قناة د. عادل الحمد @adelhamad1442 قناة على Telegram

قناة د. عادل الحمد

قناة د. عادل الحمد
تجدون في هذه القناة مقالات ومؤلفات ومشاريع ودورات ومحاضرات د. عادل الحمد
2,864 مشترك
88 صورة
2 فيديو
آخر تحديث 06.03.2025 19:06

قناة د. عادل الحمد: منصّة المعرفة والاحترافية

تُعتبر قناة د. عادل الحمد واحدة من المنصات المميزة في عالم المعرفة والتعليم، حيث تقدم مجموعة متكاملة من المقالات والمشاريع والدورات والمحاضرات التي تساهم في تعزيز وتنمية المهارات الفردية والمهنية. يركز الدكتور عادل الحمد في أعماله على تقديم محتوى علمي موثوق يعكس خبرته الواسعة ومؤلفاته المتعددة التي تتناول مواضيع هامة في مختلف التخصصات. تمتاز القناة بجودتها العالية، حيث يسعى د. عادل لتزويد الجمهور بأفضل الأدوات والمعلومات التي تساعدهم في تطوير أنفسهم وتحقيق أهدافهم. إن المحتوى الذي يُعرض في القناة لا يقتصر فقط على الجانب الأكاديمي، بل يتضمن أيضًا جوانب عملية تهدف إلى بناء معرفة قوية ومتكاملة لدى المتلقي.

ما هي أنواع المحتوى المتوفر في قناة د. عادل الحمد؟

تقدم قناة د. عادل الحمد مجموعة متنوعة من المحتويات تشمل المقالات العلمية، المؤلفات الأدبية، والدورات التعليمية التي تغطي مجموعة واسعة من التخصصات. يجد الزوار في القناة مقالات تتناول موضوعات مثل القيادة، إدارة الأعمال، التنمية الذاتية، وغيرها من المواضيع التي تهم الجمهور.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي القناة على محاضرات تتعلق بتجارب د. عادل ونصائح وإرشادات للمهنيين والطلاب. هذه المحاضرات مصممة لتعزيز الفهم وتقديم معرفة عملية يمكن تطبيقها في الحياة اليومية.

كيف تساهم قناة د. عادل الحمد في تحسين المهارات الفردية؟

تسهم قناة د. عادل الحمد في تحسين المهارات الفردية من خلال تقديم دورات تعليمية مركزة على تطوير المهارات العملية. هذه الدورات تشمل مواد تعليمية متعددة تعزز من قدرة الأفراد على المنافسة في سوق العمل.

علاوة على ذلك، يقدم د. عادل نصائح قيمة وتوجيهات يمكن أن تساعد الأفراد في أخذ خطوات فعالة نحو تحقيق أهدافهم، مما يدعم رحلتهم نحو التميز المهني والشخصي.

ما هي الفائدة من قراءة مقالات د. عادل الحمد؟

قراءة مقالات د. عادل الحمد تقدم فائدة كبيرة للقراء، إذ تعكس خبرته وتراكم معرفته في مجالات عدة. هذه المقالات تتضمن تحليلات معمقة ونصائح عملية تساعد القراء على فهم الموضوعات بشكل أفضل وإيجاد حلول للمشكلات التي قد يواجهونها.

أيضاً، تعكس المقالات أسلوب د. عادل في التفكير النقدي وتقديم معلومات موثوقة، مما يعزز من قدرة القارئ على اتخاذ قرارات مدروسة في مجالات العمل والدراسة.

هل هناك دورات متاحة للجمهور من خلال القناة؟

نعم، قناة د. عادل الحمد توفر مجموعة من الدورات التعليمية التي يمكن للجمهور التقديم عليها. تشمل هذه الدورات موضوعات متنوعة مثل إدارة الوقت، القيادة، والتسويق الرقمي، حيث تهدف إلى تزويد المشاركين بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق الأداء المتميز.

تتميز هذه الدورات بجعل المحتوى قابلًا للتطبيق الفوري، مما يساعد المشاركين على استخدام ما تعلموه في حياتهم اليومية وفي بيئة العمل.

كيف يمكن الانضمام إلى قناة د. عادل الحمد؟

يمكنك الانضمام إلى قناة د. عادل الحمد بسهولة من خلال زيارة حسابه الرسمي على وسائل التواصل الاجتماعي أو موقعه الإلكتروني. هناك، يمكنك الاطلاع على أحدث المقالات والدورات والمحاضرات التي يقدمها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الاشتراك في النشرات الإخبارية التي يرسلها الدكتور عبر البريد الإلكتروني لتكون على اطلاع دائم بجميع المستجدات والمحتويات الجديدة.

