أبو عبد الله المقرئ

@adfgg123


القراءات وعلومها

أبو عبد الله المقرئ

23 Oct, 06:53


(الهدم والبناء) أم(الإصلاح والترميم)؟
الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على أشرف المرسلين أحبتنا من أهل القرآن
كثير من النقاد والباحثين يتبع سياسة الهدم لا الإصلاح فكأننا ندور حول أنفسنا فلا نرتقي ونهينا عن الهدم قال تعالى(وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)أي لا توافقهم بل صحح مسارهم وأصلح ما أفسدوه فالإصلاح يقتضي تقويم معوج لا هدمه
وتدخل الشبهة على كثير من المصلحين ألا وهي (لا فائدة، ازل كل هذا العمل ولنعمل غيره) وتدب روح اليأس في الصف فيأتي التأكيد بنفس السورة على أن الإصلاح هو المكسب الحقيقي للنجاح لا سياسة الهدم و البناء من جديد قال تعالى(إنا لا نضيع أجر المصلحين)
نعم هناك أمور لا يصلح معها إلا الهدم وإعادة البناء ولكنها قليلة جدا أما معظم القضايا فعلاجها الإصلاح والترميم وإلا لو أخذنا بمبدأ الهدم والبناء في كثير من القضايا فإننا ندور حو أنفسنا ونهلك فرصتنا في الحياة فتضيع آخرتنا
*ومن خلال هذين المنهجين(الهدم والبناء) & (الإصلاح والترميم) يختلف الخلائق في شتى الأبواب والعلوم المادية والسياسات والاقتصاد والدول حتى العلوم الشرعية
ومنها أيضا المتخصصون في علم القراءات
فتجد العالم الثقة هو الذي لا ينتحل علم سابقيه بل يصفيه ويحققه ويصلح بالحجة ما اختلف عن الصواب ويزيد منه فيرفع الله قدره ويذيع صيته ويكون عند الله محمودا ويلحقه الله بركب سلفه ومع أن العلم ليس من وضعه ولكن جازاه الله تعالى جزاء المخلصين وعلى قدر نياتكم تؤجرون وجعل له من الحسنى في الدنيا والثناء الحسن كمؤسس العلم نفسه بل ينسب له أيضا ألم يقل تعالى(إنا لا نضيع أجر المصلحين) فيقال :التحقيق هو ما قاله فلان، ولكن فلان رجح كذا وكذا، وهكذا مع ان القول أصلا ليس قوله، ومع أن هذا العالم من الخلف أصلا ولكنها بركة العلم، قال تعالى(إنا لا نضيع أجر المصلحين)
وعلى هذا يخرج الدعوى التي رُمِيَ بها ابن الجزري وغيره وهي أنه كان ياخذ الفائدة من غيره وينسبها لنفسه قال السخاوي:
( إِلَّا أَنه كَانَ إِذا رأى للعصريين شَيْئا أغار عَلَيْهِ وَنسبه لنَفسِهِ وَهَذَا أَمر قد أَكثر الْمُتَأَخّرُونَ مِنْهُ وَلم ينْفَرد بِهِ)
[الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، ٢٥٩/٩]
وفي الحقيقة مع التمحيص لا أرى ذلك إلا على نحو ما ذكرت لك أقصد (الإصلاح والترميم)
*وفى جهة أخرى حيث تتعدد الظنون فقد تجد الباحث يحكم على مجهود سابقيه بالبطلان فيحكم عليه بالهدم ولكنه عند الهدم لن يجد الأصول التي يبني عليها العلم إلا أن يكون هو السارق الحقيقي لعلم السابقين وينسبه لنفسه ومثل هذه الشريحة كثير اليوم من المتأخرين - إلا ما رحم ربي - إنه لا يقفز على علم السابقين فحسب بل على علم أقرانه أيضا بلا رحمة ويكون السبق لرقم الإيداع وساعتها تضمن الملكية ونسي صاحبنا ( أن الله لا يهدي كيد الخائنين) و(لا يصلح عمل المفسدين) وأن للنقل والاقتباس ضوابط وحدودا، قال النووي رحمه الله تعالى :
(ومن النصيحة أن تضاف الفائدة التي تستغرب إلى قائلها فمنفعل ذلك بورك له في علمه وحاله ومن أوهم ذلك وأوهم فيما يأخذه من كلام غيره أنه له فهو جدير أن لا ينتفع بعلمه ولا يبارك له في حال. ولم يزل أهل العلم والفضل على إضافة الفوائد إلى قائلها نسأل الله تعالى التوفيق لذلك دائما)
[بستان العارفين للنووي، صفحة ١٦]
فلله در أصحاب الهمم ولا تقل( لم يترك القديم للجديد شيئا) يتكلم عنه ولكن قل:
(فإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم يستطعه الأوائل)
لا ان يأخذ الباحث جهد غيره دون نسبته ولا أن يقف( محلك سر) دون أن يقدم لدينه شيئا قبل الرحيل
وأخيرا لا تقف كمكتوف الأيدي
قال ابن الجوزي رحمه الله :
((إِن لم تكن أسدا فِي الْعَزْم وَلَا غزالا فِي السَّبق فَلَا تتثعلب يَا هَذَا الْجد جنَاح النجَاة وكسلك مزمن من كد كد العبيد تنعم تنعم الْأَحْرَار من امتطى رَاحِلَة الشوق لي يشق عَلَيْهِ بعد السّفر
(على قدر أهل الْعَزْم تَأتي العزائم ... وَتَأْتِي على قدر الْكِرَام المكارم)) [ابن الجوزي، المدهش، صفحة ٢٢٩]
فإياك أن تموت كما ولدت فهذا هو الخسارة الحقيقية ولا تقدم لصحيفتك شيئا واختر معالي الأمور دوما والعلم رأس مال وافر لاصحاب العزمات والحمدلله رب العالمين
آبوعبدالله المقرئ

