كتابات السيد بلال وهبي @assayedbilalwehbi Channel on Telegram

كتابات السيد بلال وهبي

@assayedbilalwehbi


كتابات السيد بلال وهبي (Arabic)

تعتبر قناة 'كتابات السيد بلال وهبي' على تطبيق تيليجرام وجهة مثالية لعشاق الأدب والثقافة. يدير هذه القناة السيد بلال وهبي، الذي يشتهر بأسلوبه الراقي ومواضيعه المتنوعة والشيقة. تقدم القناة مجموعة متنوعة من النصوص الأدبية، بما في ذلك قصائد، مقالات، قصص قصيرة، وغيرها من الأعمال الأدبية التي تثري العقل وتلامس القلوب. يهدف السيد بلال وهبي من خلال قناته إلى تعزيز فهم الثقافة والأدب بين المشتركين وتوجيههم لاكتشاف عوالم جديدة من خلال كلماته الساحرة وأفكاره الملهمة. إذا كنت تبحث عن مصدر للاستلهام والإثراء الثقافي، فإن قناة 'كتابات السيد بلال وهبي' هي الخيار الأمثل لك. انضم إلينا اليوم واستمتع بجولة ثقافية عبر صفحات عبقة بالحكم والجمال.

كتابات السيد بلال وهبي

24 Nov, 02:45


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ تَفاقَرَ افْتَقَرَ"

معادلة أخرى يكشف عنها الإمام أمير المؤمنين (ع): تربط بين التفاقر والفقر، وهي تحمل معاني عميقة، وتوجيهات أخلاقية واجتماعية مهمة، فيشير الإمام (ع) فيها إلى آثار التظاهر بالفقر والادعاء بحالة من الاحتياج والتذلل المصطنع، حيث يرى أن هذا السلوك يؤدي إلى الفقر الحقيقي، سواءً كان مادياً أو معنوياً.
التفاقر لغة: مشتق من الفعل "تَفَاقَرَ"، وهو يدل على تَصَنُّع الشيء أو إظهاره بشكلٍ مبالَغ فيه.
واصطلاحاً: يعني التظاهر بالفقر والاحتياج، رغم عدم وجود فقر حقيقي، وقد يشمل ذلك شكوى الحال، والتَّذَلُّل لطلب المعونة، أو محاولة كسب تعاطف الناس بادعاء الفقر والفاقة.
لماذا قد يتفاقر الإنسان؟
قد يتفاقر بعض الناس طمعاً في كسب مساعدة مادية أو معنوية من الآخرين، ظناً منهم أن ادعاء الحاجة يثير شفقة الناس ويدفعهم إلى دعمهم، وقد يكون المنشأ لذلك حُبُّ الشخص أن يكون محور اهتمام الآخرين، فيلجأ إلى التفاقر لإثارة انتباههم، وقد يستخدم الشخص التفاقر كحيلة للتهرب من مسؤولياته والتزاماته المالية والاجتماعية، كالأب الذي يديم الشكوى من قِلَّة ذات اليد، أو الشخص الذي يتهرب من مساعدة المحتاجين، "فيكسر يده ويشحذ عليها كما يقال في المثل الشعبي"، وغالباً ما ينشأ التفاقر من ضَعف في الإيمان بالله والثقة برازقيته، بل من سوء ظنِّه بالله إنه إن أنفق فلن يُخلِفَ الله عليه ما أنفق، وقد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "لَا يَصْدُقُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اَللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ"

أما آثار التفاقر فكثيرة أهمها:
الأثر النفسي: يؤدي التفاقر إلى النَّيل من كرامة الإنسان أمام نفسه وأمام الآخرين، مِمّا قد يولد لديه شعوراً بالنقص وانعدام الثقة بالنفس.
الأثر الروحي: حيث يُعدُّ التفاقر نوعاً من الكذب والرياء، مما يُبعد الإنسان عن الله ويؤدي إلى ضعف الإيمان.
الأثر الإجتماعي: فبالتفاقر يفقد الإنسان احترام الآخرين وتقديرهم إذا اكتشفوا كذبه وادعاءه، والمجتمع عموماً يزدري المتفاقرين ويشنأ فعلهم
الأثر الاقتصادي: التفاقر قد يؤدي إلى إهمال السَّعي الحقيقي في العمل والكسب، مما يوقع الإنسان في الفقر الحقيقي، كما أن السمعة السيئة الناتجة عنه قد تحرم الشخص من فرص كثيرة.

وإذا كان التفاقر مذموماً فإن إظهار الغِنى ممدوح، فكما أن المجتمع يزدري المتفاقر ويشنئه وينفر منه، فإنه يمدح المُستغني ويحترمه، ولذلك حَثَّ الإسلام المسلم على إظهار النِّعَم التي أنعم الله بها عليه، فقد رُوِيَ عن الإمامُ موسى الكاظمِ (ع) أنه قال: قال سَيّدُنا الصادقُ (ع): "إنّ اللَّهَ يُحِبُّ الجَمالَ والتَّجْميلَ، ويَكْرَهُ البُؤْسَ والتَّباؤسَ، فإنَّ اللَّهَ ‏عَزَّ وجَلَّ إذا أنْعَمَ على‏ عَبدٍ نِعمَةً أحَبَّ أنْ يَرى‏ علَيهِ أثَرَها. قيلَ: وكيفَ ذلكَ؟ قالَ: يُنَظّفُ ثَوبَهُ، ويُطيِّبُ رِيحَهُ، ويُجَصِّصُ دارَهُ، ويَكنِسُ أفْنيَتَهُ، حتّى‏ إنّ السِّراجَ قَبلَ مَغيبِ الشَّمسِ يَنْفي الفَقرَ ويَزيدُ في الرِّزقِ"

خلاصة القول: إن هذه الجوهرة الكريمة "مَنْ تَفاقَرَ افْتَقَرَ" تُعد درساً أخلاقياً واجتماعياً يمكن تطبيقه في كل زمان ومكان، وتوجِّه السلوك الإنساني، حيث تدعو إلى الصدق في التعبير عن الحال، والاعتماد على الله في الرزق، وتجنُّب السلوكيات التي تؤدي إلى الإذلال والتقليل من الكرامة، وتُبرِز أهمية التوازن في التعامل مع المال، من غير فخر واستكبار وطغيان، ولا تذلل واحتقار وهوان.
السيد بلال وهبي
سحَرَ يوم الأحد الواقع في: 24/11/2024 الساعة (04:20)

كتابات السيد بلال وهبي

24 Nov, 02:45


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الْيَوْمِ ومَا يُخَافُ شُؤمُهُ، وأَسْتَجْلِبُ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ خَيْرَه، وأَسْتَدْفِعُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ مَحْذُورَه، وَأَطْلُبُ مِنَ اللهِ السَّلَامَةَ مِنْ ضَرِّهِ وشَرِّهِ وسِرِّهِ وجَهْرِهِ.

