم اللغة العربية، أو حتى شخصا يرغب في تنمية معرفته بالثقافة العربية، ستجد في قناة بَيــان كل ما تحتاجه. لا تتردد في الانضمام إلى هذه القناة الرائعة واستمتع بتجربة تعليمية جديدة وممتعة.

قناة | بَيــان.

15 Jan, 20:37


الحمدلله على منّته وكرمه، اللهم مكّن عبادك، وهيئ لهم عزًا ومجدا، الحمدلله على سلامتكم أهلينا الكرام في غزّة العزّة..

قناة | بَيــان.

07 Jan, 00:02


للغيبة آثار تؤصد عن القلب منافع جمّة، من منافع التفكّر والتبصّر والاعتبار، وهي ذنبٌ وكبيرة تستوجب من العبد الاستغفار وملازمة الدّعاء أن يجنّبه مواقعتها، وكثير من الجُلساء تبدو عليهم آثار الصّلاح ولكنّهم يمتنعون إنكارها في مجالسهم، موافقةً لجلسائهم، وأقرانهم، ومن النّاس من تكون محبّته لأقرانه أن يبلغ مداها عدم ردّ كلامهم وأقوالهم وإن كانت آثمة ويتخلّلها ذنبٌ ومعصية، وللغيبة شأنٌ عظيم وخطرٌ جسيم على عمل القلب وحركته الفاعلة لله، وهي من آفات اللسان المنتشرة في زماننا وفي كلّ مجلس لا يكاد يخلو من غيبة أو بهتان، والغيبة كما هي معروفة ذكر الغائب بما يكره سماعه لو سمعه، وهي آفة ابتُليَ بها كثير من الصّالحين والفسّاق!

ومن صور الابتلاء؛ حين يُذكر الصّالح في مجلس، فيغتابه الحاضرون بسبب منقصة في دينه أو خُلُقه، وكأنّهم معصومون من مساوئ الأخلاق، أو يغتابونه في نفسه ودنياه، إمّا بشكله، أو خَلقه، وهيئته، وللغيبة ألوانٌ شتّى من ألوان الحيل والدّهاء، والبعض يغتاب بسبب حسده أخيه، أو بسبب باعث الهوى الذي في نفسه، كأن يتضمّن غيبته قول: (فلان الله يستر عليه)، لغرض رفع نفسه وما شابه من تلك الألفاظ التي توحي بالأنفَة، وحتى يتجنّب العبد مواقعة هذا الذّنب؛ فلا بدّ له من تجنّب تلك المجالس، ومن التضرّع والدعاء أن يوفّقه الله بعدم الخوض معهم، وأن يُوفّقه للإنكار، وأن يستشعر فداحة كلّ كلمة تُقال في حقّ أخيه في غيبته، لقول نبيّنا محمّدﷺ أنّه قال: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ( ذكرك أخاك بما يكره ) قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته).. والمنظور القُرآني حذّر من مساوئ هذا الخُلق؛ ﴿ولا يغتبّ بعضكم بعضًا أيُحبُّ أحدكم أن يأكلَ لحمَ أخيه ميتًا فكرهتموه﴾؟

اللهمّ عفوك وغُفرانك.

قناة | بَيــان.

03 Jan, 23:16


الإشادة بالآخرين، وإظهار مَحاسنهم التي تفرّدوا بها لا سيما في المَجال الدّعوي؛ فضيلة قرآنية تمثّل بها موسى عليه السلام، (وأخي هارون هو أفصحُ منّي لسانا)، والعامل لدين الله لا يتوانى عن ذكر مَحاسن غيره، ولا يُثقله الاعتراف بميزات غيره التي تفوّق بها، وكم ممن آتاه الله حسن فصاحة، وحسن كلامٍ وعبارة؛ فامتنع عن الإشادة بغيره، إذ أنّ موسى عليه السلام رغم وجاهته عند ربّه؛ (وكان عند الله وجيهًا)، لم يتوانى عن ذكر ميزةِ أخيه، وإشراكه معه في النبوّة، ومن بديع ما ذكره الألوسي في التّعبير القُرآني لكلمة: (أفصح منّي)، يقول: "فيها دلالة على أنّ موسى به فصاحة ولكن فصاحة أخيه أزيد من فصاحته".. فكم لهذا المَعنى من عبرة، لمن تأمَّل واعتبَر!

قناة | بَيــان.

03 Jan, 20:59


للمحبّة شواهد لا تكاد تخطئها الأرواح!
وكثيرًا ما يتجلّى شاهدها بالشّعور الصّائب تجاه من يُحبّ من الأهل والأقرباء، لا سيما إن اعتراهم سقم، أو أصابهم همٌ مفاجئ، يكاد المُحب يشعر بوحشة، وانقباضة في صدره لا يعلم سببها، حتى إذا علِم أنّ محبوبه قد اعتراه نفس ما اعتراه؛ ذهب شكّه وسؤله بهذا الدّاء المُفاجئ، وكثيرًا ما يعتري صحيح البَدن أحوالٌ ينتكس بها، فيتغيّر حاله، بسبب تغيّر حال محبوبه، وهذه حقيقة يكاد يلمسها من أوتيَ رهافة الحسّ، وصدق الشّعور، ورقّة الرُّوح والعاطفة!

يقول ابن القيّم في هذا التّوافق الشّعوري وقد طوَاه بفصل من فصول كتابه؛ ومنها: "الاتّفاق الواقع بين المُحبّ والمحبوب، ولا سيّما إذا كانت المحبّة محبّة مُشاكلة ومُناسبة، فكثيرًا ما يمرض المُحبّ بمرض محبوبه ويتحرّك بحركته ولا يشعر أحدهما بالآخر، ويتكلّم المحبوب بكلام يتكلّم المُحبّ به بعينه اتفاقًا".. وهذا مُشاهد ومعلوم في كثير من الأحيان، رغم التّباعد المَكاني، يبقى هناك نسيجٌ وثيق يمتدّ بين تلك الأرواح، يربط بينهما حسٌ صادق، لا يكاد يُخطئ.. أبدا!

قناة | بَيــان.

31 Dec, 01:55


"لولا الليل؛ لما أحببتُ البَقاء في الدُّنيا"

- أبو سُليمان الداراني رحمه الله.

قناة | بَيــان.

27 Dec, 22:01


الكثير من المواهب والفتوحات؛ تحلّ بعد قيام الليل، وفي هذه إشارة أنّ الصدق يصنع أهله، وأنّ الخلوات النّافعة ترفع أصحابها، وأنّ العبد لا يدري بأيّ عمل يدخل الجنّة، غير أنّ قيام الليل؛ من علامات الصّلاح، ومن الأمارات الدالّة على صدق السّريرة، والله يُحب العبد لباطنه، وأيّ شيء أعزّ من الوقوف بين يدي الله والنّاس نيام، هذه لا تُدرّس، ولا توضع لها إرشادات، لأنّ المُحب لمحبّه دائم الوصل، ﴿فلا تعلمُ نفسٌ ما أُخفيَ لهم من قرّة أعيُن جزاءً بما كانوا يعملون﴾..

قناة | بَيــان.

27 Dec, 20:45


-

لمّا كانت مُلازمة القُرآن سببٌ لنجاة العبد في دينه ودُنياه؛ كان للشيطان عليه مَنافذ يتّخذها ليُصدّه عن السّبيل، ومن صور هذا الصّد؛ أنّه يشوّش عليه قراءته، ويقطع عنه الحبل المُمتدّ بينه وبين كلام ربّه، من لذّة التلاوة، وحلاوة الآية، ومن الانتفاع بما يجده من هداياتٍ وأنوَار، لهذا السّبب حين قال تعالى: ﴿فإذا قرأت القُرآن فاستعذ بالله من الشيطانِ الرّجيم﴾، أمَر بالاستعاذة عند الشّروع في القراءَة؛ لطرد الأسباب المُعيقة عنه لذّة الوصول إلى الآية، والشيطان حين علِم أنّ القُرآن سببٌ لفلاح العبد في دينه ودنياه؛ قعَد له على الصّراط الذي يوصله إلى ربّه، قعودًا يُشتّته به عن كلّ طريقة موصلة إلى الله، وكلامه تعالى أعظم ما يُقرّب العبد لربّه، وأعظم ما يجتبيه إليه، ولمّا كان القرآن حبلٌ موصولٌ من السّماء إلى الأرض؛ كان لزامًا على العبد أن يتمسّك به لينجو من كيد عدوّه، وينجو من الدّنيا بآفاتها، وينجو من هوَى نفسه وشهوَاتها.. فإذا قرأت القرآن؛ فاعلم أنّها لحظة تدكّ بها أسوار الشيطان، فاستعذ منه لأجل حلاوَة الوصول، واعلم أنّك إذا قرأته؛ أنّك في مأمن، إنّه ليس لهُ سلطانٌ على الذين آمنوا!

قناة | بَيــان.

26 Dec, 17:31


-

﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أوْلِياءَ كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وإنَّ أوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ﴾.

ممّا جاء في تفسير الألوسي: "أشَار سُبحانه وتعالى إلى من اعتمَد على غير الله عزّ وجلَّ في أسباب الدُّنيا والآخرة؛ فهو مُنقطعٌ عن مُرادهِ غيرُ واصل إليه، قال ابن عطاء: من اعتمد شيئًا سوى الله تعالى كان هلاكُهُ في نفسِ ما اعتمدَ عليه، ومن اتَّخذ سِواهُ عزّ وجلّ ظهيرًا قطَع عن نفسِهِ سبيلَ العِصمة، ورُدَّ إلى حَولهِ وقُوَّتِه".

وقال السّعدي رحمه الله: "هذا مثلٌ ضربه الله لمن عَبَدَ معه غيرَه يقصد به التعزُّز والتقوِّي والنفع؛ فإنَّ مَثَلَه كمثل العنكبوت اتَّخذت بيتًا يقيها من الحرّ والبرد والآفات، ﴿وإنَّ أوهنَ البيوتِ﴾: أضعفها وأوهنها ﴿لبيتُ العنكبوتِ﴾: فالعنكبوت من الحيوانات الضعيفة، وبيتُها من أضعف البيوت؛ فما ازدادتْ باتِّخاذه إلا ضعفا".

وقال ابن القيّم: "أعظم النّاس خذلانًا من تعلّق بغير الله، فإنَّ ما فاته من مَصالحه وسعادته وفلاحه؛ أعظمُ ممَّا حصَل له ممّن تعلَّق به، وهو مُعرَّض للزّوالِ والفوَات".

- وهذه الآية بالرغم أنّها تُبيّن حال من تعلّق بغير الله من المَخلوقين؛ إلا أنّها توجّه المؤمن ألا يركن لأسبابه ويعتمد عليها، فإنّ الركون إلى الأسباب مع توجّه قصد القلب إليها بكلّيته؛ سببٌ لخذلانه من جهة السّبب ومُسبّبه، والأحرى أن يفيض القلب اعتمادًا وتوجّها لله وحده، مع اتّخاذ الأسباب أنّها وسيلة وليست غاية ومطلب يطمئنّ به، نسأله تعالى توحيدًا خالصًا لا شائبة فيه ولا علّة.

قناة | بَيــان.

25 Dec, 23:49


-
دعاء المؤمن لأخيه واستغفاره عنه؛ يُعد من جُملة العبادات التي تندرج تحت قوله تعالى: ﴿والذين جآءوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفرلنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾، إذ أنّ إشراك الغير في الدعاء وذكرهم؛ شريعة قُرآنية حثّ عليها ربّنا وأثاب فاعلها بعدّة أمور، منها: دعاء الملائكة له، فدعاء الملائكة بقولهم: (ولك بالمثل) دليلٌ على فضيلة هذا العمَل، والمؤمن حين يدعو لأخيه في ظهر الغيب فهو كمن يُقاتل لأجله، وهنا يكمن أنّه مشهد آخر من مَشاهد المحبّة، والدعاء جُند وبه يُقاتل المؤمن ظروفه وأقداره وكلّ ما يرجوه من فضائل الدنيا والآخرة..

قناة | بَيــان.

25 Dec, 03:57


لماذا كانت نسبة الولد لله -سبحانه- من أعظم الذنوب؟

قناة | بَيــان.

24 Dec, 22:33


الإنسان يبقى مَرهون أبد الدّهر لمن أحسَن إليه، فهو كمن استعبد قلبه بهذا الإحسان، فلا يزال يُناجي ربّه ويذكره في المَلأ الأعلى، ويُشركه في بثّ أدعيته؛ حتى ينال منه نصيبًا وافرا من حظّ النّفس بدعائها، فكيف لو كان المُحسن هو الله سبحانه، كيف يستطيع أحدنا أن يحمده حقّ حمده، ويشكره حقّ شكره، وقد رُويَ في الأثر؛ أنّ داوُود عليه السلام قال: يا ربّ كيف أشكرك، فقال الله تعالى: الآن شكرتني يا داوود، أي: حين اعترفت بالتّقصير عن أداء شُكر النّعم.

قناة | بَيــان.

24 Dec, 13:50


-
في زماننا هذا؛ كلّ الوسائل مُتاحة للتّعريف بالله، لا أحد معذور في تخلّفه عن السّبق، قديمًا كانت الوسائل محدودة غالبًا، وشاقّة، الآن كلّ شيء مُتاح، وسائل متعددة لا حصر لها، وأخشى حقيقةً أن يمر علينا وقت نحتاج فيه لبثّ كلّ معنىً يتعلّق بالله، وقتٌ ربّما تُغلق الأبواب دوننا، فما أجمل لو سابق المؤمن بكلّ طريقة يستطيعها، ليس مهمًا أن يرى النّتيجة، النتيجة دائمًا على الله، المُهم أن يبذل ما في يده لله، سيحتاج هذا البذل حتمًا في يوم يُسأل به الصّادق عن صدقه، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.