أبو عبد الله المقرئ

23 Oct, 06:50


لا انسى ابدا يوم ان قال احد الوجهاء معلنا بكل أريحية بأنه سيغير مذهبه من الإخفاء للإطباق في نحو يعتصم بالله - بعيدا عن الخلاف وضوضاءه في المسألة - تعجبت وحزنت لما يضل به من الخلق والاتباع لان الاعتبار بما اخذ وروى عن شيخه في النقل لا بما يختاره هو وقد تنبأ بذلك الداني في هذين البيتين في قوله(لأنهم بالجهل قد يأتون بغير .... ما يروونا)

أبو عبد الله المقرئ

22 Oct, 05:22


حفظ القرآن مقدم بعد فروض الاعيان
سئل: أيما أفضل: طلب القرآن أو العلم؟
بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ:
أَيُّمَا طَلَبُ الْقُرْآنِ أَوْ الْعِلْمِ أَفْضَلُ؟ .
فَأَجَابَ:
أَمَّا الْعِلْمُ الَّذِي يَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ عَيْنًا كَعِلْمِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فَهُوَ مُقَدَّمٌ عَلَى حِفْظِ مَا لَا يَجِبُ مِنْ الْقُرْآنِ فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ الْأَوَّلِ وَاجِبٌ وَطَلَبَ الثَّانِي مُسْتَحَبٌّ وَالْوَاجِبُ مُقَدَّمٌ عَلَى الْمُسْتَحَبِّ. وَأَمَّا طَلَبُ حِفْظِ الْقُرْآنِ: فَهُوَ مُقَدَّمٌ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا تُسَمِّيهِ النَّاسُ عِلْمًا: وَهُوَ إمَّا بَاطِلٌ أَوْ قَلِيلُ النَّفْعِ. وَهُوَ أَيْضًا مُقَدَّمٌ فِي التَّعَلُّمِ فِي حَقِّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ عِلْمَ الدِّينِ مِنْ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ فَإِنَّ الْمَشْرُوعَ فِي حَقِّ مِثْلِ هَذَا فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ أَنْ يَبْدَأَ بِحِفْظِ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ أَصْلُ عُلُومِ الدِّينِ بِخِلَافِ مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ مِنْ الْأَعَاجِمِ وَغَيْرِهِمْ حَيْثُ يَشْتَغِلُ أَحَدُهُمْ بِشَيْءِ مِنْ فُضُولِ الْعِلْمِ مِنْ الْكَلَامِ أَوْ الْجِدَالِ
[ابن تيمية، مجموع الفتاوى، ٥٤/٢٣]

