محاضرات الشيخ محمود الجياشي @aljayashi Channel on Telegram

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

@aljayashi


محاضرات الشيخ محمود الجياشي (Arabic)

مرحبًا بكم في قناة 'محاضرات الشيخ محمود الجياشي' على تطبيق تيليجرام! إذا كنت تبحث عن مصدر للمعرفة والحكمة، فأنت في المكان الصحيح. يقدم الشيخ محمود الجياشي محاضرات ودروس تبعث بالإلهام والتأمل. فالشيخ الجياشي هو من العلماء المعروفين في العالم العربي، حيث يتمتع بسمعة طيبة واسعة الانتشار. يتناول الشيخ في محاضراته مواضيع متنوعة تشمل الإيمان، الأخلاق، والتاريخ الإسلامي. إن كنت ترغب في الاستماع إلى كلمات تعطيك القوة والأمل في الحياة، فلا تفوت الفرصة للانضمام إلى قناتنا. انضم اليوم واستفد من حكم الشيخ محمود الجياشي وشاركها مع من تحب.

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

25 Sep, 20:02


بسمه تعالى
قال تعالى {۞ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة : 122].

على بركة الله ننشر لكم روابط قنوات دروس سماحة الأستاذ الشيخ محمود الجياشي دامت بركاته وحسب الجدول التالي:
يوم السبت درس نداءات القرآن الساعة / 9:00 صباحا.

يوما الأحد والأثنين درس آيات الأحكام الساعة / 9:00 صباحا.

يوما الثلاثاء والأربعاء درس فقه الأخلاق الساعة 9:00 صباحا.

المكان : الحويش - مقابل مسجد الأنصاري - فرع مدرسة الإمام الصادق عليه السلام - الباب الثاني على اليمين.

روابط قنوات الدروس على موقع التيليجرام:
رابط قناة بحث النداءات القرآنية 👇
https://t.me/Wedding1445

رابط قناة درس آيات الأحكام 👇
https://t.me/Sheikh1446

رابط قناة درس فقه الأخلاق 👇
https://t.me/estateM

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

20 Sep, 13:20


🟩 الولادات المباركة .. جادّة الإحتياط .. وسبيل النجاة .. والقلب السليم

السابع عشر من شهر ربيع الأول هو يوم مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله
ومولد الإمام جعفر الصادق عليه السلام
ومولد السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره .. كما هو معلوم .
ومن المُلفِت للنظر أنّ كل ولادة من هذه الولادات المباركة تمثّل عصراً إصلاحياً جديداً .. وفتحاً إلهياً كبيراً في المعرفة الدينية والدعوة الإلهية والإصلاح الرسالي بجميع مستوياته الدينية والإجتماعية والفكرية والأخلاقية ، وقد تركت كلّ ولادة من هذه الولادات الميمونة أثرها البالغ في التاريخ الإنساني عموماً .. والإسلامي خصوصاً مع حفظ فارق المرتبة بين المولودين فيها .
فيوم السابع عشر من ربيع الأول يمثّل نقطة تحوّل كبرى في تاريخ البشرية جمعاء ، حيث ولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلوات الله وملائكته عليه وآله .. النبيّ العظيم .. والرسول الكريم الذي خُتمت برسالته المباركة رسالات السماء جميعاً.. فكان صلوات الله عليه الرحمة الكبرى في عالمي الغيب والشهادة .. والآية الحقيقية العظمى للسفارة الإلهية .. والنور الإلهي الأعظم الذي أشرقت به الأرض مبشراً ونذيراً .. ليخرج الناس من الظلمات الى النور .
ويمثّل هذا اليوم أيضاً نقطة تحول كبرى في التاريخ الإسلامي خاصة حيث ولد الإمام الهمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الذي أرسى أُسسَ المذهب الحقّ وقواعده ، وحدّد معالم الإسلام المحمدّي الأصيل في خضم الصراع الفكري والعقائدي وتشتت المذاهب الذي كان يحكم ذلك العصر عقائدياً وأخلاقياً وفقهياً وفكرياً ..حتى نُسِب المذهب الحقّ الى إسمه المبارك.
ويمثل هذا اليوم أيضاً نقطة تحوّل كبرى في تاريخ مذهب أهل البيت عليهم السلام .. حيث ولد المرجع الديني الشهيد السعيد السيد محمد الصدر قدس سره .. الذي أرسى قواعد المرجعية الناطقة التي تمثّل الإمتداد الشرعي للإمامة الإلهية الحقّة في زمن الغيبة الكبرى رافعاً شعار : الدين بذمتكم والمذهب بذمتكم .. لاينبغي التفريط فيه لا بقليل ولا بكثير .
ومن الملفت للنظر في هذه المناسبة أيضاً أن سيدنا الشهيد قدس سره كان يجدّد الوكالات الشرعية لوكلائه في يوم السابع عشر من ربيع الأول تيمّناً بهذه المناسبة المباركة .. ولا يخفى أن ذلك يحمل إشارة رمزية دينية وأخلاقية عميقة لمعنى أن يكون طالب العلم وكيلاً للمرجعية الدينية وأن يكون تاريخ تلك الوكالة في يوم ١٧ ربيع الأول خصوصاً ! مُذيلاً نَصّ الوكالة بهذه الوصية ذات الدلالات الكبيرة في معنى المسؤولية الدينية تجاه الله والنفس والمجتمع .. حيث يقول :

(( ... وأوصيه أن لايترك جادّة الاحتياط فإنه سبيل النجاة ..وأن لاينسانا من الدعاء للفوز في يوم لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ))
فما أحوجنا اليوم لجادّة الاحتياط .. وسبيل النجاة .. والقلب السليم !! بعد أن أظلمت القلوب .. وتكدّرت النفوس .. وانحرفت العقول .. وعمَّ البلاء !!
اللهمّ إجعله ربيعَ النور والهداية والفرج والنجاة بحقّ المولودين فيه إنك سميع مجيب.

