سُئل الإمام يحيى بن معين رحمه الله عن العباس بن فضل الأنصاري الواقفي فقال : لم يكن بالثقة ، وعلل ذلك بقوله : وضع حديثاً لهارون - يعني الرشيد - عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس في الأمراء ، لم يكن به بأس لولا أنه وضع هذا الحديث ، ولو أن رجلاً متى همّ في الحديث بكذب حرف هتك الله ستره .
كذلك قال الإمام يحيى بن معين في إسماعيل بن أبان الغنوي الذي روى حديثاً في فضل بني العباس كأنه أراد التقرب إليهم ، قال يحيى بن معين فيه : كذاب ، وضع حديثاً عن علي : السابع من ولد العباس يلبس الخضرة : يعني المأمون .
يعلق الدكتور أحمد صنوبر على هذه النماذج في كتابه اللطيف من النبي إلى البخاري ، قائلاً :
((وإذا كان ابن معين تحت السلطة السياسية أيام قوتها وعصرها الذهبي ، ومع ذلك كان يصرح في المحافل بكذب هذا الحديث فإن ذلك يعني أن فكرة تأثر السياسة في رواية الحديث وانتشارها فكرة غير صحيحة على الأقل في هذا السياق ))