حَمْــــزَة..¹³

الحمد لله الذي أحيانا لزمانٍ نرىٰ فيه النماذج المسلمة رأي العين، ولم تعد حِكرًا نقرأها في كتب التراجم والسير فقط! فهذه أيامٌ تُعاد فيها قصص أسلافنا، قِصةً تتبعها قِصة، ومشهدًا تلوَ مشهدا!

فاللهمَّ استخدمنا في سبيلك، وأمتنا في سبيلك، واجمعنا بعبادك الذين عاشوا وقُتِلوا في سبيلك في جنَّات النعيم المقيم، آمين آمين.

أعِيذُك بالله ألا تُغيركَ كلَّ هذه النوائب التي رَمَت بثقلها علىٰ أمَّتنا، وألا تجعلك تقف أمام نفسك تندُبُها بعد رحيل كلَّ هؤلاء الأخيار، وألا يكون لك سهمٌ بكلِّ أبواب الخير التي أُشرِعت في زماننا يَلجُها كما ترون خيار أبناء الإسلام.. ونحن نصيبُنا التعداد!

يحيىٰ سيحيا في القلوب معززًا
والعيب في من باعــــــــه والعار

#رثاء_الســنوار

لمَّا عجز البعض أن يكونوا رجالاً، يُحيون في الأمَّة روح التضحية، ويبثون في جسدها صوت الإقدام، ويتصفون بصفة الوفاء لأمتهم ولأسراهم ولجراحهم النازفة التي ملأت هذا العالم الجائر!

بدلاً من أن يعيدوا سالف عهدهم، وتتصدر أمتهم بتضحياتهم التي لا بُدَّ منها وتكون رائدة في هذا العالم الذي يسير نحو الهلاك والعذاب المحتوم، والذي حتمًا سيَهلك معه كثيرٌ من الذين آثروا الحرث، واتبعوا أذناب البقر!!

نراهم اليوم يَعيبون الرجال، ويكيلون لهم أصابع الجُرم والإتهام، وهم من هم.. قومٌ همُّهم الكروش والقروش، لا تعرفهم الأمَّـــة بنوازلها ونوائبها إلَّا مُشغبين، باثين للفرقة والمنكر والسوء!

ألا ليتهم يعلمون، أن ساعة يقفونها هؤلاء الغرباء خيرٌ من دنيا المترفين مجتمعة، وإن أحدهم ليُشاك شوكة فيناله من الأجر العظيم ما يناله، فكيف بمن ذهب عُمرُه وتمزَّق جسدُه في سبيل الله ﷻ!؟

لكن من مقت الله للعبد أن يجعل خصمه مُجَاهِدٌ فهؤلاء هم أولياء المولىٰ ﷻ، فإذا رأيت شخصًا يُطلق لسانه فيهم فاعلم أنه ممقوتٌ ففرَّ منه، وإيَّاك من الاستماع له أو الوقوف عنده.. قد نصحتك يا صاحبي نصيحة مشفق فالزمها واحفظها!

إن أشرف العلوم علىٰ الإطلاق، أن يعرف العبد ربَّه!

‏
﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

#تلاوة

بعض الشُّهداء لا يوفيهم حقَّهم إلَّا رثاء وعزاء السَّماء: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.

اللهمَّ قد جاءك عبدك بعد عناءٍ طويلٍ في سبيلك، وناله لأجل دينك والدفاع عن مسرىٰ نبيِّك ﷺ من الأذىٰ ما ناله، حاملاً روحه، وتثعُبُ من جسده الدِّماء، فارفع درجته، ووسع له في مُدخله، وأكرمه بجوار نبيِّك، واخلفنا من بعده عبادًا أولي بأسٍ شديدٍ، يذيقون قتلة رُسلك أشدَّ العذاب.

فسلام الله عليك يا يحيىٰ..
وهنيئًا لك ما نلت ولقيت فداءً لدينك..
فلا يليق برفاق الياسين والعيَّاش والرَّنتيسِي رحمهم الله أن يرتقوا إلَّا كذلك، في ميدان الحرب، موشحين بسلاحهم، فهكذا دأب القادة العظماء.