كتابات السيد بلال وهبي

24 Nov, 02:45


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ تَفاقَرَ افْتَقَرَ"

معادلة أخرى يكشف عنها الإمام أمير المؤمنين (ع): تربط بين التفاقر والفقر، وهي تحمل معاني عميقة، وتوجيهات أخلاقية واجتماعية مهمة، فيشير الإمام (ع) فيها إلى آثار التظاهر بالفقر والادعاء بحالة من الاحتياج والتذلل المصطنع، حيث يرى أن هذا السلوك يؤدي إلى الفقر الحقيقي، سواءً كان مادياً أو معنوياً.
التفاقر لغة: مشتق من الفعل "تَفَاقَرَ"، وهو يدل على تَصَنُّع الشيء أو إظهاره بشكلٍ مبالَغ فيه.
واصطلاحاً: يعني التظاهر بالفقر والاحتياج، رغم عدم وجود فقر حقيقي، وقد يشمل ذلك شكوى الحال، والتَّذَلُّل لطلب المعونة، أو محاولة كسب تعاطف الناس بادعاء الفقر والفاقة.
لماذا قد يتفاقر الإنسان؟
قد يتفاقر بعض الناس طمعاً في كسب مساعدة مادية أو معنوية من الآخرين، ظناً منهم أن ادعاء الحاجة يثير شفقة الناس ويدفعهم إلى دعمهم، وقد يكون المنشأ لذلك حُبُّ الشخص أن يكون محور اهتمام الآخرين، فيلجأ إلى التفاقر لإثارة انتباههم، وقد يستخدم الشخص التفاقر كحيلة للتهرب من مسؤولياته والتزاماته المالية والاجتماعية، كالأب الذي يديم الشكوى من قِلَّة ذات اليد، أو الشخص الذي يتهرب من مساعدة المحتاجين، "فيكسر يده ويشحذ عليها كما يقال في المثل الشعبي"، وغالباً ما ينشأ التفاقر من ضَعف في الإيمان بالله والثقة برازقيته، بل من سوء ظنِّه بالله إنه إن أنفق فلن يُخلِفَ الله عليه ما أنفق، وقد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "لَا يَصْدُقُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اَللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ"

أما آثار التفاقر فكثيرة أهمها:
الأثر النفسي: يؤدي التفاقر إلى النَّيل من كرامة الإنسان أمام نفسه وأمام الآخرين، مِمّا قد يولد لديه شعوراً بالنقص وانعدام الثقة بالنفس.
الأثر الروحي: حيث يُعدُّ التفاقر نوعاً من الكذب والرياء، مما يُبعد الإنسان عن الله ويؤدي إلى ضعف الإيمان.
الأثر الإجتماعي: فبالتفاقر يفقد الإنسان احترام الآخرين وتقديرهم إذا اكتشفوا كذبه وادعاءه، والمجتمع عموماً يزدري المتفاقرين ويشنأ فعلهم
الأثر الاقتصادي: التفاقر قد يؤدي إلى إهمال السَّعي الحقيقي في العمل والكسب، مما يوقع الإنسان في الفقر الحقيقي، كما أن السمعة السيئة الناتجة عنه قد تحرم الشخص من فرص كثيرة.

وإذا كان التفاقر مذموماً فإن إظهار الغِنى ممدوح، فكما أن المجتمع يزدري المتفاقر ويشنئه وينفر منه، فإنه يمدح المُستغني ويحترمه، ولذلك حَثَّ الإسلام المسلم على إظهار النِّعَم التي أنعم الله بها عليه، فقد رُوِيَ عن الإمامُ موسى الكاظمِ (ع) أنه قال: قال سَيّدُنا الصادقُ (ع): "إنّ اللَّهَ يُحِبُّ الجَمالَ والتَّجْميلَ، ويَكْرَهُ البُؤْسَ والتَّباؤسَ، فإنَّ اللَّهَ ‏عَزَّ وجَلَّ إذا أنْعَمَ على‏ عَبدٍ نِعمَةً أحَبَّ أنْ يَرى‏ علَيهِ أثَرَها. قيلَ: وكيفَ ذلكَ؟ قالَ: يُنَظّفُ ثَوبَهُ، ويُطيِّبُ رِيحَهُ، ويُجَصِّصُ دارَهُ، ويَكنِسُ أفْنيَتَهُ، حتّى‏ إنّ السِّراجَ قَبلَ مَغيبِ الشَّمسِ يَنْفي الفَقرَ ويَزيدُ في الرِّزقِ"

خلاصة القول: إن هذه الجوهرة الكريمة "مَنْ تَفاقَرَ افْتَقَرَ" تُعد درساً أخلاقياً واجتماعياً يمكن تطبيقه في كل زمان ومكان، وتوجِّه السلوك الإنساني، حيث تدعو إلى الصدق في التعبير عن الحال، والاعتماد على الله في الرزق، وتجنُّب السلوكيات التي تؤدي إلى الإذلال والتقليل من الكرامة، وتُبرِز أهمية التوازن في التعامل مع المال، من غير فخر واستكبار وطغيان، ولا تذلل واحتقار وهوان.
السيد بلال وهبي
سحَرَ يوم الأحد الواقع في: 24/11/2024 الساعة (04:20)

كتابات السيد بلال وهبي

24 Nov, 02:40


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الْيَوْمِ ومَا يُخَافُ شُؤمُهُ، وأَسْتَجْلِبُ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ خَيْرَه، وأَسْتَدْفِعُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ مَحْذُورَه، وَأَطْلُبُ مِنَ اللهِ السَّلَامَةَ مِنْ ضَرِّهِ وشَرِّهِ وسِرِّهِ وجَهْرِهِ.

كتابات السيد بلال وهبي

23 Nov, 02:41


والاعتبار من أهمِّ وسائل التقرُّب إلى الله تعالى، لأنه يساعد الإنسان على إدراك حقائق الحياة والغاية من وجوده، مِمّا يعزِّز علاقته بالله، كما أنه يجعل الإنسان أكثر حكمة ووعياً، ويعزِّز من قدرته على اتخاذ قرارات صائبة.
السيد بلال وهبي
سحر يوم السبت الواقع في: 23/11/2024 الساعة (04:15)

كتابات السيد بلال وهبي

23 Nov, 02:41


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ تَأَمَّلَ اعْتَبَرَ"