قناة قناة د. عادل الحمد على Telegram

هل تبحث عن مصدر موثوق للمقالات العلمية والمؤلفات الهامة؟ قناة د. عادل الحمد هي المكان المناسب لك! يمكنك الآن الاشتراك في هذه القناة على تطبيق تلغرام بمجرد البحث عن @adelhamad1442. تجدون في هذه القناة مقالات ومؤلفات عالية الجودة من قبل الدكتور عادل الحمد. سواء كنت تبحث عن موارد تعليمية، مشاريع علمية، دورات تدريبية أو محاضرات ملهمة، ستجد كل ذلك وأكثر في هذه القناة. الدكتور عادل الحمد معروف بخبرته وتأليفاته القيمة في مجالات متعددة. انضم إلينا الآن لتستفيد من المحتوى القيم والشيق الذي يقدمه الدكتور عادل الحمد. لا تفوت فرصة التعلم والتطوير مع هذه القناة المميزة!

أحدث منشورات قناة د. عادل الحمد

Post image

معاناة المرأة في زمن موسى - 5
معاناة أم موسى عليه السلام

أمُّ موسى من جملة النِّساء اللاتي تعرضن للمعاناة الشديدة من قبل فرعون وجنوده. وقد ذكر لنا ربنا سبحانه وتعالى معاناة أمِّ موسى في القرآن في أكثر من سورة، فقال سبحانه:
(وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (٣٧) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (٣٨) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (٣٩) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى) [طه: 37-40]

وقال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (٨) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٩) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١١) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [القصص: 7-13]

وإنَّما ذكر الله لنا معاناة أمِّ موسى في القرآن لنأخذ منها العبرة والعظة في الثَّبات على الحقِّ أمام فراعنة الزمان، فاصبري أخيتي واثبتي على الحقِّ مهما كانت المعاناة التي تمرين بها بسبب كراهية عدوِّك لهذا الدِّين.
وقد مرَّت معاناة أمِّ موسى بعدة مراحل مختلفة:

المرحلة الأولى: مدَّة الحمل، وهو القلق الذي استمرَّ معها طوال مدَّة الحمل وهي ترى وتسمع ما يفعله زبانية فرعون من التَّلصُّص على النِّساء والتَّجسُّس عليهنَّ لمعرفة الحوامل منهنَّ فيرصدنها حتى الولادة ثُمَّ يقتلن طفلها إن كان ذكرًا.
فحاولت إخفاء حملها حتَّى لا يعرف به أحد، وهذه معاناة عظيمة استمرَّت تسعة أشهر.

قال ابن كَثِير رَحِمَهُ الله: ((ذَكَرُوا أَنَّ فِرْعَوْنَ لَمَّا أَكْثَرَ مِنْ قَتْلِ ذُكُورِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، خَافَتِ الْقِبْطُ أَنْ يُفْنِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَيَلُونَ هُمْ مَا كَانُوا يَلُونَهُ مِنَ الْأَعْمَالِ الشَّاقَّةِ، فَقَالُوا لِفِرْعَوْنَ: إِنَّهُ يُوشِكُ إِنِ اسْتَمَرَّ هَذَا الْحَالُ أَنْ يَمُوتَ شُيُوخُهُمْ وغلمانهم يقتلون. ونساؤهم لا يمكن أن تقمن بما تقوم بِهِ رِجَالُهُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ، فَيَخْلُصُ إِلَيْنَا ذَلِكَ، فَأَمَرَ بِقَتْلِ الْوِلْدَانِ عَامًا وَتَرْكِهِمْ عَامًا، فَوُلِدَ هَارُونُ عَلَيهِ السَّلام فِي السَّنَةِ الَّتِي يَتْرُكُونَ فيها الولدان، وولد موسى فِي السَّنَةِ الَّتِي يَقْتُلُونَ فِيهَا الْوِلْدَانَ، وَكَانَ لفرعون ناس مُوَكَّلُونَ بِذَلِكَ، وَقَوَابِلُ يَدُرْنَ عَلَى النِّساء، فَمَنْ رَأَيْنَهَا قَدْ حَمَلَتْ أَحْصَوُا اسْمَهَا، فَإِذَا كَانَ وَقْتُ وِلَادَتِهَا لَا يَقْبَلُهَا إِلَّا نِسَاءُ الْقِبْطِ، فإن وَلَدَتِ الْمَرْأَةُ جَارِيَةً تَرَكْنَهَا وَذَهَبْنَ، وَإِنْ وَلَدَتْ غُلَامًا دَخَلَ أُولَئِكَ الذَّبَّاحُونَ بِأَيْدِيهِمُ الشِّفَارُ الْمُرْهَفَةُ فقتلوه ومضوا، قبحهم الله تعالى)). (تفسير ابن كثير 6/199)