ستبقىٰ رياح الاقتتال الدَّاخلي تعصف بصفوف حملة السِّلاح وجنود الكيانات، ولن يكون للساحة خلاص من هذه الظاهرة ما دامت سمة الفصائلية طاغية في النفوس والعقول.. ولله المشتكىٰ!

ولن تقف سيول التحريش عن جرفها لثمرات ثورتنا، وتضحيات أهلها، ما دام هناك قادة مشاربهم متعددة وأجنداتهم مختلفة، ويوجههم المشغل حسب الحاجة والخطَّة، لا يجمعهم رأسٌ واحدٌ.. لهدفٍ واحد!

وفي الشَّمال السوريِّ المحرر صنفان مختلفان في شمال حلب وفي إدلب "يفصلهما حاجزٌ واحد فقط!"، وللمراقب حرية المقارنة، وتُرىٰ أي الأصناف يحقق تطلعات هذا الشعب المكلوم.. فيا رب تولَّنا برحمتك.

​​إنَّ هذه الطَّائرات الرُّوسيَّة ومُنذ أناخت بأحمالها في السَّاحل السوريِّ في قاعدة حميميم العسكريَّة، لم يكن لها من فائدة إلَّا أنَّها أهدت بصواريخها لآلافٍ كثيرةٍ من الأرواح الطَّاهرة أمنياتها، فأهل الشَّام لا تكتمل أفراحهم إلَّا في الجِنان والخلود!

وهم إن أرادوا بهذه الضغوطات، ركونًا وعزوفًا عن الإعداد، والشرخ بين أبناء الشَّام وحاضنتهم، فهم والله واهمون، فلقد اختار آل المحرر مسيرهم منذ عقدٍ ونيف، ولن تجمع الشَّـام بين متضادين، ولو غرَّ البعض وجود الأعداء الطارئون!

ستدول الأيام دولتها، ويكشف المحرر الستار عن ما أعدَّه رجاله، ويخرج من دُشم وأنفاق المحرر أبطالاً تُخلَع من إقدامهم قلوب أكابر الأعداء، ولن تكون بعون الله هذه الجحافل المتكدسة علىٰ أسوار المحرر المبارك إلَّا غنائم للمسلمين، ويفرح يومئذٍ المؤمنين.. وإن غدًا لناظره قريب!

​​لو يَعلم أهل هذا الزمان، أننا صرنا نغبط آل فلسطين عامَّةً، وآل غـــزَّةَ خاصَّةً حيث أنهم يدخلون أبواب الشَّهادة -كما نحسب- جماعاتٍ وأفرادًا، بينما نحن نتباهىٰ بدخولنا لأبواب الدنيا الزائلة، وتحصيلنا للشهادات الفانية، أي غفلةٍ وقحطٍ نزل بقلوبنا!

لا يمر يومٌ إلَّا ويبلغنا نبأ قافلةٍ أو خفوتَ نجمٍ ركضًا لحواصل الطير، ورفقةً لأصحاب القناديل، ونحن لا زلنا نرتب أعمارنا وفقًا لمعايير الدنيا، وطمعًا بملذاتها، فهل لها من تلاف، وهل لذناباها من مطلب؟!

بالأمس حمل شريط العاجل خبر استشهاد المنشد حمزة أبو قينص -تقبَّله الله-، والذي صُوِّر للناس أنه مجرد منشدٍ وصاحب صوتٍ عذب، لتكشف الشَّهادة الستار عن بطلٍ مقاومٍ آثر العمل بالظلِّ، بعيدًا عن أعين الجماهير، ويكفيه أن الله يعرفه.

اللهمّ ارحم كلَّ شهيدٍ قضىٰ نحبه فيك..
وأغدق عليه من رحماتك، ووسع له في جنّاتك..
وألحقنا بهم علىٰ درب الشَّهادة غير محرومين.

‏﴿‏وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ﴾

#تلاوة

​​لمَّا أبطأ بهم سوء طويتهم، وتقصّدهم مواطن الظهور والتشغيب، وحُرِموا بذلك من أن يكونوا إحدىٰ لبنات البناء، وأعمدة المشروع، سارعوا لوصم العاملين بأقبح الكلام، وطعنوا في دينهم.. بأنهم وكلاء!