معادلة أخرى يكشف عنها الإمام أمير المؤمنين (ع)، وهي على إيجازها تلخِّص عمق الفكر الإسلامي في الدعوة إلى التّأمُّل والتَّفَكُّر باعتباره سبيلاً إلى التَّعلُّم والاعتبار، وتوضح أهميتهما في حياة الإنسان ودورهما في بناء الحكمة والوعي لديه.
التأمُّل: يعني التعمق في التفكير، والنظر بتمَعُّن في أمر ما لفهمه واستخلاص الدروس منه، وهو عملية عقلية وروحية تسعى إلى فهم الظواهر والحوادث والأمور التي تحيط بالإنسان، وليس مجرد حالة ذهنية، بل هو ممارسة عملية تثمر الوعي والبصيرة.
والاعتبار: هو الاتِّعاظ والتعَلُّم من التجارب والدروس المستفادة من التأمُّل، ويشمل ذلك التَّبَصُّر في عواقب الأمور، وربط الأسباب بالنتائج.
والاعتبار الناتج عن التأمُّل يساعد الإنسان على تطوير نفسه، والاقتراب من الله، وفهم سنن الحياة. لذا، علينا أن نجعل التأمُّل عادة يومية وأن نسعى لاستخلاص العِبر من كل ما حولنا، فإذا أمعن الإنسان النَّظر في الأحداث التي يمر بها أو التي يراها في الآخرين، يستطيع استنباط الدروس والعبر التي تساعده على تحسين سلوكه واتخاذ قرارات حكيمة.
القرآن الكريم يدعونا في العشرات من آياته الكريمة إلى التفكر والتأمُّل في خلق الله والظواهر الطبيعية والتاريخ والاعتبار بها، وأقول بضرس قاطع ومن دون مبالغة: إنه لا يوجد كتاب سماوي ولا كتاب بشري دعا إلى التفكير والتأمُّل كما دعا القرآن الكريم، فلا يخلو جزء من أجزائه من هذه الدعوة العظيمة، وحيث لا يمكن لهذه المقالة المختصرة أن تستوعب عرض تلك الآيات، فإني أكتفي بالتالي:
قال تعالى: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿190﴾ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿191/ آل عمران﴾.
في هذه الآية الكريمة يحدثنا الله تعالى عن قراءة أولي الألباب -وهم أرباب العقول الصافية اليَقِظَة الواعية- للكون، والكون كتابٌ منشور يُقْرأ، وصفحاته لا تفتأ تُقلب، وفي كل صفحة جديد من عالم وقوانين، والكون ينطق بغير لسان، وكل جزء من أجزائه يوحي ويُلهم كل ذي لُبٍّ، وأولوا الألباب يتلقَّون إيحاءات الكون ورسائله وكلها تنطق بعظمة من خلقه وأبدَعه، وتستجيش في الفطرة السليمة إحساساً صادقاً بالحَقِّ المُستقرِّ فيه، وإنهم ليقفون موقف الدهشة من عظمته وعظمة من أبدعه وأظهره للوجود، ينظرون بأبصارهم، ويفتحون بصائرهم لتلقي إيحاءات هذا الخلق العجيب.
إنَّ في السماوات والأرض مشاهد ومشاهد ومشاهد، هذا فيما نراه، وما لا نراه أعظم، ووراء كل ذلك خالق حكيم، وربُ رحيم، يُدبِّره ويُمسِك به، ولا يمكن أن يكون كل ذلك جزافاً ولا باطلاً، من تناوب الليل والنهار، واختلافهما، وانسلاخ أحدهما من الآخر على مدار العام، في ذلك كله آية القدرة والحق، وفي ذلك كله براهين لا يبقى معها شَكٌ في وجود الله وخالقيته ورحمته وتدبيره.
والآية الكريمة تُقرِن بين توجُّه القلب إلى ذكر الله وعبادته، قياماً، وقعوداً، وعلى جُنُوبهم، وبين التَّفَكُّر في خلق الكون، وذلك يعني أن التفَكُّر نفسه عبادة، بل من أجَلِّ مصاديق العبادة، ومن أجَلِّ مصاديق الذِّكر، وذلك يعني أيضاً أن آيات الله في الخلق لا تتَجَلَّى على حقيقتها الموحية المُلهِمَة إلا للقلوب الذاكرة العابدة المُقبلة على الله تعالى، وبهذا نُدرك أهمية التفكر كسبيل أوحد إلى فَهمِ الحقائق العظيمة التي أودعها الله في الكون.
وكان رسول الله (ص) يشجِّع على التأمُّل والاعتبار، ويشير إلى أن التفكر له قيمة عظيمة تعادل العِبادة، لأنه يؤدي إلى وعي أعمق بالله وبالحقائق الكونية، ومن ذلك قوله (ص):
"تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِنْ عِبادَةِ سَنَةٍ"
وتحدَّث الإمام أمير المؤمنين (ع) عن أهمية التَّفَكُر، وذكر البركات الجليلة التي تنتج عنه، فوصف التفكُّر بأنه يفيد الحكمة، ويُنير اللُّبَ، وأنه رُشد، يُجلي العقول، ويُوجِبُ الاعتبار، ويُؤْمِنُ العِثار والزَّلَلَ، ويُنجي من المعاطِب، ويُثمِرُ الاستظهار والسلامة، ويدعو إلى البِرِّ والعَمَلِ به، به تنجلي غياهِبُ الأمور، وبه تقوى البصيرة، وبه تَحسُنُ العاقِبة، وبِهِ يُمَيِّز المَرءُ الباقيَ مِن الفاني، وبه تزيد الحكمة، وبه تكون العِصمة.
وكل ما قصَّه القرآن من قَصَصٍ الهدف منه أن يعتبر القارئ والمتلَقّي، لأن الاعتبار يجعل الإنسان يتجنب الأخطاء التي وقع فيها الآخرون. قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ"﴿111/ يوسف﴾

كتابات السيد بلال وهبي

23 Nov, 02:36


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَذِلَّ أَوْ أُذَلَّ، أَوْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ، يَا ذَا الْعَرْشِ الْعَظِيمِ والْمِنَنِ الْقَدِيمِ تَبَارَكْتَ وتَعَالَيْتَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ

كتابات السيد بلال وهبي

22 Nov, 17:34


إلى بيئتنا الشريفة:
السلام عليكم يا أشرف الناس، وأطهر الناس، وأصدق الناس، وأوفى الناس، وأخلص الناس، وأصبر الناس، حفظكم الله جميعاً، وفرَّج عنكم، وكشف كروبكم، ونصركم، وأَعَزَّكم في دُنياكم وآخرتكم.
في هذه المرحلة احذروا صنفين من الناس:
● المُثَبِّطين المُرجفين الذين استُؤْجروا لزرع اليأس والإحباط في النفوس.
● والمُحبَطين اليائسين، إما من خوف، أو من تأثُّر بالدعايات المُضَلِّلة.

لا تستمعوا لأولئك، ولا تجالِسوا هؤلاء.

ليكن الله جليسكم وأنيسكم، ومن يكن الله أنيسه يطمئن، ولا يبالي بما يكون، بل يثبت، ويقوى، ويطمئن إلى أنه غير متروك من عناية الله وألطافه الخًفِيَّة.

اقرأوا القرآن سيما سور الأحزاب، والحشر، والفتح، ومحمد (ص) وسورة الجُحد "الكافرون".

واظبوا على قراءة آية الكرسي الشريفة.

اقرأوا دعاء الجوشن الصغير، ودعاء الامام زين العابدين (ع) لأهل الثغور.