أبو عبد الله المقرئ

22 Oct, 05:20


" وأما السماع من لفظ الشيخ فيحتمل أن يقال به هنا لأن الصحابة رضي الله عنهم إنما أخذوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم لكن لم يأخذ به أحد من القراء والمنع فيه ظاهر"اهـ
قلت نعم ظاهر لضعف آلة الإداراك في الطالب المستمع اليوم فتنبه يا رحمك الله و ما أقل الضابطين اليوم وماأضعفهم سماعا من شيوخهم فلا يكون هذا إذن مسموحا به إلا على نطاق ضيق جدا وأفراد معدودين جدا وقد يكونون وافرين أكثر ما يكونون فيمن أراد بالقراءة المتابعة ورفع السند بمعنى أنه قرأ من قبل على شيخ بالطريقة الثانية ثم ذهب لشيخ آخر ليرفع سنده فأجاز له أن يسمع طلابا وهم يقرأون عليه أو يسمع منه والله أعلم
وقوله" المنع فيه ظاهر" أى لضعف لغة المتلقين السبب الذى ظهر بكثرة دخول العجم وسبق الكلام عليه والحكمة من ذكر كل هذه الأنواع من التحميل ليسهل على القارئ التلقى من شيخه و على المقرئ ليعرف أن ذلك لا يضر في الإجازة ما دام القارئ متقنا ومدركا لألفاظ المقرئ
قال السيوطي رحمه الله تعالى
" لأن المقصود هنا كيفية الأداء وليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على الأداء كهيئته بخلاف الحديث فإن المقصود فيه المعنى أو اللفظ لا بالهيئات المعتبرة في أداء القرآن وأما الصحابة فكانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضي قدرتهم على الأداء كما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم لأنه نزل بلغتهم."اهـ
قلت ومع تقادم الزمن وتتابع الأيام أصبحت هى المنتشرة الآن ولا يصح بحال أن يجاز طالب بمجرد سماعه من الشيخ – يعنى الطريقة الأولى - بل لابد من سماع الشيخ له ليتأكد من صحة أداءه!!!، فانتشرت الطريقة الثانية وأصبحت هى الألزم أداءا ،قال فى الاتقان:
"وأما القراءة على الشيخ فهي المستعملة سلفا وخلفا " اهـ
قلت وأما الطريقة الأولى فتحولت بعد عهد النبوة إلى طريقة استثنائية فبعد أن كانت هى الأصل أصبح الأئمة لايقومون بها إلا لضرورة وحاجة نحو كثرة عدد الطلاب
قال الداني بسنده:
"قيل لجرير بن عبد الحميد:كيف أخذتم هذه الحروف عن الأعمش؟ فقال: إذا كان شهر رمضان جاء أبو حيّان التميمي وحمزة الزيّات، مع كل واحد منهما مصحف، فيمسكان على الأعمش المصاحف، ثم يقرأ فيسمعون قراءته، فأخذنا الحروف من قراءته ».
وقد ورد أن ممن كان يعمل بها من الأئمة الكسائى رحمه الله تعالى فقد كان يجلس للإقراء ويسمعه الجمع الغفير ويضبطون عليه عد الآى والفواصل والتجويد والقراءة وهو من علماء القرن الثانى الهجرى
قال السخاوى:
" قال أحمد بن الصباح: كان الكسائي يبدأ بمن سبق،فيأخذ عليه، وكان متواضعاً في علمه يأخذ على كل إنسان، ولا يفضل،أحداً على أحد، حتى كثر الناس عليه، وكان يقرأ عليهم، ويتبعون ألفاظه"
فإذا كان عدد المستمعين كثير فإنه يستأمن المقرئ علي كل مجموعة عريق متقن من طلابه يثق في قراءته ليعطوه التمام بصحة قراءة المجموعات مع بعضهم ومن أخطأ رجع إليه قال سويد بن عبد العزيز التنوخي:
" كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه، فكان يجعلهم عشرة عشرة، ويجعل على كل عشرة منهم عريفاً، ويقف هو قائماً في المحراب يرمقهم ببصره، وبعضهم يقرأ على بعض، فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفهم، فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء، فسأله عن ذلك،وكان ابن عامر عريفاً على عشرة،وفى رواية ،فإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء"
قلت ولم يكن ذلك إلا لتكاثر الطلاب على بابه فلابد من حل ناجع وطريقة تسهل تحميل أداء القرآن .
بل وجاز للمقرئ أن يجمع بين الطريقتين ليستوثق من القراء فيقرأ هو أولا ثم يستمع للقراء مرة واحدة إن كان يقدر على ذلك كما يفعل المعلم والطلاب في الفصل الدراسي ذكر نحوه السيوطى عن ابن الجزرى نفسه ت 833هـ
قال
"لما قدم القاهرة وازدحمت عليه الخلق لم يتسع وقته لقراءة الجميع فكان يقرأ عليهم الآية ثم يعيدونها عليه دفعة واحدة فلم يكتف بقراءته". اهـ
قلت وهذا فى القرن التاسع والثامن الهجري !!نعم ،ويصح إجازته وتحمله بمجرد السماع أى الطريقة الأولى أليست هى الطريقة النبوية والأصل؟ ولكن هذا مشروط بما سبق ذكره ،وقد كان يأتيني الطالب القارئ ليتعلم ويقرأ للإجازة فأدخل ما يسمعه مني تعلما وتدريبا في ما يقرأ علي من الإجازة حتى لا أثقل عليه في إعادته بل يكفيه سماعه منى إن كان فهم مني في مواضع أخرى والعلم عند الله تعالى والحمد لله رب العالمين
أبوعبدالله المقرئ