ألا ليت أبيك عبد الله عزَّام حيًّا رحمه الله..
لأوسعك ضربًا، ولقبَّح تصرفاتك الظالمة في حقّ من خاضوا معامع وبلاء الميدان، بينما سماحتك تتقلَّب ذات اليمين وذات الشِّمال في فنادق الأمن والنعيم!

​​ما يفعله الاحتلال الروسيِّ من عنجهيةٍ معتادةٍ منه، يستقوي بها علىٰ أرواح وأرزاق الآمنين، ظنًّا منه أنَّه بذلك يُغيِّر من قدر الله شيئًا، ويحول دون الطوفان!

وهذه سُنَّة الله بالطُّغاة حيث يستدرجهم من حيث لا يعلمون، وكلَّ ما ينفقونه من الأموال ليصدوا بها عن سبيل الله، ستكون حسرةً عليهم.. ويُغلبون!

وإنَّ أقدار الله غالبة، وإرادته ماضية، ولن تجد لسنة الله تحويلاً ولا تبديلا، وإن قدر الله بدينه النصر والظفر، وبجنده وعباده الغلبة والظهور بإذنه ﷻ.

#الشمـال_الســوري_المحرر

• لتلك الحشود حول حلب، إن هي نسيت!

هذا تذكيرٌ مرئيٌ لفلولهم ونحن نتشوق لإعادة المشهد، بأذناب مليشيا الرَّافِضَة التي تتجمهر اليوم باحثةً عن الموت، ولا أدري هل يستجدي الغريق مؤازرة الغرقىٰ من حوله، وإني لأرىٰ القدر يسوقكم للموت رغمًا عنكم، ثم يُعمِل أبطالنا السيف فيكم بقوة الله.

#الشـام_مقبرة_الغـزاة

​​السّلام علىٰ موطن شيخ الإسلام..
السّلام علىٰ دمشق الحنين والهُيام..
فمنكِ خرج العُلماء، وفيكِ دُفِن العُظماء..
آهٍ دمشق كم استطاب العيش فيكِ عابد، وكم تلذذ بحناياكِ زاهد، وكم في جوفكِ من مُجَاهِد، منكِ خرجت الوفود والجنود، أنتِ مقبرة الاستعمار، ومقصد الأخيار.. أما آن لكِ أن تطردي الغزاة!

يقرأ الناس اليوم: كتاب رياض الصالحين، وروضة المحبين، ونزهة المشتاقين، وعمدة الطالبين، ومدارج السالكين، وأعلام الموقعين..
وما علموا أنَّ جميعها قد كُتبت فيكِ!!

اللهمَّ أحينا لزمانٍ نرىٰ فيه دمشق أمويَّةً تعلوها رايات الإسلام، وتعود لسالف عهدها منبعًا للعظماء والعلماء والأوفياء، وتعيد للشرق عزَّه بإذن الله.

التغيير قادم لا محالة، والمنطقة مقبلة علىٰ تحديات، والشرارة التي أُطلِقَت صبيحة السَّابِع من أكتوبَر قد أشعلت النار في التنور، وقدر الله ﷻ نافذٌ.. نافذ!

وسيفور التنور ليُعيد ترتيب خارطة المنطقة من جديد، وليُداول الله الأيام بين خلقه، وتستعد هذه الأرض لأيام الملاحم القادمة بإذن الله، ولن تكون خطط الأبالسة والمجرمين سوىٰ وبالاً وجحيمًا عليهم، فوعد الله آتٍ.. آت، ولا رادَّ لأمره ﷻ.

سُبحان الله ﷻ الَّذي جعل الشَّام هي ميزان لصلاح الأمَّة؛ فتأتينا هذه الأرض الطَّيبة بين الفينة والأخرىٰ لتعيد ترتيب منازل الناس في أذهاننا وقلوبنا، فعليك أن تراقب قدر الله ﷻ في الأرض الكاشفة الفاضحة القاصمة، وتسأله العافية.

​​• إحدىٰ صور تحقيق الولاء والبراء العمليَّة..
• بتوقيع السيـــوف الشَّاميَّة المباركة الأبيٌَة..