اقرأوا بنيات خالصة، ويقين بإجابة الله، فبذكر الله تطمئن القلوب.
والله تعالى معكم ولن يُضِلَّ أعمالَكم.
✍️ السيد بلال وهبي

كتابات السيد بلال وهبي

22 Nov, 03:08


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ قَنَعَ غَنِيَ"

معادلة أخرى يكشف عنها الإمام أمير المؤمنين (ع) تربط القناعة بالغِنى، والقناعة من الفضائل الإنسانية التي قررها العقل وحَثَّ عليها الدين، ولها أثر كبير في تشكيل شخصية الإنسان واستقراره وطمأنينته، واستقرار المجتمع وسلامته، فالغِنى الحقيقي ليس في كثرة المال، وإنما في رضا الإنسان بما قَسَمَه الله له.
هذه الحكمة الشريفة: "مَنْ قَنَعَ غَنِيَ" تعكس مفهوماً نفسياً عميقاً يتمثل في تحقيق الرضا الداخلي الذي يَشعر الإنسان معه بالاكتفاء والغِنى بعيداً عن المقارنة مع الآخرين، وعن التطلُّع إلى ما في أيديهم، وإشغال فكره بما هم فيه وعليه، واللّهاث وراء المزيد، ومن يلهث وراء المزيد يقضي عمره لاهِثا لا يُشبِعه شيء، كلما حاز شيئاً وجده قليلاً فيظل رغم ما يملك يرى نفسه فقيراً، فيزداد طلباً للمزيد، كالشارب من ماء البحر كلما شرب منه ازداد عطشاً، ولذلك قيل: "لا يملأ عَيني الإنسان إلا التراب"، لشدة طلبه ورغبته في المزيد، وهذا يجعله دائم القلق والتوتُّر، أما إذا قَنَع بما قَسَمه الله له، فسيجد الغنى يحيط به من كل جانب، بل سيجد نفسه من أغنى الناس.
القناعة تُنشئ في الإنسان شعوراً بالاطمئنان النفسي، إذ يتخلَّص من التوتر والقلق الناتج عن التطلعات غير الواقعية أو السَّعي المُفرِط نحو الماديات، والشعورُ بالقناعة يعزِّز هرمونات السعادة مثل الدوبامين، مما يحقق حالة من السلام الداخلي، كما يقول علماء النفس.
والغِنى بالقناعة ليس مادياً، بل حالة من الثراء النفسي، حيث يملك الإنسان نفساً مطمئنة وشعوراً بالكفاية، والشخص القَنوع لا يعيش في حالة مقارنة مُستَمِرَّة، ما يُقَلِّل من الضغوط النفسية عليه.
ولا تقتصر آثار القناعة على الجانب النفسي من الإنسان، بل لها تأثير عظيم على سلوكياته ومواقفه، إذ تدفعه لتقدير النعم التي يمتلكها، مِما يحدّ من الجشع والطمع لديه، وتساهم في تنمية خصال الصبر والتواضع، مما يجعله محبوباً بين الناس، الإنسان القنوع أقل عرضة للنزاعات مع الآخرين، حيث لا ينظر إلى ما في أيديهم بحَسد، فيعيش بسلام مع مجتمعه، مِما يعزز الترابط الاجتماعي، والقناعة تجعله يُركِّز على الأمور الجَوهرية في حياته، مثل الأخلاق والعلاقات الطيبة، بدلاً من السَّعي المَحموم وراء الكماليات، فيهتم بالأولويات ويقدمها على الكماليات، وهذه واحدة من أهم عوامل النجاح في الحياة.
فضلاً عن ذلك كله فإن القناعة تصون عِزَّة الإنسان وكرامته، وتجعل منه شخصاً عزيزاً لا يُشترى بالترغيب، ولا يسقط أمام الترهيب، وتصون حريته وسيادته، فلا ينال أحد من قراره، ولا يتصرَّف أحد في قناعاته، ولا تستميله إليها هذه الجهة أو تلك، فيَسلَم دينه، وتسلَم دنياه وآخرته، وقد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "لا مالَ أذهَبُ بالفاقَةِ مِن الرِّضا بالقُوتِ، ومَنِ اقتَصَرَ على‏ بُلغَةِ الكَفافِ تَعَجَّلَ الراحَةَ وتَبَوَّأ خَفضَ الدَّعَةِ" وقال: "بالقَناعَةِ يكونُ العِزُّ" وروِيَ عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) أنه قال: "القَناعَةُ تَجتَمِعُ إلى‏ صيانَةِ النفسِ وعِزِّ القَدرِ ، وطَرحِ مُؤَنِ (مَؤونَة) الاستِكثارِ ، والتَّعبُّدِ لأهلِ الدنيا ، ولا يَسلُكُ طَريقَ القَناعَةِ إلّا رجُلانِ : إمّا مُتَعَلِّلٌ (مُتَعبِّدٌ) يُريدُ أجرَ الآخِرَةِ ، أو كريمٌ مُتَنزِّهٌ عَن لِئامِ الناسِ".

وتنشأ القناعة من اليقين بأن الله هو الرَّزّاق، وأن ما قَدَّره الله من رزق له فهو واصل إليه حتماً ولو اجتمعت الإنس والجِنُّ على منعه، وأنا ما لم يقدِّره الله له لن يصل إليه ولو اجتمعت الإنس والجِنُّ على إيصاله إليه، قال تعالى: "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿22/ الذاريات﴾. وذلك يمنح الإنسان شعوراً بالثقة والرضا بلا شكٍّ.
كما تنشأ القناعة من التجارب والتحديات التي يمر بها الإنسان فإنها قد تعلِّمه قيمة القناعة، حيث يدرك أن السعادة لا ترتبط بالماديات وحدها.
والتربية الأسرية الصحيحة تساعد على تنشئة الإنسان على القناعة، والأسرة التي تغرس في أبنائها قيمة الرضا والقناعة تسهم في بناء شخصيات مستقرة نفسياً.
وإذا كان من توصيات في هذا المجال فمن المُهِمِّ تعزيز الإيمان في نفوسنا ونفوس أبنائنا، بل في نفوس كل من يعنينا أمرهم، وترسيخ الثقة برزق الله وكَرَمه، وترسيخ قيم البساطة والقناعة في المناهج التعليمية وفي البيوت منذ الصغر، تُعَلِّم الأفراد كيفية إدارة التطلعات والطموحات، وتحثُّهم على العمل الخيري ومساعدة المحتاجين فإن ذلك يعزِّز شعور الامتنان لدى الإنسان، مما يزيد قناعته.
السيد بلال وهبي
فجر يوم الجمعة الواقع في: 22/11/2024 الساعة (04:45)

كتابات السيد بلال وهبي

22 Nov, 03:06


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ خَيرَ ما قُبِلَ، وخَيرَ ما عُمِلَ، وخَيرَ ما غابَ، وخَيرَ ما حَضَرَ، وخَيرَ ما ظَهَرَ، وخَيرَ ما بَطَنَ، وأَسأَلُكَ الدَّرَجاتِ العُلَى مِنَ الجَنَّةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وامْنُنْ عَلَيَّ بِذلِكَ

كتابات السيد بلال وهبي

21 Nov, 03:05


السيد بلال وهبي
فجر يوم الخميس الواقع في: 21/11/2024 الساعة (04:38)

كتابات السيد بلال وهبي

21 Nov, 03:05


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ تَوَكَّلَ كُفِيَ"