(( الغرض من نشر صورة الوكالة الشرعية هو ربط المنشور بالمناسبة المقصودة لا أكثر )).

محمود نعمة الجياشي

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

11 Sep, 09:18


بسمه تعالى
(( وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ))

بتوفيق من الله العليّ القدير يستأنف الشيخ محمود الجياشي دروسه الحوزوية في الموسم التحصيلي الجديد وذلك يوم السبت ١٠ ربيع الأول ، وحسب الجدول الآتي :
1. يوم السبت - بحث نداءات القرآن - 9 صباحاً .
2. يوما الأحد والإثنين - شرح آيات الأحكام - 9 صباحاً .
3. يوما الثلاثاء والأربعاء تكملة شرح مقدمة القيصري - 9 صباحاً .
4. سيكون هناك درس في شرح كتاب فقه الأخلاق يومي الإثنين والثلاثاء من كل إسبوع الساعة 10 صباحاً .

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

10 Sep, 07:13


🟩 إقترانُ نُزولِ الوَحْيِ الإلهيّ وصفةِ ( العَبْدِ ) في القُرآنِ

بسم الله الرحمن الرحيم
طالما شغل موضوع علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى ، وفلسفة إرتباطنا بنشأة الغيب والعالم الإلهي الأعلى ، مساحةً مهمةً في منظومة المعرفة الدينية ، بل أصبحت معرفة جوهر هذه العلاقة وآثارها في حياة الإنسان الدنيوية والأخروية ركناً أساسياً في فلسفة الدين وحضوره في الحياة البشرية على مستوى جميع الرسالات السماوية وخطابات الوحي الإلهي .
إذ بعد التسليم والإيمان بأن الله سبحانه خالقنا وربّنا ، ونحن محتاجون له في وجودنا حدوثاً وبقاء ، غالباً ما يطرح التساؤل التالي :
ماهي العلاقة الحقيقية التي تربط الإنسان بالله سبحانه وتعالى ؟ وماهي الصفة الواقعية التي نستحقها تكويناً أمام ربّنا وخالقنا عزّوجلّ ؟
وبعبارة أخرى : ماهو جوهر الصفة الوجودية التي تحكي عن حقيقتنا التكوينية ، وترسم حدود علاقتنا الدقيقة بالله سبحانه ؟
بأي صفة نتكلّم مع الله ؟ وبأي صفة ندعوه ؟ وبأي صفة نتقرّب إليه ؟
ماهو جوهر وجودنا الحقيقي الذي يربطنا بالله ، ومن خلاله نسير في صراط الكمال الى عالم الغيب والنور الأعلى ؟

بالتأكيد لا نريد أن نبحث هنا عن صياغات فلسفية في حقيقة هذه العلاقة ، ونتكلم بلغة العلة والمعلول ، والغنى والفقر ، والواجب والممكن ، والقديم والحادث ، والوجود الرابط والمستقل فلسفياً ، إذ من المعلوم أن هناك عدّة رؤى صاغها الفلاسفة والحكماء قديماً وحديثاً لتقريب علاقة الإنسان بالله سبحانه وبيانها تكويناً .. بل المنظور الأساسي لهذا البحث هو تصوير العلاقة المذكورة بما ينسجم مع منظومة المعرفة الدينية ، ومعطيات الوحي الإلهي ، ومايترتب على ذلك من آثار عقائدية وأخلاقية وشرعية تحدد مصير الإنسان النهائي أمام الله عزّ وجلّ .
في هذا المجال نحاول أن نركّز هنا على إحدى المعادلات القرآنية التي تكشف الصفة الحقيقية التي تربط الإنسان بالله سبحانه ، وتكون سبباً في قربه لله وصعوده في درجات الكمال ، وقناةً وجوديةً لتلقّي الفيض الإلهي وانفتاح أبواب الغيب وعالم النور والملكوت .

إن المعادلة القرآنية المذكورة ترتكز على طرفين أو عنصرين رئيسيين ، وهما:
▪️وصف الإنسان الكامل في القرآن بأنه ( عبدٌ لله ) .
▪️الإتصال بالغيب وإنزال الوحي الإلهي .
حيث نجد أن القرآن ركّز على إقتران هذين العنصرين بصورة مثيرة وملفتة للنظر ، وربط في عدّة آيات قرآنية بين صفة ( العبد ) وبين ( إنزال الوحي ) ، ويظهر من هذا الربط والإقتران القرآني أن القرآن بصدد الإشارة الى العلاقة التكوينية بين هذين الأمرين ، والتأثير المتبادل بينهما ، ومن ثمّ الكشف عن حقيقة الدور الحاسم لصفة ( العبد ) في تمكين الإنسان من تجاوز حدود عالم الشهادة والإتصال بعالم الغيب وتلقّي الوحي الإلهي .
وللوقوف على هذه الحقيقة نمرّ على بعض الآيات القرآنية التي ركّزت على الإقتران المذكور . منها :
قوله تعالى : (( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ))

حيث نصّت هذه الآية الكريمة على أن رحلة الإسراء والمعراج والوصول الى عالم الغيب ، ورؤية آيات الله الكبرى حصلت للنبيّ الأكرم بصفته ( عبداً لله ) حيث قالت : أسرى بعبده ، مما يدلّ على المدخلية المباشرة والمؤثرة لصفة ( العبد ) .
ومنها قوله تعالى : (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى‏ عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ))
‏ وقوله تعالى : (( تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى‏ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً ))