أبو عبد الله المقرئ

22 Oct, 05:20


(طرق تَحْمِل الْقُرْآن )
الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على أشرف المرسلين
أحبتنا من أهل القرآن هذا مبحث هام جدا يكشف لك امورا من طرق تحمل القرآن تعرفك بها ليسهل عليك الإقراء والتيسير على ساداتنا القراء وكل ما ذكرت إنما هو من فعل المشيخة الأولى والسادة الأئمة فكما أننى أقف حجرة عثرة على المتساهلين من شيوخ الشبكة العنكبوتية فكذلك ينبغى علينا أن نظهر التيسير على القراء للتحصيل وللتيسير على المشايخ الذين كثر طلابهم حتى لا يؤخروهم أو يتورعوا فيشددوا عليهم فهلم لنعرف ما هي طرق تحمل القرآن؟
المقصود من طرق تحمل القرآن أى هيئة التلقى والتلقين أو كيف يتم عملية التلقى والتلقين للقرآن؟
فأقول بتوفيق الله تعالى ، الأصل أن القرآن العظيم يؤدى بالتلاوةأعنى القراءة من الشيخ فهو يلقّى ويلقّن والسماع من الطالب وهو المتلقن والمتلقى فالشيخ هو الملقى والملقن حقيقة وحكما وظاهرا فإذا حدث العكس كان الشيخ هو الملقى والملقن حقيقة وحكما فقط أما ظاهر فلا ،فهاتان هيئتان للتلقى والتلقين ولعل لـُعَاب المعرفة يسيل الآن في ذهنك لتعرف حقيقة الهيئة الأولى التى هي الأصل وكيف أن الثانية ليست الأصل وهي الأشهر اليوم ؟ والجواب في البيان التالي يا حامل القرآن
اعلم رحمك الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتيه جبريل بالوحى فإذا انتهى دعى الصحابة فيملى عليهم القرآن وهم يستمعون وإلا فلا سبيل لهم بمعرفة الوحى إلا أن يملى عليهم النبى صلى الله عليه وسلم فضلا عن كونه كان أميا أى لا يقرأ من كتاب ولا يكتب ،فالأصل فى تلقى القرآن هو قراءة المعلم وسماع الطالب من المعلم كما فعل جبريل عليه السلام مع الحبيب المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه والرسول الكريم صلى اللعه عليه وسلم مع الصحابة رضوان الله عليهم بعد نزول الوحى. قال البغوى كما نقل أبو شامة في مرشده:
" وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن ..."
ولكنه ورد فى الأثر الصحيح وكتب السنة أنه كان يسمعه كذلك من الصحابة الكرام وهم الذين يقرءون ، ومما يدل عليها أيضاعرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل في رمضان كل عام و كما فعل مع ابن مسعود وأبي موسى الأشعرى وغيرهما من الصحابة رضى الله عنهم وذكرنا أمثلة كثيرة على ذلك فى كتابي تاريخ المصحف.
ولكن ذلك كان بعد ما كانوا يسمعون هم منه أولا فالأصل فى التلقى والتلقين فى القرآن أن يكون من المعلم قال تعالى:
"وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم"هذا فى أول النمل ثم قال تعالى "وأن أتلو القرآن" وهذا فى آخرها أى بعد التلقى .
وكان بمجرد قراءة النبى صلى الله عليه وسلم يفهم الصحابة مقصوده الصحيح من الألفاظ وكيفية نطقها فلا يحتاج منهم إلى المراجعة عليه ليرى كيف يقرأون .
فكما ترى من حال النبوة الشريفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن هيئة التلقى والتلقين فهو :
إما أن يملى هو عليهم الوحى كما كان جبريل يملى عليه ويسمعون هم وهى الأشهر والأكثر .
أو يقرأون هم عليه ويسمع هو.
ولكن الطريقة الأولى مشروطة بكونهم يفهمون مقصوده من التلاوة والقراءة ،وقد كانوا كذلك ولو كانواغير ذلك لكان ثبت لنا أنه ردهم وعلمهم لينطقوا اللفظ الصحيح عندما كانوا يقرأون أمامه ويعرضون عليه وبدليل أنه كان أول ما ينزل يقرأ هو أولا ليعلمهم ما نزل وكيف يقرأ وكما قال فى الصحيح لمعاوية بن الحكم لما لم يحسن الصلاة "ارجع فصل فإنك لم تصلى " فما كان ينبغي عليه أن يكتم إن لم يعلموا ويتعلموا القراءة الصحيحة وإلا انتفى الإبلاغ الذي أمر به قال تعالى " ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته.." المائدة،وكان الصحابة يفعلون ذلك مع من يقرأ عليهم ويخطئ ألا ترى ابن مسعود رضى الله عنه عندما سمع رجلا يقرأ :"إنما الصدقات للفقراء ...الآية"فقال ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمأعادها يمدها مدا
والطريقتان فى تحمل القرآن صحيحتان
والأولى هى الأصل والأشهر فى عهد النبوة وكان يعمل بها كثير من أهل العلم وكما ذكرت لك مشروطة بفهم المتلقى لأبعاد الكلام ومضمونه وألفاظه ومخارجه وصفاته وبفهم السامع للفظ المتلقى ومعرفة مقصود القارئ فى نطقه .
ولكن بتقادم الزمن وانتشار الإسلام ودخول العجم فيه أصبحت الطريقة الثانية هى الأساس والأشهر في التلقي والتلقين وهي أن يقرأ الطالب ويستمع المقرئ وذلك لأن العجمى أو حديث العهد بالإسلام من الصعب عليه إدراك مقصود القارىء من النطق باللفظ وكيفية نطقه خلاف الصحابة قديما كان يفهمون اللفظ من فم النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت الطريقة الأولى فى التلقى والأداء لا تصح أو أقل شهرة وأصعب ماخذا لعدم فهم السامع للمقصود قال السيوطى