التَّوَكُّل لغةً يعني: الاعتماد والثقة. يقال "توكل فلان على الله" بمعنى اعتمد عليه وأوكل أمره إليه.
والتَّوَكُّل في اصطلاح العلماء: اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد ودفع ما يضره في دينه، ودنياه، مع الأخذ بالأسباب المشروعة
ويتضمَّن التَّوَكُّل ترك الأمور بيد الله والثقة في تدبيره، والاعتقاد الجازم بأن الله هو المالك الوحيد للتدبير، والمحيط بكل شيء، والقادر على كل شيء، قال تعالى: "وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿12/ إبراهيم﴾ إنها كلمة المطمئن إلى موقفه وطريقه، الموقِن من وليه و ناصره، المؤمن بأن الله الذي يهدي السبيل لا بد أن ينصر وأن يعين، وماذا يهم حتى ولو لم يتم في الحياة الدنيا نصر إذا كان العبد قد ضَمِنَ هداية السبيل؟
والقلب الذي يحسُّ أن الله يقود خطاه، ويهديه السبيل، هو قلب موصول بالله لا يُخطئ الشعور بوجوده تعالى وألوهيته القاهرة المسيطرة، وهو شعور لا مجال معه للتردُّد في المضي في الطريق أيا كانت العقبات، و أيا كانت قوى الطاغوت التي تتربص في هذا الطريق، وهذه الحقيقة -حقيقة الارتباط في قلب المؤمن بين شعوره بهداية الله وبين بديهية التوكل عليه- لا تستشعرها إلا القلوب التي تزاول الحركة فعلا في مواجهة الطاغوت، والتي تستشعر في أعماقها يد الله وهي تفتح لها نوافذ النور فتبصر الآفاق المُشرقة، وتحسُّ الأنس والقربى، وتشعر بالقوة والقدرة، وتوقِن بالنصر والغلَبة، وتثبُت أمام عُتُوِّ العُتاة والظَّلَمة، وحينئذ لا تعبأ بما يتوَعّدها به طواغيت الأرض، ولا تتزلزل أمام تهديدهم ووَعيدهم، بل تحتقرهم، وتحتقر ما في أيديهم من وسائل البطش والتنكيل، وماذا يخاف القلب الموصول بالله على هذا النحو؟ وماذا يخيفه من أولئك الطُّغاة وأمرهم كله بيد الله ساعة يشاء يقهرهم، ويُذلُّهم، ويزهق باطلهم، ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
وإن القلوب المتصلة بالله، المتوكِّلة عليه، لتصبر على الأذى، وتثبت أمام البطش، لا تتزحزح، ولا تضعف، ولا تتراجع، ولا تَهِن، ولا تتزعزع، ولا تشُكّ بالذي هي عليه، ولا تحيد عنه.
"مَنْ تَوَكَّلَ كُفِيَ" هذه هي المعادلة التي يكشف عنها الإمام أمير المؤمنين (ع)، من يضع ثقته واعتماده على الله ويُوكل إليه أموره، فإنه سيُكفيه ما يهمّه، ويهيئ له حاجاته، ويُدبِّر له ما هو خير له في الدنيا والآخرة، وهذا يدفع الإنسان إلى الراحة النفسية والسكينة، ويُبعد عنه مشاعر القلق والتوتر، بل يشعره بالأمان حتى في أصعب الظروف، إذ يعلم المتوكل أن الله لن يتركه، وهذا ينكعس عليه عملياً فيعمل بثقة دون أن يربط النتائج بتوفيقه الشخصي فقط.
وينشأ التوكل على الله من الإيمان المطلق بقدرة الله، وأن لا مُؤَثِّر بالاستقلال في الوجود إلا الله، والإيمان المطلق بحكمته في التدبير، من جهة، ومن إدراك الإنسان لنواقصه وعجزه عن الإحاطة بكل شيء، وافتقاره إلى كل شيء، وأنه لا يضُرُّ ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، ويساعد على التوكل التجارب الشخصية التي يمر بها المرء نفسه، وما يراه من بركات توكُّله على الله، وكذلك تجارب الآخرين.
ومن البديهي أن التوكُّل يناقض التواكل، فالأول مطلوب، والثاني مذموم ومَنهِيٌّ عنه، التوكل يدفع الإنسان إلى أن يختار لنفسه أهدافه الدنيوية والأخروية، ويبذل الجهد الكافي لتحقيقها، ويهيئ الأسباب المطلوبة ثم يتوكل على الله ويعتمد عليه ليعينه على تحقيق ما أراد، وبهذا يولِّد التوكل في الإنسان حيوية عالية، وطاقة روحية ومعنوية هائلة، وأملاً عظيماً في تحقيق ما يرومه، أما التواكل فهو ادعاء وحسب، ادعاء التوكل على الله من دون أن يكون له دور فيما يريد، بل حتى إنه لا يريد، لا لأنه يفوِّض أمره إلى الله، بل لأنه لا يدري ما يريد، وإن عرف ما يريد لا يبذل الجهد المطلوب ليتحقق له ما يريد، وبهذا يسلبه التواكل: الهدفية، والتخطيط، والعمل، ويسلبه الروحية والمعنوية، ويجعل منه شخصاً عديم الفاعلية، وكَلاً على الناس والحياة.
ويتمَيَّز المتوكلون على الله بصفات عديدة منها: البصيرة، عُلُوُّ الهِمة، الثِّقة بالفلاح والفوز، الشجاعة والاقدام، الصبر والثبات، الجِدّ في العمل، اليقين بقدرة الله، الرضا بما قسمه الله، والشعور الدائم بالطمأنينة، وعلاقتهم بالله علاقة وثيقة تعتمد على حبهم لله وثقتهم بقدرته وحكمته.
والله يُكافئ المتوكلين عليه بالكفاية والحماية والرعاية، والتسديد والهداية، ونفاذ البصيرة، ويصرف عنهم الشُّرور، ومن أفضال الله عليهم أنه يفتح لهم أبواباً للحلول، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، كما وعد في قوله: "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴿3/ الطلاق﴾.