فكلا هاتين الآيتين الكريمتين تنصّان على أن إنزال الكتاب وإنزال الفرقان حصلا للنبيّ الأكرم بصفته ( عبداً لله ) .
وهكذا الحال عندما نصل الى سورة النجم التي تتحدّث بشكل مفصّل عن وصول النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله الى مقام قاب قوسين أو أدنى ، فنجد التركيز على صفة ( العبد ) في العلاقة الوَحْيانية بين الله سبحانه وبين نبيّه الخاتم ، حيث يقول :
(( فَأَوْحى‏ إِلى‏ عَبْدِهِ ما أَوْحى‏ )) .
وهكذا نرى الإقتران نفسه بين صفة العبد وإنزال الوحي يتكرر في آيات أخرى كقوله تعالى :
(( هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى‏ عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ إِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ))
وقوله : (( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى‏ عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ))
وقوله : (( ... إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى‏ عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ))

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

10 Sep, 07:13


بل نجد أن الله سبحانه عندما يذكر نزول الوحي على أنبيائه الآخرين فإنه يذكرهم بصفة ( العبد ) أيضاً ، كقوله تعالى :
(( ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ))
وقوله : (( قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ))
وقوله : (( اصْبِرْ عَلى‏ ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ))
وقوله : (( وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى‏ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ ))
وقوله : (( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ))
وقوله : (( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً ))

حيث نلاحظ في هذه الآيات الكريمة التركيز الواضح على ذكر صفة ( العبد ) المقترنة بإنزال الوحي والكتاب والنبوّة ورؤية آيات الله الكبرى والإطلاع على عالم الغيب ، ولو كانت هناك صفة أخرى غير ( العبد ) لها مدخلية في ذلك لذكرها الله سبحانه لأنبيائه ورسله ، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدلّ وبصورة حاسمة على أن هؤلاء الأنبياء والمرسلين إنما نالوا هذا المقام العظيم من حيثية كونهم ( عبداً لله ) لا من حيثية أخرى .
وفي لمحة رائعة أخرى يصرّح القرآن بأن صفة ( العبد ) شاملة أيضاً للملائكة المقرّبين ، وأن الأنبياء والملائكة لا يستنكفون أن تكون صفتهم أمام الله هي ( العبد ) حيث يقول :
(( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً ))
ثمّ يترقى القرآن ويقرر أن صفة ( العبد ) شاملة لجميع الكائنات والمخلوقات في السماوات والأرض ، قال تعالى :
(( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً ))

في ضوء هذه المعطيات القرآنية والبيانات السماوية تنكشف لنا معالم الصفة الحقيقية وحدود الواقع التكويني الذي ينبغي للإنسان أن يتّصف به في مقام معرفة علاقته بالله سبحانه والتقرّب إلى ساحة قدسه وكبريائه .
فلا تكامل .. ولا صعود .. ولا تقرّب .. ولا رؤية لآيات الله .. إلاّ من باب أن يكون الإنسان عبداً حقيقياً لله سبحانه وتعالى ، وهذه الحقيقة هي التي تفسّر لنا فلسفة العبادة في منظومة المعرفة الدينية بشكل عام ، أي أن الإنسان في حقيقته مملوك لله سبحانه بالملك التكويني الحقيقي من جميع جهات وجوده ظاهراً وباطناً ، فلا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولاحياة ولا نشوراً ، ومن كان مملوكاً بهذا الملك التكويني المطلق فلا يليق به حقيقة إلاّ أن يكون عبداً لمالكه وهو الله عزّ وجلّ ، ويؤسس على ذلك جميع مستويات علاقته بالله تشريعاً وتكويناً ، أي أن يحافظ دائماً على زيّ العبودية وآدابها ورسومها تجاه خالقه ومالكه وهو الله سبحانه ، ومن هنا تتجلّى لنا حكمة قراءة سورة الفاتحة وكونها جزءاً لا بديل له في الصلاة الواجبة التي هي عمود الدين ورمز العبادة الأكبر ؛ لأننا نقول فيها : إيّاك نعبد وإياك نستعين ، وهذا يعني تحطيم كل ألوان العبودية لغير الله سبحانه وتعالى ، وذلك بأن يتمحض الإنسان عبداً لله وحده لاشريك له .

بناء على هذه المعطيات أيضاً نستطيع القول بحسب اللغة الحديثة أن ( شفرة ) الإتصال بالغيب والوصول الى عوالم النور والملكوت هي أن يكون الإنسان ( عبداً ) لله .. وكلّما تجلّت عبودية الله سبحانه في حياته وتعمّقت على مستوى الظاهر والباطن ، والقول والعمل ، والجوانح والجوارح ، كان أقوى في التكامل ، وأسرع في الوصول الى مشرعة القرب الزلفى ورؤية آيات ربّه الكبرى .
قال تعالى : (( ثُمَّ اسْتَوى‏ إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ))

محمود نعمة الجيّاشي
وادي السلام-النجف الأشرف

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

07 Sep, 09:35


🟩 هل وصلكم سلامٌ خاصٌ من الإمام الصادق عليه السلام ؟!
اقرأوا هذه الرواية ولنتشرف جميعاً بردّ السلام على الإمام عليه السلام .
ورد في الكافي عن الكليني رحمه الله :

قال زيد الشحّام : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : إقرأ من ترى أنه يطيعني منكم ويأخذ بقولي السلام ، وأوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ والورع في دينكم ، والإجتهاد لله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمّد صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ .
أدّوا الأمانة الى من ائتمنكم عليها برّاً أو فاجراً ، فإن رسول الله كان يأمر بأداء الخيط والمخيط ، صِلوا عشائركم ، واشهدوا جنائزهم ، وعودوا مرضاهم ، وأدّوا حقوقهم ، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدّى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل : هذا جعفري ، ويسرّني ذلك ، ويدخل عليّ منه السرور ، وقيل : هذا أدب جعفر ، وإذا كان غير ذلك دخل عليّ بلاؤه وعاره وقيل : هذا أدب جعفر ، فو الله لحدّثني أبي أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه‌ السلام فيكون زينها ، أدّاهم للأمانة ، وأقضاهم للحقوق ، وأصدقهم للحديث ، إليه وصاياهم وودائعهم ، تسأل العشيرة عنه ، ويقولون : من مثل فلان؟ إنّه أدّانا للأمانة ، وأصدقنا للحديث .
عليك السلام بجوامع السلام .. سيدي ومولاي أيها الصادق يابن رسول الله .. ورحمة الله وبركاته .

