`
كالغثاء تمامًا.. رائحة الوهَن قد خنقَت المكان، ولا حياة لمن تنادي..
هكذا هو حال جزء كبير من أمّة الإسلام، من أمّة رفع فيها الرسول ﷺ اللواء؛ ناصرًا كلمة ربّ العزة، هادمًا لأصنام الجاهلية.. لتأتي أمّة بعد قرون مضت وانقضت معيدةً للجاهلية سلطانها؛ فجورٌ مقيت، فحش قذر، انتهاك لحرمات الله وغيرته؛ «وَغَيْرَةُ اللَّهِ تَعَالَى، أنْ يَأْتِيَ الْمَرْءُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ» - متفقٌ عَلَيهِ.
وما يندى له الجبين أنّ هذه الجاهلية المقيتة قد أُقيمت (وغيرها الكثير) جهارًا نهارًا في ذات الوقت الذي كانت فيه غزّة -وجباليا بالتحديد- تنزفُ دمًا، وتُخنَق خُذلانًا.. كيف كان حال المسلم هناك وهو يفتح شاشة هاتفه علّه يجد كلمة أخاه من بعيد تؤنسه، ليجدَ أخاه -وبئس الأخوة إن كانت هكذا- قد نشر -وهذا إن فعل، "free palestine" ثم أخذ تذكرة لحفل عفِن ودخله غير آسف!
حقارة.. ثمّ خذلان ما بعده خذلان!
لأجل ذلك نقول.. يا أبناء أمّة الإسلام البررة، يا من يحترقون كمدًا عليها، يا من سلكوا درب الصلاح محاولين الإصلاح، يا من تألموا بصدق، ودمعوا بحرقة؛ أنتم الأمل.. أنتم لا غيركم!
عضّوا على ثغوركم بالنواجد، وأشعروا إخوانكم أنكم معهم بقلوبكم إن عجزت الأجساد.. وابذلوا.. ابذلوا ما باستطاعتكم.. فالوقت وقت السعي والعمل، الوقت وقت البناء.. فراية الإسلام تتأرجح بين أيادٍ كثيرة.. اعملوا علّكم تحملونها غدًا ويكون النصر على أيديكم، أو أيادي أجيالكم.