كتابات السيد بلال وهبي

21 Nov, 03:04


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ولا تُؤَاخِذْنِي بظلمي، ولا تعاقبني بِجَهْلي، ولا تَسْتَدْرِجْني بِخَطِيئَتي، ولا تَكبّني عَلى وَجْهي، ولا تَطْبَعْ عَلى قَلْبي، ولا تَرُدَّني عَلى عَقِبِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ

كتابات السيد بلال وهبي

20 Nov, 03:07


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ تَوَقَّرَ وُقِّرَ"

تفيض هذه الجوهرة الكريمة بالحكمة، وترسم منهجاً متيناً يبلغ المرء به مرتبة الاحترام والتقدير في نفسه وفي المجتمع، وتشير إلى حقيقة نفسية واجتماعية مهمة، وهي أن الشخص الذي يتحلَّى بالوَقار يجد احتراماً وتقديراً في المجتمع، وتصوغ ذلك على شكل معادلة يتحقق مشروطها إن تحقق شرطها.
ومِمّا لا شَكَّ فيه أن للوَقار أثراً عميقاً على حياة الإنسان وعلى علاقته بالآخرين، فهو يجعله يحظى بمكانة رفيعة ويُكسِبُه ثقة المجتمع، فضلاً عن شعوره النفسي بالسُّؤْدُدِ والنُّبل والكرامة.
الوقار في اللغة: هو السكينة والرَّزانة. وعُرِّف أيضا: بأنه هيئة متزنة في القول والفعل، تعكس نُضج الإنسان واتزانه في تفكيره، وقراراته، ومواقفه، وأفعاله، وأقواله، وانفعالاته العاطفية، فالوقار هو اتزان داخلي يظهر في تصرّفات الإنسان وأسلوبه في التعامل مع نفسه ومع الآخرين.
الوقار يُكسِبُ الإنسان احتراماً كبيراً، ويجعل منه شخصية محبوبة ومؤثرة في المجتمع، والشخص الذي يتحلّى بالوقار يُصبِح رمزاً للثبات والاستقامة والرزانة ورجاحة العقل، ويُنظرُ إليه على أنه شخص يمتلك حكمة ونُضجاً، ويساعد الوَقار صاحبه على اتخاذ القرارات الصائبة، ومواجَهة التحدِّيات والصعوبات بثبات ورباطة جأش، ويساهم في تعزيز الثقة بالنفس، واحترامها وتقديرها، ورفع مستوى تأثير الإنسان في محيطه، لأنه يصبح جديراً بالثقة والإجلال، ومحطَ أنظار الناس ومهوى أفئدتهم، وقدوة لهم.
وينشأ الوَقار من احترام النفس أولاً، وتقديرها، والإيمان بأن الله أفاض عليها الكرامة والعِزَّة، واستخلفها عنه في الأرض، فيجدر بها أن تُصان وتُعَزّ، وتتسامى عن كل عيب ونقصٍ ودَنِيّة.
وينشأ ثانياً من القرب من الله تعالى، لأن من أهم علامات الإيمان اتزان السلوك والقول، وهذا ما دعا إليه القرآن الكريم، حيث يقول في وصف عباد الرحمان: "وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿63/ الفرقان﴾ فهذه هي سِمَة عباد الرحمان الأولى، الوقار والاتزان، إنهم يمشون على الأرض مشية سهلة هينة، ليس فيها تَكَلُّفٌ ولا تَصَنُّع، وليس فيها خيلاء ولا تصعير خد، فالمشية ككل حركة تعبير عن الشخصية، وعَمّا يستكن فيها من مشاعر، والنفس الوقورة المطمئنة تخلع صفاتها هذه على مشية صاحبها، فيمشي مِشية سوية مطمئنة فيها وقار وسكينة، وفيها جِدٌّ وقوة، وهم في جِدِّهم ووقارهم لا يتلفتون إلى حماقة الحَمقى وسَفَه السُّفَهاء، ويترفَّعون عن المُهاترة مع المُهاترين الطائشين‏.
ويساعد على الوَقار الاقتداء بأهل الوقار، والتَّشَبُّه بهم، فمن تشَبَّه بقوم صار مثلهم أو قريباً منهم، ومن أهم القُدُوات في هذا المجال الأنبياء والرُّسل والأئمة (ع) ومن يليهم من الصالحين على طول المسيرة البشرية، فلقد كان الأنبياء والأئمة (ع) مثالاً رائعاً للوَقار، كانوا يتعاملون مع الجميع برفق وهدوء، ويُظهِرون اتزاناً في أقوالهم وأفعالهم. ومن أبرز هذه النماذج رسول الله (ص)، الذي كان يوصَفُ برصانته وحكمته في التعامل مع المواقف الصعبة، وهو الذي قال فيما رُوِيَ عنه: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا" وكان الإمام الإمام علي (ع) يُجَسِّد الوَقار في تعامله مع الناس حتى في أوقات الحروب، وهو الذي قال فيما رُوِيَ عنه: "إِنَّ الْوَقَارَ يُزَيِّنُ الْحَسَبَ وَيُبْعِدُ الْعَارَ". وقال: "الوَقارُ حِلْيَةُ الكِرامِ"، بمعنى أن الوقار زينة للإنسان الكريم، ويضفي عليه جمالاً ويُكْسِبه احتراماً.
وأكثر ما يحتاج المَرء إلى الوقار حين تعصف به الأزمات وتَعظُم المُلِمّات، التي يهتز الناس فيها ويحارون، ويتزلزلون ويتراجعون، وقد تصدر منهم مواقف لا تليق بهم، وأفعال تقبح من أمثالهم، وقرارات مُرتَجَلة غير مدروسة، ولهذا ذكر الإمام أمير المؤمنين (ع) الوقار كواحدة من أهم صفات المتقين التي تتجلَّى في الأزمات، فقال: "في الزَّلاَزِلِ وَقُورٌ، وَفِي الْـمَكَارِهِ صَبُورٌ، وَفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ"
فمن المهِمِّ لمن أراد التحلي بالوقار أن يُدَرِّب نفسه على الهدوء، وضبط النفس، والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية، والتفكير في الأمور، والتدبُّر في عواقبها، والمراقة الدائئمة لنفسه وسلوكياتها، والإفاادة من تجارب القدوات بقراءة سِيَر الأنبياء والأئمة (ع) والصالحين من عباد الله، والمواظبة على قراءة القرآن والأدعية الشريفة.
السيد بلال وهبي
فجر يوم الأربعاء الواقع في: 20/11/2024 الساعة (04:46)

كتابات السيد بلال وهبي

20 Nov, 03:05


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَعِذْنِي في هَذا اليَومِ وكُلَّ يَومَ مِن شَماتَةِ الأَعْدَاءِ، ومِن دَرَكِ الشَّقَاءِ، ومِن خِزْيِ الدُّنْيَا، وسُوءِ المُنْقَلَبِ في النَّفْسِ والأَهْلِ والمَالِ والوَلَدِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ

كتابات السيد بلال وهبي

19 Nov, 18:16


إلى بيئتنا الشريفة:
السلام عليكم يا أشرف الناس، وأطهر الناس، وأصدق الناس، وأوفى الناس، وأخلص الناس، وأصبر الناس، حفظكم الله جميعاً، وفرَّج عنكم، وكشف كروبكم، ونصركم، وأَعَزَّكم في دُنياكم وآخرتكم.

الأيام التي مرَّت عليكم وأنتم خارج قراكم ودياركم بعد أن أخرجكم الوحش منها لم تكن أيّاماً كبقية الأيام، كان كل يوم منها يساوي دهراً، ولكنها لم تكن طويلة عليكم وحسب، بل طالت حتى على الوحش القاتل المجرم، الذي كان يراهن على استسلامكم من الأسبوع الأول على أكثر تقديراته منتشياً بالضربات القاسية التي وجهها إليكم وصولاً إلى اغتيال الروح منكم، عنيت به السعيد الأسمى رضوان الله عليه، لكنه غاب عن الوحش أنه بقتله قد جعل منه شعلة لا تنطفئ، ورمزاً لا يموت، وأنه بعد "سعادته" صار كل عظيم عليكم هيِّناً، وكل كثير قليل، وكل صعب سَهل.