المرحلة الثَّانية من المعاناة كانت بعد الولادة بموسى عليه السلام؛ خوف وقلق واضطراب، حالة نفسيَّة متعبة مع آلام النِّفاس، والحالة النَّفسيَّة النَّاتجة من النِّفاس، والسَّبب هو التَّفتيش المستمر من زبانية الطَّاغية فرعون، واقتحامهم للبيوت وتفتيشها والبحث عن الأطفال الذُّكور وقتلهم أمام أعين أمَّهاتهم.
ولابدَّ وأن أمَّ موسى قد سمعت بقصص الأطفال الذين قُتلوا على يد زبانية فرعون، وكيف قُتلوا، وكيف كان وقع القتل على أمَّهاتهم. ومثل هذه الأخبار كانت منتشرةً في ذلك الزَّمان بسبب كثرة القتل الذي أوقعه فرعون على أطفال بني إسرائيل.

فتخيُّلُ مِثْلِ هذه الحوادث في فؤاد أمِّ موسى وفكرها وعقلها واردٌا جدًا، وتخيُّ

06 Mar, 02:36
121
Post image

ل أن يقع هذا لطفلها مؤلمٌ لها، ويزيد في معاناتها.
وإذا كانت الأمَّهات يفرحن بولادة الذَّكر وخاصةً إذا كان بكرها، لأنَّهنَّ يستشعرن السند القادم لهنَّ بعد وفاة أبيه أو ضعفه، فإنَّ أمَّ موسى على خلاف ذلك، فقد لازمها الخوف والاضطراب، والحيرة في كيفيَّة التَّصرف بهذا المولود وإخفائه عن أعين زبانية فرعون.

قال ابن كثير رحمه الله: ((فَلَمَّا حَمَلَتْ أُمُّ مُوسَى بِهِ عَلَيهِ السَّلام لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا مَخَايِلُ الْحَمْلِ كَغَيْرِهَا، وَلَمْ تَفْطِنْ لَهَا الدَّايَاتُ وَلَكِنْ لَمَّا وَضَعَتْهُ ذَكَرًا ضَاقَتْ بِهِ ذَرْعًا، وَخَافَتْ عَلَيْهِ خَوْفًا شَدِيدًا، وَأَحَبَّتْهُ حُبًّا زَائِدًا، وَكَانَ مُوسَى عَلَيهِ السَّلام لَا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلَّا أَحَبَّهُ، فَالسَّعِيدُ مَنْ أَحَبَّهُ طَبْعًا وَشَرْعًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) [طَهَ: 39])). (تفسير ابن كثير 6/199)

ومع هذه المعاناة التي تمر بها أمِّ موسى، يأتي الفرج من الله عز وجل، بوحي يوحيه الله لها ويقذفه في نفسها، قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
[القصص: 7].
قال الطَّاهر بِن عَاشُور رَحِمَهُ الله: ((وَالْوَحْيُ، هُنَا: وَحْيُ الْإِلْهَامِ الصَّادِقِ. وَهُوَ إِيقَاعُ مَعْنًى فِي النَّفْسِ يَنْثَلِجُ لَهُ نَفْسُ الْمُلْقَى إِلَيْهِ بِحَيْثُ يَجْزِمُ بِنَجَاحِهِ فِيهِ وَذَلِكَ مِنْ تَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى. وَقَدْ يَكُونُ بِطَرِيقِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةِ الَّتِي يُقْذَفُ فِي نَفْسِ الرَّائِي أَنَّهَا صِدْقٌ)). (التحرير والتنوير 16/ 216)