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

06 Sep, 14:35


▪️المستوى الأول : الهجرة العقلية ، ونعني بها أن يهجر الإنسان جميع الإدراكات الخاطئة ، والمفاهيم المحدودة ، والأفكار القبيحة والشريرة ، ويخرج من مرحلة الجهل البسيط والمركّب الى حيث العلم واليقين ، ويتّجه بعقله الى طلب النور الإلهي في حقيقة نفسه القدسية التي تتجلّى فيها نفخة الروح الإلهية ، فيكون بذلك قد خرج من بيته العقلي مهاجراً الى الله !
▪️المستوى الثاني : الهجرة القلبية ، ونعني بها أن يهجر الإنسان جميع النوايا والإدراكات القلبية القبيحة ، ويتخلّص من الأمراض القلبية ، كالعمى والزيغ والإقفال والنفاق والجحود والختم والطبع وغيرها من الأمراض القلبية التي ذكرها القرآن ، ويتّجه بقلبه الى حيث النور والبصيرة الإلهية ، وذِكْرِ الله الذي تطمئنّ به القلوب ، ليصل بعد ذلك الى غاية هجرته القلبية التي تتحقق في مقام ( أتى الله بقلبٍ سليم ) فيكون بذلك قد خرج من بيته القلبي مهاجراً الى الله !
▪️المستوى الثالث : وهو المستوى الأعمق والأوسع لمعنى الهجرة المعنوية ، ونعني به أن يهجر الإنسان جميع العوالم ومستويات الخليقة ، ويتّجه نحو العالم الإلهي الأعلى ، وبعبارة أخرى : هجر ماسوى الله تعالى ظاهراً وباطناً ، وهذا المستوى هو أعمق معاني الهجرة التي يدلّ عليها قوله تعالى : ( مهاجراً الى الله ) و ( مهاجرٌ الى ربّي ) ! بل هو الذي يستفاد من قوله تعالى : فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ .
في ضوء ذلك أيضاً لا بدّ أن نشير الى أن هناك هجرتين متعاكستين في الإتجاه ، ومتضادتين في النتائج ، الأولى هي التي تكلّمنا عنها آنفاً ، وهي الهجرة الى الله ، ويمكن أن نسمّيها الهجرة الى الأعلى .
والثانية هي الهجرة الى الأسفل من خلال التمسّك بالدنيا ، والتوجّه الى الذنوب والمعاصي ، ومتابعة النفس الأمارة بالسوء ، فيكون الله هو ( المهجور ) في هذه الهجرة ! ومن هنا ستختلف هاتان الهجرتان في الغاية والنتيجة ، فالهجرة الى الله سوف تنتهي بالنجاة والوصول عالم النور والكمال المطلق والحياة والسعادة الأبدية ، في حين تنتهي الهجرة الثانية الى الهلاك والشقاء والظلمات الأبدية !
ومن المعلوم في المعرفة الدينية أن الرسالات السماوية بجميع معطياتها الكونية والعقائدية والأخلاقية والشرعية تدعونا الى الإلتحاق بالهجرة الى الله ، كما قال تعالى :
(( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ))
إستناداً لهذه المعطيات القرآنية فليحفظ كلٌ منّا إتّجاه هجرته ، وليضبط بوصلة مسيرته الوجودية من الإنحراف عن خطّ الهجرة الإلهية ( الصراط المستقيم ) .. وليكن لسان حاله قولاً وفعلاً وقلباً وعقلاً هو : إني مهاجرٌ الى الله ! فإذا أدركه الموت ظاهراً أو باطناً فقد وقع أجره على الله .

قال تعالى : (( الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ ))

محمود نعمة الجيّاشي
وادي السلام-النجف الأشرف

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

06 Sep, 14:35


إضافة الى إنّ الهجرة تستبطن دائماً معنى البحث عن النجاة والإبتعاد عن الخطر والضرر ، واستمرار الحياة عند الإنسان المهاجر ، فيهاجر الشخص من بلد الى بلد آخر ، ومن مجتمع الى آخر ، قاصداً النجاة والسلامة إنسانياً أو دينياً أو فكرياً ، ومن هنا تمّ تأسيس منظمة دولية تعنى بشؤون الهجرة والمهاجرين في العالم .

وفي ضوء المصطلح القرآني للهجرة ستكون الهجرة الى الله هجرةً الى الخلاص الكامل والنجاة النهائية والحياة الكاملة الأبدية .. وهذه الهجرة هي التي يقف في طريقها الشيطان لكي يمنع الإنسان من سلوك سبيل الكمال والطاعة والقرب الإلهي ، كما يعبّر القرآن عن ذلك في قوله تعالى : ( قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ .. ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) .

ومن الملفت للنظر أن القرآن عبّر عن النهي عن المحرّمات بصيغة ( الهجر ) ، كما قال تعالى مخاطباً نبيّه الخاتم صلّى الله عليه وآله : وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، وقد ذكر المفسّرون أنّ الرجز إسمٌ لكل قبيح مستقذر من الأفعال والأخلاق ،فالأمر بهجره أمرٌ بترك كل ما يكرهه الله ولا يرتضيه مطلقاً ، كالأخلاق الرذيلة الذميمة ، والنوايا السيئة ، والأفعال القبيحة في الشرع والعقل . وبالتالي فإن خطاب : ( والرجزَ فاهْجُر ) سيكون موجّهاً لجميع المؤمنين لامحالة ؛ لأنه صياغة مختصرة وحاسمة للنهي الشامل لكلّ المحرّمات الشرعية والأخلاقية ، الظاهرية والباطنية ، في الشريعة ، ومن هنا ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : أفضل الهجرة أن تهجر ما كره الله .