ولقد كنتم -رغم ما بكم من آلام، ورغم ما أصِبتُم به من خسائر في الأرواح والممتلكات- كنتم عند حُسنٍ ظِنِّه بكم، وكنتم جيرين بأن يراهِن عليكم بعد الله ورجال الله، فأنتم تستحقون أن يقال لكم: يا أشرف الناس، وأصدق الناس، وأوفى الناس... وأن يُطلَقَ عليكم كل وصف جميل نبيل، بل أنتم جديرون أن تُقَبَّل جباهكم التي ما ذلَّت ولا تذِل إلا لله الواحد القهَّار الجَبَّار.

لقد صبرتم وكان صبركم لله، وتحمَّلتم الأذى في جنب الله، وأُخرِجتُم من دياركم لأنكم أبيتم الخضوع إلا لله، والجماعة التي هذا شأنها مع الله لا يمكن أن يخذلها الله، ولا يمكن أن يتركها الله من رعايته وعنايته، وإذا أخَّر الله عنها ما تُحِب فإنما يؤَخِّره لما يُحِبُّ لها، يُؤَخِّره لما هو أصلح لها في دنياها وفي آخرتها.

اليوم قد بدأت مفاوضات لوقف الحرب، والأجواء التي تُشاع في لبنان تبدو إيجابية نحواً ما، ولكن لا أحدمنَّا يمكنه الجزم بمآلاتها، والحصيف الخبير هو الذي يتريَّث في التحليل، لا ينفي الأمل، ولا يؤكِّد الحَلَّ، وينتظر ما ستأتي به المفاوضات.

وأيّاً تكن النتيجة هنا حقيقتان لا يجوز أن تغيبا عنا جميعا:
الحقيقة الأولى: أن كلمة الفصل للميدان، فالصمود الأسطوري فيه هو الذي حرَّك المفاوضات، وهو الذي يمكن أن يُجبر الوحش على التراجع عن مطالبه.
الحقيقة الثانية: أن صبركم، وثباتكم، وصمودكم، وسخاءكم بالدماء الطاهرة الشريفة قد أفقد الوحش واحدا من الخيارات المُهِمَّة التي راهن عليها لإيقاع الهزيمة بكم.
لذلك أنتم مدعوون إلى مزيد من الصبر، ومزيد من الصمود، ومزيد من اليقين بوعد الله، ومزيد من الثقة برجال الله، ومزيد من الدعاء لهم. واللهُ معكم ولَنْ يَتِرَكم أعمالَكم.
السيد بلال وهبي

كتابات السيد بلال وهبي

19 Nov, 03:03


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ عَجِلَ زَلَّ"

حكمة بالغة، ومعادلة واضحة، ترسم لنا منهجاً يفيدنا في جميع نواحي حياتنا، حيث أن الصبر والتروي يؤديان إلى الحكمة في اتخاذ القرارات، والصواب في الأفعال والأقوال، ويجنباننا كثيراً من الأخطاء التي نندم عليها فيما بعد.
هذه المعادلة المهمَّة تختصر بحروفها القليلة مضموناً عميقاً مرتبطاً بطبيعة الإنسان وسلوكه اليومي، وتوجُّهاً فلسفياً يُحذِّر من العَجَلة وآثارها، تتكون العبارة من ثلاث كلمات، شرط ومشروط، سَبَبٌ ومُسَبَّب، من يتسرَّع في قراراته وأفعاله وأقواله دون تفكير عميق، وتدبُّرٍ في العواقب، "زَلَّ" وسقط في الخطأ أو الفشل، والمعنى الإجمالي هو أن التسرُّع غالباً ما يؤدي بصاحبه إلى الخطأ أو الزلل، لأن التسرع يُضعف من احتمالية اتخاذ القرار السليم.
من وجهة نظر علم النفس، فإن الاستعجال يرتبط بعدم القدرة على التَّحكُّم بالاندفاعات الداخلية، وهو سلوك يرتبط بالاستجابة السريعة للتوتر أو القلق، وأن الشخص الذي يميل للعجلة يعاني من نقص في مهارات التخطيط واتخاذ القرار، حيث يكون الدافع الداخلي للتخلُّص من الضغوط أكبر من التفكير المنطقي أو التَّرَوّي في اتخاذ القرار، يُعرَف هذا السُّلوك في علم النفس بمفهوم "الاندفاعية"، والتي تُعدّ من العوامل المؤدِّيَة إلى الأخطاء أو الأفعال غير المحسوبة.
يرى الباحثون في علم النفس العصبي أن الاندفاعية ترتبط بأجزاء معينة من الدماغ، مثل الفصّ الأمامي، الذي يلعب دوراً في التَّحَكُّم بالتنظيم الذاتي والتخطيط واتخاذ القرار، وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتخذون قراراتهم على عَجَلٍ غالباً ما يواجهون صعوبات في التفكير المُتأنّي أو في تقييم المخاطر، ما يزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء أو الفشل في تحقيق النتائج المرجوة.
لقد تحدَّث القرآن الكريم عن استعجال الإنسان، وأنه مطبوع على ذلك، لدرجة أن الله تعالى وصفه بأنه مخلوق من عَجَل، إن تعبير هذا الوصف‏ في الحقيقة نوع من التأكيد، أي إن الإنسان عَجول إلى درجة كأنه خلق من العجلة، فهو يمد ببصره دائماً إلى ما وراء اللحظة الحاضرة يريد ليتناوله بيده، ويريد ليحقِّق كل ما يخطر له بمجرد أن يخطر بباله، ويريد أن يستحضر كل ما يوعَدُ به ولو كان في ذلك ضرره وإيذاؤه، قال تعالى: خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿37/ الأنبياء﴾ ولأن الإنسان عجول بطبعه، فإنه كما وصفه الله أيضاً بقوله: وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴿11/ الإسراء﴾ وإنما يستعجل الإنسان كل شيء حتى الشَّرَّ لأنه لا يعرف مصائر الأمور وعواقبها، ولقد يفعل الفعل وهو شَرٌّ، ويَعْجَل به على نفسه وهو لا يدري ماذا ستكون النتيجة، أو تقوده إلى ذلك النظرة السطحيَّة للأمور، أو عدم قدرته على تشخيص الخير والشَّرِّ الحقيقيين، وهكذا ينتهي به الحال إلى أن يطلب من الله الشَّرَّ، تماماً كما يطلب منه الخير، وأن يسعى وراء الأعمال السَّيِئة، كسعيه وراء الأعمال الحَسَنَة، وهذا الاضطراب‏ إلى جانب افتقاده الموازين الصحيحة هو أسوأ بلاء يُصابُ به، ويحول بينه وبين سعادته الحقيقية، وقد يكون مُدركِاً الخير والشَّرَّ، وقادراً على التمييز بينهما، ولكنه يستعجل الشَّرَّ لعجزه عن كبح جماحه وضبط زِمامه‏.
وعلى كل حال فإن العجَلة مذمومة عقلاً وشرعاً وهي من الشيطان كما جاء في حديث النبي الأكرم (ص): "اَلتَّأَنِّي مِنْ اَللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنْ اَلشَّيْطَانِ" ومعنى أنها من الشيطان تعبير عن الجموح والخروج عن الحدِّ الذي يقرِّره العقل.
وتحدَّث الإمام أمير المؤمنين (ع) عن النتائج التي تترتب على كُلٍّ من التَّأَنّي والعَجَلة فقال: "التَّأَنِّي يُؤَدِّي إِلَى السَّلَامَةِ، وَالْعَجَلَةُ تُؤَدِّي إِلَى النَّدَامَةِ".
وإذا أردنا أن نتختم هذه المقالة بالحديث عن التطبيقات العملية التي يرسمها المنهج الذي تحتضنه جوهرة الإمام (ع): "مَنْ عَجِلَ زَلَّ" فنقول:
في اتخاذ القرارات: يجب التَّرَوِّي وجمع المعلومات قبل اتخاذ القرارات المَصيرية، حيث يُسهم التأنّي في تجنُّب القرارات الخاطئة.
وفي مجال العمل: العَجَلة في إتمام المَهام غالِباً ما تُؤَدِّي إلى أخطاء كبيرة، فمن المُهِمِّ التَّحَلِّي بالصَّبر، واتخاذ الخطوات العملية بشكل منهجي ومدروس لضمان جودة العمل.
وفي العلاقات الاجتماعية: كثيراً ما يُؤَدّي التَّسَرُّع في إصدار الأحكام على الآخرين إلى النزاعات وسوء الفهم، فيجب أن يتَحَلّى الإنسان بالصبر في تقييم الأمور والأشخاص.
وفي حَلِّ المشكلات: العَجَلة قد تؤدي إلى تفاقمها، فينبغي التفكير بهدوء وتمَعُّنٍ للوصول إلى الحلول المناسبة.
السيد بلال وهبي
فجر يوم الثلاثاء الواقع في: 19/11/2024 الساعة (04:40)