قناة | بَيــان.

24 Dec, 02:41


ثمّة لفظ يتكرر كثيرًا في زماننا، وهو لفظ العبوديّة، وللعبوديّة مفهوم شرعي مُتكامل يستحقّ أن يُبذل السّعي لأجله، ومن أحوج ما تحتاجه المرأة في زماننا؛ فهمها لمعنى العبوديّة وكيف تتمثّل بها، ومُبادرة سُمُوق القيّمة قد أحسنت إلينا بعرض مادّة كتاب: (عتَبات العبوديّة) والغنيّ عن التعريف، وبثّها للنّساء خاصّة، مع تثوير المَعاني التي تدور حول هذا الفلك!

اقتراح أرجو أن يُنتفع منه:
عرض مادّة المُبادرة للأخوَات، وطالبات الحلقات، والمَيادين التربوية عمومًا، وبثّ المَعاني بطريقة مجزئة كما عُرضت في القناة وستُعرض، إذ أنّ أسلوب الكتاب فيه من سهولة العبارة، وغزارة المعنى، ما يجعل الدّارسة والمتلقّية تستفيد منه بأكبر قدر ممكن، ووسائل العرض مُتاحة للجميع، وبكلّ طريقة تستطيع الواحدة أن تُبلّغ معنى من مضامين الكتاب، بأسلوب مشوّق، وبطريقة إثرائية، وبطريقة الأسئلة التنافسية بين الفتيات، وتصحيح التصوّر عن مفهوم العبودية وغرسه في القلوب؛ باب عظيم لا يأتي وراءَه إلا كلّ خيرٍ عظيم!

وهذا رابط القناة لمن أرادت الاستفادة من طريقة بثّ المَعاني : https://t.me/saamuq 🤍

قناة | بَيــان.

23 Dec, 21:32


عدّة أسباب ذُكرت بالقُرآن مانعة من الشقاء؛ منها: الدّعاء، ﴿ولم أكُن بدعائك ربّ شقيّا﴾، ومنها: برّ الأُم، ﴿وبرًا بوالدتي ولم يجعلني جبّارًا شقيّا﴾، ومنها: مُلازمة القُرآن، ﴿مآ أنزلنا عليك القُرآن لتشقى﴾، ولكن ثمّة سبب آخر ذكره نبيّنا محمّد ﷺ، ينفي عن العبد مواقعة الشقاء، وهو حضور مجالس الذِّكر، والاستماع إليها، (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم)، ومن صور هذا الحضور في زماننا، حضور اللقاءات النّافعة -وإن كانت عن بعد- التي تزيد من رصيد تعظيم الله في القلب، واللقاءات المُباشرة لتلك المَجالس تدخل في هذا المَعنى -إن احتسب حضوره لله- وأراد بهذا المجلس أن ينتفع وينفع غيره، وأن يكون من الذين كثّروا سواد المُقبلين في هذا المَكان بتواجده، فالاحتساب الحاصل في حضور مجالس الذّكر؛ وسيلة لأن ينال برحمة الله: "هم القوم لا يشقى بهم جليسهم"، وأيُّ فضل أكرم وأعظم من فضل انتفاء أسباب الشّقاء الحاصلة للمؤمن بحضوره لتلك المَجالس الإيمانية التعبّدية، اللهم نسألك من واسع فضلك.

قناة | بَيــان.

23 Dec, 04:38


من تجلّيات المحبّة النّافعة ومَدى تأثيرها؛ أنّ المُحب يتأثر بمحبوبه إن كان طالبًا للكمَال، يقول ابن القيّم: (وكثيرٌ منهم حمَله الحبّ على اكتساب المَعالي والفضائل)، ثمّ قال: (والبليّة كلّ البليّة أن تقع بمحبّة فارغ بطّال يحملك حبّه على التشبّه به).. فالمُحب لمحبّه يتمثّل ويقتدي، لا سيما إن كان الاقتداء في سبيل التطلّع للمنازل العالية، فإنّ في محبّته نفعًا، وفي قُربه غنيمةً ومكسبا، والمحبّة النّافعة من أعانت صاحبها على اكتساب المَعالي، من المروءَة، والعفّة، والدّين، والإيمان، فتلك الصّفات تنبع من نفس مملوءَة بالفضائل، ومن طبيعة النّفوس؛ أنّ لها تشاكل وتقارب مع من يُشابهها، فإن كانت طيّبة؛ مالت لأشباهها، ولها في هذا الميل نفعٌ حاصلٌ وقد يكون متعدّيا، فيُرى من أثر هذه المحبّة أصنافٌ شتّى من منافع الدنيا والآخرة، وسُبحان الذي أودَع في هذه النّفوس ملَكات وخزائن لا يعلم سرُّها وكيفيّة سيرها إلا الله!

قناة | بَيــان.

20 Dec, 01:56


استغفار المؤمن لأخيه؛ عملٌ يحصل به مقصود الوَصل إن قصّر في وصل أحبّته، وهو عملٌ يُحبّه الله ويرتضيه لعبده، ومن تتبّع دعوات الأنبياء التي ذُكرت بالقُرآن؛ وجد أنّ مُجمَلها فيها طلبُ الاستغفار لأهلِهم وقومهم، ومن كمال رحمة الله؛ أنّه جعل بهذا الاستغفار سببٌ لرفعة صاحبه درجَات، قال نبيّنا مُحمّدﷺ: "منِ استغفر للمؤمنينَ وللمؤمنات كتب اللهُ لَه بكلِّ مؤمِنٍ ومؤمنة حسنة".. وهذا العمل لا يكلّف العبد شيئًا، ولا يأخذ منه وقتًا، بقدر ما يزداد باستغفارهِ درجَات! ﴿فاعلم أنّه لا إله إلا الله واستغفر لذنبكَ وللمؤمنينَ والمؤمنات﴾..

قناة | بَيــان.

18 Dec, 00:40


علامة صدق المؤمن؛ صدقه ربّه في كلّ شأنه، والصدق يبدأ مع الله أولا، وهو عقدٌ وميثاقٌ يستوجب من الصادق إلحاحٌ في نفسه بأن يطلب الله في هذا العمل، والعقد مع الله يُثمر التخلّص من الطمع بما عند البشر، وهو دواءٌ للقلب من كلّ العلل، لا سيما علل الحرص على الدنيا وأهلها وطلبهم في أيّ صورةٍ كانت، الصادق لا يأبه بما يُقال عنه -إن كان سيره لله وبالله- فهو مُرتحل بقلبه إلى دار الجِنان، يكتب لله، يعمل لأجل الله، حركاته وسكناته فيها صدق التوجّه، وصدق الطلب، ومن كان هذا دأبه؛ سيفوز حتمًا بأنواع المَكارم والهبات، والصدق ما وُضع في شيء إلا ولاح أثره، وانصرف له القلب تأثرًا وانقيادًا، والمؤمن حين يصدق ربّه في تعاملاته؛ تتهيأ له الخيريّة بشتّى أنواعها، (فلو صدقوا الله لكانَ خيرًا لهم).. ومن أصدق من الله حديثًا!

قناة | بَيــان.

17 Dec, 17:19



من أجمل الأساليب القُرآنية التي خُوطب
بها نساء النّبيﷺ؛ أسلوب التّذكير بالقدَر والمنزلة، (لستنّ كأحدٍ من النّسآء إنِ اتقيتنّ)، وهذا أسلوبٌ تربوي يُراد منه الامتثال والانقياد، وطبيعة التشريع القرآني أتى مُوافقًا للنّفوس، فالتّذكير بالقدر والمَنزلة، والتنويه بالمَكانة حين يُخاطب بها المُتلقّي؛ يُساهم كثيرًا في حلّ أغلب المُشكلات، لا سيما المُشكلات المتعلّقة بضمور التديّن وضعفه، وفيه فائدة؛ أنّ الوعظ والنّصيحة حين يسبقها ذكرٌ بمكانة المنصوح، والتنويه بفضله؛ يساعد كثيرًا في تلقّي الموعظة والامتثال بها!

فحين ابتدأ سبحانه التنويه بمكانتهنّ؛ أمرهنّ بعد ذلك بأوامر وتشريعات يحملنَ تكاليفها، (فلا تخضعنَ بالقول)، (وقرنَ في بيوتكنّ ولا تبرّجن).. (واذكُرن ما يُتلى في بيوتكنّ من آيات الله والحكمة)، فكان الخطاب ملموسًا فيه انتقاليّة بديعة، وكثيرًا ما يقرن القرآن مثل تلك الأساليب، فمن بعد أسلوب التذكير بالمَكانة والمنزلة؛ ذكر بعدها: (فلا تخضعنَ بالقول)، وهُنا فيه ملمَحٌ جماليٌّ آخر!

إذ أنّ هذه الآية فيها إشارة؛ بأنّ الخضوع بالقول، يُنافي التقوى ويُضعفه، وهذا لا يليق بمكانة أمّهات المؤمنين، ولا يليق بمن آتاها الله فضلًا من عنده أن تلين الخطاب لمن لا يحلّ لها، وهذا الخضوع يُضمر في القلب أنوَار الهداية، مصداقًا لهذا الترتيب البديع: ﴿إنِ اتقيتُنّ فلا تخضعنَ بالقول﴾.. والخضوع كما ذكره ابن عاشور: "حقيقته التذلُّل، وأُطلق هُنا على الرقّة، لمُشابهتها التذلُّل"..

وبحسب المَقاييس القُرآنية؛ ما تمثّلن النّساء بحِلية نورانيّة أكمَل من حِلية التّقوى، وما تمثّلنَ بتلك المَعاني الإيمانيّة؛ إلا وكان لهنّ نصيبًا وافرًا من: (لستنّ كأحدٍ من النّساء)!.. ومعلومٌ كذلك أنّ المَقاييس الأرضيّة تتفاوت في درجَات الأفضليّة، إلا المقاييس القُرآنية، يُعلنها بتشريعُ العبوديّة.. (إنِ اتقيتُنّ)!

قناة | بَيــان.

14 Dec, 06:45


تحامل النّفس على الطاعة والمُداومة على العمل الصّالح وإن قلّ؛ سبيلٌ موصل لشكر الله للعبد، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سُبُلنا﴾.. يقول الألوسي في تفسير هذه الآية: "والذين جاهدوا فينا في شأننا، ومن أجلنا، ولوجهنا خالصًا، لنهدينّهم سبُل السّير إلينا، والوصول إلى جَنابنا، ونزيدنّهم هداية إلى سُبُل الخير وتوفيقًا لسلوكها".. وقال بعضهم: "الّذين شغلوا ظواهرهم بالوظائف؛ لنُوَصِّلنَّ أسرارهم إلى اللطائف"!

وهذه من أروع المَعاني المُعبّرة لثمرات المُجاهدة، ويدخل فيها جهاد النّفس وحثّها على الطاعة، وجهاد النّفس أشدّ، لما فيها من صولة وجولة تغيب عن الأعين، ويشهد مصداقيّتها الله!

قناة | بَيــان.

13 Dec, 16:29


▫️في وقتنا هذا؛ أحوج ما تحتاجه القلوب، غرس الأثر الإيماني، وزيادة معرفته بخالقه، ومن باب؛ وتعاونوا على البرّ والتقوى، فإنّ المُبادرات التليجراميّة النّافعة؛ كمُبادرة صلة، لها عائدة تعود على المتلقّية من حسن المعرفة وإقامة الصلاة كما ينبغي، ومن حسن استغلال الثغور؛ استغلال هذه المواد النّافعة، خاصّة لمن أقامها في ثغور الفتيات، معلّمات الحلقات، ومُشرفات الدّور، والجمعيّات الخيرية، ولمن أقامها الله في ثغر من ثغور الإسلام؛ أن تُحسن لمن تحت يدها بصبّ المواد النّافعة وتنشئة القلوب إيمانيّا ومعرفيا!

▫️اقتراح آمل أن يكون له أثرًا طيّبا:

مُبادرة صلة من المُبادرات التي اهتمّت بشأن الصلاة اهتمامًا عظيما، وركّزت هذه المُبادرة بكلّ واجباتها وأركانها وسبل تحقيق اللذة الموصلة للتعبّد الذي يرتضيه الله، وركّزت بكيفيّة صلاة النّبي، وكيف تكون الصلاة مُستراح العابدين وأُنسهم، وهذه الأيّام تمضي سريعًا، فما أجمل لو سخّرت المعلّمة والمشرفة ولمن أقامهم ربّنا في خدمة دينه؛ أن يُحسنوا استغلال هذه المبادرة وعرضها في المجمّعات القرآنية والمَحاضن التربوية بطريقة مجزئة كما ستُعرض في القناة، وتحديد يوم واحد بالأسبوع لعرض مضمون المبادرة لمدة شهر؛ كفيلة لغرس الأثر الطيّب، من إصلاح الأخطاء المنتشرة في الصلاة، وكيفيّة الوقوف الصحيح بين يدي الله تعالى.

▫️وهذه المُبادرة قد أحسنت في جمع كافّة المواد المسموعة والمقروءَة، فكلّ موادها جاهزة للعرض والاستفادة، آمل أن نتشارك جميعًا في نشر هذه الفكرة وتطبيقها في ميادين الجمعيّات والدّور، ونسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم ممن أقامهم في ثغور الإسلام والمسلمين، وتقبل منهم عملهم.

وهذه قناة المُبادرة العامّة:

https://t.me/silllahs

وهنا تجدون المواد المسموعة والمقروءَة التي ستُعرض بمشيئة الله:

https://t.me/selaah0

قناة | بَيــان.