يؤكّد القرآن ومن خلال صياغة دقيقة مبدأَ هذه الهجرة والغاية التي تصل إليها ، ويحدّد الإتجاه الصحيح الذي يسير فيه المهاجر ، حيث يقول : وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ ورَسولهِ .
هكذا تبدأ الخطوة الأولى ونقطة الإنطلاق في مسيرة التكامل التي يرسمها القرآن لهجرة الإيمان ، فيقرر أن خروج المهاجر يبدأ من ( بيتهِ ) .
وفي منظور هذا البحث يمكن أن نعطي لمعنى ( البيت ) عدّة أطروحات ومستويات تختلف في المقدمات والنتائج بحسب المعنى أو المستوى المأخوذ في كل أطروحة ، نذكر منها :
▪️الأطروحة الأولى : البيت بمعناه الظاهري المعروف ، وهو المكان الذي يسكنه الإنسان ويعيش فيه مع عائلته ، والهجرة منه تعني ترك هذا البناء مع جميع إمكاناته المادّية ، أي التضحية به من أجل غاية الهجرة .
▪️الأطروحة الثانية : البيت بمعنى العائلة نفسها ، وليس البيت بمعنى الغرف والأثاث وماشابه ، فإن الكيان المعنوي للعائلة يعتبر بيتاً حقيقياً للإنسان ، والهجرة منه تعني ترك الإرتباط العائلي والخروج من هذا البيت إذا كان البقاء فيه يتعارض مع مقتضيات الإيمان بالله سبحانه ، ويمنع من السير في سبيل الله وتقواه .
▪️الأطروحة الثالثة : البيت بمعنى المجتمع أو البيئة والمحيط الإجتماعي الذي ينشأ فيه الإنسان ، والهجرة منه تعني تركه ، أي هجر هذا المحيط الذي يسود فيه الكفر والباطل والفساد ، والتوجّه نحو مجتمع آخر يحقق فيه الإنسان مقتضيات إيمانه .
فإذا تحققت الهجرة في كل من هذه المستويات الثلاث سوف ينطبق على المهاجر قوله تعالى : خرج من بيته مهاجراً الى الله ؛ لأنه هجر أمكِنة الكفر، وهجر الأشخاص الضالين، وهجر الأعمال والأقوال الباطلة، وهجر المذاهب والأقوال والآراء التي تتنافى مع دينه ومعتقده ، وهذا يعني أنه توجّهَ نحو الله سبحانه وتعالى .
لكننا يمكن أن نتقدّم خطوة أخرى في معرفة معنى البيت ، ونتجاوز مدلوله الظاهري الذي ذكرناه في الأطروحات السابقة ، لكي نطرح معنى أعمق في مستوياته المعنوية والباطنية إن جاز التعبير ، وذلك من خلال الإطروحة التالية :
▪️الأطروحة الرابعة : البيت بمعنى النفس ، فإن النفس هي الكيان المعنوي الذي يمثّل باطن الإنسان ومحتواه الداخلي ، وبالتالي يمكن القول أن النفس هي البيت المعنوي الذي يعيش فيه الإنسان ، ويمارس فيه حياته المعنوية ، فيكون معنى الهجرة من بيت النفس الى الله سبحانه هو خروج الإنسان من ( الأنا ) الذاتية ، وتحرّره من سجن النفس ، وأهوائها وشهواتها المنحرفة ، ونواياها السيئة ، وتجاوز غاياتها الضيّقة وآفاقها المحدودة ، والخروج من ظلماتها العميقة ، الى حيث النور الإلهي والكمال اللامتناهي ، وبذلك يتحقق أيضاً قوله تعالى : خرج من بيته مهاجراً الى الله !
ويمكن أن نتصوّر للهجرة من البيت المعنوي للنفس عدّة مستويات معنوية ، منها :

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

06 Sep, 14:35


🟩 الهِجْرَةُ الى اللهِ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : (( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ))

لا يخفى أن موضوع الهجرة والمهاجرين في سبيل الله يشغل مساحة واسعة في المعرفة الدينية والقرآنية على وجه الخصوص ، وتترتب عليه مجموعة من الآثار العقائدية والإجتماعية والأحكام الشرعية في الفقه الإسلامي .
ومما يلفت النظر في هذا الموضوع أن أغلب الأنبياء والمرسلين عليهم السلام عاشوا حالة الهجرة في سبيل الله ودعوة الحقّ ، كما يحدّثنا القرآن عن ذلك في بعض الآيات التي إستعرضت قصص الأنبياء والمرسلين وبعض مراحل حياتهم قبل الدعوة وبعدها .
ولبحث الهجرة أبعاد متعددة ومستويات مختلفة ، بحسب زاوية البحث التي يأخذها الباحث في النظر الى موضوع الهجرة ويرتب عليها نتائجها الخاصة ، سواء على المستوى العقائدي أو الأخلاقي أو الإجتماعي أو الفقهي .
لكننا نحاول في هذا البحث المختصر أن نتناول مفردة الهجرة من زاوية أخرى تستند الى بعض الصياغات القرآنية التي تتجاوز المعنى الظاهري والمشهور للهجرة ، والذي يعني هجرَ الإنسان المؤمن وطنَه والخروج من بين القوم المشركين إلی أرض لا يعترضه فيها المشركون ولا يمنعونه من عبادة ربّه ومقتضيات إيمانه، كما حصل في الهجرة الأولى الى الحبشة ، والهجرة الكبرى الى المدينة المنوّرة .
في هذا المجال يمكن التركيز على صياغتين قرآنيتين فريدتين ، تأخذ الهجرة فيهما أفقاً أوسع ، وتدلّان على معنى أعمق للهجرة في المنظور القرآني .