كتابات السيد بلال وهبي

19 Nov, 03:03


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُبَارِكَ لي فِيمَا رَزَقْتَنِي، وتَهْنِئَنِي فِيما أَعْطَيْتَني، وتَرْحَمَنِي إِذا تَوَفَّيْتَني، واجْعَلْني مِمَّنْ قَبِلْتَ عَمَلَهُ، وغَفَرْتَ زَلَلَهُ، وبَلَّغْتَهُ مِنَ الدَّارَيْنِ أَمَلَهُ

كتابات السيد بلال وهبي

18 Nov, 02:55


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ قَلَّ ذَلَّ"

ثلاث كلمات تعكس حقيقة مشهودة، برهانها أنها مُعاشة ملموسة، فالناس يميلون بطبعهم إلى احترام القوي القادر، والثَّريِّ المُستغني، لأنهم يرون القوة والقُدرة والثراء والغِنى كمالاً ويسَعون إليه، ويَرون الضَّعف والعجز والقِلَّة والحاجة نقصاً وينفرون منه، وبالتالي فإن العاجز الضعيف، والفقير المحتاج، والقليل عدداً وعُدَّةً لا تكون له عند الأعمِّ الأغلب من الناس المكانة التي يستحقها.

وعليه فإن جوهرة الإمام أمير المؤمنين (ع) وهي تعبر عن مفهوم عميق يرتبط بقيمة "الاستقلال عن الحاجة" وما يترتب عليها من كرامة وعزة للنفس، ومفادها أن من يقلِّل حاجته إلى الآخرين ويكتفي بما لديه، أو يقلِّل من الطمع فيما لا يملك، فإن ذلك يجلب له العزة ويجَنِّبه ذُلَّ السؤال، وقد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "اسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ تَكُنْ أمِيْرَه، واحْتَجْ إِلى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَسِيْرَه" وعنه أيضاً أنه قال: "مَنْ احْتَجْتَ إِلَيْهِ هِنْتَ عَلَيْه" وعنه أنه قال: "في السُّؤالِ ذُلٌّ وَلَوْ عَنْ الطَرِيْقِ"

إن الاستقلال عن الآخرين، خاصّة في الأمور التي يستطيع الفرد أن يستغني فيها، يؤدي إلى تجنُّب الذُّلّ ويحقق للشخص كرامته وعزته، والاستقلال يتجاوز الاقتصاد المادي إلى جوانب أخرى، كالاستقلال المالي، والتكنولوجي، والعلمي، والسياسي، فكلَّما قَلَّ اعتماد الإنسان على غيره، زاد استقلاله وحريته وكرامته، كما إن الفرد الذي يتمكَّن من إدارة احتياجاته بشكل مُستقِل، ويحاول أَلّا يُثقِل كاهل الآخرين بمطالبه وحاجاته، هو أكثر سعادة واستقراراً نفسياً، ويعتمد ذلك على مبدأين أساسيين:
الاستقلالية وعلاقتها بالكرامة: فالشخص المستقل يقلِّل من حاجته إلى الآخرين فيتجنّب مواقف الخضوع التي قد تنتقص من كرامته، الاستقلالية تقوِّي الثقة بالنفس وتقلِّل من المشاعر السلبية التي قد ترافق الاعتماد الزائد على الآخرين.

التقليل من الطمع والشعور بالاكتفاء: وذلك يساعد الإنسان على تقدير ما يملكه، ما يُبعده عن الشعور بالنقص والذُّل، وهذه الفكرة تدعمها النظريات النفسية التي تشير إلى أن الرضا عن الذات والشعور بالاكتفاء يعزِّزان السعادة ويَمنعان الإحباط.

خلاصة القول: إن على المرء الذي يريد أن يتجنَّب الذُّلَّ والهَوان أن يُقَلِّلَ من اعتماده على الآخرين، فكلما كان الاعتماد على الآخرين أقل، كان ذلك حماية للنفس من الذل والمَهانة، وفي المقابل أن يعتمد على ذاته في جميع الميادين ما أمكنه ذلك، وأن يسعى لتحقيق استقلاله فيها، وأن يتعلَّم كيف يواجه تحدياته بنفسه، وقبل هذا وبعده يجب أن يتوكَّل على الله تعالى ويُفَوِّض أمره إليه، فإن ذلك يُعينه بلا شَكٍ على أن يستشعر الطمأنينة والأمان النفسي، ويجعل منه إنساناً يستشعر القوَّة والقدرة بعيدا عن الذُّلِّ والهَوان.
السيد بلال وهبي
فجر يوم الإثنين الواقع في: 18/11/2024 الساعة (04:40)

كتابات السيد بلال وهبي

18 Nov, 02:54


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا رَحْمَانُ يا رَحِيمُ، ارْزُقْنِي فِي حَيَاتِي مَا أَرْجُوهُ مِنْكَ، وأَكْرِمْنِي بِمَغْفِرَتِكَ، واغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ

1,668

subscribers

17

photos

19

videos