11 Dec, 22:25


وفي القُرآن جماليّاتٌ تقود العبد لمَسالك العلم، ومَسالك العمَل، إذا أحسن التلقّي، وطهُر بذلك المَحل، وفيه جوابٌ شافي لمن سأل عن سبب بركة العلم وزيادته، قال تعالى: ﴿ولو أنّهم فعلوا ما يُوعظونَ به لكانَ خيرًا لهم وأشدّ تثبيتا﴾.. وفي هذه الآية إجابة كافية لمن أراد نمَاء العلم، وهو العمَل بالعِلم الذي تعلّمه، ويشمل العمَل بالموعظة التي يتلقّاها، والفائدة التي يقرأها، والآية التي يسمعها، ثمّة مواعظ يسمعها العبد ويُحسن في تلقّيها، ولكنّه يُحرم بركتها بسبب عدم عمله بما تضمّنته هذه الموعظة من الأوامر والنّواهي والمَعارف!

وحتى يُحقّق العبد بركة العلم، فليعمل بما تعلّمه، فإنّ العمَل بالعِلم؛ يُورثه الخيريّة المتضمّنة في هذه الآية، ﴿لكانَ خيرًا لهم﴾، ويورثه ثباتًا في دينه ودُنياه: ﴿وأشدّ تثبيتا﴾، ويوُرثه الأجور العظيمة والهِبات الجليلة: ﴿وإذًا لآتيناهُم من لدنّا أجرًا عظيمًا﴾، ويورثه هداية يلتمسها في سيره إلى ربّه: ﴿ولهديناهم صراطًا مُستقيما﴾.. يقول ابن تيميّة رحمه الله: "والعبد إذا عمل بما علِم؛ أورثه الله علم مَا لم يعلم".. وتبارك المُعطي الذي يُعطي عبده، بأسباب يُدركها بعمله، وبذله، وأسباب يغفل عنها..

قناة | بَيــان.

10 Dec, 18:16


-
التّداوي بالقُرآن من أنفع ما يحصل به الشّفاء من عِلل الأحداث الجارية، أرجوك تأمّل موقع هذه الآية في ما يحصل في زماننا، من سقوط الظالمين، وتبدّل المَوازين، وأعِد قراءتها مرارًا وتكرارا: ﴿أفرءَيتَ إن متَّعناهُم سِنين ۝ ثمَّ جآءَهُم مَا كانوا يُوعدون۝ ما أَغنى عَنهُمْ ما كانوا يُمتَّعون﴾.

قناة | بَيــان.

08 Dec, 18:33


من تجلّيات الفرح الذي شمل أهلنا في سوريا؛ أنّه أحيا معنى الجسد الواحد لهذه الأمّة المحمّدية، وربط المسلمين كافّة رغم التّباعد المَكاني؛ برابط الأخوّة الإيمانية، ورسّخ في القلوب معنى اليقين الذي لا يُخالطه شكّ، فعدله قائم، وفرجه قريب، والله لا يُمكّن عباده حتى يبتليَهم، فالاستضعاف الذي حصل سنوات طويلة؛ أعقبه عزًا وتمكينا، وهذه سنّة الله في الأرض التي لا تُبدّل، وسنّته باقية إلى قيام السّاعة، ومن التجلّيات المُشاهدة في هذه الأحوال؛ تجلّي مشهد القُدرة، ومشهد العزّة، فالله عزيز، والله غالبٌ على أمره، ويتّضح من هذا المشهد مشهدًا آخر، وهو مشهد الرحمة، فبرحمته فُتحت ديار الشام على يد أهل السنّة، تمكينًا لهم، وفي هذا المشهد دخلوا الجوامع ركّعًا سُجّدا، قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا!

قناة | بَيــان.

29 Nov, 04:55


لو يعلم المؤمن ما في مداومته على الاستغفار، من ذهاب الرّان، وذهاب الغفلة النّاتجة من تتابع الخطايا والآثام، ومن زيادة الإيمان؛ لما جعل من حركاته وسكَناته إلا ذكرًا واستغفارًا، كون الاستغفار يفتح المَغاليق، فكيف بانغلاق الأسباب المؤدّية للفضائل، قال تعالى في شأن الاستغفار ومَدى علاقته بزيادة الإيمان: ﴿استغفروا ربّكم ثمّ توبوآ إليه يُرسلِ السّماءَ عليكم مدرارًا ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم﴾، يقول الآلوسي في تفسير هذه القوّة، أي: "يزدكم قوّة في إيمانكم، إلى قوّة أبدانكم"..

وهذه الآية مليئة بالرّحمَات المُوجّهة للمؤمنين، وما من علّة يُعانيها السّائر إلى ربّه؛ إلا ووجَد بالقرآن لها حلًا ومَفزعا، والاستغفار خير دوَاء لمن تحيّر في أمره كافّة، ولمن بات يسأل عن المنافذ المؤدّية إلى المَنازل العالية، فلا يوجد هناك غبنٌ وحرمان يُقاسيه المؤمن كمثل معرفته لفضائل الاستغفار ثمّ يُعرض تكاسلًا وهَوْنًا، لذلك يقول ابن تيميّة رحمه الله: "استغفار الإنسان أهمّ من جميع الأدعية".

قناة | بَيــان.

28 Nov, 05:44


﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ﴾

من سابق في الدُّنيا، وسبق إلى فعل الخير؛ كان في الآخرة من السّابقين إلى الكرامة؛ فإنّ الجزاء من جنس العمَل. [ابن كثير]

قناة | بَيــان.

27 Nov, 22:34


﴿ثُمَّ تَوَلّى إِلَى الظِّلِّ﴾
﴿فَأَسَرَّها يوسُفُ في نَفسِهِ وَلَم يُبدِها لَهُم﴾
﴿وَتَوَلّى عَنهُم وَقالَ يا أَسَفى عَلى يوسُفَ﴾
﴿إِذ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا﴾

وشواهدُ كثرى عن أنبياء الله تعالى، عليهم السلام وأوليائه، تنبئ عن أنَّ لحظات الانفراد والانقطاع والجفاء من المخاليق، والمواقف التي كانوا فيها غرباء عمَّن حولهم، لا يحسُّ بما يضطرب في نفوسهم مخلوق، ولم يدرِ حبيبٌ ولا قريبٌ بما في قلوبهم من الكسر والضر والأذى؛ هي المعراج الذي صعد بهم إلى منازل الولاية، فلم يظهروا الشكوى والفاقة إلَّا للجبَّار الذي جعل هذه الخفايا ذِكرًا وآياتٍ تتلى!

قناة | بَيــان.

27 Nov, 16:22


ثمّة آفة تعتلج نفوس الصّالحين، لا يشعرون بسببها بركة الطاعة، وهي آفة (صولة الطاعة) وما تفعله من أمور طائلة في النّفس، ومعنى صولة الطاعة؛ داء يستحكم القلب بعد العمل الصّالح، يظن به أنّ طاعته كاملة، وأنّه أدّاها كما ينبغي، ويعتدّ بها اعتدادًا يُنسيه مساوئ عمله والخلل الذي اعتراه حين الشُّروع في هذا العمَل وبعد الانتهاء من هذا العمَل، غافلًا عن تحقيق عدّة مَقاصد، من استصلاح النّية، وإخلاص القصد، وتوجّه القلب لمُراد الله وحده، وحضوره بين يدي الله تعالى، فالعمل ناقص من جوَانب كثيرة، وأوجه عديدة، وإن لم يكن من نقصه إلا عدم تكميله لهذا العمل بمُلازمة الاستغفار؛ لكفى به من داء يُعمي صاحبه عن بركة الطاعة ودوَامها!

ومن أعظم آفات صَولة الطاعة -وهي آفة بحدّ ذاتها- أنّها تغرس في القلب كِبرًا خفيّا، فيمنّ بطاعته ويظنّ أنّه أولى من غيره في مسألة إقبال الدُّنيا، وفتح أبوابها من الحظوظ العَاجلة والآجلة، ويظنّ أنّه أكمل من غيره في مسألة التعبُّد، وقد يرى المقصّر بعين النّقص وإن لم يُصرّح بلسانه، فإنّ قلبه شاهدٌ على هذا المَعنى، ويقع في نفسه غرورًا يركن به إلى طاعته ويطمئن بها اطمئنانًا يُنسيه تقصيره في جوانب تأديته لهذه الطاعة، لظنّه أنّه أداها كاملة، ويظن أنّه حين يختم النوافل والقُربات أنّه بهذا المقام قد تتعجّل حظوظه، فيصبح عنده غرورًا حتى في تدبيره لنفسه، فهو كالذي يتشرّط في المُعاملة، يعبد الله ليحصل له منفعة، وتتعجّل له نعمة، وإن لم يحصل له ما يريد؛ رجع على عهده الأوّل من البقاء في نفس الدائرة، وهذا لا يليق بمواصفات العبد، فالعبد في خدمة سيّده في كلّ أحواله سواء أعطاه مُراده أو لم يُعطه، فهو قائم في تأدية حقّ ربّه من الواجبات والفرائض والنّوافل ويتعبّد ما بين مشاهدة فضل ربّه عليه ومشاهدة تقصيره في أداء هذا العمل!

لذلك شُرع الاستغفار بعد الفرائض، لتجبر ما كان ناقصًا، والنّوافل بعد الفرائض تجبر نقص الفريضة، وقس على ذلك حين شرع الله تعالى في كتابه كثرة ذكره إيّاه بعد الانتهاء من مناسك الحجّ، ﴿فإذا قضيتُم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءَكم أو أشدَّ ذِكرًا﴾، وشُرع في القُرآن الإكثار من الذِّكر بعد الانتهاء من الصّلاة، ﴿فإذا قضيتمُ الصّلاة فاذكروا الله قيامًا وقعودًا وعلى جُنوبكم﴾، ولهذا قيل: تخليص الأعمال مما يُفسدها أشدّ على العاملين من طول الاجتهاد!

قناة | بَيــان.

22 Nov, 00:02



من صور فضل الله وعظيم امتنانه؛ أن يتفضّل على عبده بنعمة الإيمان وذوق حلاوته، ﴿ولكنّ الله حبّب إليكم الإيمان وزيّنهُ في قلوبكم﴾، ومن تأمّل الآية التي بعدها، حين قال تعالى: ﴿فضلًا من الله ونعمة والله عليمٌ حكيم﴾، عرف مواطن الفضل الحقيقية، وأنّه لا فضل ولا نعمة تُوازي نعمة الدّين والإيمان والتمثّل بمعاني الهُدى والرّشاد، ولكنّ القلب الغافل حين تُعرض عليه هدايات الوَحي؛ لا يتمسّك بها، ولا يرفع بها رأسًا، لأنّه لا يعلم كم أنّ هذه العطايا ستغيّر مجراه إلى الأبد، والقلوب الغافلة تحصر مفهوم الفضل بالأمور المادّية الدنيوية، ولو أنّ الدنيا كلّها وهبها الله عبده، وكان عنده من الصّاغرين؛ لما كان هذا فضًلا ولا نعمة، بل نقمة تزيده بعدًا وقسوة، وكثيرًا ما يتكرر في القرآن معاني الفضل والنّعمة، وكثيرًا منها مقرون بعطايا الإيمان، واجتناب مواطن الفُسُوق والعصيان، وكثيرًا ما يقرن الله أنّ هذه العطايا ليست لكلّ أحد، بل من سبق علمه أنّ هذا الفضل يصلح له، ومن حكمته يسوق إلى عبده الأسباب المُفضية للتمسّك بتلك الهدايات والتحلّي بها، والله أعلم حيث يجعل رسالته، والله عليمٌ حكيم!

قناة | بَيــان.

21 Nov, 17:01




إذا رأى المؤمن من أخيه ما يُعجبه من صلاح الحال، أو من نعمة المال، أو العافية، أو فتوح العلم والدعوة والبيَان، فليقرن إعجابه بذكر الله ويقول: تبارك الله، اللهم بارك له فيما أعطيته، فإنّ العين المُعجبة تقع حتى وإن لم يقصد صاحبها إلحاق الضرر والأذيّة، فكم من نعمة كان يتمتّع بها صاحبها، فذهبت عنه أدراج الرّياح، وكم من فضل ساقه الله لعبده فحُرم بركتها ودوامها بسبب شخص رأى ما يُعجبه من هذا الحال، ولم يقرن لحظته تلك بذكر الله والدعاء له بالبركة، وبالرغم أنّها لا تُكلّف المؤمن شيئًا، ولا تأخذ منه وقتًا، بل تزيده سلامةٌ في صدره وامتثالًا لسنّة نبيّنا محمّد واقتداءً بقوله: (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يُعجبه فليدع له بالبركة فإنّ العين حقّ)، وكم ممن غفل عن الدعاء لأخيه بالبركة لظنّه أنّ العين مقتصرة على شرّ الأنفس، ولظنّه أنّه لا يؤذي أخيه كونه يحمل له ودًا ومحبّة، ولكنّ المحبّة وحدها لا تكفي، بل لا بُد من ذكر الله والدعاء لمن يُحب بما يُحبّ أن يسمعه!