أبو عبد الله المقرئ

22 Oct, 05:19


اللحن الجلي والخفي عند الداني سواء
قال أبو عمرو:
.. اعلموا أن كل حرف من حروف القرآن يجب أن يمكن لفظه، ويوفى حقه من المنزلة التي هو مخصوص بها، على ما حددناه وما نحدده، ولا يبخس شيئاً من ذلك، فيتحول عن صورته ويزول عن صيغته، وذلك عند علمائنا في الكراهة والقبح كلحن الإعراب الذي يتغير فيه الحركات وينقلب به المعاني. كما حدثني الحسين بن شاكر السمسار، قال: حدثنا أحمد بن نصر، قال: سمعت ابن مجاهد يقول: اللحن في القرآن لحنان: جلي وخفي، فالجلي لحن الإعراب، والخفي ترك إعطاء الحرف حقه من تجويد لفظه..
[أبو عمرو الداني، التحديد في الإتقان والتجويد لأبي عمرو الداني، صفحة ١١٨]

أبو عبد الله المقرئ

22 Oct, 05:18


(الراء المكسورة)
الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على أشرف المرسلين وبعد/
احبتنا من أهل القرآن من نظري الشخصى الأداء السليم له ثلاث مراحل:
الأولى هي التعليم والثانية هي التطبيق والثالثة هي التدقيق وقلَّ من يصل لمرحلة التدقيق وأقل منهم من يكمِّلها وقد أشار ابن الجزرى رحمه الله تعالى في رءوس أقلام للمراحل الثلاثة في مقدمته رحمه الله تعالى ولم يستفض ولكنه في التمهيد في التجويد استفاض فيها لحد ما ولكن مع ذلك لا غنى عن التلقي والتلقين من المتقين لن الشيخ المتقن هو المترجم الحقيقي للأداء القرآني لذا لا تجد كتابا على وجه الأرض ينقل بالأداء والتلقي كله إلا كتاب الله تعالى أو بعضه مهما قل إلا الحديث المسلسل من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
وكان من عادتى إذا شرفنى قارئ أن أدرس له التحفة والجزرية ثم أدقق له وهي المرحة الثالثة من الوصول للأداء الصحيح وكتبت في ذلك نظما وهو التحديد والتجريد لأحكام التجويد وشرحته في كتاب اسمه اعلام القراء باحكام الأداء وهذا رابطه على التليجرام الخاص بي
https://t.me/Adfgg123/432
وهذا المطلب من مطالبه وهو هام جدا في كيفية نطق الراء المكسورة فهلم يا أحبة القرآن لنتعرف عليه
قولى
19- فإنْ كُسِرت راءٌ فرققْ وخَصص ِ * إذا شُدِّدَت واحذرْ لسانك يُعتـــلا
20- كذريــة وآخريـــن بضــــــــارهم * يقرِّب منظرين يصطرخ انجـــلا
21- صريخ قرينه ومن يقترف نـُـرِي * ورزق حجوركم حواري تحصلا
الشرح
اعلم رحمك الله أنه إذا كسرت الراء يلزم الترقيق مطلقا ولا تفخم البتة بالإجماع و يكون الترقيق أصعب ما يكون:
عندما تكون الراءمشددة وعندما يكون قبلها مفخم ، لأنها تكون أكثر قابلية للتفخيم فاحذر- حفظك الله – أن تقع في التفخيم وهو لحن وهذا معنى قولى "واحذر لسانك يعتلى" لأن الاستعلاء قرين التفخيم وهما صنوان ،ومثال ذلك مما قد يقع فيه اللحن ( ذرِّية , آخَرينَ , بضارّهم , ليقربونا , منظرين , وهم يصطرخون , فلا صريخ لهم , قال قرينه , ومن يقترف , وكذلك نُرِي , ورزق ربك , في حجوركم , الحواريون ،بضر ،بضره ، بنور ،لنوره ، في الصور )
وقد يسـأل القارئ وكيف ذلك؟ قلت بالتلقى السليم من شيوخ الأداء والدراية بمعرفة المخارج المعرفة الدقيقة وذلك بأمور:
-أن الراء تخرج من طرف اللسان مع محاذاة ما يليه من الحنك الصلب ولكن من أى طرف؟قلت لابد من أن يكون مدببا ويكون ذلك بمده وتقويته ليحاذى أدنى الغار الصلب القريب من اللثة وإنما يكون الخطأ عند ارتخاء اللسان وترك مده ليتجرد الطرف جيدا لأدنى اللثة بل يتراخى فيحاذى نقطة ما بعد وسط الغار فيكون فيه استعلاء فيظهر في صوت الراء
-عدم المبالغة في الحرف الذى قبله ليسهل الخروج منه فلو بالغت في القاف من نحو"قُرِئ" بدعوى التحقيق –وليس كذلك –فإن ذلك يصعب الانتقال للراء فلابد من السلاسة وعدم الافراط في النطق
-تحقيق مخرج الكسرة جيدا شكلا وكنها:
أما كنها فكما سيأتى فيعنى أن تخرج صادقة من مخرجها وهو مخرج حروف المد التقديرية وسيأتى الكلام عنه إن شاء الله تعالى وأما شكلا فينبغى إظهاره شكلا على الفم كما سيأتى فالكسرة تكون باستعراض تجويف الفم كله وتنبه لا الشفتين فقط فتكون بذلك كسرة خالصة ومن أمثلته"غُلِبوا – لُعِنوا – ردِفَ – حَسِبوا"
*وتخفف كلمة"بضارهم" فى البيت ضرورة وزنية ،وأشرت لكلمة الحواريين فى البيت لأنه لا يوجد فى الكتاب العزيز كلمة حوارى هكذا فحسب والعلم عند الله والحمد لله رب العالمين
أبوعبدالله المقرئ