وقال ابن تيمية رَحِمَهُ الله: ((قال تعالى: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي) وَقال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ). بَلْ قَدْ قال تعالى: (وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) وَقال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ) فَهَذَا الْوَحْيُ يَكُونُ لِغَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ، وَيَكُونُ يَقَظَةً، وَمَنَامًا. وَقَدْ يَكُونُ بِصَوْتِ هَاتِفٍ، يَكُونُ الصَّوْتُ فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ لَيْسَ خَارِجًا عَنْ نَفْسِهِ يَقِظَةً وَمَنَامًا، كَمَا قَدْ يَكُونُ النُّورُ الَّذِي يَرَاهُ أَيْضًا فِي نَفْسِهِ. فَهَذِهِ " الدَّرَجَةُ " مِنْ الْوَحْيِ الَّتِي تَكُونُ فِي نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْمَعَ صَوْتَ مَلَكٍ فِي أَدْنَى الْمَرَاتِبِ وَآخِرِهَا)). (مجموع الفتاوى 12/ 398)

فهذه كانت بداية الفرج لهذه المعاناة التي كانت تمرُّ بها أمُّ موسى، ولكنَّها لم تكن نهاية المعاناة.
وقد دلت قصة معاناة المرأة في زمن موسى، أن المعاناة التي يمرُّ بها الإنسان قد تظهر علامات زوالها أو تخفُّ، ولكنَّها تعود مرَّةً أخرى لحكمة يعلمها الباري سبحانه وتعالى.

فما المعاناة الثَّالثة التي عانتها أمُّ موسى؟
وكيف تصرَّفت مع هذا الإلهام الذي ألهمها الله به؟
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.

وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
5 رمضان 1446هـ

06 Mar, 02:36
127
Post image

وقال ابن كثير رحمه الله: ((وقوله تعالى: ﴿يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ﴾ يعني بني إسرائيل، وكانوا فِي ذلك الوقت خيار أهل زمانهم، هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبَّار العتيد يستعملهم فِي أخس الأعمال، ويكدهم ليلًا ونهارًا فِي أشغاله وأشغال رعيته، ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحيي نساءهم، إهانة لهم واحتقارًا وخوفًا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته منه أن يوجد منهم غلام يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه)).

وقال أيضًا: ((أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى، فما نفعه ذلك مع قدرة الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري ولا يغلب، بل نفذ حكمه وجرى قلمه فِي القدم بأن يكون هلاك فرعون على يديه، بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفًا من الولدان، إنَّما منشؤه ومرباه على فراشك وفِي دارك، وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدلـله وتتفداه، وحتفُك وهلاكُك وهلاكُ جنودِك على يديه، لتعلم أن ربَّ السموات العلا هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال، الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن)). (تفسير ابن كثير 6/ 198)

ومثل هذه البشارة التي نالها بنو إسرائيل، بشرنا الله بها فِي قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]
قال ابن كثير رحمه: ((هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بأنَّه سيجعل أُمَّته خلفاء الأرض، أي أئمة النَّاس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد. وليُبدِّلنَّهم من بعد خوفهم من النَّاس أمنًا وحُكمًا فيهم)). (تفسير ابن كثير 6/ 70)

فأبشري أختي الكريمة بنصر الله، ورفع معاناتك وتبديلها مهما كان الطغيان، ومهما فعل الطواغيت، فأمر الله نافذ بعلوِّ هذا الدين، ونصرة أهله، جعلنا الله ممن ينصرون دينه.

نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
4 رمضان 1446هـ

04 Mar, 04:55
203
Post image

معاناة المرأة في زمن موسى - 4
إذلال فرعون للنساء في زمن موسى عليه السلام

جعل الله المرأة سكنًا للرَّجل، وجعل الله الرَّجل سندًا للمرأة، تحتمي به من كل المخاوف، وتشعر بالأمن فِي كنفه، ولذلك تحب المرأة أن ترمي برأسها على صدر الرَّجل لتشعر بهذه الطمأنينة، وتحب أن ترى من الرَّجل قوَّته فِي الدفاع عنها وحمايتها.
كما أنَّها تحب أن تشعر بغَيرته عليها، بل قد تستثيره عمدًا لترى أثر هذه الغَيرة على وجهه، وفي تصرفاته، لأن هذه الغَيرة دليل على محبته لها، وفيها تظهر حمايته لها، والذبُّ عنها. فالمرأة عِرضُه الذي يحميه، ويخاف عليه من كل ما يؤذيه، أو يجرحه.