وكم من مُحب آذى من يُحبّه بلا أن يشعر، فذهبت عنه عافيته، وفضلٌ آتاه الله إيّاه، وذهبت عنه نعمة كانت باقية لو أنّ أخيه قرن ما يُعجبه بالدعاء له بالبركة والذكر الحَسن، وما من شيء يغلب القدر كمثل العين حين تقع فتغيّر القدر بأكمله، وتبدّل الحال إلى أرذله، وتعقب صاحب النّعمة إلى أحوال متردّية من المَهالك والعطب الذي لا يعلم سببه، وكم من فضل آتاه الله عبده؛ فحُرم منها بسبب مُحبّ غير بغيض، أحيانًا المؤمن يغفل عن تلك المَعاني، ويظنّ أنّ هذا باب يفتح عليه الوَساوس والشكوك، وقد يظنّ أنّ أمثاله لا يصدر منهم شيئًا يؤذي غيرهم، وهذه آفة نفسية وحيلة شيطانيّة قلّ من يفقه دبيبها إليه، والمؤمن لا يخسر شيئًا إذا دعا لأخيه بالبركة وقرن لحظة إعجابه بالشيء بقول: ماشاءالله تبارك الله، اللهم بارك له، ولكن تركه للدعاء ولو بحسن نيّة؛ قد تتغيّر بها حياة من أمامه وتتعطّل عنده الكثير من المَصالح التي كانت تجري تحت يده، غير أنّ ذكر الله عبوديّة، والملائكة تدعو لمن دعا لأخيه بقولهم ولك بالمثل، وسلامة القلب والنيّة لا تنفع ولا تغني شيئًا ما لم يتمثّل المؤمن بحديث نبيّنا محمّد: (هلّا إذا رأيت ما يُعجبك برّكت)!

قناة | بَيــان.

20 Nov, 17:26


القُرآن حين يُحاكي الصّفات الإنسانيّة؛ يُحاكيها بكلّ ما فيها من طبَائع وأسرار، حين قال تعالى: ﴿ولا تستوي الحسَنةُ ولا السيّئة ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌ حميم﴾، ﴿وما يُلقّاها إلا الذين صبروا﴾، فيها إشارة أنّ مُقابلة السيئة بالحسنة، والأذى بالصّفح والعفو؛ فيه مشقّة وكلفة وحبسٌ لحظوظ النّفس، وليس لهذه الصّفات أن يتمثّل بها كلّ أحد، ولا يُحظى بتلك الخِصال الخيّرة إلا الصّابرون، وفي هذه الآية وقفة جماليّة، حين قال تعالى: (إلا الذين صبروا) والتي أتت بصيغة المَاضي، والدالّ على أنّ الصّبر كان لهم صفة متأصّلة وسجيّة في النّفس وعادة، وأنّه من اعتاد على تحمُّل المَكاره، ومُقابلة السيّئة بالحسنة؛ سيهون عنده أمر الانتقام، فلا يبقى عنده رغبة أو مُنازعة أو جدال لمُقابلة الأذى، ولمّا كانت الأخلاق الكريمة، والخصال الحميدة؛ من نتاج الصّبر الذي هو رأس كلّ خُلق رفيع، ختم تعالى هذه الآية بقوله: ﴿وما يُلقّاها إلا ذو حظٍ عظيم﴾، قال قُتادة: "الحظّ العظيم: الجنّة"، وقال سُليمان ابن القاسم: "كلُّ عمل يُعرف ثوابه إلا الصّبر، فإنّ الله تعالى قال: (إنّما يُوفَّى الصَّابرون أَجرهُم بغيرِ حِسَاب)".

قناة | بَيــان.

16 Nov, 04:14


"نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس؛ الصحّة والفراغ".

حديثٌ نبويّ يُراد منه؛ أهمّية استغلال الوَقت بما ينفع؛ كون الفراغ نعمة لمن فقهَ كيفيّة اغتنامه بالصّورة التي تزيد من المستوى العلمي والعمَلي، وإنّ من الغبن؛ أن تمضي الليالي بلا زاد يدّخره العبد لصالحه الديني والدّنيوي، من المَصالح المُباحة التي تُقرّبه إلى ربّه، وحتى يضبط المؤمن وقته ويتجنّب مواطن الفراغ؛ فلا بُدّ له من الذّكر الذي يجمع عليه شتاتَ أمره، فإنّ ذكر الله وسيلة عظيمة لضبط الأوقات وجمعها من أن تذهب هباءً منثورا، وليس الشّأن بعمارة الفراغ بما ينفع، إنّما الشأن عمارته بما ينفع ويرفع، وما من شيء ينفع العبد ويرفعه في آنٍ واحد؛ كابتغاء المَصالح الدّنيوية ورفعها بنيّة تعبّدية يبتغي بها الوصول إلى الله!

ومن أشكال الفراغ المَذكور في الحديث النّبوي؛ فراغ الوقت من عمارة ذكره تعالى، وهذا غبنٌ آخر لو يُدركه أرباب العقول؛ لما فرّطوا بأوقاتهم أن تضيع، ومن حُسن استغلال أوقات الفراغ؛ أن يُوفّق العبد لكسب وقته بما يعود عليه بالمنافع، وإن كان بنظره أنّ هذا العمل الذي بين يديه لا يستحقّ أن يرتفع به مَنازل، فإنّه يستخلص منه سبيلًا يُوصله إلى ربّه بأيّ طريقةٍ كانت، ومن عرَف قيمة الوقت الذي يعيشه؛ عزّ عليه أن يُدني نفسه لمَقامات أهل الدّنيا، فإنّ أهل الدنيا لا يقصدون بأوقاتهم ربّهم، إنّما يقصدون تلبية حظوظ أنفسهم وأهواءَهم، وشتّان بين من سخّر وقته لله، وظلّ يحوم حول عوالمه وانشغالاته المُباحة بنيّة تعبّديّة يبتغي بها الوصول، ومن سخّر وقته لحظّ مُراده وهوَاه، نَسِيَ ربّه؛ فأنساه حظّ نفسه من القُرب الشريف، والوصول إلى منازل رحمته وهُداه، يقول ابن القيّم: "أعظم الرّبح في الدُّنيا؛ أن تشغل نفسك كلّ وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في مَعادها"..

ذكرك ربّك؛ دليلُك الأوحد لقطع بيداء الأكـوان، فاغتنم به وقتك، تغنـم في دُنياك وأُخراك!

قناة | بَيــان.

14 Nov, 01:28


=

حتى يُزيل العبد تلك الأحجبة التي تحول بينه وبين الانتفاع من الهدايات القُرآنية؛ فلا بدّ له من عدّة أمور يُعالجها، أهمّها: مُعالجة القلب بالإكثار من الذّكر، لا سيما كثرة الإنابة إلى الله بكثرة استغفاره، فإنّ الاستغفار يدفع العذاب، وأيُّ عذاب أمرّ من عذاب الحجاب المانع من التوصّل إلى لذّة الآية، والله وعَد عباده في كتابه، أن لا يُعذّب مستغفرًا قط، ووعده حقّ لا ريب فيه، وذكر الله إجمالًا له دور كبير في مُعالجة كلّ قضايا القلب التي تسبّبت بفقد اتّصاله مع ربّه، والذّكر على سهُولته ويُسره؛ إلا أنّه بسببه اختلف العباد مَنازل في أحوال سيرهم إلى ربّهم، والذّكر يُذهب قسوة القلب، ويُعالج كلّ داء تسبّب بحلول الغِلظة والحجاب!

ومن تتبَّع مَواطن القُرآن في الكَشف عن أحوال القلوب ومُسبِّبات أحجبتها؛ وجَد عجبًا من أنّ منشأها أسباب قد لا يُدركها العبد ببصره، إنّما يُدركها ببصيرته، وأنّ مُجملها أسباب ناشئة عن الغفلة، وبعضها ناشئ من القسوة، وبعض الأحجبة تنشأ من تتابع الظلمات بعضها فوق بعض، والذنب بعد الذنب؛ يُهلك القلب، حتى مع مرور الأيّام يكلّ عن التبصُّر بالمَعاني والهدايات، فلا يُوفّق للتمييز بين المعاني العلويّة والمعاني السّفلية، وتجتمع عليه المَقاصد بلا بيّنة، ومن شأن الأحجبة؛ أنّها تُعمي البَصيرة، فتُزيّن عمله السيِّء، فيظنّه حسنا، وهو سيئا، وتلك الأحجبة وسيلة لأن تكون مرتع الشّياطين ومأواهم، وبقدر تلك الظلمات وتتابعها على القلب؛ يكون الهلاك الدّامي، وبقدر تعرّض العبد لذكر ربّه، واستغفاره، وتلاوة كلامه؛ يتسلّل إليه النّور الذي يقتلع من أرض قلبه خبائث الشيطان وأملاكهِ، وذكر الله يشمل ذكره بالقلب واللسان والجوارح؛ وأعظم الذكر ما كان مشتملاً عليه كلاهما، فيتواطآ كلاهما، اللسان والجوارح مع ناظر القلب!

ثمّ بعد الذِّكر يأتي دور الخَلوة مع الله؛ فإنّ شأنها عظيم في مُعالجة أسقام القلب وما يعتريها من علل الأحجبة المانعة من الانتفاع، ولمّا كانت الخلوة مع الله شأنها عظيم في الإسلام، ابتدأ القرآن بأوّل زاد روحي حثّ عليه، وهو القيام، ومن تأمَّل آيات سورة المزمّل عرف الحكمة من هذا الأمر، فإنّ الخلوة التعبّدية أثرها قائم بقدر توافر الصّدق فيها، وقيام الليل عبادة يتّضح بها أثر الصّدق والإخلاص، فكان لزامًا على القلب أن تُعاد بوصلته وتُعاد أكثر قضاياه المُسبّبة للأحجبة المانعة من التبصُّر بالمَعاني والهدايات.

قناة | بَيــان.

12 Nov, 20:42


المؤمن إذا تعرّضت له نفحَات من الرحمة، وأحسّ بقُرب الفرَج؛ فليستبشر خيرًا، فإنّ هذه النّفحَات مُقدّمات لنعم ستأتي في القريب العاجل، يعقوب عليه السّلام حين شعر بقُرب عودة ابنه يوسف؛ قال: ﴿إنّي لأجد ريحَ يوسف﴾، والقلب له دليلٌ ونظر، ودليله حسن ظنّه بربّه، ورؤيته لمَعاني الفأل، ولله رحمَات يُتابعها على عبده بصنوف الأسباب الغيبيّة والأسباب الدنيويّة، وأنّه من أعظم الأرزاق التي يؤتيها الله عبده؛ أن يرزقه الفأل واستشعار بوَادر الفرج، حتى وإن كانت جميع الأسباب حوله تُوحي له بانعدامها!

قناة | بَيــان.

11 Nov, 17:21


الشّفاء بالقُرآن أمر مؤكّد قاله سُبحانه في آيات عدّة، وكلام الله يتضمّن الشّفاء من كلّ داء باطني وظاهري، من أسقام القلوب والأرواح والأبدان، وحتى يُحقّق العبد تأثيرًا في التّداوي بكلام الله؛ لا بُد له من عدّة أمور، أهمّها؛ أخذ القُرآن بيقين، واليقين أنّ كلام الله حقّ لا ريب فيه، وأنّ به الشّفاء والرحمة المُتضمّنة لإبطال العِلل الروحيّة والقلبيّة، والمُخلص يجد به الدّواء بحسب قوّة اعتماده وتوكُّله على ربّه تعالى، بخلاف الذي يأخذه من باب التّجربة؛ قلّ ما ينتفع منه، أو يجد به أثرًا على أسقامه، فإنّ طريقة التّعامل مع القُرآن هي المَحك الحقيقي لمدى تأثُّر العبد وانتفاعه، وبحسب يقين العبد وإيمانه يكون الأثر ويتّضح عليه أثر الدّواء الربّاني، ﴿قُل هو للذين آمنوا هُدىً وشِفآء﴾.

قناة | بَيــان.

10 Nov, 16:43


-
حجاب القلب عن التبصّر بالمعاني الإيمانيّة المتولّدة من الهدايات القُرآنية؛ أعظم حرمان يُحرم به العبد من حيث لا يُدرك سبيل ذلك الحرمان عليه، وهو الحرمان من الانتفاع المُوصل لذوق حلاوة الآية، وخشوع القلب بسببها، بل يكون نصيب العبد في هذا الحال؛ تمتمة اللسان، وغياب ناظر القلب عن المَعنى الذي يقوده لأسمَى معاني الوصول، -وإن كان التّالي مأجورًا بتلاوته-، فإنّ حضور قلبه أثناء التلاوة وتواطؤ اللسان مع ناظر القلب أثناء التلاوة؛ من أعظم النّعم التي بسببها يتّقد القلب نورًا من كلام الله، وأعظم الحرمان الذي يُصيبه؛ حرمانه من التأثر، وكأنّ بينه وبين الآية حجاب، ليس بحجاب الحسّ، ولكنّه حجاب المَعنى، هذا الحجاب الذي يُبقيه في نفس دائرة الرتابة، ونفس الحال الذي كان قبله، لا يتغيّر، رغم سطوة الآية ودهشتها!

وحجاب القلب عن التبصّر بالمعاني؛ حرمانٌ لا يُكابد مشقّته سوى من عرف قيمة الوصول إلى أنوار الآية، لا أحد سيفقه هذا المُراد القُرآني الذي قال به تعالى: ﴿وجعلنا على قلوبهم أكنَّةً أن يفقهوه﴾، إلا من تجرّع مرارة الحجاب، فشاهدها عيانًا، وحقيقة، ولا يُبصر هذه الآية بقلبه؛ إلا الذي أدرك سوءَة عمله، وظلّ يُفتّش عن أسباب الحجاب، وظلّ يصول ويجول ليرى ما كان صانع، وهو بهذا الحال يُفتّش عن أسباب استحكام الحجاب، وأسباب غلظته التي أسدلت عليه مَعاني الظلام، ليُطلعه الله بعد ذلك -بمنّته- كلّ الذنوب التي اقترفها، ويُطلعه الله بمنّته؛ عظيم فضله وامتنانه، وأيُّ فضل أعظم من فضل مُباشرة الآية إلى القلب ونفُوذها في سويدائهِ، وأيُّ فضل أعظم من فضل تمكُّن القلب لاحتواء تلك الهدايات واستيعاب أنوَارهِ، وأيُّ فضل أعظم من أن تكون الآية ربيع قلبَ المؤمن، يعيش في دنياه مطمئنًا ساكنًا، تجري عليه الأقدار كريشة في مهبّ الريح وهو مُستلقٍ بأريكة الجنّة القرآنية، تتنازعه الأهواء، وتتخطفه البلاءَات على غرّة، فيعود إلى ربّه بعبوديّة أكمل!

