من أجمل الفوائد القرآنية التي قيلت في قوله تعالى: ﴿اهدنا الصِّراط المُستَقيمصراط الذين أنعمتَ عليهم﴾، ما قاله ابن القيّم في مدارج السّالكين، يقول رحمه الله: "فأضاف الصّراط إلى الرفيق السّالكين له، وهم الذين أنعم الله عليهم، ليزول عن الطالب للهداية وسلوك الصّراط وحشة تفرّده عن أهل زمانه وبني جنسه، وليعلم أنّ رفيقه في هذا الصراط هم الذين أنعم الله عليهم، فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه، فإنّهم هم الأقلُّون قدرا، وإن كانوا الأكثرين عددا، كما قال بعض السّلف: (عليك بطريق الحق، ولا تستوحش لقلّة السّالكين، وإيّاك وطريق الباطل، ولا تغتر بكثرة الهالكين).. وكلما استوحشت في تفرُّدك فانظر إلى الرفيق السّابق، واحرص على اللحاق بهم، وغضّ الطرف عمّن سواهم فإنّهم لن يغنوا عنك من الله شيئا".