الصياغة الأولى : قوله تعالى : فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى‏ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

الصياغة الثانية : قوله تعالى :
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً

إن مايميّز هاتين الصياغتين عن باقي آيات الهجرة في القرآن هو التصريح بأن غاية الهجرة فيهما هو ( الله ) عزّ أسمه ، حيث قالت الأولى : إني مهاجر الى ربّي ، وقالت الثانية : مهاجراً الى الله .
ومن المؤكّد أن توجّه هجرة الإنسان الى الله مباشرة يعطي دلالة عميقة عن حقيقة السير التكاملي الذي ينبغي أن يحكم حياتنا الإيمانية ، والذي سيكون له آثار واسعة في جميع مستويات حياتنا الظاهرية والباطنية ، والدنيوية والأخروية ، وبالتالي يمكن القول أن ( الهجرة الى الله ) ليست إلاّ أحد تجلّيات التوحيد والمعرفة الإلهية ، بل هي قانون عام وسنّة تكوينية تحكم حياتنا الإيمانية ، بحسب الصياغة التي يقدّمها القرآن حول مفهوم الهجرة.

فالهجرة الى الله في الإصطلاح القرآني هي قافلة تكوينية تسير من عالم النقص الى عالم الكمال .. من عالم الظلمات الى عالم النور .. من عالم الفناء الى عالم الخلود والبقاء .. من عالم الموت الى الحياة الأبدية الطيبة .. من نشأة الممر الى نشأة المُستَقَرّ .. وأول المهاجرين الذين يقودون مسيرة هذه القافلة هم الأنبياء والمرسلون ؛ لأنهم الأدلاّء على الله ، وسفراء الله الى خلقه ، وهم الذين أوكل الله إليهم قيادة مسيرة البشرية وهدايتها وإخراجها من الظلمات الى النور .
في ضوء هذه الحقيقة القرآنية ستكون الهجرة بالمعنى المذكور ملازمة للإيمان لا محالة ، وسيكون كل إنسان مؤمن مهاجراً في الحقيقة ، وتبعاً لذلك تكون حياته الظاهرية والباطنية بجميع مستوياتها وتفاصيلها عبارةً عن خطوات في مسيرة هجرته الطويلة نحو الله سبحانه ؛ لأن لسان حال كلّ مؤمن هو : إني مهاجر الى ربّي !
ومن هنا يؤكد القرآن أنه إذا أدركه الموتُ وهو في هذه الهجرة فقد وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ! لأنه مهاجر الى الله .
بعبارة أخرى : إن تعبير وقوع الأجر على الله يعطي دلالة عميقة على حقيقة الهجرة الى الله في الحسابات الإلهية ، وأن جزاء هذه الهجرة وأجرها بدرجة من العظمة لايمكن أن يوفّيه إلا الله سبحانه وتعالى نفسه !
وبعبارة ثالثة أدقّ : إن الهجرة الى الله تعني في عمقها أن يكون طرف المعاملة مع المؤمن هو الله نفسه ، وكأنّ الله يقول : مادمتَ مهاجراً إليّ فأنا الذي أتعامل معك مباشرة ، ويقع أجرك عليّ بالخصوص لا على غيري ! وهذا مايعبّر عنه القرآن بالتجارة الرابحة التي لن تبور .

ولا بدّ أن نشير هنا الى إنّ مفردة ( الهجرة ) تختلف عن مفردة ( السفر ) والذهاب ؛ لأن الهَجْر يعني الترك الكامل .. وهو يعطي دلالة عميقة على عدم العودة !

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

02 Sep, 18:22


🟩 الإلتحاقُ بركبِ الصّالحين وإتّباعهم .. كلبُ أصحابِ الكهفِ إنموذجاً

رؤية رمزية

بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ))

تناولتُ في مقالات وأبحاث سابقة بعض مضامين سورة الكهف ، وقلت أن هذه السورة المباركة وحادثة دخول الفتية في الكهف ، وبقائهم فيه هذه المدة الطويلة ، ثمّ إنبعاثهم من جديد ، تحتوي من علوم القرآن ومباحث التوحيد والمعرفة الدينية وجواهر الكنوز الإلهية مايحتاج الى مجلدات ضخمة لتدوين مايمكن أن ندركه بعقولنا القاصرة ، ونناله بقلوبنا المقفلة ، من الخزين الهائل لدقائق ومستويات المعرفة الإلهية التي إنطوت عليها آيات سورة الكهف ! بل إنّ ذلك جارٍ في جميع سور القرآن وآياته ، فهو البحر الذي لا تدرك أعماقه ، ولا تنفد خزائنه ، كما قال سبحانه : وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .
في هذا المقال نحاول أن نقف أمام مشهد آخر من المشاهد المثيرة لهذه القصّة الإلهية الخالدة ، ولعلّ أخذ العِبرة والموعظة من هذا المشهد سيحمل نوعاً من الغرابة أو نحواً من الإثارة ، بعد أن نعرف أنه لا يتعلّق مباشرة بالفتية أصحاب الكهف ، بل لا يتعلّق بالبشر أصلاً ، بل بتعلّق بمخلوق آخر ! بالرغم من أنه يعدّ من المشاهد الرئيسية في هذه القصّة القرآنية المباركة !
ومن أجل الوصول الى بيان الملامح الكاملة للمشهد المذكور لنتأمّل في مفردات الآية الكريمة التي إفتتحنا بها البحث ، وهي قوله تعالى : وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً .

تشرع الآية الكريمة بوصف حال الفتية بعد دخولهم الكهف ، من خلال إستعراض أحد مشاهد الرعاية الإلهية والكرامة الربانية التي شملتهم ، والتي ستضمن لهم المحافظة على مؤهلاتهم البدنية ، وسلامتهم الصحية ، أثناء هذا النوم الطويل الذي سيستمر لأكثر من ثلاثة قرون من الزمن ، بلا ماء ولا غذاء ولا قيام ولا مشي ولا يقظة ! فهم رقود تقلّبهم يد العناية الإلهية ذات اليمين وذات الشمال ، خشية الضرر البدني الذي سيلحق بهم فيما لو رقدوا على جهة واحدة خلال هذه الحقبة المتطاولة من السنين !
وبدلاً من أن تستمر الآية الكريمة ببيان وصف حال الفتية بعد رقودهم ، يظهر لنا في البَيْن مشهدٌ جديدٌ ومفاجئ ومثير لا علاقة له بحال الفتية ! وهو مشهد الكلب الذي كان يرافق أصحاب الكهف ! حيث يرسم لنا القرآن صورة إستثنائية لحال الكلب المذكور تتوسط مشاهد الحديث عن حال الفتية ! فلم يقل مثلاً : كان الكلب معهم أو برفقتهم أو رابضاً بالقرب منهم ، بل ذكرَ الكلب بطريقة فريدة وبارزة ، حيث قال : وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد !
ولو تأمّلنا مفردات هذه الصياغة لظهر لنا مايلي :
أولاً : إن الآية نسبتْ الكلب لهم جميعاً ، فقالت : كلبهم ، مع أن هذا الكلب في الحقيقة ليس كلبهم بالمعنى الدقيق للنسبة ، بل هو رافقهم في طريق هروبهم ، أو كان كلباً لراعي الغنم الذي إلتحق بهم في الطريق المذكور ، بل إن بعض المصادر التاريخية تذكر أنهم حاولوا طرد الكلب أو التخلّص منه لئلّا يتسبب بكشف مكانهم وافتضاح أمرهم ، لكنّ الكلب المذكور أصرّ على البقاء معهم حتى وصل معهم الى الكهف ! وبالتالي فإن تصريح القرآن بأنه ( كلبهم ) يعطي دلالة عميقة ومؤثرة على علاقة الكلب بالفتية بعد دخولهم الكهف وشمولهم بالعناية الإلهية .
تجدر الإشارة الى أنّ التركيز على صورة الكلب تكرّر بشكل إستثنائي مرة أخرى في الآيات اللاحقة من سورة الكهف ، وذلك عندما تساءل الناس عن عدد أصحاب الكهف ! فقال :
( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ )
والملفت للنظر هنا هو تعبير ( رابعهم كلبهم .. سادسهم كلبهم .. ثامنهم كلبهم ) إذ كان يمكنه القول : ثلاثة معهم كلبهم ، أو خمسة معهم كلبهم ! لكنه قال : رابعهم أو سادسهم كلبهم ! ولا يخفى أنّ هذا التعبير يعطي للكلب - لو صحّ التعبير - مقاماً مميزاً بحيث يكون رابعاً أو سادساً أو ثامناً ، لثلاثة أو خمسة أو سبعة رجال من أولياء الله ! أي يكون مكمّلاً لعدّتهم ، وفرداً من الأربعة أو الستّة أو الثمانية !!

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

02 Sep, 18:22


ثانياً : إن الآية الكريمة وصفته بأنه باسط ذراعيه ، ولا يخفى أن هذا التصوير الفنّي لمشهد الكلب - لو صحّ التعبير - يوحي برمزية قوية وإبراز مقصود من المتكلّم الحكيم ، للوضع الذي كان عليه الكلب في تلك اللحظة ! إذ كان من الممكن أن يذكر وجود كلب معهم أو بقربهم فقط ! فلماذا يتمّ التركيز على وصفه بهذا الوضع المميز ؟!
من المؤكد أننا لا ننكر أن حالة بسط الذراعين هي الحالة الطبيعية لوضع الكلب عندما يكون على الأرض كما هو معلوم ، لكن السؤال هنا حول التركيز أو التصريح القرآني عنها ، وجعلها مشهداً رئيسياً بارزاً في سياق القصّة ، خصوصاً مع مقابلتها بالصورة التي ذكرها القرآن للفتية ، فقد وصفهم بأنهم ( رقود ) لكنه وصف كلبهم بأنه ( باسط ذراعيه ) ! ولا يخفى أن هذا الوضع البدني يمكن أن يشير الى أن الكلب كان في حالة سيطرة تامة على مدخل الكهف من خلال وصف بسط الذراعين ، أي أنه لم يكن واقفاً أو مرتبكاً أو متردداً في حركته !
وعلى أيّ حال فإننا وفقاً للمعطيات المذكورة ، وبغض النظر عن البحث الفقهي حول نجاسة الكلب ، وكذلك البحث التاريخي حول إسم الكلب وعائديته الملكية ، يمكن أن نقرأ مشهد وجود كلب أصحاب الكهف وبهذه الصورة التي يرسمها القرآن ، قراءةً معنويةً تتجاوز المدلول الظاهري للنصّ القرآني ، من أجل الوصول والظفر ببعض النتائج المعنوية والأخلاقية التي تنفعنا في حياتنا الإيمانية وعلاقتنا بالله عزّ وجلّ ، فنقول :