قناة | بَيــان.

10 Nov, 05:51


من علامَات شُكر النّعمة المغفول عنها؛ نسبة الفائدة إلى قائلها، وإضافتها لمن صدرَ عنه هذا القول، فإنّ نسبة الفائدة إلى أهلها من علامات شكر النّعمة، مثلما أنّ شكر العبد لربّه يتضمّن نسبة النّعمة إليه أوّلا، فكذلك الفوائد العلميّة حين تُنسب لأهلها، مع مُراعاة حُسن نقلها؛ فهذا من شكر النّعمة، ومن أمَارات شكر النّعمة؛ إذاعتها للإفادة والاستفادة، والمؤمن يُحبّ لأخيه ما يحبّه لنفسه، فإنّ إذاعة الفائدة؛ يُعد من التّواصي بالحقّ، وهذه من سمات المؤمنين الخُلّص، يقول سفيان الثوري: "نسبة الفائدة إلى مُفيدها من الصّدق في العلم وشكره، وأنّ السّكوت عن ذلك من الكذب في العلم وكُفره"..

وكم ممّن كان هذا حاله، وسكت عن إضافة الفائدة لقائلها؛ فحُرم بركة العلم، وبركة آثاره الطيّبة، ولا يزال المُخلص ينسب القول إلى أهله؛ ويُراعي مواطن حسن نقلها، حتى يُفتح له من أبواب العلُوم والمَعارف ما يجعله يزداد درجات، ومن آثار بركة العلم على صاحبه؛ التحلّي بالتواضع، فالمُتواضع لا يعتريه حرجٌ ولا تكلّف جَراء نسبة الفائدة لقائلها، لأنّ آثار العلم قد جمَّلت باطنه قبل ظاهره، وإن كان نتَاجه في البداية غير ملموس، فإنّ الله مع الصّادقين المُخلِصين، فإن أردّت تحقيق بركة العلم ورؤية آثاره الطيّبة؛ فاحرص كلَّ الحرص على نسبة القول لقائله، فإنّه يُعدّ من الشُّكر، وإن لم تستطع؛ فلا أقلّ من أن تتركها كما كانت، من غير تحريف أو تبديل أو تغييرٌ بالمَعاني.

قناة | بَيــان.

04 Nov, 17:35


-

إذا رُزق العبد القبول، وتوافدت إليه القلوب بالمودّة؛ فليُراع هذه النّعمة بسؤال الله السّتر والعافية، وملازمة الدُّعاء لمن أحسنوا به الظنّ، فإنّ الافتقار في هذا الجانب سبيلٌ مؤدّي لتزكية النّفس وهضمها، وما من شيء يُهلك العبد كهلاكه بفتنة الإعجاب والثناء، ورؤية الحال والمَقام، ومعلومٌ أنّ الثناء الحَسن وتوافد القلوب بالمودّة لا سيما قلوب أهل الخير؛ من عاجل بُشرى المؤمن في الدنيا، لقوله تعالى: ﴿إنّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحاتِ سيجعلُ لهمُ الرَّحمنُ وُدَّا﴾، والمُراد بالودّ هنا؛ ما جاء في تفسير أبي حيّان، عن قول الزمخشري: "بأن سيُحدث لهم في القلوب مودّة ويزرعها لهم من غير تودُّدٍ ولا تعرُّض للأسباب التي يكتسب بها النّاس مودّات القلوب من قرابة أو صَداقة أو اصطناع"، وقال هرم بن حيّان: "ما أقبل عبدٌ بقلبهِ إلى الله عزّ وجل؛ إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقه مودّتهم ورحمتهم".

ومن شأن القبول الذي يُرزق به العبد؛ أنّه بهذا المقام قد تتعجّل فتنته، من حيث لا يشعر، وحتى يتوسّط في هذه المسألة؛ فلا بُد له من عناية خاصّة بأحواله الباطنة، وأن يتفكّر في عيوب نفسه التي لا يعلمها إلا الله، وأن يُراعِ هذه النّعمة بسؤال الله العافية في الدنيا والآخرة، وأن يدعو للمسلمين ولمن أحسنوا به الظنّ، فإنّ الدعاء ركيزة ثبات العبد في دينه ودنياه، وإنّ النّعم لتدوم بشُكرها، وشكر العبد لربّه يكون بالتزوّد من العمل الصالح، ومُراقبة السريرة، والاجتهاد في المسارعة إلى الخيرات، فمنهم بهذا مقلٌّ ومُستكثر.

قناة | بَيــان.

03 Nov, 18:21


من أبرز المَواضع القُرآنية التي يتجلّى فيها آثار اسم الله الحكيم؛ حكمته من خلق آدم، حين قال تعالى: ﴿وإذ قال ربُّك للملائكةِ إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةً قالوا أتجعلُ فيها من يُفسِدُ فيها ويسفكُ الدِّماءَ ونحنُ نُسبِّحُ بِحمدكَ ونُقدِّس لكَ قال إنّي أعلمُ ما لا تعلمون ۝ وعلَّم آدمَ الأسماءَ كلَّها ثمَّ عرَضَهم على الملائكةِ فقالَ أنبئُوني بأسماءِ هؤلاءِ إن كنتُم صادقين ۝ قالوا سُبحانكَ لا علمَ لنا إلا ما علَّمتنا إنّك أنتَ العليمُ الحَكيم﴾

ومعلومٌ أنّ الملائكة حين أخبرهم الله عن خلق آدم؛ استنكروا في بداية الأمر، وتعجّبوا كيف يخلق الله من الخليفة من يعصيَه، وقالوا بصيغة الاستفهام: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدِّماء)، وفي استنكارهم مَفاد؛ أنّهم لا علم لهم إلا ما علّمهم الله، إذ أنّهم لو علِموا الحكمة من خلق آدم؛ من عمارة الأرض إصلاحًا وتعبّدا واستخلافًا لمن يأتي بعده؛ لما أظهروا التعجُّب والسّؤال!

ومن حكمة الله التي تتجلّى في إخباره تعالى لملائكته خلق آدم؛ ما قاله أبي حيّان في تفسيره، فمن حكمته: "إرادة الله أن يُطلع الملائكة على ما في نفس إبليس من الكِبر، وأن يُظهر ما سبَق عليه في علمه"، ومن حكمته ما قاله ابن عبَّاس: "أن يبلوَ طاعة الملائكة، أو أن يُظهر عجزهم عن الإحاطة بعلمه، أو أن يُظهر علوّ قدر آدم في العِلم، أو يعلّمنا الأدب معه وامتثال الأمر عقلنا معناه أو لم نعقله".

ومن تجلّيات اسم الله الحكيم في تلك الآيات؛ أنّه خلق آدم عليه السلام ونفخ فيه من روحه لعمارة الأرض إصلاحًا وتعبّدا، والحكيم من معانيها؛ الذي يضع الأشياء في مواضعها من غير أن يدخل تدبيره خللٌ ولا زلل، ومن حكمته في إخباره للملائكة عن خلق آدم دروس وعبر يُستفاد منها؛ أهمّية الاستسلام للأوامر الإلهيّة والأقدار وإن بدا للمؤمن جهله بعواقب الأمر، إذ أنّ هذه الآيات تزيد من استسلام العبد لربّه وحُكمه الذي يُجريه في أقداره الكونية والشرعية.

ويُستفاد من هذه الآية؛ أنّ العبد قد يعتريه من بعض الأقدار أو بعض التّكاليف الشرعية تساؤلاتٌ وشكوك، وقد يغيب عن ذهنه الحكمة من هذا التكليف وهذا القدر، ولكنّ المؤمن إذا تضلّع قلبه فقهًا من معنى اسم الله العليم الحكيم؛ استسلم انقيادًا لعلم ربّه وحكمته، ولم تعُد لديه مُنازعة تجول في خلجات نفسه، بل استسلامٌ يقوده لمعنى الثقة بأمر الله وما يُجريه عليه في مملكته.

ويُستفاد منها؛ أنّ الاستسلام لأحكام الله يقود العبد لمراتب عالية من مراتب الإيمان، فالملائكة حين أيقنوا شرف علم آدم واختصاصه لهذه المنزلة؛ أعلنوا بذلك شهادتهم بعلم الله الكافي وحكمته المُحيطة في أرجائه، في آية تُدوى في المحاريب إلى قيام السّاعة: ﴿سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾

ومن شأن الاعتراف بحكمة الله وعلمه؛ ترك منازعة الأقدار، وترك مُزاحمتها بالشّكوك والأسئلة، فالله تعالى حكيمٌ يضع الأمور في مكانها من غير أن يُخالط تدبيره خللٌ ولا زلل، فكم في هذه الآية من عِبَر، لو تأمَّلها المؤمن حقّ التأمُّل، وراعى هداياتها، حتمًا سيجد بها ذوقًا وحلاوةً لمعنى التّسليم الشّرعي، والذي لا يأتي حتى يعرف العبد ربّه بأسمائهِ وصفاته.

قناة | بَيــان.

02 Nov, 06:18


فائدة نفيسة ذكرها ابن القيّم، في بيَان أهمِّية الصّبر بعد الفراغ من الطاعة، وكيف يُحقّق العبد هذا المَعنى من عدّة أوجه:💡

قناة | بَيــان.

01 Nov, 18:13


حين تكلّم القُرآن عن دقائق النّفاق؛ ذكر تعالى في سورة التوبة عدّة أوصافٌ ودلائل لعلاماتها الظاهرة والباطنة، منها قوله تعالى: ﴿الذين يلمِزونَ المُطَّوِّعينَ من المؤمنينَ في الصَّدقاتِ والّذين لا يجدونَ إلّا جُهدَهُم فيسخرونَ مِنهم﴾.

من تلك الأوصاف المُشار إليها في هذه الآية: استنقاص المُبادرات التطوّعية الخيريّة، بتقليل نتاج عمل صاحبها، وتقليل ثمرته العائدة على المُجتمع، أو إلباسه لباس الرياء بابتغائه هذا العمل، واتّهام باطنه بما ليس فيه، وهذا يدخل فيه كلّ عمل ديني ودنيوي يقوم به صاحبه، وقد أخذ منه جهده ووقته، وسخّر له كلّ ما يملك من إمكانيّات، ويدخل فيه اللمز خفية، كأن يتّهم عمله أنّه في سبيل ابتغاء السُّمعة، وكلّ هذه دسائس وحِيل من دسائس النِّفاق الخفيّة، وسورة التوبة حين كشفت عن أحوال المُنافقين؛ لم تكتفِ بإظهار علاماتهم الظاهرة، بل استجلبت كلّ أحوالهم الباطنة، حتى يفقه المؤمن سيره إلى ربّه، ويُراعِ قلبه من تلك العلل، وينتبه لدبيب هذا الداء أن يتمكّن من قلبه، وحتى يفقه المؤمن هدايات هذه الآية؛ فليُعرض نفسه على سبب نزولها، وليتأمَّل كثيرًا في ذلك المَشهد الذي بسببه نزلت هذه الآية، حتمًا سينخلع قلبه هلعًا لا محالة!

ولمّا كان الجَزاء الذي ترتَّب على هذا الداء؛ أن سخِر الله منهم كما سخروا من المؤمنين، قال تعالى: ﴿سخر الله منهُم ولهم عذابٌ أليم﴾، يقول السّعدي: "فقابلهم الله على صَنيعهم بأن ‏سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏، فإنّهم جمعوا في كلامهم هذا بين عدّة محاذير‏؛ منها: أنّ اللمز مُحرم، بل هو من كبائر الذنوب في أمور الدُّنيا، وأمّا اللمز في أمر الطاعة فأقبح وأقبح‏، ومنها‏:‏ أنَّ من أطاعَ اللّه وتطوّع بخصلة من خصال الخير، فإنّ الذي ينبغي ‏هو‏ إعانته، وتنشيطه على عمله، وهؤلاء قصدوا تثبيطهم بما قالوا فيهم وعابوهم عليه‏، ومنها‏:‏ أنّ حُكمهم على من أنفق مالًا كثيرًا بأنّه مراء؛ غلط، وحُكم على الغيب، ورجمٌ بالظّن، وأيُّ شرّ أكبر من هذا‏؟"

وكم في سورة التوبة من مَشاهد كاشفة لأحوال المُنافقين، مبيّنة دسائسهم، فاضحة لأحوال قلوبهم، مُعلنة للمؤمنين تلك العلامات، حتى يشهدوا بذلك ارتفاع المَقامات، فلا يبقى في صدورهم حرج، ويُعلنوا بذلك تحوّلًا يقودهم لربّ السّماوات، سائلين ربّهم سلامة القصد، وطهر السّريرة.

قناة | بَيــان.

29 Oct, 21:01


للظلم مَراتب؛ أعظمها ظلم النّفس بمواقعة الذنوب، لذلك جاء في الدعاء النّبوي؛ (ربّ إنّي ظلمت نفسي ظلمًا كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفرلي)، وظُلم النّفس يدخل فيه ظلمها بالمَعصية، فإنّ النّفس تصغر همّتها، وتسقط من عين صاحبها وعين ربّها، كما أنّ الطاعة لها شأنٌ عُلوي، فهي تُكبّر النّفس وتُعلي شأنها، وما بين ظُلم النفس باقترافها المَهالك وعزّتها؛ إلا صبر ساعة!