والرَّجل وقت الغَيرة فِي قمة الغضب، وشدة غليان قلبه على ما يحدث لزوجه.
والمرأة فِي قمة السَّعادة لما ترى من غَيرته، وإن كانت تخفِي سعادتها فلا يظهر لها أثر على وجهها الذي يمثل الخوف، فإن قلبها يمتلئ فرحًا بما ترى.
هذه السعادة التي تشعر بها المرأة فِي حال غيرة زوجها عليها، فقدتها المرأة فِي زمن موسى بسبب ظلم فرعون وإذلاله لزوجها.

وهذا هو النوع الرابع من العذاب الذي تمر به المرأة فِي زمن فرعون، وهو إذلال زوجها وإهانته وكسره، بما وضع فرعون من قوانين عليهم تهينهم، وتربيهم على الذُّل والخنوع وفقدان الرجولة، فلا يملك هذا الرَّجل أن يدافع عن زوجته، ولا عن مولودها، بل هو مستسلم لقرار فرعون بقتل الذكور من بني إسرائيل، فلا يحرك ساكنًا من أجله، ولا يدافع عن عرضه، ولا يرد عنها أيَّ نوع من أنواع العذاب الذي تسلَّط به فرعون على نساء بني إسرائيل.

ولم يقف الأمر عند هذا الحدِّ، بل إنَّ فرعون استخدم رجال بني إسرائيل فِي الأعمال الشاقة مع إذلالهم وتعذيبهم، حتى أصبحت شخصية غالب رجال بني إسرائيل فِي ذلك الزمان شخصية ضعيفة أمام طغيان فرعون وهامان وجنودهما.

و«‌هامان» ((‌هو اليد العاملة لفرعون، فيما يشاء. وقد يكون وزيرًا لفرعون، أو مستشارًا له، أو كبير جنده. وهو الذي دعاه فرعون إلى أن يبنى له صرحًا يطلع منه إلى إله موسى)). (التفسير القرآني للقرآن 10/ 310)
وهذه عادة الطغاة فِي الأرض، صناعة شخصيات ومناصب تعينهم على الطغيان. وهذا ما فعله فرعون، فجعل هامان وزيرًا له يُنفِّذ أوامره، ويبطش بالنَّاس.
وعادة ما يزيد طغيان أمثال هؤلاء الذين هم أعوان الظلمة لشعورهم أنَّ لهم سندًا يستمدون قوتهم منه، ويبطشون باسمه، وإن لم يأمرهم. ولو علم لن يخذلهم لأنه يريد البطش بالنَّاس ويعجبه ذلك.

فاجتمع على نساء بني إسرائيل بطش فرعون وهامان، من جهة، وضعف شخصية رجالهنَّ من جهة أخرى، فلا حماية لهنَّ، ولا صيانة لعرضهنَّ، ولا رحمة لمواليدهنَّ.
وهذا التعذيب والإذلال بأنواعه المختلفة كان قبل ولادة موسى عليه السلام.

فجاءت البشارة من الله لبني إسرائيل قبل ولادة موسى عليه السلام برفع الظلم عنهم، وإذلال عدوهم، فقال عَزَّ وَجَلَّ مبينًا قدره فِي إنهاء هذه المعاناة التي كانت تمرُّ بها المرأة: ﴿طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ [القصص: 1-6]

قال ابن جرير الطبري رحمه الله: ((ومعنى الكلامِ: إن فرعونَ علا فِي الأرضِ، وجعَل أهلَها من بني إسرائيلَ فِرَقًا، يَسْتَضْعِفُ طائفةً منهم، ونحن نُرِيدُ أن نَمُنَّ على الذين استَضْعَفهم فرعونُ فِي الأرضِ من بنى إسرائيلَ، ونَجْعَلَهم أئمةً)). (تفسير الطبري 18/ 152)

وقال القشيري رحمه الله: ((نريد أن نمنَّ على المستضعفين بالخلاص من أيديهم، وأن نجعلهم أئمة، بهم يهتدى الخلق، ومنهم يتعلم النَّاس سلوك طريق الصدق، ونبارك فِي أعمارهم، فيصيرون وارثين لأعمار من يناويهم، وتصير إليهم مساكنهم ومنازلهم فهم هداة وأعلام، وسادة وقادة بهم يُقتدى وبنورهم يُهتدى، ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ نزيل عنهم الخوف، ونرزقهم البسطة والاقتدار، ونمدُّ لهم فِي الأجل. ونُري فرعون وهامان وقومهما ما كانوا يحذرون من زوال ملكهم على أيديهم وأنَّ الحقَّ يُعطى وإن كان عند الخلق أنّه يُبطي)). (لطائف الإشارات 3/ 54)

04 Mar, 04:55
176