أولاً : من المعلوم عند المتخصصين في علم الحيوان أن للكلب خصالاً محمودة ، حتى بالغ بعضهم في مدحه وألّف كتاباً سمّاه: ( تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب ) ! وهو الأديب محمد بن خلف المرزباني .
ولا يخفى أن أهمّ صفة إيجابية عُرف بها هذا الحيوان هي ( الوفاء ) حتى أصبح مضرباً للمثل فيها ! وذلك لمقدرتهِ العالية على تذكّر صاحبه ولو بعد انقطاع طويل عنه ! وبالتالي فإن وجود الكلب وإظهاره بهذا الدور البارز في القصّة ، وإصراره على مرافقة أصحاب الكهف ، يمكن أن يعطي دلالة رمزية عميقة ومعبّرة عن مبدأ الوفاء في رحلة هؤلاء الفتية ، وخوضهم هذه الملحمة الإلهية التي إنتهت بهذه الكرامة العظيمة ! وهذا يعني رمزياً إنه لا يمكن لأي مسيرة تكامل أو نهضة إصلاح ديني أو أخلاقي أو إنساني أن تقوم وتثمر بدون مبدأ الوفاء !
بعبارة أخرى : إن رمزية ( باسط ذراعيه بالوصيد ) تدلّ على أن هذا الكلب كان يحرسهم في أشدّ لحظات الخطر المحدق بهم .. فهم كانوا رقوداً وهو باسط ذراعيه في فتحة الكهف ! وهذا يعني معنوياً ورمزياً أن ( الأوفياء ) هم فقط المكلّفون بحماية كهف الإصلاح وحراسته ! وإلاّ فستُضرب حركة الإصلاح من الظهر كما حصل في حادثة الرماة ( غير الأوفياء ) على جبل أُحُد !!

ثانياً : إن إلتحاق الكلب بأصحاب الكهف ووصوله معهم ، ومشاركته لهم في هذه الحادثة الفريدة ، ثمّ نَيْله شرف البقاء معهم ، وشموله بالكرامة الإلهية في البقاء حيّاً ، وإنبعاثه معهم مجدداً بعد أكثر من ثلاثمائة سنة ، وتسجيله كرقم مميز تاريخياً في حادثة أصحاب الكهف ! كلّ ذلك يمكن أن يرمز الى أن طريق التكامل والوصول الى الأهداف العليا والغايات السامية مفتوح من خلال الإلتحاق برحلة الصالحين والمصلحين ، لكنّه مشروط بالإتّباع المطلق ، والتمسّك التامّ بهم مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك ، لأن هذا الكلب رافق الفتية ، وأصرّ على البقاء معهم وهم يعيشون موقفاً مصيرياً وحاسماً ، ويمرّون بأشد الظروف صعوبة وقساوة ، لأنهم في خطر مُحدق يهدد حياتهم ومصيرهم بالكامل !
فطوبى للأوفياء الملتحقين والمتمسكين برحلة الإصلاح والتكامل ، والذين سيحرسون كهف المصلحين في كل زمان !
قال تعالى : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً .

محمود نعمة الجيّاشي
وادي السلام-النجف الأشرف

ملاحظة : أرجو التركيز على المنحى الرمزي للمقال لكي لا يختلط مع حيثيات علمية وتفسيرية أخرى فيضيع مقصود الكاتب .

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

30 Aug, 07:15


🟩 من وحي النبوّة - مجموعة بحوث ومقالات حول النبوّة والأنبياء والمرسلين عليهم السلام نشرت سابقاً وتمّ جمعها وإصدارها في هذا الكتاب بمناسبة قرب الموسم النبوي المبارك في شهر ربيع الأول .

يطلب من دار تراتيل - النجف الأشرف - سوق الحويش
السيد تحسين الموسوي
07723729449

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

23 Aug, 18:23


🟥 الوداع لا يعني الفراق

🔹كما قد ينتهي موسم الحجّ .. ولاينتهي التوحيد والبقاء عند الله !
🔹وكما قد ينتهي شهر رمضان .. ولا تنتهي ضيافة الله والبقاء على مائدته !
🔹وكما قد ينتهي وقت الصلاة .. ولكن لاتنتهي الصلة بالله والبقاء في حضرته !
🔹كذلك إنتهى موسم الزيارة .. ولكن لم ينتهِ الحسين والبقاء في كربلائه !
فلا تودّعوه وداع مفارق !

ذهبنا الى الحسين لزيارته في كربلاء .. فلنرجع الآن الى الحسين في حياتنا وبيوتنا ووظائفنا ومدارسنا وأعمالنا .. بل لا معنى أصلاً لأن نعيش الحسين أياماً معدودات .. ثم نفارقه !
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ .. أَنْتَ لِي جُنَّةٌ مِنَ الْعَذَابِ .. وَهَذَا أَوَانُ انْصِرَافِي .. غَيْرَ رَاغِبٍ عَنْكَ .. وَلَا مُسْتَبْدِلٍ بِكَ سِوَاكَ .. وَلَا مُؤْثِرٍ عَلَيْكَ غَيْرَكَ، وَلَا زَاهِدٍ فِي قُرْبِكَ .
لم ننسكم من الدعاء والزيارة جميعاً

محمود نعمة الجيّاشي
كربلاء الحسين عليه السلام

محاضرات الشيخ محمود الجياشي

04 Aug, 10:39


وأن لا تنتهي هذه المسيرة التكاملية النورانية بإنتهاء موسم الزيارة .. بل لابدّ للإنسان المؤمن أن يستمر بالمشي فيها في جميع لحظات حياته .. وأن يكون الحسين عليه السلام حاضراً بنوره معنا دائماً سواء كنّا في كربلاء أو خارجها .. وأن لا تنقلب مسيرة حياتنا بعد إنتهاء موسم الزيارة الى الإتجاه المعاكس فنخرج من النور الى الظلمات ! ومن الحياة الى الموت ! ومن الهداية الى الضلال ! ومن الطاعة الى المعصية ! بل ينبغي لنا أن نستمرّ بالمشي ونحثّ الخطى ولا نفقد إتجاه حركتنا التكاملية نحو الحسين عليه السلام في جميع لحظات حياتنا ومستوياتها الظاهرية والباطنية .
قال تعالى :
أَوَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ماكانُوا يَعْمَلُونَ .

محمود نعمة الجيّاشي
وادي السلام-النجف الأشرف