والصّبر عن الوقوع في المَعصية صبرٌ يقود صاحبه لمراتب عالية، وقد يصبر المَرء في مواطن ويضعف في موَاطن أُخرى، وطبيعة ابن آدم أنّه خُلق ضعيفا، وخُلق ظلوما، ومن ضعفه؛ أنّ النّظرة تؤثر بعمل قلبه، ومن ضعفه؛ عدم اكتمال صبره في كلِّ موطن من مواطن سيره إلى ربّه، فهو يصبر في حال، ويضعف في حالات عدّة، ومن ظُلمه لنفسه؛ اتّباعه مسَالك الشيطان، ولكن من كان قلبه حيّا؛ لا يلبث على حاله، بل يلوذ بين يدي ربّه في جموع أيّامه، يهتف مُناجيًا: ربّ إنّي ظلمت نفسي ظُلمًا كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفرلي!

قناة | بَيــان.

28 Oct, 19:37


قيام الليل يوجب نعيم الجنة مما لم يطّلع عليه العباد في الدنيا، في الصحيح عن النبي -ﷺ- قال:

«قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
ثم قرأ النبي ﷺ: ﴿تَتَجافى جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِع يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ۝فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾»

قال ابن القيّم -رحمه الله-:
تأمّل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس، وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقوموا إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة.


• رهبان الليل 📖 | (٢١/٢)

قناة | بَيــان.

28 Oct, 19:09


هذه الآية جامعة لعلم الله كافّة؛ فمن أسماء الله: (العليم)، الذي يعلم ما في أقطار السّموات والأرض، ويعلم دبيب خطرات النُّفوس، وأحاديثها، وهذه الآية من أعظم ما يُربت على قلب المؤمن ويُجنّبه مواطن القلق، إذ أنّ الله يعلم ما في نفسه، ويعلم حاله، ولا يخفى عليه أمره، وأمر المؤمن كلّه تحت تدبير الله وعلمه الذي لا يُحاط به وصفٌ ولا بيَان، وعلمه تعالى بكلّ ما في تلك العوَالم؛ تستدعي من المؤمن تسليمًا لمن يعلم مواطن مصلحته، فهو العليم بخيرة الأمور وشرّها، وربّما كره المؤمن قدرًا فكان خيرًا له، لأنّ الله يعلم أنّ هذا القدر سيجتبيه إليه، ولربّما يصرف عنه أمورًا لا يفقه ضررها على شأنه كافّة.

ومن ثمرات الإيمان باسم الله العليم؛ تفويض القلب إلى مالكه ومدبّر أمره، تفويضًا يستدعي منه اطمئنانًا وتسليمًا لا يعتريه حرجٌ ولا ضيق، وطبيعة العبد -جهولٌ ظلوم- ومن جهله؛ أنّه يريد اختيار التّدبير بنفسه، وبحسب جهله يظنّه خيرٌ له، ويصول في دنياه ويجول وهو يُريد هذا القدر، وهذا التدبير، ولربّما أرهقَ نفسه بكثرة التفاته إلى تدبيره لنفسه، ولكنّ الله بحكمته وعلمه يُريد من عبده شأنٌ آخر، ومقامٌ آخر، وهو الذي بعلمه يسوق إليه المبشّرات وإن تأخّرت.

ومن ثمرات الإيمان باسم الله العليم؛ تجريد القلب من مُلكة العلم المُطلق، ونسب حاله إلى الجهل أقرب، لأنّ المؤمن كلّما عرف ربّه العليم؛ ازداد تجرّدًا من أحواله التي يظنّ فيها أنّه يعلم مواطن مصلحته، فيزداد افتقارًا وتسليمًا لتدبير العليم، ويزداد توكّلا وتفويضًا لمالكه ومدبّر أمره، فلا يبقى في نفسه شكٌ بمُجريات أقداره، ويطمئنّ، كما لو أنّه ملك الدُّنيا بأسرها، ﴿والله يعلم وأنتم لا تعلمون﴾.

قناة | بَيــان.

28 Oct, 15:00


-
أهمّ ما يحفظ به العبد نفسه من الوقوع في وحل الذنوب والمَعاصي؛ أن يتجنّب الاسترسال مع الخواطر المؤدّية إليها ابتداءً، فإنّ منشأ الذنوب -غالبًا- منشأها خطرات النّفس والفكر، والاسترسال معها حتى أصبحت لها حركة في النّفس وصولة وجولة أنشأت عزمًا آخر من عزائم الشيطان، قال تعالى: ﴿لا تتّبعوا خطوات الشيطانِ ومن يتّبع خُطواتِ الشّيطان فإنّه يأمُرُ بالفحشاءِ والمُنكر﴾، وأصل الوقوع في الذنوب والمَعاصي؛ تبدأ من صغار الشّرر، فيهوّنها الشيطان بخطرة يُلقيها في ساحة نفسه، ويُحسّنها بفكرة يعكف عليها المَرء عكوف الجاهليّة على الأصنام، ثمّ حركة تقوده للصّغائر، ثم الوقوع في الكبائر، ولو تأمّل العبد في منشأ الذنوب؛ لعلم أنّها تبدأ من حيث لا يفقه سيرها في نفسه ولا يتبصّر دبيبها وهي تسري إليه!

ومن النّماذج القُرآنية في توضيح مسَالك الشيطان وما يُلقيه في ساحة النّفس؛ نموذج آدم عليه السّلام حين عصى ربَّه -من حيث لا يُدرك سبيل الشيطان عليه- وكان منشأ هذا الذنب استرسالٌ مع الخطرة، والفكرة، ثمّ حركة زيّنت له أُكُل الشجرة التي نُهيَ عنها، ﴿ فوَسوس إليه الشّيطان قال يا آدم هل أدُلُّك على شجرةِ الخُلدِ ومُلكٍ لا يَبلى﴾، فحديث عدوّ آدم وعدوّنا مليئ بالأمانيّ، وقد دخل عليه من منفذ الخطرة ابتداءً، وكذلك العبد لو يعلم ما يترتّب على هذا الاسترسال من تهوين نظر الله واطلاعه، حتى تُصبح خطراته عزائم، فصغائر فكبائر، لعلِم أنّ للشيطان عليه منافذ تتخطّفه من كلّ حدة، فتارة يأتيه من جهة حِلم الله وعفوه، وتارة يأتيه من جهة الجوارح، فيهوّن عليه النّظر الحرام، ويهوّن عليه سماع الآثام، ويُهوّن عنده فضول الكلام، حتى تُصبح آثام اللسان عنده أكثر من آثام الجوارح، ومعلومٌ أنّ فضول الكلام يقود للزلل، وكثرة التوسّع في المُباح؛ سبيلٌ للتجاوز، وهذا معلومٌ عند من عرَفه وجرّبه!

فإن قُلت ما السّبيل لإدراك هذه المَسالك؛ فإنّه لا سبيل لحفظ القلب والجوارح من مَسالك الشيطان إلا بالعلم؛ فإنّ الاشتغال بالعلم النّافع يوسّع المَدارك، ويفتح آفاق الفكر، ويتّسع بذلك بصر القلب اتّساعًا يعظم فيه أثر مُشاهدة أحواله مع الذنوب والمعاصي، ويُبصر منشأها في ساحة نفسه، والعلم يُنجّي صاحبه من كلّ سوءَة تعتلج قلبَه، ويُحقّق بعلمه تزكيةٌ لنفسه، وعلوٌ لشأنها، وارتفاعها عن سفاسف الأمور، ارتفاعًا يتجاوز به خطوط الأرض، ليرى عدوّه كيف يُبارزه في وحل الرداءَة، ليُرديه إلى دركات أهل الشقاء، ويُبصر بارتفاعه كلّ حركة كانت تجول في نفسه، وكلّ خطرة كان منشأها من الشيطان، إذ أنّ للقلب علوٌّ وبصرٌ وبصيرة يُبصر بهما مواضع إقدامه وتأخيره، ويُبصر بهما حاله مع عدوّه، ومدى تمكّنه من الولوج إليه من أبوابٍ كثيرة!

وحتى يُحقّق العبد صيانةً لعمل قلبه وجوارحه من عبث الشيطان؛ فليَصُن خواطره ابتداءً أشدّ صيانة، فإنّها الباب الذي من خلاله يكون الفَتح والخرَاب، وليتأمَّل في مَواطن القُرآن التي أخبر بها تعالى بعلمه واطلاعه لما تُخفيه النُّفوس، وإنّها وإن بدَت للعالمين حُكمها كحُكم الغيب، فإنّها عند الله حُكمها شَهادة، وصيانة الخواطر تبدأ بشهُود علم الله واطلاعه، فإنّ العبد إذا راعى هذا المَقام؛ وأعطاه حقّ التأمُّل؛ استحى من ربّه أن يطّلع على هيئة في باطنه لا تُوقّره في عينه ولا تُرضيه.. ﴿واعلموا أنّ الله يعلمُ ما في أنفُسِكُم فاحذروه واعلموآ أنّ الله غفورٌ حَليم﴾!

قناة | بَيــان.

28 Oct, 03:22


الورد القُرآني إذا أُخذَ مبكّرًا؛ كانت له عائدة تعود على صاحب القُرآن؛ من البركة التي تسري في دقائق يومه، ومن اجتماع الهمّة والمُراد، ومن اتّقاد الفكرة واجتماع سيلها بعد تفرّقها، وللورد القُرآني أثرٌ في إقبال القلب وحضوره، وله أثرٌ في تذليل المَهام الشاقّة وتيسيرها، كما أنّه من بركته؛ يمدُّ المؤمن بأجلّ الفتُوح وأعظمها، وقد قيل في طبقات الحنابلة؛ أنّ أحدهم أوصاه شيخه فقال: "أكثِر من قراءة القُرآن ولا تتركه، فإنّه يتيسَّر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ، قال: ‏فرأيت ذلك وجرّبته كثيرًا، فكنت إذا قرأت كثيرًا تيسّر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير، وإذا لم أقرأ لم يتيسّر لي."

قناة | بَيــان.

24 Oct, 22:19


من نعيم أهل الجنّة؛ سلامة القلب من الضغائن، ﴿ونزعنا ما في صُدورهِم من غلٍّ تجري من تحتهِمُ الأنهار﴾، وفي ذلك إشارة؛
أنّ نصيب المؤمن من النّعيم، وطمأنينة البال وانشراح الخاطر؛ بقدر سلامة قلبه تجاه الآخرين، وقد جاء في تفسير أبي حيّان أنّه قيل: نَزع الغلِّ في الجَنَّة أن لا يَحسُد بَعضُهم بَعضًا في تفاضُلِ مَنازِلهِم"، وكم ممن رُزق العافية في دينه ودنياه وذاق برد عيشها؛ بسلامة قلبه تجاه الآخرين، وحملهم على أحسن المَحامل وأكرم الشّمائل، وإنّ هذا الطهر المَعنوي لنعيمٌ معجّل، وجنّةٌ يعرف غرسها من ذاق ثمرها يانعًا في كلّ حين!

قناة | بَيــان.

24 Oct, 04:47


تكلُّف الحِلم وقت الغضب؛ سببٌ من أسباب انطفاء جذوة هذا الداء، إذ أنّ جذوته -غالبًا- شيطانيّة، وهي نزغة من نزغات إبليس، وشهوة تعتري القلب لتفريغ ما في النّفس، وأنجع علاج لمن ابتُلي بداء الغضب؛ أن يتكلّف الحلم، ويستعيذ من همز الشيطان ووسوسته، ويُغيّر مكانه، إذ أنّ من تبعات هذا الداء؛ كسر القلوب، بكلمة تخرج منه بلا تفكير، وبتصرُّف قد لا يشعر به، موسى عليه السلام حين غضِب من أخيه؛ ألقى الألواح فانكسرت، وأخذ برأسه يجرُّه إليه، في مشهد قُرآني أخبر به تعالى بقوله: ﴿وألقى الألواحَ وأخذَ برأسِ أخيه يجرُّه إليه﴾، إذ أنّ هذه الآية فيها مَفاد؛ أنّ الغاضب قد لا يشعر بنفسه، ولا بثمن ما يملك، ولأنّ الغضب شهوة تُعمي صاحبها عن إدراك الحقيقة، وتُعمي صاحبها عن تفطّن مواضع الحلّ، وتُبقيه في دائرة ضيّقة لا يرى من خلالها إلا سوءَة من أمامه، وعيبه!

ولو تأمّل أحدنا ما عليه بعد انصراف هذه الشّهوة؛ لعلم أنّ القلوب كسرها وارد، وأنّ من الواجب جبرها بطيب الكلِم بعد ما آل إليها من الوَهن، وفي حال موسى عليه السلام نموذجًا يُقتدى به في الإصلاح الحاصل بعد هذه اللحظة، ﴿ولمّا سكَت عن مُوسى الغضبُ -أخذَ الألواح-﴾، يقول السّعدي: "ولمّا سكت عن موسى الغضب، أي: سكن غضبه، وتراجعت نفسه، وعرف ما هو فيه، اشتغل بأهمِّ الأشياءَ عنده، فأخذَ الألواح التي ألقاها، وهي ألواحٌ عظيمة المِقدار، جليلة مُشتملة على الهُدى والرحمة".. وفي قوله مَفاد؛ أنّ الغاضب إذا سكن غضبه وهدأ؛ عليه أن يُصلح ما أفسده، من كسر القلوب، وانخلاع الأنفس التي وجِلت منه، وأخذ من أمامه وضمّه إلى دائرة البرِّ والإحسان، وعدم التهاون بهذا العمل، وأعظم الإحسان؛ أن يُحسن المرء بعد سوءَة ظهرت منه وعرف خطأها، وقد يُخطئ الغاضب بكلمات يتفوّه بها، ولكنّه بعد مرور هذه اللحظة يندم، ويتراجع، ويُقبل على من أمامه، ويُرمّم ما تبقّى له من فتات المحبّة، والمؤمن لا يعيبه الاعتذار والاعتراف، ولكن يعيبه الإصرار على الخطأ، وعدم رؤية عيوب النّفس بما فيها من شهوات تُعمي صاحبها عن كلّ فضيلة!

