فإذا بهذه الدعوة المباركة التي رفضها المشركون بالطائف تنتقل إلى عالم آخر ، هو عالم الجن ، فمضوا بها إلى قومهم مبشرين ومنذرين ، ليصبح في عالم الجن دعاة يبّلغون دعوة الله تعالى ؛ كما مضى بها "أبو ذر الغفاري" إلى قومه ، و "ضماد الأزدي" إلى قومه ، و "الطفيل بن عمرو" إلى قومه.
.
إنَّنا لسنا وحدنا على الطريق ، فمعنا أممٌ من الجن ِّ، ومعنا الملائكة جميعًا ، ومعنا الشمس والقمر والنجوم ، ومعنا الدوابُّ والهوام والحيتان !!
إنَّها منظومةٌ كاملةٌ رائعة لا يشعر معها المؤمن بالوحدة أبدًا ؛ حتى إنْ لم يكن معه أحدٌ من البشر.
وهي إشارةٌ لطيفةٌ للدعاة أنَّهم لا يدرون ، فلعلَّ طائفةٌ من الجنِّ تستمع إلى كلمات الحقِّ منهم فتؤمن بينما يُكَذِّب البشر ، وتكون هذه الطائفة من الجنِّ في ميزان حسناتهم يوم القيامة ، فالخلق جميعًا يعبد الله عز وجل.
🌺 نظرة في التاريخ 🌺