شهادة مجاهدين في صحبة السنوار
في جنوب قطاع غزة كُنا برفقة القائد الشهيد أبا إبراهيم السنوار في أحد العُقد القتالية المتقدمة في مناطق شرقي جنوب القطاع، وإنتهت مهمتنا في العُقدة بعد الإثخان بفضل الله في قوات العدو المتوغلة، حيث برفقتنا نفذ الحاج أبو إبراهيم ٦ مهمات قتالية ما بين تدمير اليات عسكرية واشتباك مع قوات راجلة واستهداف قوات متحصنة في المنازل.
وإنتهت ذخيرتنا فكان قرار القيادة الميدانية هو الانسحاب إلى عُقدة ثانية قريبة وتعزيزها بشرياً لتواجد ذخيرة هناك دون تواجد مجاهدين بالعدد الكافي.
عقدنا النية وتوكلنا على الله وهَمَمْنا بالخروج تحت القصف المكثف، وطائرات الاستخبارات الاسرائيلية لا تفارقنا في السماء، وبمجرد خروجنا رفض الحاج الخروج وبقي في العُقدة القتالية بسلاحه الشخصي وبرفقة أحد المجاهدين الذي رفض كذلك الخروج.
عُدنا وأصررنا عليهم بأنه لا فائدة من البقاء هنا سوى التهلكة، فما أدى ذلك إلى تغيير رأيهم فَهَمْمْنا بتنفيذ قرار القيادة الميدانية وذهبنا إلى العُقدة الثانية تحفنا عناية الرحمن.
وبعد أسبوع فُقد الاتصال بالحاج أبا إبراهيم السنوار ومن معه، وأصاب من يعلم بالتفاصيل الوهن والخوف من أن يكون قد أصابه مكروه وقررنا الصمت لانه نوه لنا بأنه لا يجب أن يعرف أحداً أنني كُنت برفقتكم هنا إطلاقاً.
وبعد عدة ساعات من القلق والخوف شاهدناه أمامنا يركض كالليث ويحمل سلاحه وبرفقته ثُلة من المجاهدين بإتجاه أحد المنازل التي يتحصن فيها جنود وضباط الجيش الإسرائيلي.
وحدث الاشتباك وقررنا المساندة بما لدينا من ذخيرة.
وخرج مرة أخرى مصاباً بشظايا قذيفة TBG كانت قد استهدفت المنزل خلال الاشتباك.
نظرنا إليه بتعجب ولم ننبس ببنت شفه ونظر إلينا وقال: "مالكم يا إخوان، يلا ضايل علينا شغل كتير".
كُنا نرى شماتة وحديث القريب والبعيد ونحن نعلم بأن الميدان يقول غير ذلك. وعندما نقلنا له في أحد المرات ما يِقال عليه في وسائل الإعلام وفي العوام، قال بالحرف "حسنااات حسنات حبطرش يا شباب، مالكم خليهم براحتهم واحنا براحتنا بنثخن فيهم".
وأصر على عدم تصحيح أي من الذي يُقال في الاعلام إطلاقاً حفاظاً على سلامته ورغبة منه في الاستمرار في الاثخان. أما عن خروجه إلى رفح والمحور القتالي في الكتيبة الغربية فله حديث مُطول. هذا ما أفاده أحد الثقات