- وحتى يعرف المؤمن قيمة تكلُّف الحِلم وأهمِّيته في علاج هذا الداء؛ فلينظر لحِلم الله عليه في مواطن مُبارزته الذنب والمعصية، ولينظر إلى إمهال الله وهو مطّلعٌ عليه ولم يُعاجله بالعقوبة، وليتفكّر في كلّ خطرة وفكرة، وعلم، وعمل كان الله يراه ويعلمه، ويشهد بسمعه وبصره كلّ حركة، ولم يأخذه بيمينه، ولو قُدّر له أخذه أخذ عزيزٍ مُقتدر؛ لما سكنت نفسه جراء غضب المولى عليه، فإذا شهد المؤمن هذا المَشهد بعين قلبه؛ خجل من تعامله مع من حوله، نظير تعامل الله معه، وعلِم أنّ كلّ لحظة فارَ بها غضبه؛ كانت لحظة شيطانيّة ضعيفة، أعمته عن إدراك الحلُول وإبصار منافذ الأمَل، والقوّة ليست بالبطشِ والغضب، كما في الحديث النّبوي: (إنّما الشّديد الذي يملك نفسه عند الغضب)، ولله حِلمٌ على عباده لا يوسع له بيانٌ ولا كلِم، سبحانه وبحمده، ما أحلمه، وما أهون العباد عنده.

قناة | بَيــان.

23 Oct, 03:22


‏(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ)
‏لم يقل (ونجيناه من بطن الحوت) لأن الإنسان قد يخرج مما جرى له، وترافقه آلامه معنوياً وحسياً، وجسدياً ونفسياً، لكن الله نجاه من ذلك كله .
‏(وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ).

قناة | بَيــان.

20 Oct, 00:55


الأحجبة المانعة:

كثافة الحجاب الذي بسببه قد يُحرم العبد من لذائذ القُرآن؛ غالبًا سببه ذنوب خفيّة حلّت على القلب، كون الجزاء من جنس العمل، فإنّ الذنوب الخفيّة تتسبّب بكثافة الطبع، وكثافة الحجاب المانعة من فهم القُرآن، ﴿وجعلنا على قلوبهم أكنَّةً أن يفقهوه﴾، والمراد بالذنوب الخفيّة كلّ ما يعترض القلب من الأمور التي لا يرتضيها الله، والبصر شاهدٌ على سلامة القلب، والسمع شاهدٌ على سلامة القلب، واللسان كذلك، فهذه الجوارح سببٌ رئيسي لإقبال العبد وإدباره عن كلام ربّه، وبقدر حفاظه عليها من الآثام؛ يكون ذهاب الحجاب والغفلة، وذهاب القسوة، وحلُول النّعمة، وأيُّ نعمة أجلّ من نعمة الالتذاذ بالقرآن، هذه لا تُقدّر بثمن، ولكنّ أكثر النّاس لا يُبالون بمدى التذاذهم بإقبالهم على كلام ربّهم، ولم يحُقّقوا سوى التلاوة المجرّدة من فهم المعاني، -وإن كان التّالي مأجورًا- فإنّه محجوبًا عن أُفق المَعالي، محجوبًا عن سطوة الآية، وروعتها، ودهشتها، وحجاب الطبع .. قاسي، وحجاب الغفلة؛ أقسى، ولا يكشف هذه الحُجب سوى الله، ﴿وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشفَ لهُ إلا هو﴾!

قناة | بَيــان.

20 Oct, 00:26


كَانَ حَيْوَةُ بن شريح يتصدق فيعوضه الله تعالى مالًا، وسمع ابن عم له بذلك فتصدق، ولم يجد عوضًا من المال؛ فقال لحيوة: لماذا أنت يعوضك الله وأنا لا؟

فَقَالَ حيوة: "أَنَا أَعْطَيْتُ رَبِّي بِيَقِينٍ ، وَأَنْتَ أَعْطَيْتَهُ تَجْرِبَة".
سير أعلام النبلاء ٦/ ٤٠٥

وهذه تقع لبعض الناس فعندما يسمع بشخص تصدق وأتاه عوض من الله، يتصدق من باب التجربة؛ يجرب كرم الله، ومثل هذا يجازى بالحرمان؛ لأن التعامل مع الله يكون بيقين، والله لا يجرب بل نحن البشر الخاضعون للتجربة..

https://t.me/nitharAlaikhtiar

قناة | بَيــان.

19 Oct, 13:12


(اذكر عيوب نفسك قبل عيوب غيرك).

روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:" إذا أردت أن تذكُر عيوب صاحبك، فاذكر عيوب نفسك".

رواه البخاري في" الأدب المفرد"(٣٢٨).

فيه تذكرة وموعظة لمن همه النظر في عيوب الآخرين، أن ينظر في عيوب نفسه ويتفقدها.

وفي ذلك عدة فوائد:
-تقويم النفس والعناية بها وبتقصيرها.
-السلامة من الكلام في أعراض الناس.
-السلامة من الإثم والمؤاخذة.

#فرائد_الفوائد

https://t.me/dr_abdalib

قناة | بَيــان.

19 Oct, 04:32


-
مُبادرة قرائية معرفيّة لكتاب يتضمّن سِيَر وأخبار النّساء المذكورة في القُرآن، أنصح كثيرًا بالانضمام إليها والالتحاق مع جمعُ فتيات أنيسات مؤنِسات🤍

قناة | بَيــان.

19 Oct, 04:30


https://t.me/saamuq/368

لماذا سُمُـوق؟🌷

لكل سعيٍ في الدنيا بواعث تحثّه وتهرول به، ولا أرجى ولا أعلى ولا أشرف ولا أكرم ولا أغنى من باعثِ الوحي وحبّ الله في سعي المسلمة؛ فهيَ إن مشت فبنورِ الله، وإن تطلّعت فإلى حبّ الله وطلب رضاه في ملكوته، والفوز بذكره في جوف السماوات.

يضرب الوحي أعظمَ مثالٍ على دلالة الحياة الحقّة في الدنيا: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾، ﴿فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ أي: "بنور العلم والإيمان والطاعة"، فليس بين مسيرِ الميت والحيّ إلا زوادة النور، والمسلمة تعرفُ فتلزم، وتلزمُ فتصبر، ومن تطلّعت إلى الله بفراغٍ مما سواه؛ كُفيت ونصرت ووصلت برحمته وهداه.

🟣في سُمُوق.. آمل أن يكون أوّل أولويات المسلمة سعيها في تحقيق العبوديّة، أن يكون همّها واحد، ولوجه واحد، أن تعرج بروحها إلى خالقها بقلب فاض من معاني التعبّد والحب ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

🟣في سُمُوق .. نقرأ، نتأمّل، نتحاور، رجاء أن يُنير لنا مولانا الطريق إليه، ويُبصّرنا بسُبل الوصول إليه، عسى أن يجعلنا ممن كان لهن ذكرًا في السّماء.


📎للانضمام (للنساء):
https://t.me/saamuq

قناة | بَيــان.

19 Oct, 03:18


مؤازرة الأخ لأخيه في أوقاته الصّعبة؛ مما يُخفّف في نفسه الكثير من الأمور المُقلقة، وهذا دأب الأنبياء والصّالحين، حينما كانوا يؤازرون إخوانهم في الضرّاء والشدّة، مؤازرةٌ بالنّفس، والمال، والكلمة، ﴿إنّي أنا أخوكَ فلا تبتئِس﴾، وفي مشهد آخر: ﴿إذ يقول لصَاحبِه لا تحزنْ إنّ الله مَعنا﴾.

قناة | بَيــان.

18 Oct, 16:55


للسِّحر حقيقة في التفريق بين المرء وزوجه، وله آثار وتبعات تؤثر في تصوّر كلٌ منهما تجاه الآخر، وقد يُبتلى فيه المؤمن من قِبَل الأنفُس المسمومة، فبعض الأنفُس شيطانيَّة، لها صولات وجولات ومُحاولات للتفريق وإلحاق أدنى الضرر، وأعظمه، حين قال تعالى: ﴿فيتعلّمون منهما ما يُفرّقون به بين المرء وزوجه﴾، فيها بيانٌ أنّ للسحر حقيقة في التفريق الذي يودي بحياة كلٌّ منهما، وقد لا يستطيعون من خلاله العيش كما كانوا، وإن زال المانع؛ فإنّه يبقى هناك مانعٌ آخر، من موانع النّفس، والسّلوك، والتصوّر الطبيعي، كما أنّ للسّحر حقيقة في تخيُّل الأحداث وتصديقها، والتفاعل معها، بسبب ما يُلقيه الشيطان الموكّل في التفريق، فإنّه وإن كان البلاء عظيمًا، فإنّه لا يضرّ إلا (بإذن الله)، فبمشيئته النّافذة يرفع الضر، وبمشيئته النافذة يُبقيه لأمد معدود، ولحكمة يعلمها سبحانه، وإذا أراد الله رفع الضر وأذِن بزواله؛ رفعه بأسباب قد لا تخطر ببال المُبتلى، وقد يرفعه بنفع يجد أثره مع القرآن، وقد يرفعه بالأدوية النّافعة التي يتعالج بها، من الطب النّبوي، وما تواتر عليه السّلف، واتّفق عليه العارفون، كما أنّ لهذا الداء دواء؛ فإنّه بلا شكّ، أمده لا يدوم، ويضمحلّ بأسباب يُدبّرها تعالى بحكمته، وقد يطول زمن التفريق بين الزوجين، ويطول أمد التّعب الحاصل بينهما؛ لحكمة يعلمها الله، والابتلاء إن قرّب العبد لربّه؛ فهو من عين الرحمة، والرأفة التي أرادها الله، ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون!

قناة | بَيــان.

18 Oct, 07:20


-
للصّلاة على نبيّنا محمّد ﷺ ثمرات عديدة، منها: انشراح الصّدر لتلقّي العلوم الإيمانية،
إذ أنّ العلم نور، والجهل بالله ظُلمة لا يستطيع بها العبد إدراك مسَالك الطريق وأحوَالها،
ولمّا كانت الصّلاة عليه سببًا لإخراج العبد من الظلمات إلى النُّور؛ كان الجزاء بأن يشرح الله صدر عبده لتلقّي أنوار المعارف والعلوم، فيتبصّر الطريق المُوصل إلى ربّه سبحانه..
﴿هو الّذي يُصلّي عليكم وملائكته ليُخرجكم من الظلمَاتِ إلى النُّور﴾.

قناة | بَيــان.

18 Oct, 02:27


-
ثمّة تعبير قُرآني وصفَ به تعالى نبيّنا محمّد عليه السلام بأوصاف الجمَال النّوراني، حين قال تعالى: ﴿وداعيًا إلى الله بإذنهِ وسراجًا مُنيرا﴾، في هذا الوَصف: (سراجًا مُنيرا)، يتجلّى منها كل معاني الجمال والجلال، إذ أنّ السِّراج في اللغة هو المصباح الذي يُستضاء به من الظلمة، ولمّا كان السّراج يضعف ويقوى بحسب دواعيه المُسبّبة لإضاءته؛ قرنَ الله تعالى وصف نبيّه محمّد بالسراج (المُنير)، والمُنير وصفٌ دائمٌ، وقد جاءَت على وزن فعيل، كناية عن المُبالغة في إخراجه النّاس من الظلمات إلى النّور، قال السَّعدي رحمه الله: "كونه سراجًا منيرا، فذلك يقتضي أنّ الخلق في ظُلمة عَظيمة، لا نور يهتدي به في ظلُماتها، ولا علمٌ يستدلّ به في جهالاتها، حتى جَاء الله بهذا النّبيِّ الكريم فأَضاء به تلك الظلمات، وعلم به من الجهالات، وهَدَى به ضُلّالًا إلى الصِّراط المُستقيم".

قناة | بَيــان.

14 Oct, 06:18


-
بعض النُّصوص المَعرفيّة؛ تستحقّ أن يقف عندها القارئ وقتٌ أطول من وقته المُعتاد، ويُثير حولها الكثير والكثير من الأسئلة، ويبني عليها معارفه السّابقة، ويُقارن بين كلٌّ منهما بحسب ما فيها من إثراءَات، فبعض النّصوص لها وزنٌ ثقيل؛ وألفاظٌ تستدعي من المتأمِّل فحصها بعناية، وتقليب معانيها من كلّ جهة، حتى إذا استوفى أُكُلها؛ بانَ نفعها في كلِّ حين، والبلدُ الطيِّبُ يخرج نباته بإذنِ ربّه!

قناة | بَيــان.

14 Oct, 00:06


من آثار السّكينة على القلب؛ ذهاب المَخاوف، وحلُول الأمن، وثبات القلب وقت المِحن، وهي مددٌ إلهي، ورحمة من الله لعباده، وكرم، قال تعالى: ﴿هوَ الّذي أنزَل السَّكينةَ في قلُوبِ المؤمنين ليَزدادوا إيمانًا مع إيمانهم﴾، يقول ابن عاشور عن أثر تلك السّكينة؛ أنّها سببٌ لزوال ما يُلقيه الشيطان في نفُوسهم"، وقال ابن عبّاس: "السّكينة هي الرحمة"!