أبو عبد الله المقرئ

22 Oct, 05:17


معنى تواتر القرآن
الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على أشرف المرسلين وبعد
أعلم رحمني الله وإياك أن القرآن متربع على أعلى رتبة إسنادية في الأداء لأنه الأصل فيه وكذا في الرواية ولكثرة النقلة للقرآن كان أئمة التدوين يتخيرون في كتابته وهذا هو السر في اختيار العشرة فقط والرواية العشرين فقط كما قال الشاطبي رحمه الله تعالى.. تخيرهم نقادهم كل بارع.. وكما قال ابن الجزري رحمه الله تعالى.. فمنهمو شموس عشر ظهرا* ضياؤهم وفي الأنام انتشر..
فالقرآن لا يخضع لمراتب مصطلح الحديث فتنبه رحمك الله تعالي ولما ظهرت مراتب المصطلح وكان أعلاها التواتر وصفوا القرآن بالتواتر مع كون النقلة آحادا وذلك لأن من تركوهم دون تدوين أسماءهم أضعاف مضاعفة ممن ذكرتهم وهذا خلاف الحديث فإن إمام التدوين كان يسافر البلاد ويقطعها طولا وعرضا ليجمع سند حديث واحد اما القرآن فكان المدون ينزل البلدة ويتخير وهذا معنى التواتر القرآني خلاف التواتر الحديثي مبنى على المشاحتة َ ويتراجع في ذلك الرحلة في الحديث للبغدادي
وفي ذلك كلام كثير يراجع فيه كتابي الحد الفاصل بين القرآن والشاذ فمن ادعي دون التواتر فقد نظر للاسانيد المجمَعة دون تخير المدونين في اسانيد القرآن ومن نصوص الأئمة التي توضح هذه القضية
قال الذهبى فى السير من ترجمة يعقوب الحضرمى
"وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ التَّوَاتُرِ أَنْ يَصِلَ إِلَى الأُمَّةِ فَعِنْدَ القُرَّاءِ أَشْيَاءُ مُتَوَاتِرَةٌ دُوْنَ غَيْرِهِم"اهـ
قلت نعم القراءات متواترة وإن أسندت بأسانيد آحاد فى التدوين صح منها ما صح وضعف ما ضعف لا يهم لأن المدون لم يستوعب كل الاسانيد الموجودة قبل التدوين وهذا فهم اهل العلم كما ترى فهم يدورون فى فلك الكلام عن ما قبل أسانيد التدوين وقانعون أن مسألة التواتر قبل التدوين
وقال القسطلاني فى اللطائف:
«ولا يقدح في تواتر القراءات السبع إذا استندت من طريق الآحاد، كما لو قلت: أخبرني فلان عن فلان أنه رأى مدينة سمرقند، وقد علم وجودها بطريق التواتر لم يقدح ذلك فيما سبق من العلم بها، فقراءةالسبع كلها متواترة وقد اتفق على أن المكتوب في المصاحف متواترالكلمات والحروف...»اهـ
قال السخاوى رحمه الله فى جماله
"فإن قيل: فقراءة الكسائي هل تستطيع ربّك راجعة إلى ما روى عبادة بن نسيّ عن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل عن قول الحواريين هَلْ تستطيع ربك أو يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ؟ فقال: «أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تستطيع ربّك مرارا بالتاء والنصب»وهذا حديث يرويه محمد بن سعيد الشامي وهو مشهود على كذبه،ورداءة مذهبه، قلنا: ليس هذا الحديث هو أصل القراءة، ولا هي راجعة إليه،والقراءة ثابتة مقطوع بصحتها، وإذا علم ذلك من غير هذا الحديث، فلا يقدح ذلك فيه."اهـ
فانظر رحمك الله بين يديك لتعرف من أين عرف التواتر ، إنه لم يعرف بالأسانيد
قال فى المنجد
" وليس الأمر كما ذكر هؤلاء، والشبهة دخلت عليهم من انحصار أسانيدها في رجال معروفين وظنوها كاجتهاد الآحاد ،وقد سألت شيخنا إمام الأئمة أبا المعالي رحمه الله تعالى عن هذا الموضع فقال: انحصار الأسانيد في طائفة لا يمنع مجيء القرآن عن غيرهم فلقد كان يتلقاه أهل كل بلد يقرؤه منهم الجمع الغفير عن مثلهم وكذلك دائما والتواتر حاصل لهم، ولكن الأئمة الذين تصدوا لضبط الحروف وحفظوا شيوخهم منها وجاء السند من جهتهم وهذه الأخبار الواردة في حجة الوداع ونحوها أجلي ولم تزل حجة الوداع منقولة عمن يحصل بهم التواترعن مثلهم في كل عصر فهذه كذلك وقال:هذا موضع ينبغي التنبيه له"
ومما رد عليه أيضا قال
" اوقفت عليه شيخنا الإمام واحد زمانه شمس الدين محمد بن أحمد الخطيب بيبرود الشافعي فقال لي: معذور أبو شامة حيث إن القراءات كالحديث مخرجها كمخرجه إذا كان مدارها على واحد كانت آحادية وخفي عليه أنها نسبت إلى ذلك الإمام اصطلاحا وإلا فكل أهل بلدة كانوا يقرؤنها أخذوها أمما عن أمم ولو انفرد واحد بقراءة دون أهل بلده لم يوافقه على ذلك أحد بل كانوا يجتنبونها ويأمرون باجتنابها."اهـ
وقال
" روى ابن أبي داود عن إبراهيم النخغي قال: كانوا يكرهون سند فلان وقراءة فلان قلت: وذلك خوفا مما توهمه أبو شامة من أن القراءة إذا نسبت إلى شخص تكون آحادية ولم يدر أن كل قراءة نسبت إلى قارئ من هؤلاء كان قراؤها زمن قارئها وقبله أكثر من قرائها في هذا الزمان وأضعافهم، ولو لم يكن انفراد القراء متواترا لكان بعض القرآن غير متواتر لأنا نجد في القرآن أحرفا تحتلف القراء فيها ولك واحد منهم على قراءة لا توافق الآخر كـ {أَرْجِهْ} [الأعراف: 111، الشعراء: 36] وغيرها فلا يكون شيء منها متواترا."اهـ
قلت وهناك ردود اخرى ونكتفى بذلك ففيه المقنع إن شاء الله والعلم عند الله تعالى والحمد لله رب العالمين
آبوعبدالله المقرئ

