يزيدُ شعوري عمقًا مع كلِّ ألم، أستطيع أن أفهم خبايا نفسي وألمسها بأصابعي، أعدُّ ندباتي واحدةً واحدة، أضع بجانبِ هذه صورة، وفوق أخرى أطبعُ قُبلة.. أحترقُ كما في صورةِ ملفي الشخصي، ولكن من ظهري ووجهي، كل ذلك يحترقُ وفوقهم: قلبي، الذي لم يعد يتحمل أن يشاهد كل ما يحدث ويسكت، يرجو لو يشاركهم كل لقمةٍ يطعمها، وكل فرحٍ يعتريه.. ولكنه كذلك يخاف مما هو آت، كل أمٍ ماتت هناك هي أمٌ لي، وكل أبٍ أبي، وكل رجلٍ فهو أخي. عرفت ذلك من بكاء أمي ودعوات أبي المتهدجة، من كل غضبٍ خرج من عين أبي كالشرر على كل القتلة، وكل دمعةٍ ذرفتها أمي حزنًا على شهيد. أنا مثقلٌ بالمشاعر لا تكفيني الكلمات ولا تعبر عني الصور، ولا أستطيع كذلك التوقف عن حياتي التي وُضِعتُ فيها قدرًا، ولكني أحاول أن أحترم سطوة الألم، وأنزوي بنفسي لأشاهد الأقدار النافذة، وأشعر بالعجز التام وأعترف به، فلا أستطيع تغيير ما تمنيتُ تغييره، ولا إيقاف ما يقتلني.