ومن آثار السّكينة المُتعدّية؛ أنّها تُذهب علل القلوب وما يعتريها من أحوَال سقيمة؛ كذهاب الوَساوس والظّنون المؤدّية للمخاوف وانقطاع الأمَل، حين قال تعالى: ﴿فعلِم ما في قلوبهم فأنزل السّكينةَ عليهم﴾، جاء في تفسير البقاعي عن أثر تلك السّكينة؛ "أنّهم لم يخافوا عاقبة القتال".

ومن الجماليَّات القُرآنية التي تتكرر كثيرًا؛ أنّ أغلب الفتوح الظاهرية؛ يسبقها عطايا قلبيّة، فبإنزال السّكينة كان إقدام المؤمنين وثباتهم، وبإنزال السّكينة كان نصرهم، وبإنزال السّكينة ازدادوا إيمانًا مع إيمانهم، ليعلم العبد أنّ الأسباب المادّية وإن كثُرت؛ فإنّها لا تُغني عنه شيئًا ما لم يمدّه الله بمدد من عنده، وليعلم العبد؛ أنّ مواهب الرّب قد تتجلّى في مواطن قد يستبعد حصولها، فهؤلاء النّفر الذين تنزّلت عليهم السّكينة في صلح الحديبية، كانوا (تحت الشّجرة)، ونبيّنا محمّد وأبا بكر تنزّلت عليهم السكينة في غار ضيّق، لا يهمّ المكان، ولا يهمّ الزمان، المُهم أن يصدق العبد ربّه، والسّكينة رزقٌ وعطاء يُمكّن الله بها عبده إذا ساءَ خطبه، وهي تأييدٌ خفيّ، وجندٌ من جنوده، لا يعلم سرّه وكيفيّته إلا من بيده تلك الخَزائن! ﴿ولله جنود السّماوات والأرض وكان الله عليمًا حكيما﴾.

قناة | بَيــان.

10 Oct, 02:03


الاستماع لكلام الله سببٌ من أسباب زيادة الإيمان، قال تعالى: ﴿وإذا تُليَت عليهم آياته زادتهم إيمانًا﴾، ومن شأن الاستماع؛ أنّه يُذهب قسوة القلب ويُرقّقه، فإذا ذهبت قسوته؛ باشرت فيه حلاوة الإيمان، ومن النّاس من يتّخذ له وردًا في الاستماع للقُرآن لا يتخلّف عنه، والله يُحب من عبده أن يتعبّده بسماع كلامه!

وهذه قناة تُعنى بأوراد سماعيّة للقُرآن، أنصح كثيرًا بالانضمام إليها، ففيها فوائد وتلاوات مُنتقاة بعناية، انضمّوا إليها وانشروها لمن تحبّون.🤍

https://t.me/monsit3

قناة | بَيــان.

09 Oct, 18:56


الخَلوة مع الله؛ أثرٌ بيِّن من آثار المحبَّة!

يقول ابن القيّم عن علامات المحبّة وشوَاهدها؛ حبُّ الوحدة، والأُنس بالخلوة، والتفرّد عن النّاس، وكأنّ المحبّة قد ثبتت على ذلك، فلا شيء أحلى للمحبّ الصّادق من خلوته وتفرُّده، فإنّه إن ظفَر بمحبوبه أحبّ خلوته به، وكره من يدخل بينهما غاية الكَراهية، ولهذا السِّر أمر النّبيﷺ بردِّ المار بين يدي المُصلّي حتى أمر بقتاله، وأخبر لو أنَّه يدري ما عليه من الإثم؛ لكان وقوفه أربعين خيرًا له من مروره بين يديه، ولا يجد ألم المرور وشدّته إلا قلب حاضرٌ بين يدي محبوبه، مُقبلٌ عليه، قد ارتفعت الأغيار بينه وبينه، فمرور المارِّ بينه وبين ربّه؛ بمنزلة دخول البَغيض بين المُحب ومحبوبه، وهذا أمرٌ الحاكم فيه الذوق، ولا يُنكره.

روضة المُحبّين [ص:٣٩٣]

قناة | بَيــان.

08 Oct, 18:21


وكم في آيات كتاب الله المجيد من هدايات يقف فيها العبد، على عُجره وبُجره، دهِشًا من عجائبها، وبيانها، ومعانيها، وأنوارها، وما فيها من الدلالة على جلال المتكلم وسعته ورحمته وبره وعظمته!
وإن الحرف من كلام ربنا إذا اتسعت به النفس وأشرقت به الروح =يكون بابًا لولوج النفس إلى الملأ الأعلى، وسبيلًا لمفارقة أثقال التراب وغبار الأرض والارتفاع عن الدنيا كلها!

" نزل به الرُّوح الأمينُ على قلبك لتكونَ من المُنذِرين بلسانٍ عربيٍّ مبين".

قناة | بَيــان.

08 Oct, 18:20


📢 مبادرةُ تيسير الذِّكر تدعوكم للمشاركة في مشروعها القرائي الثاني؛ قراءة كتاب: «النبأ العظيم».

📚 كتابٌ: «يتحدّث إلى كلِّ عقلٍ واعٍ ناقد، لا يأخذ ما يأخذ إلَّا على بصيرة وبيِّنة، ولا يَذَرُ ما يَذَرُ إلَّا على بصيرة وبيِّنة، وإلى كل وجدانٍ تجريبي ذائق، لا يكتفي بالخبر عن المعاينة، ولا يستغني بالوزن عن الموازنة»؛ كما يقول عنه مؤلفه الشيخ محمد دراز 📿.

إنَّها رحلةٌ نُورانيِّةٌ معرفيِّة؛ موضوعها: كتاب الله تعالى، ودلائل صدقه، وبراهين إعجازه، وبينات مفارقته عن سائر الكلام. ومقصودها وثمرتها: تعزيز اليقين، وتعظيم القرآن المجيد.



🗓 مدة المشروع: ١٤ يومًا

📌 البداية: يـوم الأحـد ١٠-٠٤-١٤٤٦هـ
✔️ النهاية: يوم السبت ٢٣- ٠٤-١٤٤٦هـ


🌸 مميزات المشروع:

🎙شرحٌ موضوعي يُدَعِّم مقاصد الكتاب ومضامينه؛ يشرحه الشيخ/ عمرو الشرقاوي.
📋 أوراد مُيَسَّرة يمكن معها إنجاز الكتاب في مدة مناسبة.
🎓 اختبار يقيس مستوى تحصيل واستيعاب المشارك لمضامين الكتاب ومقاصده بعد الانتهاء من القراءة.
📲 يصاحب المشروع فقرات تفاعلية تزيد من أثر المقروء، وتعظِّم الفائدة للمشاركين.
📚 أنشطة متنوعة مصاحبة للمشروع.


🎁 عوائد المشروع على المشارك كثيرة؛ منها:

📖 قراءة كتاب من أهم الكتب المعاصرة المتعلقة بالقرآن الكريم؛ بشهادة كثيرٍ من العلماء المتخصصين.
💡 تعزيز اليقين بكون القرآن كلام الله تعالى، والوقوف على أدلة ذلك من القرآن نفسه ومن خارج القرآن، بخطاب إيماني عقلي مؤثر.
🧡 زيادة تعظيم القرآن في النفس، ومعرفة عظيم قدره ومكانته، وهو درجة أولى في تكوين علاقة عميقة مع القرآن الكريم.



✈️ للانضمام:
https://t.me/Tayseer_Thikr

🌷

قناة | بَيــان.

08 Oct, 17:22


حين قال تعالى: ﴿ربّنا ولا تُحمّلنا ما لا طاقة لنا به﴾، قال عنها بعض السّلف على وجه التّمثيل: أنّه العشق، كونه من الأمور التي لا طاقة للمرء على حملها، وفي تصويرهم لهذا المعنى مفادٌ بليغ؛ إذ أنّ العشق المُحرّم داء خفيّ، وعلّة لا يُرى أثرها الظاهري، ومن آثارها الباطنة؛ كمدٌ وغمٌ يلحق بالنّفس تجاه المحبوب، وقال عنه البعض في تعريفهم لهذا الداء؛ أنّه مرض وسواسي، فاعتدّوا بهذه الآية كون هذا الداء من الأمور التي لا طاقة للمرء على حملها ودفعها!

ومن العبر القُرآنية في قوله تعالى: (ربّنا ولا تُحمّلنا ما لا طاقة لنا به)؛ أنّه ابتدأ النّداء بلفظ (ربّنا)، إذ أنّ فيه تضرّع ومُناجاة، والمؤمن حتى في عِلل قلبه التي لا يستطيع دفعها؛ يهتف بها لربّه؛ ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به، والمؤمن أعزّ ما عنده قلبه، فهو يملك مُضغة تسيّره إلى ربّه، وإن فسدت هذه المُضغة فسد عليه سيره، وأعاقت حركته الموصلة لأنوار السَّماء!

ومن أسباب استحكام هذاء الداء على القلب؛ فراغ القلب من محبّة الله ومعرفته، وضعف تصوّر المَرء لحقيقة هذا الداء الجالب للشقاء، وإن كان يلتذّ به في البداية، فإنّه مع مرور الأيّام يُهلكه، وقد لا يحسُّ بمرضه، كونه خفيّ، وأمراض القلوب تغيّب صاحبها عن إدراك ما فيها من عِلل وأسقام!

وخير ما يتمثّل به المَرء في طُرُقات أيّامه؛ أن يتبصّر في أحواله، ولا يجعل لكلّ داء عليه سبيل، وخير ما يتمثّل به الدعاء؛ (اللهم اصرف عنّي السّوء والفحشاء)، وأن يتضلّع القلب من معين الوَحي، فالوحي يُعالج كلّ لوثة باطنة، ويُعالج كلّ شهوة، ويرمي بتلك الأسقام بعيدًا عن صاحبها، حتى يعتلي هذا القلب نورًا سرمديّا يستعصي عليه تذوّق الدنايا!

وللقلب عفّة بحسب إيمانه، وعفّة القلب قد تكون فطريّة، وقد تكون مُكتسبة من أسباب خارجية، ومن تلك الأسباب؛ تعلّم العلم النّافع، فالعلم يُصحّح واردات القلب ومُخرجاته، ويُصحّح تصوّرات الأذهان عن طبيعة كلّ داء، حين قال البعض عن معنى العشق بأنّه حركة نفس فارغة؛ يُستنبط منها فراغ النّفس من كلّ ما ينفعها، وفراغ النّفس من العلم النافع يتسبّب له بكلّ ما يُهلكه ويُرديه، نسأله سبحانه العلم النّافع، والعمل المُتقبّل.

قناة | بَيــان.

08 Oct, 05:44


-
نصيب المؤمن من مُوالاة الملائكة؛ بقدر نصيب قلبه من محبّة الله، كون هذه المحبّة جالبة لكلّ منفعة، ومن علامات مُوالاة الملائكة للمؤمنين؛ حفظ أعمالهم الحَسنة؛ ﴿ويُرسلُ عليكم حفَظة﴾، والدفاع عنهم حال وقوعهم في المَكاره، بتسكين مخاوفهم وتثبيتهم، ﴿إذ يُوحي ربُّك إلى الملائكةِ أنّي معكم فثبّتوا الذين آمنوا﴾، وتسليتهم وقت المَخاوف والأحزان؛ ﴿إنَّ الذين قالوا ربُّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّلُ عليهمُ الملائكةُ ألَّا تَخافوا ولا تَحزنوا﴾، وتذكير المؤمنين بربّهم إذا غفلوا، بإعانتهم على طاعة الله، والاستغفار لهم إذا أذنبوا، والدعاء لهم، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿الذينَ يحملونَ العَرشَ ومن حوله يُسبِّحونَ بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرونَ للذين آمنوا ربَّنا وسِعت كلَّ شيء رحمةً وعلمًا فاغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلَكَ وقِهِم عذابَ الجَحيم﴾.

قناة | بَيــان.

03 Oct, 23:36


-

ما استُجلبت هِبات القلوب بما فيها من دوام الافتقار لله؛ كمثل معالجته بالقرآن.. القُرآن إذا حلّ على القلب؛ زاده لينًا، كون كلام الله يُذهب قسوته، ويُجلي غشاوته، وإذا ذهبت عنه تلك الأدران؛ عادت له الفطرة التي فطره الله عليها من دوام الافتقار، والعبد خُلق ضعيفًا، والقُرآن يُذكّره بمنشأه، وأصله، ويُعيد عليه في كلّ مرّة نشأته الأولى، ويُعيد عليه أنّه مخلوق ليس له حول لنفسه ولا قوّة، وكلام الله يُجلجل ما في القلب من كبر، وخيلاء، ويذهب عنه كلّ مذموم يُعيق عنه حركة الافتقار، وسبحان القائل: ﴿أنتم الفقرآءُ إلى الله﴾.. فمَن لم يجد تغيّر حال قلبه وتصدّعه بالقرآن فبأيّ شيء يجده، وبمَ يتغيّر؟

قناة | بَيــان.

03 Oct, 22:35


سجود العبد لربّه؛ قُربة تزيده عبوديّة ورقّة، إذ أنّه الموضع الوحيد الذي يتمثّل به معنى التذلّل القلبي والخضوع، وهو الموضع الذي يتلقّى به العبد أنوَار السَّماء بكلّ ما فيها من هِبات وأسرار، وسجود العبد لربّه من أعظم ما يستجلب به رحمة ربّه وقُربه منه، لقوله تعالى: ﴿واسجُد واقترب﴾.

5,179

subscribers

29

photos

4

videos