أبو عبد الله المقرئ

22 Oct, 03:56


علاقةالحركةبالمد المتولد منها
الحركة أصل المد فى المقدار لأنها أقل منه وهو امتدادها
والمدأصل الحركةفى التصوير لأن كتابة المدود قديمة قدم اللغة وكتابة الحركات محدثة التصوير ايام السلف
وكلاهما سواء فى الوجود والاستعمال لأن كليهما مستعملان مع الوضع الأول ولا يستغنى العربي عنهما ابدا
بعيدا عن المساجلات العلمية وفلسفة أيهما قبل أو أصل الاخر خذه مني وعض عليه

أبو عبد الله المقرئ

19 Oct, 05:20


تاريخ تأليف الجزرية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول رب العالمين. وبعد
متى ألف ابن الجزري المقدمة؟ سؤال هام وذلك لأن ابن الجزري رجع عن بعض أحكام الجزرية في النشر يعني في الخمسين من عمره والظاهر أنه ألفها في مقتبل عمره والعلم عند الله تعالى
ونقطة أخرى وهي ادعاء بعض المعاصرين أن إبداع ابن الجزري رحمه الله تعالى كان مقتصرا على آخر سني عمره ولا يصح فقد ألف رحمه الله المنجد وبدأ في الطبقات مقتبل عمره وكذا الجزرية على ما بان لي ولكن ابن الجزري رحمه الله تعالى لم يفصح عن تاريخ تأليفه الجزرية
وهذا البيت يؤكد أنه ألف الجزرية وهو صغير وهو فى مقتبل العمر ألا وهو" فرققن مستفلا من أحرف وحاذرن تفخيم لفظ الألف"لأنه لما رجع عنه كان فى النشر وألفه فى 799 هجريا وقد ناهز الخمسين
وكذلك عدم ذكره تاريخ تأليف الجزرية فى آخرها يؤكد أنه كتبها مبكرا وهذا حال من لم يكن متمرسا فى النظم وهو المناسب لسن الصغير وكذا من لم يكن بعد متمرسا فى عدِّ الجمل فذكر عددها بعد الجمل آخرها ولكن لم يسهل عليه ذكر تاريخ التأليف خلاف الطيبة التى ألفها فى الخمسين من عمره ذكر عدد أبياتها وتاريخ تأليفها فى الآخر
ومما يؤكد أيضا أنه ألف المقدمة صغيرا هو كونه ألفها فى تجويد حفص وهذا ظاهر من باب احكام المد والنون والتنوين والمقطوع والموصول عند حفص خصوصا
وقد ذكر فيها الخلف فى.. ألم نخلقكم.. ولكنه فى النشر لم ينسب لحفص الخلف بل الإدغام الكامل فقط نعم اليوم جاز القراءة بالناقص ولكن ليس لحفص أما عن حفص فبالكامل فقط والطرق تثبت ذلك والعلم عند الله تعالى
والذى يؤكد لك أنه ألفها في مقتبل حياته الاختلاف في عدد أبياتها فإنه ذكر في الأبيات انها سبعة بعد المائة ولكن عددها تسعة بعد المائة مما يؤكد انه تناولها بالتحقيق والزيادة والنقص عبر حياته وهذا ديدنه كما في في كتابه غاية النهاية في طبقات القراء وكان ينقح فيه ويزيد وينقص طيلة ثلاثين عاما تقريبا من عام 772 حتى علم 804 من الهجرة كما ذكر آخر الكتاب
وإنى لألوم بعض اللغويين الذين يختزلون حياة ابن الجزري العلمية وحركة تأليفه للمنظومات وهو يناهز الخمسين وقد أفرغوا كل عمره من التأليف فى القراءات والتجويد إلا فى الخمسين
ولكن هناك إشكال وهو أنه أدرج بعض أبواب الجزرية في الطيبة مع تغيير لطيف لبعض ألفاظها ؟قلت لا إشكال لأن الدليل على أن تأليفها متقدم أول حياته العلمية هو هذا التغيير فحسب
وقد يقول قائل إنه لم يغير البيت الذى يقررفيه ترقيق لفظ الألف مطلقا الذى ذكرته وهو" ورققن مستفلا من أحرف وحاذرن تفخيم لفظ الألف" ؟قلت النشر أصل الطيبة وقد ألفها مع كتابة النشر يؤكد ذلك أن تاريخ الانتهاء منهما واحد كما هو واضح في آخرهما وكان ابن الجزري رحمه الله تعالى يضع في الطيبة أثبت الأحكام التى على شرطه في النشر فليس كل ما في النشر في الطيبة ولما احتاج فيها بعض أبواب التجويد لتكمل الفائدة أخذها من الجزرية مع تغيير بعض الألفاظ وبما أنه عالم ومدقق وصريح لم يغير البيت القديم الذى أخطأ في حكمه من إطلاق ترقيق لفظ الألف أمانة منه واعترافا بخطأه في النشر حتى لا يدعى أحد انه لم يرجع عنه أو أن ما في النشر "من اتباع الألف لما قبلها تفخيما وترقيقا خطأ"،
وإن تعجب فتعجّب من كون هذا البيت ما زال في الجزرية مع أنه اعترف بخطاه في النشر وكان بإمكانه لما رجع في النشر أن يمحوه ولكنه لم يفعل ليعترف أنه غير معصوم والحجة للدليل ،وبالفعل لذلك يحزننى كثيرا أن هناك من المتأخرين المتعصبين الذين قضوا من العمر عتيا يلفقون في علم التجويد ولم نسمع أحدا منهم أنه اعترف بانه أخطأ ولو مرة واحدة في حياته لذلك أنصح باعتبار ذلك فيمن تختاره يا طالب القرآن لتتعلم منه ألا وهوصفة التراجع عن بعض أخطاءه القديمة
فائدة
فسر المسعدي البيت "فرققن مستفلا من أحرف وحاذرن تفخيم لفظ الألف" تفسيرا لطيفا يناسب رجوع ابن الجزرى رحمه الله عن القول بلزوم الألف اللينة الترقيق ،وما أرفق أهل العلم بعضهم ببعض ولعل تواضع ابن الجزرى رحمه الله تعالى واعترافه بخطأه وإظهاره له خدمة للعلم سخر له من يحول معناه للأفضل ويكون شرح البيت على ما اختار المسعدى فى شرحه على الجزرية أى "رقق الحرف المستفل وأخص الألف اللينة إن أتت بعده فجعل الشطر الثاني متعلقا بالأول" والعلم عند الله تعالى
والمعنى الخطأ للبيت هو رقق المستفل من الأحرف واحذر تفخيم الألف اللينة مطلقا فيكون قد حكم على الألف اللينة بالترقيق مطلقا وهذا رجع عنه في النشر والحمد لله رب العالمين
آبوعبدالله المقرئ

1,101

subscribers

314

photos

35

videos